مخاوف تمدد حرب غزة.. تشعل برميل بارود المنطقة..!!
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
مع انطلاق الجولة الأولى من سلسلة جولات للرد الأمريكي على مواقع الحرس الثوري الإيراني والفصائل الموالية في سوريا والعراق- واستهداف الحوثيين في اليمن- لا يمكن إلا القلق من مخاوف توسع رقعة الحرب- وتفجر صراع وحرب شاملة في المنطقة مع قرع طبول حرب لا يرغب أحد باندلاعها! والسؤال ما هي ارتدادات توسع الحرب مع بدء موسم انتخابات الرئاسة وكيف ستستغلها إسرائيل في حرب إبادتها على غزة وكيف وأين سترد إيران ووكلاؤها في المنطقة؟
في أعقاب جائحة كورونا على مدى عامين ونجونا من خطرها، أزهقت أرواح 7 ملايين من أكثر من 700 مليون إصابة حول العالم.
يحبس العالم أنفاسه من تفاقم خطر الحرب-خاصة بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونائب رئيس مجلس الأمن الوطني والتحذير من اندلاع حرب عالمية ثالثة وحتى استخدام السلاح النووي التكتيكي في الحرب. كانت تلك تصريحات متهورة وخطيرة. لم يلوح أي من قادة الدول النووية التسعة منذ استخدام الولايات المتحدة الأميركية السلاح النووي بأوامر من الرئيس الأميركي ترومان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان ليختبر فعالية السلاح النووي ويعلن للعالم احتكار السلاح النووي ويسرّع في استسلام اليابان وليكرس الولايات المتحدة زعيمة للنظام العالمي بلا منازع. لذلك كان مستغرباً وصادماً إطلاق تصريحات غير مسؤولة قبل عام ونصف من إمكانية استخدام السلاح النووي ولو النووي التكتيكي!
وعدنا اليوم مع استمرار حرب إبادة الصهاينة على غزة بنهاية شهرها الرابع دون حسم، بل تورط إسرائيل في حرب استنزاف وهي أكثر ما تخشاه على الدوام لعدم تحمل إسرائيل الخسائر البشرية والاجتماعية والاقتصادية الكبيرة، وكلفة وفاتورة الحرب الطويلة-ومع طول أمد الحرب والخشية من توسع المواجهات على أكثر من جبهة ودولة ولاعبين من الخشية من تفجر حرب إقليمية واسعة.
الخشية من تمدد الحرب من غزة-بفتح الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان وسوريا وتهديد الملاحة والاقتصاد العالمي وسلسلة التوريد عبر البحر الأحمر بدعم الحوثيين المقاومة الفلسطينية في غزة-ومشاركة الفصائل العراقية التي نجحت بقتل ثلاثة جنود وإصابة أكثر من 40 في قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرقي الأردن. ونفذ الرئيس بايدن وعيده بالانتقام ورد بموجة استهداف مباشر مواقع في سوريا والعراق وعلى الحدود لإعادة الردع والانتقام، لكن دون استهداف إيران! وذلك بعد تسييس الجمهوريين في الكونغرس الأزمة واتهام نواب وأعضاء مجلس شيوخ-الرئيس بايدن بالضعف وحتى الجبن ما شجع خصوم أمريكا وحلفاء وأذرع إيران على التجرؤ وتهديد أمن ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وحتى قتل جنود أمريكيين للمرة الأولى منذ عملية «طوفان الأقصى» و»السيوف الحديدية» في أكتوبر الماضي.
ما يُضفي على مخاوف اندلاع حرب إقليمية انطلاقا من تفجير صاعقها بعدوان إسرائيل المتصاعد على غزة وتمدد الحرب من شمال إلى جنوب القطاع ومحاصرة السكان النازحين والنازفين في خان يونس وتكثف القصف على خان يونس لدفع السكان وحشرهم في رفح على الحدود المصرية وإجلاء قسري ما يخالف القانون الدولي-هو الفشل في إجبار إسرائيل على وقف عدوانها وحربها المسعورة على غزة التي تسببت بحوالي 30 ألف شهيد و70 ألف مصاب و2 مليون نازح ومشرد-مع الخشية من تفشي الأمراض المعدية والمجاعة الحقيقية بين السكان وخاصة في شمال قطاع غزة! في عقاب جماعي لجميع السكان!
