معرض الكتاب.. كتاب أدب طفل: الكتابة الفكاهية صعبة وهذه مفاتيحها
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
تصوير- محمود بكار:
استضافت القاعة الدولية، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسين، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة نقاشية بعنوان "الفكاهة في أدب الطفل" وذلك بحضور الكاتبة ورسامة كتب الأطفال النرويجية "ليف ماريت فيبيرج"، والرسام والكاتب النرويجي بيورن سورتلاند، ووئام أحمد محمود، والرسام والكاتب النرويجي، أندري لوند أريكسن وأدارت النقاش الكاتبة والمترجمة شيرين عبد الوهاب.
وتطرق الحوار حول الحس الفكاهي في كتب الأطفال وكيف استخدم الكتاب في مصر والنرويج الحس الفكاهي في أدب الطفل، ومن خلال القصص التي يكتبونها، وما هي الصعوبات التي تواجه كتاب أدب الطفل في هذا المجال، وكيفية استخدام الحس الفكاهي من خلال الشخصيات أو النكات.
وعن إمكانية تطبيق ذلك في حس الفكاهة في أدب الطفل قالت الكاتبة ليف ماريت فيبيرج، أنه من الصعب الكتابة بهذا الحس الفكاهي لاسيما وأن هذه الذائقة تتغير بتغير المرحلة العمرية، فالأطفال في المرحلة العمرية المبكرة يضحكون على أشياء مختلفة عن الأشياء التي يمكن أن تضحك البالغين – على سبيل المثال.
وتابعت "ماريت" أنها قد استخدمت الحس الفكاهي في إحدى أعمالها، من خلال خلق المواقف الطريفة بداخل القصص، حيث أن الفئات العمرية البالغة، لديهم الكثير من الكلمات والمواقف المضحكة الخاصة بهم، وقد لا نعرف عنهم أي شيء.
وفي سياق متصل قال الكاتب النرويجي "أندري لوند أريكسن" أن الكتابة بالحس الفكاهي هو أمر صعب جدًا في إرضاء الذائقة، ففي كثير من الأحيان يقف الكاتب عند المرحلة العمرية خلال فترة التأليف أو الكتابه، وفي بعض الأحيان قد ألجأ إلى الشخصيات النمطية لاستخدامها في القصص أو الصور، كما أنها أيضًا يصعب أن تنال تلك الشخصيات القبول لدى ثقافة مختلفة، والتي قد لا تمثل لها تلك الشخصيات أي شيء.
وأشار إلى أن الأطفال في الفترات الأخيرة أصبحوا يقرأون بشكل كبير، كما أنه من الصعب إرضائهم، كما أنه من الصعب أن تكتب في مجال الكتابة بالفكاهة في بعض المجتمعات، خاصة وأن أغلب الأوقات يرون أنني جاد، وأغلب التساؤلات التي تأتي إلي كيف أصبحت كاتبًا مضحكًا، وأنا بكل هذه الجدية التي أبدو عليها".
فيما أشارت الناشرة وئام محمود إلى إن استخدام الحس الفكاهي هو أمر صعب توظيفه في أدب الطفل أو كتب الأطفال، لذلك في بعض الكتب قد يتعلق بالحس الفكاهي عن طريق استخدام الكوميديا السوداء وهو ما استخدمه بالفعل في أحد قصصي.
وأشارت "وئام" إلى أن هناك بعض القصص التي بها بعض المفردات التي تنطوي على ألاعيب لغوية، وأحيانًا في بعض الأوقات ترجمة بعض من تلك القصص التي تحمل أكثر من معني أو تعتمد على اللعب بالكلمات قد يكون صعبًا في نقلها إلى اللغة العربية، والذي يجعل القارئ يضحك بنفس القوة التي يضحك بها في لغة القصة الأصلية".
وأكد الكاتب النرويجي بيورن سورتلاند أنه لابد من استخدام الحس الفكاهي في قصص الأطفال، فالأطفال أيضًا من حقهم أن يضحكون، وإذا تناولت القصص مشاعر الحزن سينفر منها الأطفال، ولابد من استخدام لغة الفكاهة للأطفال للتخفيف من وطأة القصص.
