بعد عام الزلزال.. تراجع المساعدات واستمرار الصراع يفاقمان مأساة السوريين
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
قبل عام استيقظ ناجي على اهتزاز منزله الواقع شمال غربي سوريا، بعدما اعتاد دوي القصف والغارات الجوية بعد أكثر من عقد من الحرب، ولكن هذه المرة جاء الهجوم من قوى الطبيعة، فقد كان زلزالا هائلا.
تمكن الفتى (16 عاما) ووالده من الفرار قبل انهيار منزلهما، وبينما كانا يهيمان على وجهيهما في شارع في جنديرس بمحافظة حلب، انهار عليهما جدار، ما أسفر عن تهشم ساق الفتى وكسر ذراعه.
أدى الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات، في 6 فبراير 2023، إلى مقتل أكثر من 59 ألف شخص في سوريا وتركيا.
بالنسبة للناجين في سوريا، أدى الزلزال الهائل إلى تفاقم الفقر المتفشي بالفعل، وتدمير المستشفيات وأنظمة الكهرباء والماء، وأجبر العديد من السوريين الذين نزحوا بالفعل بسبب الحرب على الانتقال إلى مخيمات.
في جنديرس، كما هو الحال في العديد من المناطق المتضررة بالزلزال في سوريا، لم تجر أي عملية إعادة إعمار تقريبا، كما لا تزال مبان سكنية كاملة مجرد أنقاض.
أما ناجي، الذي اضطر الأطباء إلى بتر ساقه، فبات يعيش في خيمة، ويقول "الجو بارد في الليل ولا يوجد خشب للتدفئة أو أي وسيلة أخرى".
وشهدت سوريا انتفاضة تحولت إلى حرب أهلية منذ عام 2011، ويشهد شمال غرب البلاد - الخاضع لسيطرة المعارضة - أسوأ حالاته منذ سنوات.
وأدى القصف والضربات العسكرية السورية والروسية إلى مقتل العشرات، ونزوح أكثر من 100 ألف آخرين هناك منذ أغسطس.
أسفر الزلزال عن مقتل ما لا يقل عن 6000 شخص في سوريا، خاصة في شمال غرب البلاد، حيث يعتمد معظم السكان، البالغ عددهم 4.5 ملايين نسمة، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
ويحتاج نحو 800 ألف شخص يعيشون في خيام إلى إعادة إسكان.
ويقدر البنك الدولي، أن يكون الزلزال قد تسبب في أضرار بأكثر من 5 مليارات دولار في شمال سوريا.
ورغم كل ذلك تراجع التدفق الأولي للمساعدات الدولية. وتكافح وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية للحصول على تمويل من أجل برامج توفر شريان حياة في سوريا.
يلقى باللوم في هذا التراجع على كثرة أعباء المانحين، وجائحة كوفيد-19، وصراعات اندلعت في مناطق أخرى من العالم في السنوات الأخيرة.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يقدر أن أكثر من 12 مليون سوري لا يتحقق لهم الوصول المنتظم إلى الغذاء، في ديسمبر أنه سيوقف برنامج المساعدات الرئيسي في سوريا عام 2024.
وتقول المديرة القطرية للجنة الإنقاذ الدولية في سوريا، تانيا إيفانز، إن الاحتياجات على جانبي خط المواجهة في سوريا في أعلى مستوياتها، أكثر من أي وقت مضى.
وأضافت إيفانز للأسوشيتدبرس "تواجه الأسر تضخما هائلا، يرافقه فقدان وظائف. وتواجه هذه الأسر أوضاعا مؤلمة للحصول على الطعام أو الجوع".
يرتعد جسد ياسمين العلي في مخيم صلاح الدين بريف إدلب وهي تحاول ربط خيمتها الممزقة وحفر خندق في الوحل لمنع المياه من غمر خيمتها.
وتضرب بساطا مبللا داخل خيمتها، قائلة "انظروا، إنه ماء وطين فقط… نحن بحاجة إلى خيام جديدة".
