يستعجل البعض الظن باقتراب الحلول السياسية في لبنان، الا ان المؤكد وفق كل المعطيات أن لا أفق لأي حل سياسي في القريب العاجل، وأن كل الملفات ستبقى رهن انتهاء الحرب على  قطاع غزة.    وتؤكد مصادر مطلعة على اللقاءات التي اجراها وزير الخارجية البريطاني دايفيد كاميرون في بيروت أن الاخير أبلغ المعنيين أن هناك فرصة للتهدئة في المنطقة، وأنّ هناك تطورات ايجابية تجاه الوضع في غزة، وعلى لبنان تلقف كل ذلك  والانتباه الى أن اي خطأ يمكن ان يرتكب قد  يؤدي إلى تصعيد الوضع في الجنوب.

  ولم يغب عن المسؤول البريطاني تأكيده أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن وتشديده على ان بلاده مستمرة  في تقديم المساعدات والدعم للجيش.   كذلك، فإن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الثلاثاء الى لبنان لن تكون بعيدة عن زياره سلفه ونظيره البريطاني، فهو سيدعو الى أهمية ضبط النفس وعدم الانجرار وراء اي استفزازات من شأنها أن تطيح بالاستقرار الموجود الى حد كبير في هذا البلد، وتفاقم الأوضاع المتوترة في الجنوب.    وتحاول فرنسا العمل على فصل الاستحقاقات الداخلية عن الوضع في الجنوب، وهذا ما تسعى إليه من خلال حراك وزير خارجيتها الذي لن يغيب الملف الرئاسي عن جولته التي تبدأ الثلاثاء وايضا الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الذي سيحضر في لبنان قريبا، اقتناعا منها أن الذهاب الى تسوية شاملة متكاملة سوف يسقط المبادرة الفرنسية ويقلل من أهمية الدور الفرنسي.الا أن المنطق السياسي يشير إلى أن حل الملفات اللبنانية سيكون شاملا وأن لا أفق لأي حل لرئاسة الجمهورية بمعزل عن ترتيب الأوضاع  في الجنوب.   ويقول مصدر سياسي بارز في "قوى الثامن من آذار" إن "أولوية الحزب اليوم تنصب على انتهاء الحرب في غزة وفق حل يرضي حركة حماس والقوى الفلسطينية المقاوِمة، ثم استكشاف أفق المرحلة المقبلة وعندما تنتهي الحرب في غزة لكل حادث حديث".   ولا تخفي مصادر "الثامن من آذار" تأكيها أن الرئيس نبيه بري سمع موقفا يمكن وصفه بالايجابي"، والمهم من سفراء "اللجنة الخماسية بأن لا فيتو على أي مرشح، في إشارة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يحظى بتأييد ودعم "الثنائي الشيعي".   في المقابل، يشير بعض المعلومات إلى أن السفير السعودي طرح في لقاءات عدة اسم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية في تقاطع واضح مع الموقفين الأميركي والقطري في الشأن الرئاسي، وهذا التقاطع مفاده ان ترشيح العماد عون لا يزال حاضراً بقوة في الاوساط الدبلوماسية، وسط معلومات تحدثت عن لقاء اميركي - سعودي عقد في الرياض في الساعات الماضية يفترض أن تتظهر نتائجه في الايام المقبلة بالتزامن مع اتصال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، وتم خلاله البحث  بشكل أساسي  في ملف غزة.   ويحط الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين في تل أبيب الأسبوع المقبل  للبحث في كيفية العمل على إعادة التهدئة إلى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وفق  طروحات  يفترض أن يضعها على طاولة البحث مع المسؤولين الإسرائيليين ليبنى على الشيء مقتضاه، علما أن مصادر مطلعة تشير إلى أن هوكشتاين لن يزور بيروت في حال فشل في إحداث خرق جدي في المواقف الإسرائيلية، خاصة وأنه سمع من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي موقف لبنان الرسمي من تثبيت الحدود البرية والقرار 1701.   وفي سياق متصل، ترى اوساط سياسية أن دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ، يعني وقف الضربات الإسرائيلية على لبنان، وهذا من شأنه أن يكثف الحراك الأميركي خلال فترة الهدنة، من أجل بلورة حل يمكن البناء عليه في مفاوضات الترسيم البري. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب فی غزة

إقرأ أيضاً:

هذا ما فعله أبناء جنوب لبنان.. رسالة!

منذ يوم الأحد الماضي، حينما توافد سكان جنوب لبنان إلى مناطقهم الحدوديّة التي يحتلّها العدو الإسرائيليّ إثر انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها باتفاق وقف إطلاق النار، تزايد الكلامُ عن أمورٍ عديدة "سطحية"، لكن ما وُجد في المقابل هو أمورٌ أخرى تستحق الوقوف عندها وعدم تخطّيها على الإطلاق.

