هل تضغط مصر على حفتر وعقيلة للقبول بتعديل حكومة الدبيبة بدل إقالتها؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أثارت التحركات المصرية الموسعة في الملف الليبي مؤخرا ولقاء رئيس المجلس الرئاسي، بنظيره عبد الفتاح السيسي، بعض التساؤلات حول أهداف هذه التحركات وما إذا كانت بتنسيق مع الإدارة الأمريكية وتركيا وقدرتها على الضغط على عقيلة صالح وخليفة حفتر.
وذكرت منصات إعلامية محلية أن المكلف بالملف الليبي في جهاز المخابرات المصري، اللواء عمرو حسين زار العاصمة الليبية طرابلس على رأس وفد من الجهاز بشكل غير معلن، وأنه بحث مع مسؤولين في حكومة الدبيبة مقترحا لإجراء تعديل في الحكومة كخيار آخر غير إقالتها، دون مزيد من التفاصيل.
"المنفي وملف المرتزقة"
والتقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي خلال زيارة غير معلنة للعاصمة المصرية القاهرة بالسيسي في القصر الرئاسي، وسط تأكيدات من "السيسي" استمرار دعم مصر لكافة الجهود لوحدة ليبيا وإجراء الانتخابات وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وسط إشادة من المنفي بالدور المصري الداعم لليبيا على جميع الأصعدة.
واحتضنت مصر مؤخرا لقاء جمع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح واللواء المتقاعد، خليفة حفتر من أجل الضغط عليهما للقبول بالمبادرة الأممية التي طرحها باتيلي لجمع الأطراف الليبية للحوار، وهو ما أكده عقيلة وحفتر خلال بيان مشترك بالقبول بالمشاركة بعد رفض المبادرة سابقا.
فهل تضغط القاهرة على عقيلة وحفتر من أجل القبول بتعديل حكومة الدبيبة بعد صعوبة إقالتها؟ وما مصالح مصر من ذلك؟
"دور مصري فاعل"
ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي والأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر أن "مصر تسعى للعب دور فاعل في حل الأزمة الليبية ودعم الاستقرار في البلاد، ومع ذلك، يجب مراعاة أن الأوضاع في ليبيا معقدة وتتأثر بعدة عوامل، وبالتالي فإن نجاح أي مبادرة مصرية سيعتمد على تفاعل الأطراف المختلفة واستعدادها للتعاون والتوافق".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "التعاون بين مصر وتركيا قد يكون مفيدا في بعض القضايا وله تأثير على الأوضاع في ليبيا، لكن من الصعب تحديد مدى التوافق الكامل بين البلدين، وتعقد المشهد الليبي يجعل إقناع الأطراف المحلية والدولية بقبول مقترحات مصر أو أي دولة أخرى مسألة بالغة الصعوبة في حل الأزمة الليبية"، وفق تقديراته.
"خطوة استباقية لزيارة أردوغان"
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إبراهيم صهد إنه "طالما المسؤولون الليبيون يحجون إلى عواصم الدول المتدخلة سلبا في الشأن الليبي ويفتحون أبوابهم أمام مخابرات تلك الدول فلن يتم الوصول إلى حل مرض للمواطن الليبي، وأتساءل لم القبول بأن تكون الاتصالات على مستوى مخابرات تلك الدول".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "ما أراه هو سعي المخابرات المصرية إلى استباق زيارة الرئيس التركي أردوغان لتسجيل نقاط مبكرة في الملف الليبي، ويؤسفني أشد الأسف أنني لا أرى من السلطة التنفيذية في ليبيا مساع جادة لاستعادة الملف الليبي بعيدا عن براثن الدول وأطماعها"، وفق تعبيره.
وتابع: "تشكيل حكومة جديدة أو إدخال تعديلات على الحكومة الحالية شأن ليبي محض وحتى وإن جرى تشاور فينبغي أن يكون على المستويات المعهودة: وزراء الخارجية أو ما هو أعلى وليس على مستوى المخابرات"، كما قال.
"دور براغماتي وضاغط"
الكاتب والمحلل السياسي الليبي، وسام عبد الكبير قال من جانبه إنه "لا وجود لضوء أخضر أمريكي باستلام مصر الملف الليبي، كون واشنطن لاتزال تراهن على مسار باتيلي لجمع الأطراف الرئيسية الخمسة، كل ما في الأمر أن مصر أصبحت أكثر واقعية تجاه التعاطي مع الملف الليبي".