ويقول ياسين الأحمد، مدير المخيم الذي يضم أكثر من 500 أسرة، إن الحطب المستخدم للتدفئة باهظ الثمن للغاية، لذلك يحرق معظم سكان المخيم أغراضا بلاستيكية بدلا من الحطب، ضمن محاولاتهم للتغلب على فصل الشتاء، فينتشر الدخان السام في الجو.
وقال المنسق الإقليمي الأممي للشؤون الإنسانية لأزمة سوريا، ديفيد كاردن، للأسوشيتدبرس خلال زيارة إلى شمال غرب سوريا أواخر يناير "ظهرت أيضا صعوبات في دعم محطات المياه والخدمات التعليمية والدعم الطبي في المستشفيات"، وبينما تتزايد الاحتياجات "لا يمكننا أن نفعل المزيد بموارد أقل".
لم تتمكن الأمم المتحدة من تأمين سوى 37 بالمائة من 5.3 مليارات دولار لازمة لاستجابتها الإنسانية عام 2023 في سوريا، والتي قال كاردين، إنه كان أحد أصغر أهداف التمويل منذ بدء الصراع. ولأنه لا يلوح في الافق أي حل سياسي، بات الصراع في سوريا يمثل أزمة للمنظمات الإنسانية.
وتقول روزا كريستاني، رئيسة مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب بتركيا، "من الصعب إقناع الجهات المانحة بالبناء على الأمد الطويل، من أجل التنمية. ما زلنا في وضع إنساني ( صعب) بسبب استمرار الصراع، وهو السبب الرئيسي لعدم وجود خطط طويلة الأمد".
وقال أحمد قطيش، وهو عامل بناء، إن الناس توقفوا عن انتظار المساعدات، ويحاولون حشد ما في وسعهم من الموارد لاستئناف تشغيل متاجرهم ومزارعهم، وإعادة تزويدها بالبضائع.
وأضاف "قال المجتمع الدولي إنه يقف إلى جانب السكان، بالأفكار والخطب...لكن هذا الحديث لن يساعد الناس هنا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
ما الذي تراهن عليه تركيا في سوريا بعد فوز ترامب؟
رغم تعدد الملفات العالقة بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية كان لافتا خلال الأيام الماضية أن توقعات أنقرة بشأن العلاقة المقبلة مع إدارة دونالد ترامب ارتبطت على نحو محدد وخاص بسوريا ومستقبل الهيكل العسكري الذي تدعمه واشنطن في مناطقها الشمالية والشرقية، المتمثل منذ سنوات بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
صدرت التوقعات على 3 مستويات، من أعلى هرم السلطة المتمثل بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وصولا إلى وزير خارجيته، حقان فيدان ووزير دفاعه، يشار غولر. ورسمت في غالبيتها صورة "رهان" على احتمالية الانسحاب الأميركي من سوريا، بناء على ما حصل جزئيا في 2018.
وتعتبر تركيا "قسد" امتدادا لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف على قوائم الإرهاب لديها، وهو ما تنفيه الأولى التي تشكل "وحدات حماية الشعب" عمودها الفقري.
وكان ترامب قرر خلال ولايته الأولى في 2018 الانسحاب من سوريا، لكن تراجع عن القرار بعد اعتراض وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وبعد عام من ذلك (2019) نفذ الجيش التركي عملية عسكرية مع فصائل سورية معارضة، وتمكن من خلالها من السيطرة على مدينتي رأس العين وتل أبيض ضمن عملية أسماها حينها بـ"نبع السلام".
وفقا لمراقبين وخبراء تحدث إليهم موقع "الحرة" يبدو من تصريحات المسؤولين الأتراك بعد فوز ترامب أنهم يتوقعون أن يكرر الرئيس الأميركي المنتخب ترامب ما فعله قبل 6 سنوات.
وفي حين لا تلوح في الأفق أية بوادر ترجح حصول ذلك يوضحون أن التركيز من جانب أنقرة على الملف السوري دون غيره يرتبط أيضا بسلسلة اعتبارات ومتغيرات حاصلة في الإقليم.