المأزق المضاعف في مأساة حرب الإبادة على غزة-يكمن بفشل إسرائيل تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة: القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن وتحييد غزة ونزع سلاح المقاومة وإقامة منطقة عازلة والتطهير العرقي بترحيل الفلسطينيين قسراً من غزة بجعل مقومات الحياة معدومة كليا في القطاع! وكل ذلك العدوان الوحشي يخالف القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وهو ما أشار إليه قرار محكمة العدل الدولية وطالب بوقفها!
لكن تتفاقم الكارثة اليوم بتحريض من إسرائيل-التي قتلت 140 من موظفي-UNRWA وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان- بأن 12 موظفا أمميا من العاملين في وكالة الأونروا شاركوا بهجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي!! وبدون أدلة وبراهين ومحاكمة وإدانة أعلنت 18 دولة في الغرب بقيادة الولايات المتحدة تجميد المساعدات التي تقدمها للوكالة التي تشكل شريان حياة للفلسطينيين خاصة في الظروف الكارثية في غزة-وحذرت الوكالة أنها ستضطر لوقف أنشطتها إذا لم يتم تمويلها!
يُخشى أن يتسبب رد بايدن العسكري الذي يتحمل المسؤولية بتمدد الحرب إقليمياً. كما أشرت في مقالات سابقة، وبدلاً من ممارسة الرئيس بايدن وإدارته الضغط لوقف حرب إبادة إسرائيل على غزة وخاصة بعد قرار محكمة العدل الدولية-يستمر بالاصطفاف والانحياز مع دول غربية: أبرزها بريطانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا وغيرها في السكوت بل حتى دعم عدوان إسرائيل.
كما يثير القلق تصريحات وتحذيرات المسؤولين الأمريكيين: حذر وزير الخارجية بلنكين أن المنطقة تشهد أخطر تصعيد واحتقان منذ حرب أكتوبر 1973. وتحذير وزير الدفاع أوستن «نشهد لحظة خطيرة في الشرق الأوسط». وتحذير مدير الاستخبارات المركزية وليم بيرنز في مقال في دورية فورين أفيرز الرصينة مؤخراً: «لم أشهد منذ أربعة عقود أوضاعاً قابلة للانفجار في الشرق الأوسط كما هي عليه اليوم»! وهكذا تبقى منطقتنا تراوح بين مخاوف تمدد الحرب والأمل بنزع فتيلها واحتوائها! ولنا عودة.
(الشرق القطرية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيراني الحرب غزة إيران امريكا غزة حرب مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة السلاح النووی على غزة
إقرأ أيضاً:
مخاوف داخل مجتمع الاستخبارات.. الرئيس الجديد متهم بسوء التعامل مع المعلومات الحساسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من المقرر أن يستأنف الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى واجه تحديات قانونية بشأن تعامله مع الوثائق السرية، تلقى إحاطات الأمن القومى كجزء من الانتقال إلى تنصيب الرئيس فى عام ٢٠٢٥. أثار هذا القرار مخاوف، خاصة بعد الكشف عن سوء تعامل ترامب مع المواد الحساسة أثناء فترة وجوده فى منصبه واتهامه اللاحق.
وعلى الرغم من هذه الخلافات، فإن إدارة بايدن تمضى قدمًا فى تقليد تقديم إحاطات سرية للرئيس المنتخب، وهى ممارسة تعود إلى أوائل الخمسينيات.