ورأى أن "الواقعية جاءت نتاج الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر وبعد أن اقتنع الجانب المصري بصعوبة تمرير حكومة جديدة بمباركة رئيس البرلمان المقرب من مصر، كذلك التقارب والتعاون في الجوانب الاقتصادية مع حكومة الدبيبة وإنهاء القطيعة أصبح الآن خيارا براغماتيا للقاهرة"، حسب قوله.
واستدرك قائلا لـ"عربي21": "من جانب آخر مصر لديها الأدوات لإقناع حفتر وعقيلة للقبول بمقترح إجراء تعديل وزاري على حكومة الدبيبة، ولعل رسالة باتيلي في لقائه الأخير مع عقيلة صالح بأنه لا مجال لمراحل انتقالية جديدة تؤكد ذلك، كما رأى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية عقيلة حفتر حكومة الدبيبة مصر حفتر عقيلة المبادرة الاممية حكومة الدبيبة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الدبیبة الملف اللیبی فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
العرفي: السلطة المتمترسة في طرابلس هي المعرقل الحقيقي للحل في ليبيا
ليبيا – العرفي: تيتيه تواجه ملفًا شائكًا في ليبيا مع ضرورة التركيز على الملف الأمني وتوحيد المؤسسات خبرة في إدارة النزاعات
أكد عضو مجلس النواب، عبد المنعم العرفي، أن المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا، حنا تيتيه، تمتلك خبرة عميقة في الشؤون الأفريقية، مما يعزز قدرتها على التعامل مع النزاعات وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة. وأشار العرفي في تصريح لقناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتابعته صحيفة المرصد، إلى أن تيتيه ستبدأ عملها من حيث انتهت ستيفاني خوري، لكنها ستواجه عقبات كبيرة.
توافق دولي وتحفظ روسيوأضاف العرفي أن هناك توافقًا بين القوى الكبرى على تعيين تيتيه رغم القلق الروسي، مشيرًا إلى أن الإجماع الدولي على تعيينها يمثل خطوة إيجابية، لكنه تساءل عن مدى قدرتها على إدارة ملتقى الحوار بين الأطراف الليبية، وتحقيق تقدم في ملفات حساسة مثل تشكيل حكومة تنفيذية موحدة وتوحيد المؤسسات، خاصة الأمنية، في ظل الانفلات الأمني الراهن.
الملف الأمني والمصالحة الوطنيةوأشار العرفي إلى أن الملف الأمني يمثل التحدي الأكبر أمام المبعوثة الجديدة، نظرًا لخصوصية الوضع الليبي المتمثل في انتشار السلاح وتعدد التشكيلات المسلحة، وهو ما يعقد عملية خلق أرضية للتوافق. كما أكد أن ملف المصالحة الوطنية من الملفات الشائكة التي تحتاج إلى أدوات فعالة لتحقيق التوافق بين الأطراف المختلفة.
فرض سيادة القانونوأوضح العرفي أن نجاح تيتيه يعتمد على مدى قدرتها على تبني آلية مغايرة تمامًا لنهج المبعوثين السابقين، مشددًا على أهمية فرض سيادة القانون واحتكار السلاح بيد الدولة. ولفت إلى ضرورة التعامل بحزم مع الأطراف المعرقلة للعملية السياسية، مع إمكانية استخدام أدوات العقوبات بدعم من الدول الكبرى.
تحديات المنطقة الغربيةوبيّن العرفي أن الفوضى السائدة في المنطقة الغربية تُعد من أبرز العقبات أمام تحقيق الاستقرار، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية في طرابلس هي العائق الحقيقي، بحسب رأيه. وأضاف: “يجب أن تتعامل تيتيه بحزم مع الحكومة التي وصفها بالمغتصبة للسلطة، وأن تستخدم نفوذها ودعم المجتمع الدولي لمعاقبة العائلات التي تمتلك أرصدة في الخارج وتسهم في تعقيد المشهد”.
توحيد المؤسسات ودمج التشكيلات المسلحةواختتم العرفي حديثه بالتأكيد على أهمية العمل على تشكيل سلطة تنفيذية موحدة وتوحيد المؤسسات، مع دمج التشكيلات المسلحة واحتكار السلاح بيد الدولة، مشددًا على ضرورة وجود حلول جذرية لمنع التدخلات الخارجية وضمان استقرار ليبيا.