القناعات التي يجب أن تُكتب هنا هي الأساس، فيما مشهدُ صمود الجنوبيين لا يمُكن إضاعتهُ بـ"ترّهات" من هنا و"فذلكات" من هناك، ذلك أن أصحاب الأرض لم يتنازلوا عن حقوقهم، ولو كلّف الأمرُ دماءً فوق دماء.
ماذا كشفت مشهدية الجنوب؟ هذا السؤالُ هو الأساس، ومن خلال الإجابة عليه يجبُ تثبيت المعادلات.

ما أظهرهُ واقع جنوب لبنان منذ يوم الأحد الماضي هو أن سكان المناطق الحدودية "أجهضوا" المخطط الإسرائيليّ الهادف لتحويل خط القرى الأمامية إلى منطقةٍ عازلة، وهو الأمر الذي لا يجب القبول به على الإطلاق، فسكان المناطق هناك هم أبناء تلك الأرض، وأي إقصاء لهم يعتبر انتهاكاً للدستور وضرباً لحق المواطن في الحفاظ على موئله وأرضه.

ما فعله أبناء الجنوب في مواجهاتهم مع العدو الإسرائيلي، نسف تماماً المخطط الإسرائيلي لتهجيرهم، خصوصاً أن تل أبيب كانت تتحدثُ مراراً عن أن المنطقة الأمامية يجب أن تكون خالية من السكان وليس فقط من السلاح، في حين أنَّ عمليات التجريف والنسف التي طالت المنازل كانت تهدف لجعل منطقة الحدود جرداء قاحلة.

النقطة الأهم التي تجلّت هناك هي أنَّ "الإلتحام" بين الجيش وأبناء الجنوب يُمثل أقوى رسالة باتجاه إسرائيل عنوانها التمسُّك بإرادة الشرعية التي تعمل إسرائيل على نقض صورتها وتسخيفها والإشارة من خلال مزاعمها إلى أنَّ الجيش "ضعيف".

عملياً، فإن وقوف الجيش اللبناني مع أبناء الجنوب والتقدم معاً بخطواتٍ موحدة نحو المناطق المحتلة يعكس مشهداً لم يظهر في مُستوطنات شمال فلسطين المُحتلة. فهناك، السكان خائفون من العودة ويخشون تماماً الرجوع إلى المُستوطنات لأن الثقة بقواتهم العسكرية "منعدمة"، ما يؤكد أن ورقة القوة التي يتمتع به لبنان ما زالت مطروحة على الطاولة.

اليوم، فإنَّ مُشكلة إسرائيل ليست محصورة مع "حزب الله" كفصيلٍ عسكريّ أنهكته الضربات، ولا مع صواريخ أو وسائل قتالية أو أنفاق هجومية.. الأمر أبعد بكثير.. إن مُعضلة إسرائيل اليوم مرتبطة ببيئة شعبيّة تقدّمت نحو الخطوط الأمامية ولم تأبه لطلقات الرصاص ولا لرشقات المدفعية.

من السذاجة هنا إغراق تقدم أبناء الجنوب واندفاعهم نحو أرضهم بمسائل لا تُقدّم ولا تؤخر خصوصاً تلك التي ارتبطت بـ"الأعلام الحزبيّة واللبنانيّة". في الأساس، من الطبيعي أن يحمل أبناء المنطقة هناك أعلام "حزب الله" و حركة "أمل"، فهم بيئة "الثنائي" والأمرُ ليس غريباً.. في المقابل، فإن ما هو غريبٌ هو عدم توجيه البوصلة نحو الهدف الأساس ألا وهو الضغط نحو إحداث دفعٍ وطني نحو تحرير أرض الجنوب من الإحتلال.

اليوم، ما يجب فعله هو وضع كل الملفات الخلافية جانباً، وعدم التركيز على الحرب بقدر ما يجب التركيز على انتزاع نتائج إيجابية تحمي لبنان بعد المعركة التي شهدها. قطعاً ومن دون أي نقاش، هناك معركة اسمها "تحرير الجنوب"، وبالتالي يجبُ خوضها بكل قوة وعلى كافة الأصعدة.. فلندحر المُحتل أولاً وبعدها نتناقش في أمورٍ أخرى، لكن الأولوية أولاً لتحرير الأرض ليس إلّا!
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • حيدر يتفقد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في صور والقرى الحدودية
  • بيروت.. وزير الخارجية المصري يطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية
  • وزير الخارجية والهجرة يجتمع برئيس التيار الوطني الحر اللبناني خلال زيارته لبيروت
  • مصر تشيد بجهود ميقاتي خلال فترة الشغور الرئاسي في لبنان
  • خلال زيارته لبيروت.. تفاصيل لقاء وزير الخارجية برئيس الحكومة اللبنانية المكلف
  • وزير الخارجية يستهل زيارته لبيروت بلقاء رئيس الجمهورية اللبنانية
  • هذا ما فعله أبناء جنوب لبنان.. رسالة!
  • 15 خرقا إسرائيليا جديدا لوقف إطلاق النار في لبنان
  • شاهد | مشهد عودة النازحين إلى الجنوب اللبناني لا يتوقف
  • الموعد حُدد.. متى ستزور خليفة هوكشتاين لبنان؟