ما الذي تعوّل عليه أنقرة؟بيان التهنئة الذي وجهه إردوغان لترامب حال فوزه (8 من نوفمبر) كان أولى محطات التركيز على الملف السوري دون غيره، إذ أشار الرئيس التركي لمرتين إلى احتمال شن عملية عسكرية جديدة عبر الحدود، مجددا التأكيد على هدف إنشاء "حزام أمني" على طول الحدود الجنوبية بعمق من 30 إلى 40 كيلومترا.
كما أوضح إردوغان أنه سيواصل محادثاته "عبر دبلوماسية الهاتف" مع ترامب، وسيناقش معه موضوع الانسحاب الأميركي من سوريا، وهي جزئية تطرق إليها وزير الخارجية، حقان فيدانوأعاد التذكير بها في مناسبة منفصلة.
وقال فيدان قبل يومين لصحيفة "ملييت": "نذكّر محاورينا الأمريكيين باستمرار بضرورة إنهاء تعاونهم مع المنظمة الإرهابية في سوريا. وقد زادت اتصالاتنا بشأن هذه المسألة"، مضيفا: "نرى أن الجانب الأمريكي يؤيد أيضا إجراء المزيد من المحادثات والمشاورات".
وانضم إليه وزير الدفاع، يشار غولر، معتبرا، مساء الثلاثاء، في مقابلة مع الصحفية كوبرا بار أن "ترامب سيركز على موضوع سحب القوات الأميركية في سوريا"، وزاد: "في فترة رئاسته الأولى أصدر أوامره ثلاث مرات لسحب القوات من سوريا، ومع ذلك لم يتم تنفيذ ذلك".
ويوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كوجالي، سمير صالحة أن نقاشات الملف السوري الحالية بين واشنطن وأنقرة تختلف عن تلك التي حصلت في عام 2019. أي في فترة ولاية ترامب الأولى.
ويشير في حديثه لموقع "الحرة" إلى وجود أكثر من متغير على الأرض في الوقت الحالي. وهذه المتغيرات مرتبطة بمسائل محلية وإقليمية، وتؤثر جميعها على القرارات الاستراتيجية التركية الأميركية المرتبطة بسوريا.
وبناء على ما سبق يجب الأخذ بالاعتبار هذه المتغيرات عند تقييم وبحث مآلات ومستقبل العلاقة ما بين تركيا والولايات المتحدة حال تسلم ترامب ولايته الثانية رسميا، بحسب صالحة.
"ما وراء طروحات إردوغان الملفتة"يعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن طروحات الرئيس التركي بشأن سوريا بعد فوز ترامب كانت "ملفتة"، خاصة عندما أعاد التأكيد على ضرورة ربط حلقات "المنطقة الآمنة" التي تتمسك أنقرة بإنشائها على طول الحدود مع سوريا والعراق.
ويشرح في المقابل حيثيات عدة نقاط ترتبط بالتركيز التركي على الملف السوري الآن وستكون في صلب نقاشات أنقرة مع الإدارة الأميركية الجديدة.
تتعلق هذه النقاط أولا بمسألة النفوذ الإيراني في سوريا وما تعمل عليه إسرائيل ضد طهران وميليشياتها في سوريا وسيناريوهات "الإضعاف" الحاصل على الأخيرة بوجهة نظر تركية.
وتذهب أخرى باتجاه روسيا، ومن منطلق أن "التفاهمات التركية الأميركية لا يمكن أن تكتمل دون الأخذ بعين الاعتبار ما تريده موسكو"، وفق أستاذ العلاقات الدولية.
ما تفعله إسرائيل أيضا في سوريا سيكون لها تأثير على فحوى نقاشات أنقرة وواشنطن.
ويعتقد صالحة أن طبيعة الحد الذي ستصل إليها إسرائيل ضد إيران سيكون مسألة مقعدة وعقدة أساسية في النقاشات المحتملة بين تركيا والولايات المتحدة، وخاصة في حال قالت إسرائيل: "يجب أن أحصل على تواجد على طاولة رسم الخرائط الجديدة في سوريا".
