شبكة اخبار العراق:
2025-02-02@20:50:37 GMT

سباق مميت في كراهية العرب

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

سباق مميت في كراهية العرب

آخر تحديث: 4 فبراير 2024 - 9:51 صبقلم:فاروق يوسف  تعددت الآراء في مسألة رد الولايات المتحدة على القصف الذي تعرضت له إحدى قواعدها على الأراضي الأردنية وأدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة أكثر من أربعين من جنودها.وكلما تأخر الرد كلما كثرت الآراء وتشعبت وتناقضت، حتى أن البعض صار يتوقع أن يأتي الرد صوريا ليُخرج الرئيس جو بايدن من الحرج ويخفف عنه الضغوط التي يعتبره أصحابها مسؤولا عمّا حدث.

فالديمقراطيون وبايدن في مقدمتهم أظهروا مرونة في التعامل مع إيران على حساب الدول التي ترتبط بالولايات المتحدة بصداقات تاريخية ومصالح مشتركة كالمملكة العربية السعودية وإسرائيل.لقد سبق للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أن وضع حجر الأساس لتلك العلاقة المريبة حين دفع الأطراف الأوروبية إلى التوقيع على الاتفاق النووي بالرغم من أن عددا منها كانت لديه تحفظات عليه. أما حين استعاد الديمقراطيون البيت الأبيض بعد أن انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق فكان التفكير في العودة إليه هو أول إجراء اتخذه بايدن. كان ذلك التحول انتصارا لإيران وبالأخص أنه جاء بعد الضربة غير المتوقعة التي تمثلت باغتيال زعيم فيلق القدس قاسم سليماني وهو الحدث الذي أربك خطط إيران في المنطقة.وإذا كانت إيران قد ماطلت في مسألة التوقيع من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي فلأنها كانت تنتظر المزيد من التنازلات الأميركية إضافة إلى محاولتها تمرير الوقت من أجل تطوير قدراتها النووية حتى إذا وجدت نفسها مضطرة للعودة إلى الاتفاق يكون ما لديها يكفي لإجبار العالم على القبول بها قوة نووية. وليس مؤكدا أن ما قامت به إسرائيل من ضربات دقيقة للمنشآت النووية الإيرانية كان محل ترحيب أميركي. وليس عدم اعتراض الإدارة الأميركية على تلك الضربات دليل رضا فالغضب من إسرائيل هو خط أحمر بغض النظر عمّا إذا كانت الإدارة جمهورية أم ديمقراطية.في إمكان إسرائيل أن تفعل ما تشاء ولن تطوي الولايات المتحدة مظلتها. غير أن ما تفعله إسرائيل لا يدخل ضمن حسابات الأميركان في التعامل مع إيران. كانت لديهم دائما حساسية من العرب هي غير موجودة بالنسبة إلى الإيرانيين. الإيرانيون يعرفون ذلك ويعرفون أيضا أن ما قدموه للأميركان من خدمات على مستوى تدمير المنطقة لن يمرّ من غير ثمن. لذلك تمادوا في توسيع الرقعة التي يهيمنون عليها فصاروا يفخرون بأن أذرعهم تمتد من البحر المتوسط حتى البحر الأحمر. وإذا ما عدنا إلى واقعة قتل ثلاثة وإصابة أكثر من أربعين جنديا أميركيا وهم نيام في القاعدة العسكرية بالأردن فإنها ليست بعيدة عن التمارين الدورية التي يمارسها الحوثيون في البحر الأحمر من خلال التعرض للسفن الأميركية.ما من شيء يمتّ بصلة إلى الخطأ. كل ما يحدث هو تعبير عن رغبة إيرانية في أن يخلي الأميركان المنطقة لهم من خلال الانسحاب السريع من العراق وسوريا.علينا أن نفهم أن التراخي الأميركي قد أدى بإيران إلى الشعور بتعاظم قوتها وهو ما دفعها إلى تخيل أن في إمكانها أن تزيح القوات الأميركية من مناطق نفوذها، مستغلة انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا. كانت روسيا عقبة أمام إيران تمت إزاحتها في سياق مخطط أميركي محكم. ولكن في سياق كل تلك المعطيات هل علينا أن نصدق أن إدارة الرئيس بايدن ستتحاشى الصدام مع إيران ردا على ما أصابها لا لأنها عاجزة عن القيام بذلك، بل لأنها لا تريد؟ ذلك سؤال ينطوي على اتهام الولايات المتحدة بأنها راغبة عن قصد في ذهاب المنطقة إلى ما هو أسوأ. مشكلة الولايات المتحدة أنها لن تكون قادرة على استعادة اعتبارها من خلال توجيه ضربات إلى هذه الميليشيا أو تلك من الميليشيات الموالية لإيران. المسألة تتعلق بمَن يقف وراء تلك العملية وهو أمر شديد الوضوح ولا يحتاج إلى مَن يتعقبه. بالنسبة إلى الكثيرين فإن توجيه ضربة إلى إيران هو الرد المناسب.ولكن إيران استبقت الجميع حين أشعلت حرب غزة. وجد بايدن في تلك الحرب سببا للتردد في ضرب إيران وهو ما يريده الديمقراطيون.بغض النظر عمّا تفعله فإن إيران تظل مفيدة للولايات المتحدة في حربها الخفية على العرب. ولا أظن أن الأميركان سيتمكنون من إقناع إسرائيل يوما ما بأن إيران لا تشكل خطرا عليها بالرغم من أن إيران نفسها قد أثبتت واقعيا عبر أكثر من أربعين سنة من وجود جمهوريتها الإسلامية أن ضررها يقتصر على العالم العربي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«ديب سيك» دليل على أنّ الغرب يخسر سباق الذكاء الاصطناعي

