حكم طلب الشهرة في الإسلام.. كيف ضبطها الشرع؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشهرة إن كانت من طلب الشخص فهي مكروهة؛ فقد روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حَسَبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ -إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ- أَنْ يُشِيرَ إِلَيْهِ النَّاسُ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ» رواه الطبراني في "مسند الشَّاميين".
وأضافت، دار الإفتاء، في إجابتها على سؤال: ما حكم الشُّهرة، وما ضَوابِطُها، وهل منها ما هو مذمومٌ؟ أن السلف الصالح كانوا يكرهون طلب الشهرة؛ فقد ورد في "التواضع والخمول" لابن أبي الدنيا (1/ 63): [قال أيوب السختياني رحمه الله: "مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ إِلا سَرَّهُ أَنْ لا يُشْعَرَ بِمَكَانِهِ"] اهـ.
وقالت دار الإفتاء، إنه إن كانت الشهرة من الله تعالى -من غير تكلُّف طلب الشهرة منه- لنشر دينه فهي محمودة.
وقال الإمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء" (10/ 1830، 1834، ط. دار الشعب): [اعْلَمْ -أَصْلَحَكَ اللهُ- أَنَّ أَصْلَ الْجَاهِ هُوَ: انْتِشَارُ الصِّيتِ، وَالِاشْتِهَارِ. وَهُوَ مَذْمُومٌ، بَلِ الْمَحْمُودُ: الخُمُولُ، إِلَّا مَنْ شَهَرَهُ اللهُ تَعَالَى لِنَشْرِ دِينِهِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفِ طَلَبِ الشُّهْرَةِ مِنْهُ.. وَإِنَّمَا الْمَطْلُوبَ بِالشُّهْرَةِ وَانْتِشَارِ الصِّيتِ هُوَ الْجَاهُ وَالْمَنْزِلَةُ فِي القُلُوبِ، وَحُبُّ الجَاهِ هُوَ مَنْشَأُ كُلِّ فَسَادٍ.
فَإِنْ قُلْتَ: فَأَيُّ شَهْوَةٍ تَزيِدُ عَلَى شُهْرَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَأَئِمَّةِ العُلَمَاءِ، فَكَيِفَ فَاتَهُمْ فَضِيلَةُ الخُمُولِ؟
فَاعْلَمْ: أَنَّ المَذْمُومَ طَلَبُ الشُّهْرَةِ، فَأَمَّا وُجُودُهَا مِنْ جِهَةِ اللهِ سُبحانَهُ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ مِنَ الْعَبْدِ فَلَيْسَ بِمَذْمُومٍ، نَعَمْ، فِيْهِ فِتْنَةٌ عَلَى الضُّعَفَاءِ دُوْنَ الأَقْوِيَاءِ، وَهُمْ كَالْغَرِيقِ الضَّعِيفِ إِذَا كَانَ مَعَهُ جَمَاعَةً مِنَ الْغَرْقَى؛ فَالأَوْلَى بِهِ أَنْ لَا يَعْرِفَه أَحَدٌ مِنْهُمْ؛ فَإِنَّهمْ يَتَعَلَّقُونَ بِهِ فَيَضْعُف عَنْهُم، فَيَهْلِكَ مَعَهُمْ، وَأَمَّا القَوِيُّ فَالأَوْلَى أَنْ يَعْرِفَهُ الغَرْقَى؛ لِيَتَعَلَّقُوا بِهِ، فَيُنَجِّيهم، وَيُثَابُ عَلَى ذَلِكَ] اهـ.
قال العلَّامة الخادمي الحنفي -بعد حديثِ أنسٍ رضي الله عنه- في "بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية" (2/ 52، ط. الحلبي): [ولِذا كانت الشُهرةُ آفةً -يعني في الدين والدنيا-:
- أمَّا الدِّيْن: فلكونه منبعًا لنحو العُجْبِ، والاعتمادِ على العمل والرِّياءِ وآلةً لجمع الدنيا، وقيل: إنَّ الشهرةَ فيه إنما تكونُ بإِحداثِ بِدعةٍ عظيمةٍ فيه خفاءً.
