لبنان ٢٤:
2025-02-17@00:06:34 GMT

حزب الله لن يقف خلف الدولة هذه المرّة

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

حزب الله لن يقف خلف الدولة هذه المرّة

عندما كان لبنان يفاوض إسرائيل بطريقة غير مباشرة، وبإشراف كلي من قِبل الأميركيين عبر آموس هوكشتاين، كان "حزب الله" يقول في العلن أنه وراء الدولة في أي قرار قد تتخذه في الوقت الذي كان يعلم فيه الجميع، ومن بينهم الأميركيون، أنه لو لم تكن "حارة حريك" موافقة على هذه المفاوضات لما كان قرار ترسيم الحدود البحرية قد أبصر النور، خصوصًا أن اللواء عباس إبراهيم، الذي كان الوسيط المباشر بين "حزب الله" وهوكشتاين، كان على اطلاع مستمر على أدق تفاصيل مفاوضات الناقورة، التي شابها في مراحلها الأخيرة بعض الغموض، الذي لا يزال من دون تفسير، خصوصًا أن لا أحد، أقّله ظاهريًا، استطاع أن يستوعب الموقف الذي اتخذته القيادة السياسية في "الحزب" لجهة تسهيل التوصل إلى مثل هكذا قرار على مستوى لبنان الرسمي، وهي التي ضغطت عبر المسيّرات، التي اكتفت بالتحليق فوق حقل "كاريش"، لكي تسهم في أن ينهي الرئيس السابق ميشال عون عهده بإنجاز وصفه "العونيون" بأنه "تاريخي"، وشارك فيه كل أركان الدولة بدءًا من الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري، اللذين واكبا تفاصيل المفاوضات، التي وضعت لبنان بفضل هذا الاتفاق على خارطة الدول النفطية في المنطقة، وإن لم "تصل فرحته إلى قرعته" بعد.

  أمّا ما كان سائدًا في المفاوضات البحرية غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، وبوساطة أميركية، غير متوافرة له الظروف ذاتها، التي هيأت المناخ الملائم للترسيم البحري، إذ أنه في تثبيت ترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل بما فيها مزارع شبعا وكفرشوبا المحتلة لن يقف "حزب الله" خلف الدولة في أي مفاوضات مقبلة بعد عودة هوكشتاين إلى المنطقة للمباشرة في نقل الرسائل المتبادلة بين بيروت وتل أبيب. وهذا ما يعرفه الجميع، وبالأخص الأميركيون، الذين تبلغوا أكثر من مؤشر من قِبل "حارة حريك"، خصوصًا أن آخر كلام نُقل إليهم لم يكن مشجعًا على المضي قدمًا في ما اعتقده هوكشتاين أمرًا سهلًا، خصوصًا عندما فسّر له ناقلو الرسائل ما يعني بالضبط تعبير "خيطوا بغير هالمسّلة".   فأي حديث عن تثبيت الترسيم البرّي في هذا الوقت، الذي تتعرّض له غزة لأبشع أنواع الحروب، وكذلك الجنوب المرتبط مصير الحرب فيه بالتطورات الغزاوية غير وارد، أقّله الآن، بالنسبة إلى "حزب الله"، الذي يرفض ما سبق أن طرحه الموفد الأميركي بالنسبة إلى سحب عناصره من مواقعهم المتقدمة على طول "الخطّ الأزرق" إلى شمال نهر الليطاني تمهيدًا لفرض تطبيق القرار 1701 على الجانب الإسرائيلي.   ووفق بعض المصادر غير الرسمية فإن أي حديث عن مفاوضات تثبيت الترسيم البرّي بما فيها المزارع المحتلة في شبعا وكفرشوبا والجزء المحتل من بلدة الغجر لن يكون مجديًا ما لم توقف إسرائيل حربها على غزة، وبالتالي وربطًا على القرى الجنوبية. أمّا إذا توقفت "حرب الإبادة" ونجحت الوساطات في تثبيت هدنة غزاوية طويلة الأمد فإنه سيكون لكل حادث حديث، من دون أن يعني ذلك أن "حزب الله" سيوافق على كل ما يمكن أن يُقدّم إليه من اقتراحات أميركية، خصوصًا أنه يرفض منطق تحويل المنطقة الجنوبية، والتي هي بحدود السبعة كيلومترات عمقًا، منطقة ضامنة لأمن المستوطنات الشمالية من الجهة الإسرائيلية، وبالتالي رفض أي تسوية سياسية كتلك التي سبقت الترسيم البحري، وإن كانت لا تزال تلك الخطوط العامة لتلك "التسوية البحرية" سرًّا من "اسرار الالهة".   إلاّ أن الأهم من كل ذلك أن اللبنانيين مختلفون على كل شيء تقريبًا، وهم يحتاجون اليوم أكثر من أي يوم مضى إلى أن يجلسوا معًا إلى طاولة مصارحة عميقة تمهيدًا لمصالحة حقيقية أو إلى الطلاق، وهو أبغض الحلال.     
    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله: ندين الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدان حزب الله الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، اليوم الأحد، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".

وأفادت "اليونيفيل"، في بيان رسمي، بأن موكبًا تابعًا لها تعرض، مساء الجمعة، لهجوم عنيف أثناء توجهه إلى مطار بيروت، حيث أُضرمت النيران في إحدى المركبات، ما أدى إلى إصابة نائب قائد القوة المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته.

ودعت القوة الأممية السلطات اللبنانية إلى فتح تحقيق شامل وفوري، وتقديم جميع المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة، مشددة على أن "مثل هذه الاعتداءات تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد تصل إلى جرائم حرب".

وأعربت الأمم المتحدة عن إدانتها الشديدة للهجوم، محذرة من أن مثل هذه الحوادث تهدد سلامة موظفيها الذين يعملون للحفاظ على استقرار لبنان.

وأكد الجيش اللبناني، في بيان رسمي، رفضه لأي اعتداء على "اليونيفيل"، مشيرًا إلى أن قائد الجيش بالنيابة، اللواء الركن حسان عودة، أبلغ قائد القوات الأممية أن الجيش سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتوقيف المعتدين وتقديمهم إلى العدالة.

ووعد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، السبت، بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف موكب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، والذي أسفر عن إصابة ضابطين، أحدهما نائب قائد القوة.

وجاء في بيان نشرته الرئاسة عبر منصة "إكس"، أن عون "أدان الاعتداء، وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم"، مشددًا على أن "القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد".

وعقد السلطات اللبنانية اجتماعًا طارئًا أمس السبت لمناقشة تداعيات الهجوم، وسط توجيهات من وزير الداخلية والبلديات، العميد أحمد الحجار، للأجهزة الأمنية بتحديد هوية المعتدين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام".

وزار الحجار الضابطين المصابين، وبينهما نائب قائد "اليونيفيل"، في المستشفى، مؤكدًا "رفض الحكومة اللبنانية لهذا الاعتداء الذي يعد جريمة بحق قوات حفظ السلام".

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لحزب الله: يجب إعادة الطيران الإيراني إلى لبنان
  • الحرية المصري: كثرة الشائعات في 2024 يعكس حجم التحديات التي تواجهها مصر
  • المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل أزمة الطائرات الإيرانية في لبنان
  • حزب الله: ندين الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري
  • ما طبيعة مرض الخطيب الذي أبعده عن رئاسة الأهلي؟
  • سوريا.. هل سيتعلّم الغرب من الدروس المستفادة هذه المرّة؟
  • اليمنيون للطاغية ترامب .. سنكون الجحيم الذي سيحرقكم وينسف كل مخططاتكم
  • مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