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

مهما كانت الحقيقة حول «ديب سيك» (DeepSeek)، فإن القطاع التكنولوجي في الصين يسبق الغرب بسنوات ضوئية من حيث الاستراتيجية والاستثمار، وللمرة الأولى، لم يكن دونالد ترامب مبالغًا في تصريحاته. إنّ وصول روبوت محادثة صيني منخفض التكلفة يُدعى «ديب سيك» لمنافسة ChatGPT «تشات جي بي تي» يُعدّ حقًا بمثابة جرس إنذار. إنه جرس إنذار لعمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وجرس إنذار لوول ستريت، وجرس إنذار لأي دولة متقدمة تسعى إلى دخول سباق الذكاء الاصطناعي.

كل ذلك صحيح حتى لو لم يكن «ديب سيك» بالضبط كما يُروَّج له. ولكن إذا كان منتجًا حقيقيًا، فإن الصينيين قد نجحوا في تطوير ذكاء اصطناعي عالي الجودة يمكن استخدامه بحرية وبتكلفة زهيدة، وهذا أمر مذهل، في عام 1957، صُدمت الولايات المتحدة عندما نجح الاتحاد السوفييتي في إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء. واليوم، تفاجأت بنفس القدر مع ظهور «ديب سيك». حقًا، يمكن اعتبار هذا لحظة «سبوتنيك» جديدة.

بالتأكيد، هناك من يشكك في قدرة شركة صينية ناشئة على تحقيق ما أنفقت عليه شركات التكنولوجيا الأمريكية مليارات الدولارات بميزانية محدودة. وقد يكون هؤلاء المشككون على حق، لكن ذلك لا يغيّر الصورة الكبرى وهي أن تهديد الصين لهيمنة الغرب التكنولوجية حقيقي، وأن السباق للفوز في الذكاء الاصطناعي سيكون بنفس ضراوة سباق الفضاء في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وربما أكثر شراسة. الصين تملك نفوذًا اقتصاديًا أكبر مما امتلكه الاتحاد السوفييتي في أي وقت مضى.

في بدايات نهضتها الاقتصادية السريعة، كانت الصين تُعدّ موقعًا مناسبًا للشركات الأمريكية والأوروبية للاستعانة بمصادر خارجية للإنتاج. كان العمال الصينيون يتقاضون أجورًا منخفضة، ونقل التصنيع إلى الخارج كان يعني أرباحًا أعلى. الفكرة كانت أن جميع الجوانب المتقدمة، مثل: تصميم المنتجات والبحث والتطوير، ستظل في الغرب، بينما يقتصر دور الصين على التجميع في مقاطعة «غوانغدونغ». وكان الاعتقاد السائد أن النظام الماركسي-اللينيني في الصين سيخنق أي إبداع يمكن أن يؤدي إلى ابتكار أفكار ومنتجات جديدة.

لكن هذا التصور أثبت أنه بسيط للغاية، ففي عام 2023، قدمت الصين عددًا من براءات الاختراع يفوق ما قدمه بقية العالم مجتمعًا. وتخرّج الجامعات الصينية في المتوسط أكثر من 6000 دكتور في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات شهريًا، أي أكثر من ضعف العدد في الولايات المتحدة. وكما يُظهر «ديب سيك»، تمتلك الصين مجموعة متزايدة من العقول اللامعة القادرة على التفكير خارج الصندوق عندما يُسمح لها بذلك، كما كان الحال بالتأكيد في تطوير الذكاء الاصطناعي والبطاريات الليثيوم-أيون والمركبات الكهربائية.