مشيرًا إلى أن الكتابة قد تستخدم في بعض الأحيان للسخرية من الأشخاص الذين يقومون بقمعك، مثل السخرية من بعض الشخصيات الشريرة، وهذا نوع من استخدام الفكاهة مثلما كان يفعل شارلي شابلن، مثل استخدامه شارب هتلر، كما يمكن استخدام الفكاهة للعديد من الغايات، كما يمكن استخدام الفكاهة الأشخاص السذج وكنوع من التشويق.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض الكتاب أدب الطفل طوفان الأقصى المزيد فی أدب الطفل فی بعض
إقرأ أيضاً:
فيلم سنو وايت.. البحث عن الحب في عالم لا يُشبه القصص الخيالية
بينما تقدم أغلب الأفلام قصص الإنسان العادي من الطبقة الوسطى، هناك أفلام أخرى تخرج عن هذا الإطار المحدود، بعضها يجنح إلى تقديم حكايات بشر خارقين، فوق الإنسانية، وأخرى تُسلط الضوء على حيوات المهمشين، هؤلاء الذين إما يتم تجاهلهم في أحسن تقدير، أو التنمر عليهم في أسوأ الظروف.
فيلم "سنو وايت" يقدم قصة مختلفة، حيث يُدخل المشاهد إلى عالم فئة المهمشين، على وجه التحديد قصار القامة، لكنه لا ينحو إلى الابتزاز العاطفي للمشاهدين، بل يقدم هؤلاء المهمشين بالعدسة التي يجب النظر إليهم من خلالها، كأشخاص عاديين، يعيشون في المجتمعات نفسها، لكنهم يعانون بشكل إضافي بسبب طبيعتهم الجسدية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"ويكيد".. ساحرة الغرب الشريرة على بُعد خطوات من الفوز بالأوسكارlist 2 of 2ديفيد لينش سيد الغموض وأيقونة السينما السرياليةend of listفيلم "سنو وايت" من إخراج تغريد عبد المقصود، وبطولة مريم شريف بالمشاركة مع محمد ممدوح ومحمد جمعة ونهال كمال المهدي وصفوة، بينما يظهر كريم فهمي في دور شرفي قصير. عُرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، لتفوز مريم شريف بجائزة أفضل ممثلة، ثم عُرض بشكل تجاري في مصر.
سنو وايت امرأة تتحدى جسدهايبدأ "سنو وايت" بتعريفنا على العالم الاعتيادي لبطلته إيمان (مريم شريف)، امرأة شابة تعيش حياة بسيطة مع أختها الأصغر التي ربتها بعد وفاة والديها. إيمان قصيرة القامة بشكل واضح، لكنها لا تدع ذلك يصبح أداة تعريفها في العالم، فهي تمارس حياتها كأي امرأة أخرى في عمرها. تعمل في وظيفة روتينية بمجمع التحرير، وتضطر من أجلها لركوب المواصلات، وتتدافع مع بقية الموظفين لاستخدام المصعد، وحين لا يعمل، تضطر للمعاناة على السلالم التي لا تتلاءم مع قصار القامة، وعندما يطلب منها مديرها ملفا في رف مكتبي عالٍ، تُخرج السلم الذي وضعته جانبا لهذا الغرض وحده.
إعلانتلك هي الحياة اليومية لإيمان، في حين تخصص لياليها لغرفتها الشخصية، التي تبدو مختلفة تماما عن كل تفاصيل حياتها الأخرى. غرفة مزينة بشكل رقيق، يغلفها اللون الوردي، وتمثال صغير لشخصية سنو وايت الكرتونية على طاولة جانبية. وفي هذه المساحة الآمنة، تفتح جهاز حاسوبها لتبدأ محادثاتها اليومية مع عماد (محمد ممدوح)، الشاب المصري المغترب الذي يحلم بالعودة يوما ما ليعقد قرانه على إيمان، أو الفتاة الجميلة التي يظنها إيمان، بعدما استخدمت كثيرا من المرشحات الإلكترونية لتغيير صورتها، ولم تخبره عن قصر قامتها. بينما تماطله هي، وتؤجل اللقاء بينهما قدر الإمكان، مستمتعة بهذه العلاقة الأفلاطونية التي تُشبعها عاطفيا.
ويضطرب هذا العالم البسيط لإيمان عندما يأتي خاطب لأختها الصغيرة صفية (نهال كمال المهدي)، والذي تحاول والدته إفساد الزيجة بعدما ترى إيمان، خوفا من إنجاب ابنها طفلا قصير القامة مثل خالته، وذلك على الرغم من استمتاع صفية بقامة طبيعية. ولذلك تشترط الأم (صفوة) على العروس وأختها شراء ثلاجة كبيرة غالية الثمن.
