قرار عدم تداول صكوك «صح» يجنب الأفراد السعوديين تقلبات الفائدة وخسائر رؤوس الأموال
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
المناطق_متابعات
في الوقت الذي يتم فيه فتح باب الاكتتاب أمام الأفراد تجاه الصكوك الادخارية خلال الساعات القادمة، تبنت السعودية نهجا جديدا في حماية مواطنيها من مخاطر الاستثمار عندما قررت أن صكوك “صح”، التي باتت حديث المجتمع، لن تكون مؤهلة للتداول في السوق الثانوية في البورصة المحلية، وذلك في خطوة إيجابية تهدف إلى وقاية الأفراد من تقلبات أسعار الفائدة وحماية رؤوس أموالهم من الخسائر.
وأظهرت وحدة التحليل المالي أن معظم الدول التي فتحت المجال لاستثمار الأفراد بالسندات والصكوك تميل نحو إدراج تلك الأوراق المالية في السوق الثانوية. ونظرا لكون الصكوك الادخارية غير متداولة بالبورصة (كونها ستكون مسجلة فقط)، فإن ذلك يعني أن جهة الإصدار السيادية قد قررت حماية الأفراد من خسارة جزء من رأس المال في حال تداول الصكوك دون القيمة الاسمية وفقا لـ “الاقتصادية” .
وتبدأ فترة اكتتاب الأفراد بالصكوك الادخارية من الأحد إلى الثلاثاء هذا الأسبوع، على أن يكون التخصيص الثلاثاء من الأسبوع الذي يليه. ويتم الاكتتاب عبر القنوات الرقمية للبنوك المشاركة في الطرح.
أعلى عائد
في وقت ينتظر أن يتم الكشف الرسمي عن العائد المتوقع خلال ساعات العمل الأولى ليوم الأحد، فقد أظهر تحليل الصحيفة أنه لم يحدث في تاريخ برنامج الصكوك، الذي بدء من 2017، أن تم طرح صكوك حكومية بمزاد شهري بعائد فوق 5.31% على الإطلاق. وشهد أكتوبر الماضي وصول العائد حتى تاريخ الاستحقاق إلى 5.30%، فيما بلغ العائد في نوفمبر 2023، 5.08%، ثم عاود العائد الصعود إلى 5.14% مع الصكوك التي تم طرحها في يناير من هذا العام.
يذكر أن الصكوك التي تجاوز عائدها 5% قد وصل أجل استحقاقها إلى أكثر من ستة أعوام مقارنة مع صكوك “صح” الادخارية ذات أجل 12 شهرا.
أثر الفائدة على الصكوك
معلوم أن النوع الآخر من “الصكوك الحكومية”، المفتوحة للمستثمرين المؤسسيين، قد جرى تداولها العام الماضي دون قيمتها الاسمية، الأمر الذي دفع بعض المستثمرين إلى بيع تلك الأوراق المالية بدافع الحاجة للسيولة، غير أن صكوك “صح” الادخارية تضمن عدم تسجيل خسائر في رأس المال المستثمر.
فللعام الثاني على التوالي يظهر تأثير ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية على محافظ المستثمرين في السعودية. فبيانات القيمة الاسمية المتداولة للسندات والصكوك في السوق تظهر أن الصفقات لكامل 2023 قد تم تنفيذها بخصم يصل إلى 6.4% عن القيمة الاسمية. غير أن تلك الخسائر المحاسبية لن تتحقق فعليا، وذلك في حال الاحتفاظ بتلك الأوراق المالية إلى تاريخ موعد الاستحقاق بحكم أن جهة الإصدار ستسدد كامل مبلغ رأس المال (مع الاستفادة أثناء ذلك بالتوزيعات الدورية).
ولا تستفيد سوق الدين كثيرا من ارتفاع أسعار النفط مقارنة بالأسهم، وذلك بسبب حساسية تحركات العائد للسندات الأمريكية.
وأسهم الارتفاع القياسي لعوائد الخزانة الأمريكية في بعض فترات العام الماضي في مفاجأة المتداولين ببورصة الدين المحلية وسط رؤية بعض الصكوك الحكومية المدرجة تتداول دون قيمتها الاسمية، حيث تتأثر عوائد الإصدارات الحكومية للسعودية بما يجري مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، نظرا لوجود “علاقة عكسية” بين أسعار السندات والعائد.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
إقرأ أيضاً:
الصقيع يجتاح اليمن: معاناة السكان وخسائر زراعية كارثية!
شمسان بوست / متابعات:
يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.
واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.
وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.
وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.
وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.
ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.
أسبوع من الخطر
في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.
ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.
وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.
وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.
وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها – كما يقولون – لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.
ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.
صقيع وجراد
وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.
وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.
ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.
وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.
ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.
وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.
وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.
وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.
ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.
تابع قناتنا في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VacJRaQ9MF8xXN4nSD18