هجمات البحر الأحمر تدفع مشتري النفط العالميين إلى "التوجه محليا"
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
يتجه المشترون العالميون للنفط إلى الأسواق المحلية، بشكل متزايد، بسبب هجمات جماعة الحوثي التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، في البحر الأحمر وارتفاع أسعار الشحن مما يجعل الإمدادات النفطية من المناطق الأقرب أكثر جاذبية، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ".
وفي نوفمبر، بدأ الحوثيون قصف سفن في البحر الأحمر، قائلين إنهم "يستهدفون تلك المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في قطاع غزة"، بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى.
وفي مواجهة العنف المتصاعد في البحر الأحمر، تخلت خطوط الشحن الرئيسية إلى حد كبير عن الطريق التجاري الحيوي واتجهت إلى طرق أطول حول أفريقيا.
وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف، مما زاد المخاوف بشأن التضخم العالمي، بينما أدى إلى حرمان مصر من إيرادات مهمة من شركات الشحن التي تبحر في قناة السويس من وإلى البحر الأحمر.
وفي جميع أنحاء أوروبا، تخلت بعض شركات التكرير عن شراء خام البصرة العراقي الشهر الماضي، وفقا لما ذكره التجار لـ"بلومبرغ"، في حين يقوم المشترون من القارة بشراء الشحنات من بحر الشمال وجويانا.
وفي آسيا، أدت القفزة في الطلب على خام مربان من أبوظبي إلى ارتفاع الأسعار الفورية في منتصف يناير، وانخفضت التدفقات من كازاخستان إلى آسيا بشكل حاد.
وفي الوقت نفسه، انخفضت شحنات النفط الخام من الولايات المتحدة إلى آسيا بأكثر من الثلث الشهر الماضي مقارنة بشهر ديسمبر، حسبما تظهر بيانات تتبع السفن من شركة "كبلر".
وتسبب ذلك في صعوبات بالنسبة للدول التي تعتمد على الاستيراد مثل الهند وكوريا الجنوبية لتنويع مصادر إمداداتها من النفط.
وقال فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في شركة تحليلات البيانات كبلر: "إن التحول نحو الشحنات الأسهل من الناحية اللوجستية أمر منطقي من الناحية التجارية، وسيظل هذا هو الحال طالما أن اضطرابات البحر الأحمر أبقت أسعار الشحن مرتفعة".
وأضاف: "إنها عملية موازنة صعبة، حيث يتم الاختيار بين أمن الإمدادات وتعظيم الأرباح".
في مذكرة صدرت في 30 يناير، أشارت كبلر إلى أن عبور ناقلات النفط عبر قناة السويس انخفض بنسبة 23 بالمئة الشهر الماضي مقارنة بشهر نوفمبر.
وكان الانخفاض أكثر وضوحا بالنسبة لغاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال، فقد انخفضا بنسبة 65 بالمئة و73 بالمئة، على التوالي.
وفي أسواق المنتجات، كانت تدفقات الديزل ووقود الطائرات من الهند والشرق الأوسط إلى أوروبا، وزيت الوقود الأوروبي و"النافتا" المتجهة إلى آسيا هي الأكثر تأثراً.
و"النافتا" هي مادة خام للبتروكيماويات، والأسبوع الماضي، سجلت أعلى مستوياتها في نحو عامين، وسط مخاوف من أن يصبح من الصعب الحصول عليها من أوروبا.
ويؤثر تأثير هجمات البحر الأحمر على أسعار النفط من خلال ارتفاع تكاليف النقل، مما يشجع مصافي التكرير على التوجه محليا.
وقالت كبلر إن أسعار ناقلات النفط الخام من طراز "سويزماكس" من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا قفزت بنحو النصف منذ منتصف ديسمبر.
وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنحو 8 بالمئة خلال نفس الفترة.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكلفة تسليم النفط إلى آسيا من الولايات المتحدة، حيث يتزايد الإنتاج، بأكثر من دولارين للبرميل على مدى ثلاثة أسابيع في يناير، وفقا لما نقلته "بلومبرغ" عن متداولين مشاركين في السوق.
ومن غير المتوقع أن يؤدي الوضع في البحر الأحمر إلى إعادة ترتيب تدفقات النفط على المدى الطويل، ومن الصعب أيضا رؤية حل للصراع على المدى القريب، بحسب "بلومبرغ".
وبدلا من ذلك، هناك خطر كبير بحدوث المزيد من الاضطرابات، خاصة بعد الهجوم الحوثي على ناقلة تحمل الوقود الروسي، أواخر الشهر الماضي.
وتشير "بلومبرغ" إلى أن الهجوم كان جديرا بالملاحظة لأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران كانت قد أشارت في السابق إلى أن "السفن الروسية والصينية لن يتم استهدافها".
يشن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن- صورة أرشيفية.
تحذيرات متتالية تطلقها دول الخليج بعد التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، على خلفية الهجمات المستمرة التي تشنها جماعة الحوثي باليمن "التي تصنفها واشنطن جماعة إرهابية"، بينما يكشف مختصون لموقع "الحرة" تداعيات ذلك التصعيد وتأثيره على المنطقة ومدى إمكانية "حل الأزمة".
والأربعاء، أعلن صندوق النقد الدولي أن النقل البحري للحاويات عبر البحر الأحمر انخفض بنسبة تناهز 30 بالمئة خلال عام واحد، وذلك على خلفية تزايد الهجمات التي يشنها الحوثيون اليمنيون على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن، وفق وكالة "فرانس برس".
وتعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لنحو أسبوع.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي النفط الملاحة الدولية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشهر الماضی إلى آسیا
إقرأ أيضاً:
مخاوف التصعيد في الحرب الأوكرانية تصعد بأسعار النفط 2%
شهدت أسعار النفط ارتفاعا بأكثر من اثنين بالمئة، الخميس، مع تبادل روسيا وأوكرانيا إطلاق الصواريخ، مما طغى على تأثير زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية.
تحركات الأسعار
بحلول الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 1.48 دولار، أو بنسبة 2.03 بالمئة، لتصل إلى 74.29 دولارا للبرميل.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.53 دولار، أو 2.23 بالمئة، إلى 70.28 دولارا للبرميل.
وأطلقت أوكرانيا أمس الأربعاء صاروخين من طراز ستورم شادو البريطانية على روسيا، وهو أحدث سلاح غربي جديد يُسمح لها باستخدامه ضد أهداف في العمق الروسي بعد يوم من إطلاقها صواريخ أتاكمز الأميركية.
وقالت روسيا إن استخدام أسلحة غربية في ضرب عمق أراضيها بعيدا عن الحدود سيشكل تصعيدا كبيرا في الصراع.
وقالت أوكرانيا إن الدفاع عن نفسها يتطلب أن تكون قادرة على ضرب القواعد التي تستخدمها روسيا لدعمها في الحرب التي دخلت يومها الألف هذا الأسبوع.
وقال محللون في آي.إن.جي في مذكرة "الخطر بالنسبة للنفط سيكون في حال استهداف أوكرانيا البنية التحتية الروسية للطاقة، ويشكل عدم اليقين بشأن كيفية رد روسيا على هذه الهجمات خطرا آخر".
وأعلنت الصين اليوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية.
وقالت مصادر مطلعة في أوبك+ لوكالة إن التحالف قد يؤجل زيادات الإنتاج مرة أخرى عندما يجتمع في الأول من ديسمبر وسط ضعف الطلب العالمي على الخام.
ويضم التحالف الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ودولا أخرى منتجة للخام بقيادة روسيا.
ويضخ هذا التحالف نحو نصف نفط العالم.
وتأثرت السوق بارتفاع مخزونات الخام ارتفعت 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة قدرها 138 ألف برميل.