أثارت التحركات المصرية الموسعة في الملف الليبي مؤخرا ولقاء رئيس المجلس الرئاسي، بنظيره عبد الفتاح السيسي، بعض التساؤلات حول أهداف هذه التحركات وما إذا كانت بتنسيق مع الإدارة الأمريكية وتركيا وقدرتها على الضغط على عقيلة صالح وخليفة حفتر.

وذكرت منصات إعلامية محلية أن المكلف بالملف الليبي في جهاز المخابرات المصري، اللواء عمرو حسين زار العاصمة الليبية طرابلس على رأس وفد من الجهاز بشكل غير معلن، وأنه بحث مع مسؤولين في حكومة الدبيبة مقترحا لإجراء تعديل في الحكومة كخيار آخر غير إقالتها، دون مزيد من التفاصيل.



"المنفي وملف المرتزقة"
والتقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي خلال زيارة غير معلنة للعاصمة المصرية القاهرة بالسيسي في القصر الرئاسي، وسط تأكيدات من "السيسي" استمرار دعم مصر لكافة الجهود لوحدة ليبيا وإجراء الانتخابات وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وسط إشادة من المنفي بالدور المصري الداعم لليبيا على جميع الأصعدة.

واحتضنت مصر مؤخرا لقاء جمع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح واللواء المتقاعد، خليفة حفتر من أجل الضغط عليهما للقبول بالمبادرة الأممية التي طرحها باتيلي لجمع الأطراف الليبية للحوار، وهو ما أكده عقيلة وحفتر خلال بيان مشترك بالقبول بالمشاركة بعد رفض المبادرة سابقا.

فهل تضغط القاهرة على عقيلة وحفتر من أجل القبول بتعديل حكومة الدبيبة بعد صعوبة إقالتها؟ وما مصالح مصر من ذلك؟


"دور مصري فاعل"
ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي والأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر أن "مصر تسعى للعب دور فاعل في حل الأزمة الليبية ودعم الاستقرار في البلاد، ومع ذلك، يجب مراعاة أن الأوضاع في ليبيا معقدة وتتأثر بعدة عوامل، وبالتالي فإن نجاح أي مبادرة مصرية سيعتمد على تفاعل الأطراف المختلفة واستعدادها للتعاون والتوافق".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "التعاون بين مصر وتركيا قد يكون مفيدا في بعض القضايا وله تأثير على الأوضاع في ليبيا، لكن من الصعب تحديد مدى التوافق الكامل بين البلدين، وتعقد المشهد الليبي يجعل إقناع الأطراف المحلية والدولية بقبول مقترحات مصر أو أي دولة أخرى مسألة بالغة الصعوبة في حل الأزمة الليبية"، وفق تقديراته.

"خطوة استباقية لزيارة أردوغان"
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إبراهيم صهد إنه "طالما المسؤولون الليبيون يحجون إلى عواصم الدول المتدخلة سلبا في الشأن الليبي ويفتحون أبوابهم أمام مخابرات تلك الدول فلن يتم الوصول إلى حل مرض للمواطن الليبي، وأتساءل لم القبول بأن تكون الاتصالات على مستوى مخابرات تلك الدول".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "ما أراه هو سعي المخابرات المصرية إلى استباق زيارة الرئيس التركي أردوغان لتسجيل نقاط مبكرة في الملف الليبي، ويؤسفني أشد الأسف أنني لا أرى من السلطة التنفيذية في ليبيا مساع جادة لاستعادة الملف الليبي بعيدا عن براثن الدول وأطماعها"، وفق تعبيره.
وتابع: "تشكيل حكومة جديدة أو إدخال تعديلات على الحكومة الحالية شأن ليبي محض وحتى وإن جرى تشاور فينبغي أن يكون على المستويات المعهودة: وزراء الخارجية أو ما هو أعلى وليس على مستوى المخابرات"، كما قال.


"دور براغماتي وضاغط"
الكاتب والمحلل السياسي الليبي، وسام عبد الكبير قال من جانبه إنه "لا وجود لضوء أخضر أمريكي باستلام مصر الملف الليبي، كون واشنطن لاتزال تراهن على مسار باتيلي لجمع الأطراف الرئيسية الخمسة، كل ما في الأمر أن مصر أصبحت أكثر واقعية تجاه التعاطي مع الملف الليبي".

ورأى أن "الواقعية جاءت نتاج الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر وبعد أن اقتنع الجانب المصري بصعوبة تمرير حكومة جديدة بمباركة رئيس البرلمان المقرب من مصر، كذلك التقارب والتعاون في الجوانب الاقتصادية مع حكومة الدبيبة وإنهاء القطيعة أصبح الآن خيارا براغماتيا للقاهرة"، حسب قوله.

واستدرك قائلا لـ"عربي21": "من جانب آخر مصر لديها الأدوات لإقناع حفتر وعقيلة للقبول بمقترح إجراء تعديل وزاري على حكومة الدبيبة، ولعل رسالة باتيلي في لقائه الأخير مع عقيلة صالح بأنه لا مجال لمراحل انتقالية جديدة تؤكد ذلك، كما رأى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية عقيلة حفتر حكومة الدبيبة مصر حفتر عقيلة المبادرة الاممية حكومة الدبيبة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الدبیبة الملف اللیبی فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة الليبية يبحث مع تنتوش الإسراع في إصدار الميزانية الموحدة

التقى رئيس لجنة التخطيط والمالية والموازنة العامة بمجلس النواب الدكتور ” عمر تنتوش ” اليوم الخميس مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور ” أسامة حماد ” لمناقشة ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الذي عُقد مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، ” ناجي عيسى ” ونائبه، ومديري الإدارات بالمصرف بمدينة بنغازي.

وتناول اللقاء آلية تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية و المالية في مقدمتها الإسراع في إصدار وتنفيذ الميزانية العامة الموحدة للدولة للعام 2025م ، إلى جانب التحديات المرتبطة بوضع رؤية وطنية موحدة تعزز من الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي في البلاد، مع التأكيد على أن تكون الإصلاحات في مصلحة المواطن وتساهم في تخفيف الأعباء المادية الملقاة على عاتقه.

مقالات مشابهة

  • البحباح: تيتيه أدارت ظهرها  للأطراف السياسية بالمنطقة الغربية وتستمع فقط لحكومة الدبيبة
  • لجنة الطاقة النيابية تتهم حكومة الدبيبة بعرقلة الانتخابات واستغلال قطاع النفط سياسيًا
  • تحالف أحزاب التوافق: تيته منحازة للدبيبة بتجاهلها مطالب الغرب الليبي في تشكيل حكومة جديدة
  • خبير أمني يكشف لـ«عين ليبيا» كواليس صادمة لخطط أوروبية وأممية تُهدد الأمن القومي الليبي
  • «الدبيبة» يتابع أوضاع الكرة الليبية ويؤكد دعم المنتخبات والبنية التحتية
  • الدبيبة: سنرفع راية ليبيا في المحافل الدولية عبر كرة القدم
  • وفد حكومة الدبيبة في واشنطن يتعهد بتنفيذ إصلاحات اقتصادية
  • مرغم: يجب تحرير ليبيا من “مشروع حفتر” بقوة السلاح وتشكيل “مجلس الثوار” لقيادة هذه العملية
  • رئيس الحكومة الليبية يبحث مع تنتوش الإسراع في إصدار الميزانية الموحدة
  • حكومة الدبيبة تبحث برنامجها الجديد للأوزان والمقياس ومعايرة التزود بالوقود