- وأما الدنيا: فلكونه منبعًا لنحو الظُّلمِ والكِبرِ والإِعراضِ عن الطَّاعاتِ والتَّعمُّقِ في الأَغراضِ الدنيويَّة] اهـ.
وأكدت دار الإفتاء، أن طلب الإنسان الشهرة لنفسه مذمومٌ كما يُكرَهُ ما يؤدِّي إلى الطَّلب، وإن لم يَطْلُب؛ كلبسهِ لباس الشهرة؛ أي: ما يَشتهِر به عند النَّاس ويُشار إليه بالأَصابِع؛ فقد رُوي -مرفوعًا- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الشهرتين. فقيل: يا رسول الله، وما الشهرتان؟ قال: «رِقَّةُ الثِّيَابِ وَغِلَظُهَا، وَلِينُهَا وَخُشُونَتُهَا، وَطُولُهَا وَقِصَرُهَا، وَلَكِنْ سَدَادٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَاقْتِصَادٌ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان".
وأخرج أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما -مرفوعًا- أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قال: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود وغيره.
وَكَانَ الْحَسَنُ رضي الله عنه يَقُولُ: "إنَّ قَوْمًا جَعَلُوا خُشُوعَهُمْ فِي اللِّبَاسِ، وَشَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ بِمَا يَلْبَسُ مِنْ الصُّوفِ أَعْظَمُ كِبْرًا مِنْ صَاحِبِ الْمُطَرَّفِ بِمُطَرَّفِهِ".
ومن ضوابِطها - أي الشهرة-: التخلق بأحسن الأخلاق؛ لأنه قدوة، ولا يجوز له التَّدنِّي إلى مستوى العوام؛ حتى لا يفتن الناسَ في دينهم.
وَحَدُّهَا المذموم: أن تطلب لغير الله، فتكون لطلب الجاه والسمعة؛ فقد روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللهُ بِهِ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، والطبراني في "الأوسط".
والأَوْلَى أن لا تُطْلَبَ أصلًا، بل يكون مطلوبًا لها، لا طالبًا؛ قال الإمام أبو حامد الغزالي في "إحياء علوم الدين" (10/ 1830، ط. دار الشعب): [بَلِ الْمَحْمُودُ: الخُمُولُ، إِلَّا مَنْ شَهَرَهُ اللهُ تَعَالَى لِنَشْرِ دِينِهِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفِ طَلَبِ الشُّهْرَةِ مِنْهُ] اهـ.
وهذا لا ينافي قول الحق بضوابطه ولو أدى إلى الشُّهرَة، بشرط أن لا يَقْصِدَ الشهرة، أو طلب الجاه، أو السمعة؛ فالشُّهرة هنا عارضة له، وليست مقصودة ولا مطلوبة ولا متشوفًا لها.
وبناءً عليه: فإنَّ تكلُّفَ طلب الشهرة مذمومٌ، وهذا لا يمنعه من أمورٍ مشروعة، بل قد تكون واجبةً أو مستحبةً، مثل قول الحقِّ من غير التشوُّفِ إلى الشهرة أو استشرافِها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الشهرة رضی الله عنه دار الإفتاء رسول الله ب الشهرة ول الله ى الله
إقرأ أيضاً:
لم ترد الا الشهرة.. ننشر مرافعة دفاع سائق أوبر بقضية هلا السعيد.. خاص
داخل القاعة رقم 5 بمحكمة جنح مستأنف الشيخ زايد المنعقدة بمحكمة جنوب الجيزة الابتدائية وقبل دقائق من نظر محاكمة اللاعب امام عاشور كانت المحكمة تنظر معارضة استئنافية تقدم لها سائق اوبر المتهم بارتكاب فعل فاضح في الطريق العام "التبول" والذي اتهمته الفنانة هلا السعيد بالتحرش بها في بث مباشر "لايف" عبر صفحتها الشخصية.