الولايات المتحدة تدرك تهديد الصين لهيمنتها، والحد من القوة الاقتصادية لبكين أصبح قضية يتفق عليها الحزبان في واشنطن، لذلك ظلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية خلال ولايته الأولى قائمة خلال فترة جو بايدن، بل تمت زيادتها. وقبل أسبوع واحد من مغادرة بايدن منصبه، فرض قيودًا جديدة على تصدير الرقائق الإلكترونية المتطورة المصنعة في الولايات المتحدة لمنع دول مثل الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، كما قدم قانون «خفض التضخم» الذي أقره بايدن لمنح إعانات مالية لتشجيع إنتاج المنتجات الصديقة للبيئة داخل الولايات المتحدة.

لكن في بعض القطاعات، قد يكون الأوان قد فات. الصين بالفعل أكبر مُصدّر للسيارات الكهربائية في العالم، ما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض تعريفات وقائية. البطاريات الليثيوم-أيون التي تصنعها المصانع الصينية أصبحت تكلفتها أقل بسبع مرات لكل كيلوواط/ساعة مما كانت عليه قبل 10 سنوات. لم يكن ينبغي أن يكون مفاجئًا للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أن تقسيم الجهد العالمي، حيث تقوم الصين بالأعمال اليدوية منخفضة التكلفة بينما يحتفظ الغرب بالتكنولوجيا المتقدمة، سيكون ذا جاذبية محدودة لبكين. وبدلًا من الاكتفاء بإنتاج الأحذية والألعاب وأجهزة التلفزيون، قامت الصين بجهد متعمد لدخول القطاعات التكنولوجية المتقدمة.

بالطبع، لهذه الاستراتيجية حدودها. هناك من يرى أن النموذج الاقتصادي الصيني سيصبح في النهاية غير متوافق مع نظامه السياسي، وأن المطالب بالديمقراطية ستجبر الحزب الشيوعي على تقليل القمع، كما أن الصين ليست بمنأى عن المشكلات الاقتصادية، إذ تعمل العديد من شركاتها الحكومية بخسائر، فيما انفجرت فقاعة سوق العقارات لديها.

ورغم ذلك، من الواضح أن المعركة على التفوق في الذكاء الاصطناعي تزداد سخونة. ترامب يعتقد أن بعض المنافسة من الصين ليست أمرًا سيئًا بالنسبة لقطاع التكنولوجيا الأمريكي، وهو محق. تراجعت قيمة أسهم شركات التكنولوجيا في وول ستريت بعد ظهور خبر «ديب سيك»، لأنه أثار التساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة في الشركات الأمريكية، لكن توافر نماذج منخفضة التكلفة سيؤدي إلى تسريع استخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم المخاطر الواضحة، على الخصوصية والأمن والوظائف، فإن هناك فوائد محتملة أيضًا.

يقول كير ستارمر إنه يريد أن تصبح بريطانيا «قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي»، ويجب أن يصبح تحقيق هذا الهدف أسهل مع انخفاض تكاليف التطوير. ولكن الكلام سهل. لم تظهر القطاعات التقنية المتقدمة في الصين من العدم، ولم يكن استحواذها على سوق السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة محض صدفة. مثل دول شرق آسيا الأخرى قبلها، اتبعت الصين نهجًا استراتيجيًا حيال الصناعات التي أرادت أن تكون فيها منافسًا عالميًا، واستثمرت بكثافة في بنائها، وحمتها خلال مراحلها الأولى، وانتظرت بصبر النتائج. لم يكن هناك اعتقاد أعمى في قوى السوق، ولم يكن هناك نفور من دعم الصناعات الناشئة. الفرق بين الصين والمملكة المتحدة واضح وضوح الشمس.

لاري إليوت كاتب في صحيفة الجارديان

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • «ديب سيك» دليل على أنّ الغرب يخسر سباق الذكاء الاصطناعي
  • برلمانية: مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية
  • صحافة العالم: موقف عربي موحد ضد تهجير سكان غزة.. اقتراح ترامب تطهير عرقي.. إسرائيل تخترق المنطقة العازلة بسوريا
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إسراع إسرائيل في إنهاء احتلالها بسوريا
  • رد قوي على مطالبة مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة أمريكا مراقبة مصر عسكريا.. فيديو
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا