جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-05@04:21:52 GMT

رفح "الملاذ الأخير" للفلسطينيين

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

رفح 'الملاذ الأخير' للفلسطينيين

إسرائيل تواصل جرائم إبادة البشر والحجر لإنهاء الحياة في قطاع غزة

◄ 1.5 نازح بالمدينة الحدودية في خطر وسط أوضاع إنسانية قاسية

الرؤية- غرفة الأخبار

مع الساعات الأولى من فجر أمس السبت، استهدفت قوات الاحتلال منزلين مأهولين في رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وعشرات المصابين، إذ أكدت وسائل إعلام فلسطينية أن منزلا كان يأوي عشرات النازحين شرق رفح يعود لعائلة حجازي، وأن القصف أسفر عن ارتقاء 11 شهيدا على الأقل وإصابة عدد آخر، وأن المنزل الآخر يعود لعائلة الهمص وأدى لارتقاء شهيدين وعدة إصابات.

وتؤكد جميع التطورات الميدانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف كل فئات الشعب الفلسطيني في القطاع وتدمير أكبر عدد من المنشآت السكنية والتعليمية، بهدف تحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، وإجبار السكان على النزوح إلى الدول المجاورة.

ومنذ بدء العملية البرية، تركزت العمليات العسكرية على شمال قطاع غزة، وزعم جيش الاحتلال أن وسط القطاع وجنوبه مناطق آمنة يمكن للسكان النزوح إليها، لكنه سرعان ما استهدف قوافل النازحين في الشوارع والطرقات، كما استهدف مخيماتهم في وسط القطاع الذي ادعى أنه منطقة آمنة، ليعود إلى الكذب والتضليل مرة أخرى ويطالب الفلسطينيين بالنزوج إلى الجنوب باعتباره منطقة آمنة.

وحاليا يتعرض جنوب القطاع في خان يونس ورفح والذي يأوي مئات الآلاف من النازحين، إلى قصف متواصل برا وبحرا وجوا، وتعمد تدمير المباني والمدارس الأممية التي تأوي النازحي، وهو ما يجسد صورة من صور الإجرام الإسرئيلي بحق الشعب الفلسطيني.

واستقبلت رفح منذ بداية الحرب حوالي 1.5 مليون نازح فروا من نيران الاحتلال في شمال ووسط القطاع، إلى أن نيران الصواريخ والمدافع لاحقتهم في رفح، ويكثف جيش الاحتلال ضرباته لهذه البقعة المكتظة بالنازحين بعد الفضل في تحقيق أي إنجازات عسكرية حتى الآن وبعد مرور أكثر من 120 يوما على الحرب.

وسلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على الكارثة الإنسانية التي يتسبب فيها الاحتلال إذا ما قرر مواصلة القتال في رفح قائلة: "الحديث عن تحويل إسرائيل تركيزها بعد خان يونس نحو رفح يخاطر بالقتال في منطقة مكتظة ويثير مخاوف تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة".

وعبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلقه إزاء تصاعد القتال في خانيونس، والذي أجبر المزيد من الفلسطينيين على الفرار إلى رفح بجنوب قطاع غزة، ووصف المدينة الحدودية بأنها "طنجرة ضغط مملوءة باليأس".

وتأتي هذه التصريحات فيما تستعد إسرائيل للتقدم أكثر نحو الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، حيث لجأ معظم السكان هربا من الهجوم الإسرائيلي.

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب: "أريد أن أشدد على قلقنا البالغ إزاء تصعيد الأعمال القتالية في خانيونس، والذي أدى إلى زيادة في عدد النازحين داخليا الذين سعوا إلى ملاذ في رفح خلال الأيام القليلة الماضية".

وتابع لايركه: "رفح بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس، ونخشى مما سيحدث لاحقا".

ويعيش معظم النازحين في خيام بمناطق مفتوحة، ويعانون من انعدام مقومات الحياة الأساسية، وشح الموارد الغذائية والمياه، إلى جانب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة، تتسبب في غرق الخيم ودخول المياه إلى المكان الذي ينامون فيه.

وباتت رفح هي الملاذ الأخير للنازحين، ولذلك تحذر منظمات دولية وإنسانية من انفجار الأوضاع بسبب استمرار نزوح السكان إلى هذه المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها في الأساس أكثير من 300 ألف فلسطيني، أو قيام جيش الاحتلال بقصف هذه المدينة التي تعج بالفلسطينيين في المنازل والمناطق المفتوحة، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وسقوط الشهداء بالمئات في حال استهداف أي منزل أو منطقة مفتوحة بها خيام النازحين.

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: جیش الاحتلال قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

غزة.. عيد شقي في خيام النازحين!

 

لا يمكن وصف معاناة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة إبّان حرب الإبادة الشعواء التي لا تزال مستمرة منذ أكثر من سبعة عشر شهراً، حيث تمّ تنفيذ مخطّط الإبادة الصهيوني أمام مرأى العالم الذي يغطّ في نوم عميق.

فها هو العيد يأتي مغمّساً بالدم، بينما يحتفل المسلمون بسلام، شعور بالعجز والإحباط من أمة كانت يوماً خير أمة، تطوّق “دولة” الاحتلال من جهات الأرض كافة، لكنها تصنع معه سلاماً أو حياداً، ولا تفكّر بسحب السفراء أو إيقاف التعاملات السياسية أو الاقتصادية كنوع من الاعتراض عمّا يجري، بل إنّ بعض الدول تفتح حدودها لإدخال البضائع في الوقت الذي يحاصر فيه اليمن جميع السفن المتوجّهة نحو موانئ الاحتلال.

يأتي العيد بينما يوغل الاحتلال قتلاً وتدميراً، يطالب سكان مدينة رفح بإخلاء معظم المناطق هناك، ثمّ يشرع باستهداف المدينة بقنابل الفسفور وكذلك القنابل الدخانية، ثمّ المدفعية وقذائف الهاوتزر والهاون، وصولاً إلى استهداف البيوت بالصواريخ الحربية التي تلقي بالبراميل المتفجّرة على مربّعات بأكملها.

ولا يتوقّف سيل الدم عند استهداف المدنيين بل يصل إلى استهداف الطواقم الدولية العاملة في القطاع، وكذلك طواقم الإسعاف والدفاع المدني، حيث تمّ وضع طاقم الدفاع المدني بمدينة رفح مؤخّراً في حفرة عميقة ثمّ أطلق جنود “جيش” الاحتلال النار على رؤوسهم وأجسادهم بشكل ينمّ عن أمراض سلوكية عظيمة، في تجاهل تامّ للقوانين والأعراف الدولية، وفي استكبار يجعل تلك “الدولة” فوق أيّ تهديد، بل إنها لم تعد تهتم أو تحترم أيّ تصريحات من المؤسسات الحقوقية والقانونية وكذلك مؤسسات الأمم المتحدة، بل وعدم الخوف من شعوب دول الطوق التي تنتظر لحظة سقوط الأنظمة كي تنتفض على “دولة” الاحتلال الوظيفية التي لا يوجد بينهم وبينها أيّ رابط سوى الكراهية والحروب.

وما بين إخلاء الجنوب وإخلاء الشمال، حكاية النزوح التي تدفع على البكاء، حيث يضطر المواطن المنهك إلى حمل خيمته والخروج بحثاً عن النجاة، وغزة لا تتجاوز 365 كيلو متراً مربّعاً، فالمناطق عبارة عن كومات من الركام، ولا مكان لنصب الخيام إلا في الشوارع وبين البيوت، لدرجة وصل الحال فيها أن يقوم بعض النازحين الفارين من الموت بنصب خيامهم فوق مكبّ النفايات بمنطقة اليرموك، وكذلك في الشوارع المركزية التي من الممكن أن تتعرّض لحوادث السير في العتمة.

والمؤلم أكثر أنّ غزة لا توجد فيها سيارات أو شاحنات كي تنقل السكان، لأنّ الاحتلال قام بتدمير معظم تلك العربات، كذلك لا يوجد وقود لتشغيل بقية وسائل النقل، فاضطرّ المواطن لركوب عربات الحيوانات البدائية، وقد أصيب كثير من العجائز بالكسر نتيجة الوقوع عن تلك العربات أثناء سيرها في الشوارع المكسّرة والمدمّرة، والمؤلم أكثر: ماذا يتوجّب على المواطن حمله أثناء رحلة العذاب تلك؟ هل يحمل “غالونات” المياه؟ أم بعض معلبات الطعام المتوفّرة، أم الحطب حيث لا يوجد غاز طهي، أم الفراش والأغطية أم الأوراق والوثائق أم ألواح الطاقة الشمسية أم ماذا؟ ولا ترف اختيار هنا، فالمفاضلة سيّد الموقف للسكان الذين أصابهم انكسار لا يجبره شيء سوى الثورة من جديد.

ومع كلّ هذا، تتراكم الأزمات في مدينة كانت مقبرة للغزاة، حيث تمّ إغلاق المخابز نتيجة عدم إدخال الطحين وعدم توفّر الوقود، فالمعابر مغلقة منذ أكثر من شهر في وجه الفلسطينيين الذين يتعرّضون لكلّ أنواع القتل ويتمّ تصوير ذلك بالصوت والصورة، في الوقت الذي تفتح بعض الدول العربية حدودها للمستوطن الإسرائيلي يدخل بلادنا من أجل التنزّه أو قضاء العطلة أو كي يحتمي من صواريخ المقاومة، فتلك البلدان باتت تحكمها أنظمة أظهرت ولاءها لاستعمار لن يحميها من السقوط المروّع، عاجلاً أم آجلاً.

ولعلّ الأكثر قهراً عندما تخرج تصريحات الصهاينة المتطرّفة بقولهم: أطفئ عليهم الشمس، حيث طرح عدد من الوزراء خلال اجتماع الكابينت الأخير مطالب بقطع جميع خطوط الكهرباء عن قطاع غزة، لكنّ منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة غسان عليان، قال إن غزة بلا كهرباء، فاستشاط وزير الأمن القومي بن غفير غضباً وسأل: إذاً من أين تأتي الكهرباء؟ فأجاب عليان: من مولّدات خاصة وألواح شمسية.

فقال بن غفير الأرعن: إذاً علينا تدمير المولدات وإطفاء الأضواء لديهم. وعليه علّق تساحي هنغبي رئيس مجلس الأمن القومي: غسان، أطفئ عليهم الشمس، يجب أن تظلم غزة حتى في النهار.

وأمام هذا الصلف تستورد “دولة” الاحتلال من وزارات النفط العربية الوقود وغيره، وربما يتمّ إمداد الطائرات والدبابات التي تقتل الأطفال والنساء بكلّ ما يلزمها من النفط العربي، ثم تأتي الصحافة المتصهينة لتقول إن الفلسطيني باع أرضه، والحاضر يشهد مَن باع مَن؟

وأمام هذا الواقع المرير، يتساءل المرء، هل هناك حمامات “بيوت خلاء” في أماكن النزوح؟ وأين يتمّ تصريفها؟ كيف يدخل النازحون الحمام لقضاء حاجتهم؟ وما هو مصير النساء عندما تضطرّ لتلبية نداء الطبيعة في مكان مكتظ بالسكان؟ ثم أين يستحمون ومتى؟ وما هو مصير الفتيات عند تغيير الملابس في الليل، عندما تصبح الخيام شاشات عرض مع إشعال النور في خيام عبارة عن شرائط قماش.

حتى أولئك الذين يعيشون فيما تبقّى من بيوتهم، فإنهم يعانون ويلات لا تنتهي، بدءاً من أزمات الصرف الصحي، فقد تمّ ضرب البنية التحتية بالكامل، فانتشرت المجاري في الشوارع والأزقة، ومعها انتشر البعوض والقوارض، وكذلك الأمراض، حيث أصبحت كلّ غزة ملوّثة. وصولاً إلى أزمة المياه، فلا توجد خطوط بلدية تعمل على إنعاش الناس، فاستعاض المواطنون عنها بحفر الآبار، لكنّ تشغيل تلك الآبار بحاجة إلى وقود، وكذلك خراطيم المياه غير متوفّرة، لذلك يضطرّ الأطفال لحمل “غالونات” المياه والسير لمسافات طويلة من أجل الطهارة وتنظيف البيوت.

وفي هذا المضمار يمكن مشاهدة الوجع الذي يتحمّله الأطفال، الذين تتعرّض أجسادهم لانتهاك كبير، كذلك معاناة المياه الحلوة التي تأتي كلّ أسبوع مرة أو مرتين، ويضطرّ العجائز والشبان والأطفال، الرجال والنساء إلى الاصطفاف في طوابير مكتظة لأجل شرب مياه لا تصلح للاستخدام الحيواني، ملوّثة بنترات مسرطنة، في الوقت الذي كان على هؤلاء الأطفال أن يذهبوا إلى المدارس واللعب في المتنزّهات أو مشاهدة التلفاز، وكان على النساء أن تتزيّن وتجلس في بيوتها لاستقبال الأزواج العائدين من وظائفهم وأماكن عملهم.

لكنّ هذا الاحتلال عمل -وما زال- على تدمير الوعي الفلسطيني لأجل تعزيز فكرة الهجرة الطوعيّة والهرب من هذا الجحيم، وهو لا يعلم أنّ الفلسطيني كالعنقاء ينبعث من الرماد وستأتي لحظة فارقة في تاريخ الأمة، ستعيد الاعتبار لأبنائها البررة، ممن سيحمل السلاح ليجتاز الحدود ويعيد للأمة كرامتها.

كاتب فلسطيني من غزة.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تحذر من عواقب العربدة الإسرائيلية في المنطقة
  • الديب أبوعلي: إسرائيل تعمل على تطهير غزة عرقيا والقاهرة تدافع وحدها عن الفلسطينيين
  • 28 شهيدا بغزة والاحتلال يوسع عمليته شمالي القطاع
  • جيش الاحتلال يبدأ عملية برية في الشجاعية.. وقصف عنيف بمختلف مناطق غزة
  • غزة الآن.. أحزمة نارية وتوغل بري للاحتلال بحي الشجاعية شمال القطاع
  • غزة.. عيد شقي في خيام النازحين!
  • منتدى إسرائيلي: القوة العسكرية لا تكفي ولابد من طرح أفق سياسي للفلسطينيين
  • استشهاد 68 فلسطينيًا بغارات للاحتلال على عدة مناطق بغزة منذ فجر اليوم
  • 19 شهيدا بينهم 9 أطفال.. مجزرة للاحتلال بحق عيادة تابعة لـ"الأونروا" شمال غزة (فيديو)
  • مجازر في رفح والنصيرات.. وغزة تواجه مجاعة مع توقف المخابز عن العمل