المأزق القانونى والأخلاقي
قبل عامين، أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالى غارة رفيعة المستوى على مقر إقامة ترامب فى مار إيه لاغو لاستعادة وثائق حكومية سرية رفض إعادتها. وقد شملت هذه المواد التى تحتوى على معلومات سرية للغاية، والتى ورد أن بعضها عُثر عليه فى أماكن غير مؤمنة، بما فى ذلك بالقرب من مرحاض ومكدس على مسرح قاعة رقص.
وقد أدت تداعيات هذه الحادثة إلى توجيه اتهامات إلى ترامب بموجب قانون التجسس للاحتفاظ غير المصرح به بمعلومات الدفاع الوطني، وهى القضية التى قد تصل إلى نهايتها قريبًا.
وعلى الرغم من الإجراءات القانونية الجارية، وجه الرئيس جو بايدن إدارته للتعاون مع فريق ترامب فى تسهيل انتقال "منظم" للسلطة. ووفقًا لجمهورى مشارك فى العملية، سيُمنح ترامب مرة أخرى حق الوصول إلى أكثر المعلومات الاستخباراتية حساسية فى البلاد دون قيود.
هذه الخطوة، على الرغم من كونها مثيرة للجدل، تتفق مع الممارسة الراسخة المتمثلة فى إطلاع الرئيس المنتخب القادم على مسائل الأمن القومي.
التقاليد مقابل المساءلة.. معضلة متوترة
إن التقليد القديم المتمثل فى تقديم إحاطات سرية للرئيس المنتخب متجذر فى فكرة مفادها أن الناخبين اختاروا الزعيم القادم للبلاد، وبالتالي، لا توجد حاجة إلى فحص إضافى بمجرد أداء اليمين.
ومع ذلك، فإن تاريخ ترامب مع المواد السرية أثار مخاوف مشروعة بشأن المخاطر التى يفرضها تزويده بمعلومات استخباراتية حساسة قبل تنصيبه.
يعترف جيريمى باش، رئيس الأركان السابق لوكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع أثناء إدارة أوباما، بالمعضلة.
وقال: "لقد تم اتهامه بسوء التعامل مع المعلومات السرية، ولكن نظرًا لأنه على وشك تولى الرئاسة، فإن الشيء المسئول الذى يجب القيام به هو تزويده بالإحاطات السرية وتقديم الموارد الحكومية لمساعدته فى التعامل مع وتخزين أى مادة سرية يحتاج إلى الاحتفاظ بها".
يؤكد هذا البيان على التوازن بين الحفاظ على التقاليد الديمقراطية ومعالجة المخاوف الكبيرة الناجمة عن سلوك ترامب فى الماضى مع المواد السرية.
مخاوف بشأن الأمن والتسريبات
أثار قرار منح ترامب حق الوصول إلى المعلومات السرية مخاوف داخل مجتمع الاستخبارات. سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير عما إذا كان بايدن قلقًا من أن ترامب قد يسرب معلومات حساسة. وردًا على ذلك، رفضت جان بيير التكهن، وأعادت توجيه الاستفسار إلى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
وأكد متحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية أن الوكالة ستمضى وفقًا للممارسة القديمة المتمثلة فى تقديم إحاطات استخباراتية للرئيس المنتخب، وهو تقليد قائم منذ عام ١٩٥٢.
ومع ذلك، أعرب خبراء مثل جريجورى تريفيرتون، الرئيس السابق لمجلس الاستخبارات الوطني، عن انزعاجهم من المخاطر المحتملة التى يفرضها تاريخ ترامب فى الكشف عن معلومات حساسة.
ووصف تريفيرتون الموقف بأنه "مخيف"، مستشهدًا بحالات بدا فيها ترامب وكأنه يعامل الوثائق السرية كتذكارات، ويشاركها بشكل عرضى مع الآخرين دون مراعاة للعواقب. بالنسبة لمحترفى الاستخبارات الذين يعتمدون على السرية والحذر، فإن مواجهة شخص يتجاهل هذه المعايير أمر مزعج للغاية.