ومن جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي، عمر كوش أن التركيز التركي على سوريا الآن يخفي ورائه "مراهنة على أن ترامب قد ينسحب من البلاد كما فعل في ولايته الأولى.وتراجع بعد ذلك إثر ضغوط البنتاغون".
ويعتقد كوش في حديثه لموقع "الحرة" أن "ترامب بولايته الجديدة ربما يكون أكثر تحررا من الضغوط التي واجهها في 2018، وبالتالي يمكنه أن ينفذ ما يراه مناسبا بما في ذلك الانسحاب من سوريا واستكمال الانسحاب النهائي من العراق".
ما المتوقع أميركيا؟لم ينقطع الدعم الأميركي عن "قسد" في شمال وشرق سوريا منذ عام 2015 وما يزال ساريا حتى الآن.
وفي غضون ذلك لا يبدو شكل السياسة التي ستكون عليها إدارة ترامب واضحا، سواء في المنطقة أو في سوريا بالتحديد.
ولكن بالنظر إلى ما حصل عام 2019، هناك تساؤل مفتوح حول ما إذا كان مثل هذا الانسحاب سيكون تدريجيا أو مفاجئا أو حتى ضمن قائمة الأمور التي يجب تنفيذها في عام 2025، كما يقول الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، ريان بوهل.
وبما أن إدارة ترامب ستركز على العديد من القضايا الداخلية، بما في ذلك الهجرة، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت ستبدي اهتماما بالانسحاب المفاجئ من سوريا في العام المقبل، وفقا لحديث بوهل لموقع "الحرة".
ولكن سيكون لدى إدارة ترامب خيار بين انسحاب تدريجي يتضمن التفاوض مع تركيا وسوريا و"قوات سوريا الديمقراطية" (SDF) لمحاولة إيجاد حل حكومي قابل للتطبيق لا يؤدي فورا إلى غزو سوري أو تركي لشمال شرق سوريا.
ومع ذلك يعتبر الباحث الأميركي أن "إدارة ترامب انفعالية.. ولا يزال من الممكن أن يأمر الرئيس المنتخب فجأة بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، خصوصا كرد فعل على حدث سياسي داخلي أو انتقاد من قاعدته، أو نتيجة هجمات تُعتبر جرّا للولايات المتحدة إلى حرب شرق أوسطية أخرى غير مرغوب فيها".
وتوجد عدة عوامل تساعد ترامب على اتخاذ قرار انسحاب جديد من سوريا، كما يرى المحلل السياسي، كوش، ومن بينها الأغلبية التي حصل عليها حزبه في مجلسي النواب والشيوخ.
كما سيكون هناك تغيرات كبيرة في المؤسسات، ولذا يمكن أن يساعده الطاقم الجديد الذي سيختاره على تحقيق رغبته في الانسحاب، وفقا لكوش.
ويتابع: "القيادة التركية تراهن على ذلك، وتعوّل أيضا على العلاقة الشخصية التي تجمع إردوغان بترامب، والتي سمحت لأنقرة تنفيذ عمليتين في عفرين ومدينتين في شمال سوريا (رأس العين، تل أبيض)".
ارتياح أم قلق؟في ورقة بحثية نشرتها الثلاثاء رأت مديرة مؤسسة لـ "مركز الدراسات التركية" في "معهد الشرق الأوسط"، غونول تول أن "فترة ولاية ترامب السابقة في منصبه يجب أن تمنح أنقرة الكثير مما يجعلها تشعر بالقلق في ولايته الثانية".
ورغم أن إردوغان أعرب عن حماسه لنتائج الخامس من نوفمبر لكنه قد يندم على ذلك، على حد تعبير تول.
وتضيف: "من سوريا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، قوضت تصرفات ترامب في ولايته الأولى المصالح التركية. وقد تشكل رئاسة ترامب الثانية تحديات أخرى لأنقرة"، مستندة بذلك إلى عدة اعتبارات.