لا يصبح ثمن الثلاجة معضلة الفيلم الوحيدة، بل تظهر مشكلة أخرى تتمثل في إصرار عماد على مقابلة إيمان، ورغبته القوية في الزواج منها، الأمر الذي يضعها في مرآة أمام حقيقة هذه العلاقة: هل تؤمن بالفعل بأنها تستحق الحب على الرغم من وضعها الجسدي؟
ويصبح هذا السؤال معضلة الفيلم الحقيقية، فإيمان لا ترى نفسها سجينة جسدها، على الرغم من معاناتها لهذا السجن بالفعل. لذلك، ترفض الزواج من شاب قصير القامة آخر يتقدم لها، وتبقى مصممة على ألا تظهر معدومة الحيلة أمام والدة خالد، خطيب أختها، بينما هي لا تمتلك المال الكافي لشراء الثلاجة في الحقيقة، وترفض تقليل مديرها من شأنها عندما تطلب سلفة من حقها، وهي الموظفة التي تم تعيينها طبقا للقانون الذي يحتم توظيف 5% من ذوي الاحتياجات الخاصة.
إعلان أزمة المشاريع الأولى"سنو وايت" هو الفيلم الأول للمخرجة تغريد عبد المقصود، على الرغم من أن مسيرتها تمتد منذ بداية الألفية الثالثة تقريبا، حيث عملت مساعدة إخراج في أغلب الأحوال. وقد صرحت من قبل أنها كتبت سيناريو الفيلم منذ سنوات طويلة، قبل أن تبدأ العمل عليه مخرجة منذ 4 سنوات تقريبا.
ويحمل فيلم "سنو وايت" جماليات وأزمات الأفلام الأولى، ويدور حول مشروع شخصي لمخرجة حملت في قلبها قصة الفتاة قصيرة القامة، التي تعاني من تحديات جسدية وظروف مادية تعيق تحقيق أحلامها البسيطة، المتمثلة في زواج أختها من جهة، وعثورها على حبيب يرى روحها وليس جسدها الذي يحمل عيوبه الخاصة.
وفكرة فيلم "سنو وايت" طازجة وشديدة الواقعية، حتى وإن شابها بعض العيوب في عملية التنفيذ، أبرز هذه العيوب الحوار الذي يميل إلى المباشرة في كثير من الأجزاء، خصوصا تلك التي تضم إيمان وصفية. حيث بدت كلماتهما كخليط من الكليشيهات المحفوظة التي تقال في مثل هذه المواقف، وأخرى مفتعلة لا تتلاءم مع الخلفية الثقافية لهما.
كما تميز طاقم الفيلم بتنوعه بين الممثلين ذوي الخبرات المحدودة، مثل مريم شريف ونهال كمال المهدي، وبين محترفين نجح صناع الفيلم في استقطابهم، مثل محمد ممدوح ومحمد جمعة في دور خالد، خطيب صفية. لكن هذا التنوع أظهر مشاكل في الأداء لدى الممثلتين الأقل خبرة، حيث بدتا مفتعلتين في كثير من المشاهد، ولم تستطع المخرجة ضبط انفعالاتهما في مشاهد الشجارات التي جمعت بينهما أكثر من مرة، لتبدو في بعض الأحيان أقرب إلى الطابع الكارتوني بعيدا عن اللمسة الواقعية الغالبة على الفيلم.
ومع ذلك، فإن أفضل ما قدمته المخرجة تغريد عبد المقصود هو ضبط إيقاع الفيلم، وخصوصا في المشاهد الصعبة ذات الشحنات العاطفية المتدفقة، والتي أثرت على مسار الأحداث والمتفرجين على حد سواء، مثل المقابلة الأولى بين إيمان وعماد، وعودة إيمان مع الثلاجة إلى المنزل على ظهر سيارة النقل في لحظة تتويج لانتصارها على ظروفها الصعبة.
إعلانفيلم "سنو وايت" يُعد تجربة مميزة في تقديم عالم قصار القامة بشكل عادل، على الرغم من عيوب إدارة الممثلات والحوار الذي كان بحاجة إلى إعادة صياغة في بعض المواضع، فإنه يعدنا بأننا أمام مخرجة تمتلك مشروعا سينمائيا مغايرا، يحاول تجاوز المعايير المادية في النظر إلى البشر.