ترافع المستشار علي فايز دفاع سائق اوبر المتهم امام المحكمة مطالبا ببراءته من الاتهام المنسوب اليه لعدم ثبوت الاتهام بحقه وتناقض أقوال الفنانة هلا السعيد، وفي مذكرة مكونة من ١٢ ورقة اورد دفاع سائق اوبر المتهم دفوعه وطلباته وسرد تفاصيل الواقعة بما يثبت براءة المتهم.
علي فايز دفاع سائق اوبر
وتضمنت مذكرة الدفاع الدفوع التالية:
1 - الدفع ببطلان أدلة الثبوت لاعتمادها على شهادة من لاتجوز شهادته
2 الدفع بكيدية الاتهام وتلفيقه
3 - الدفع بانتفاء الجريمة بكافة أركانها وانتفاء القصد الجنائي
-4- الدفع بأن الفعل الذي أقدم عليه المتهم هو الشروع في التبول
ووجه علي فايز محامي المتهم حديثه للمحكمة قائلا :"أعلم علم اليقين أنكم ستحكمون بالعدل لا شيء سواه في تلك القضية وهي ثقة مستمدة من رب العزة أولاً تليها ثقتي في القضاء المصري الذي أتمنى أن لا يظلم لديه بريء لكنني لا أريد العدل بل أريد الحق لأن العدل قد يقضي بإدانة المتهم طبقاً للأوراق الحق هو ما نرجوه جميعا، وبناءاً عليه أتقدم بدفاعي في خطوات وعناصر موجزة ومحددة بإيجاز غير مخل ولا تطويل ممل .
بالنسبة للدفع الأول ببطلان أدة الثبوت لاعتمادها على شهادة من لا تجوز شهادته ويتلخص في تناقض الشاكية وكذبها فى اكثر من موقع فبداية الواقعة نشرها لمقطع فيديو تقول فيه نصاً انها نزلت من السيارة لقت سواق اوبر الحيوان بيفك حزام البنطلون الحيوان بتاع اوبر كان "عايز يتحرش بيا".
وقال دفاع المتهم ثم قالت الفنانة هلا السعيد انها لم تنزل من السيارة ورأت المتهم يفك حزام البنطلون من اسفل شنطة السيارة و هو ما يثبت التناقض في اقوالها، مؤكدا انها لم ترد من هذه الواقعة ونشر هذا الفيديو الا اكتساب مشاهدات خاصة انها ممثلة ثانوية واثبتت التحريات عدم صحة اقوالها وعدم تحرش المتهم بها او لمسها اساسا.
براءة سائق أوبر في قضية الفنانة هلا السعيد بمنزل شخصية عامة.. ماذا قال إمام عاشور في جلسة الصلح مع فرد الأمن؟
وطالب دفاع المتهم ببراءته من الاتهام المنسوب اليه خاصة ان اوراق الدعوى لا تحمل في طياتها ثمة دليل يسند جريمة الى المتهم.
وقضت محكمة مستأنف الشيخ زايد ببراءة سائق اوبر المتهم بارتكاب فعل فاضح "التبول في الطريق العام" في قضية الفنانة هلا السعيد بعد تقدمه بمعارضة استئنافية على حكم حبسه سنة.
وسرد سائق اوبر المتهم تفاصيل الحادث وتعرضه للظلم -حسب تعبيره- من الفنانة وعدم تعرضه لها بأي أذى.
ووجه سائق اوبر رسالة الى الفنانة هلا السعيد قائلا:"ربنا يسامحك انا مش مسامحك انا اتبهدلت في الحجز انا اول مرة في حياتي ادخل حبس وانا معملتش حاجة وحياتي اتدمرت مبقاش معايا جنيه اصلا واخويا استلف فلوس الكفالة اللي خرجت بيها"
وكانت كشفت الفنانة هلا السعيد، عن تعرضها للتحرش من أحد سائقي شركة أوبر، حيث أكدت الفنانة أنها انفعلت عليه بعد أن وجدته أوقف السيارة في طريق عام، وبدأ يخلع بعض ملابسه، وحينها واجهته وبرر موقفه بأنه مريض.
1000243950 1000243949 1000243948 1000243947 1000243946 1000243945 1000243944 1000243943 1000243942 1000243941 1000243940 1000243939