وبين تلك الاعتبارات أن مايك والتز الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب هو "مؤيد قوي للميليشيات الكردية السورية وكان وراء قرار فرض عقوبات على تركيا في عام 2019".
من ناحية أخرى يشير أستاذ العلاقات الدولية صالحة إلى عامل قلق آخر بالنسبة لأنقرة، ويرتبط بما إذا كان الرئيس المنتخب ترامب قد يعتمد على سياسة جديدة منفتحة أكثر على روسيا.
وقد تنعكس تلك السياسة بالإيجاب على إسرائيل، وتعمل على تقويتها أكثر فأكثر في الملف السوري.
ودائما ما كان الطرح التركي هو الجلوس على طاولة ثلاثية مع روسيا والولايات المتحدة، بحسب صالحة، ويقول متسائلا: "هل تنجح أنقرة بإقناع ترامب وبوتين الآن في ترتيب هذه الطاولة وحسم الكثير من المسائل؟".
وتبرز تساؤلات أخرى تتعلق بشمال شرق سوريا بالتحديد ووضع "قسد"، بينها وفق ما استعرضها صالحة: هل ستقبل تركيا بسحب السلاح وانسحاب "قسد" من شرق الفرات والبقعة الجغرافية التي تتحدث عنها وتكتفي بذلك؟
ويستبعد صالحة أن تقبل أنقرة بذلك، ويوضح أن تركيا عندما تناقش موضوع "قسد" مع واشنطن لن تكتفي بطلب سحب السلاح وتراجعها عن الحدود لمسافة تزيد عن 30 كيلومترا، بل ستثير موضوعا آخرا بشأن طبيعة ما تفكر به واشنطن بخصوص سوريا ككل، سياسيا ودستوريا.
الخاسر والمستفيديعتقد المحلل السياسي كوش أن الخاسر الأكبر في حال اتخذ ترامب مجددا قرار الانسحاب من سوريا سيكون "حزب الاتحاد الديمقراطي" ومخرجاته العسكرية (قسد ومسد)".
ويقول: "في حال حصل أي انسحاب ستكون هذه المخرجات العسكرية في مواجهة تركيا وفصائل المعارضة المنتشرة في غرب الفرات على نحو أكبر".
لكن المحلل السياسي يعيد التأكيد أن "القضية مرهونة بطاقم الإدارة وبما سيقرره ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ بقراراته أيضا".
وباعتقاده أيضا سيشهد الملف السوري تغيرات كبيرة قد يفرضها حصول اتفاق جديد ما بين ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
ويعتبر الأكاديمي السوري المقيم في القامشلي، فريد سعدون أن "ترامب يعرف بقراراته الارتجالية. هو رجل يعتمد على سياسة براغماتية منفعية، وقراراته مرتبطة بالمكاسب".
لكنه يقول لموقع "الحرة" إنه "توجد الكثير من المواضيع الاستراتيجية ولا يمكن تجاوزها من قبل الإدارة الأميركية الجديدة".
في حال فكّر الرئيس الأميركي المنتخب بترك مناطق شرق الفرات في سوريا "يكون أعطى فرصة ذهبية لبقية اللاعبين (تركيا وإيران، وروسيا)، وبالتالي سيخسر ورقة مهمة في المنطقة"، على حد تعبير الأكاديمي السوري.
كما يضيف: "إذا فكر بالانسحاب وكأنه يساعد من هم في صراع معه على أن ينتصروا ويتغلبوا عليه.. وأن يؤمنوا موارد لتمويل عملياتهم العسكرية وتطبيق سياساتهم في المنطقة".
ومع ذلك، تذهب التوقعات في شمال شرق سوريا إلى أن ترامب لن يكرر ما فعله في 2019، بانسحابه من بعض المناطق، بحسب ما يشير الأكاديمي السوري.
ويعتقد سعدون أنه "ربما تحصل تفاهمات بين الولايات المتحدة وتركيا حول المنطقة الآمنة. أي أن يعمل ترامب على الضغط على قسد لتبتعد عن الحدود دون أن يسمح للأتراك أن ينفذوا اجتياحا بريا".