عاودت أمريكا وبريطانيا والتحالف العسكري التابع لهما شن غارات جديدة في المدن الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن.

 

وتأتي هذه الغارات امتدادا لتدخل عسكري بدأته الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن منذ الثاني عشر من يناير الماضي، في إطار الرد على هجمات الحوثيين البحرية، وهي هجمات طالت سفن تجارية وحربية في البحرين الأحمر والعربي، ردا على الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقا لتبرير جماعة الحوثي.

 

واستهدفت الغارات الأخيرة ذات المحافظات التي جرى استهدافها خلال الفترة الماضية، وتتركز في خمس محافظات، هي كلا من العاصمة صنعاء، وتعز، وحجة، والبيضاء، وذمار، بالإضافة لغارات سابقة استهدفت محافظتي الحديدة، وصعدة.

 

رواية جماعة الحوثي

 

وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء، المعبرة عن حكومة الحوثيين إن القصف الذي شنه التحالف الأمريكي استهدف بـ11 غارة شبكات الاتصالات بمنطقة البرح في مديرية مقبنة ومناطق في مديرية حيفان بمحافظة تعز، مديريتي رداع والسوادية في البيضاء بسبع غارات، وسبع غارات استهدفت منطقة الجر بمديرية التابعة لمحافظة حجة، ومنطقتي النهدين وعطان وبني حشيش في العاصمة صنعاء، وثلاث غارات على جبل الجدع في مديرية اللحية ومديرية الصليف بمحافظة الحديدة.

 

رواية الإعلام الأمريكي

 

ونقلت قناة سي إن إن عن مسؤولين أمريكيين إن الولايات المتحدة وبريطانيا قصفتا 30 هدفا على الأقل للحوثيين في 10 مواقع، وشملت الضربات مراكز قيادة ومخازن أسلحة يستخدمها الحوثيون لاستهداف ممرات الشحن.

 

وقالت صحيفة بوليتيكو إن الولايات المتحدة شنت مع حلفائها قصفا مكثفا على أهداف للحوثيين في اليمن، فيما كشفت وكالة أسوشيتدبرس إن القصف نفذته مقاتلات انطلقت من حاملة الطائرات آيزنهاور وسفن حربية أطلقت صواريخ توماهوك، وأن السفينتان غرافلي وكارني أطلقتا صواريخ توماهوك باتجاه مواقع للحوثيين أيضا.

 

وذكر تلفزيون إن بي سي نقلا عن مسؤول أمريكي تأكيده إن الغارات الأخيرة نفذتها أكثر من 20 مقاتلة انطلقت من حاملة السفن الأمريكية أيزنهاور، التي وجهت هي الأخرى هجمات على أهداف تابعة للحوثيين، وأن بعض المقاتلات حملت قنابل تزن 2000 رطل وصواريخ جو - جو وغيرها من الصواريخ الموجهة

 

ووصفت نيويورك تايمز الغارات بأن نطاقها كان بحجم ضربات وقعت في 22 يناير وأصغر من هجمات وقعت في 11 يناير.

 

التبرير الأمريكي البريطاني

 

وبرر وزير الدفاع الأمريكي الضربات الأمريكية البريطانية بأنها تهدف إلى زيادة تعطيل وتقليص قدرات الحوثيين، وأن الهجمات نفذت بدعم من أستراليا، والبحرين، وكندا، والدنمارك، وهولندا، ونيوزلندا.

 

وأكد أن بلاده لن نتردد في الدفاع عن الأرواح والتدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم، وتوجه رسالة للحوثيين أن بأنهم سيتحملون عواقب عدم وقف الهجمات على السفن الدولية.

 

وقالت الحكومة البريطانية إن القوات الجوية الملكية شاركت في ثالث موجة من الضربات على أهداف تابعة للحوثيين، معتبرة الأمر ليس تصعيدا، مشيرة إلى هجمات الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني إن من واجبنا حماية أرواح الأبرياء والحفاظ على حرية الملاحة، وأن الضربات أدت لمزيد من التدهور في قدرات الحوثيين، واستهدفت منصات الإطلاق ومواقع التخزين المشاركة في هجمات الحوثي البحرية.

 

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات تايفون البريطانية استهدفت محطتي تحكم في مسيرات في الصليف والمنيرة وباني.

 

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الأهداف التي ضربتها شملت القيادة والسيطرة وأنظمة صواريخ وعمليات المسيرات ورادارات ومروحيات، وأن الغارات تهدف لإضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية.

 

واعتبرت القيادة المركزية الأمريكية الضربات منفصلة عن إجراءات حرية الملاحة التي يتم تنفيذها في إطار عملية حارس الأزهار.

 

بيان مشترك

 

وعقب تنفيذ تلك الغارات قال بيان مشترك صادر عن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا، ووقعت عليه أستراليا والبحرين والدنمارك وكندا وهولندا ونيوزيلندا إنهم نفذوا ضربات إضافية ضد الحوثيين في اليمن.

 

ووصف البيان الضربات بالمتناسبة والضرورية، قائلا إنها استهدفت 36 هدفًا للحوثيين، عبر 13 موقعًا في اليمن ردًا على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري وكذلك السفن البحرية التي تعبر البحر الأحمر.


 

 

وأوضح البيان أن تلك الضربات التي وصفها بالدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء.

 

واعتبرها ردا على سلسلة من أعمال الحوثيين غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار منذ ضربات التحالف السابقة في 11 يناير/كانون الثاني. و22 يناير 2024، بما في ذلك هجوم 27 يناير/كانون الثاني الذي ضرب وأضرم النار في ناقلة النفط إم/في مارلين لواندا التي ترفع علم جزر مارشال، وفقا للبيان.

 

وعن الهجمات الأخيرة قال البيان إنها استهدفت على وجه التحديد المواقع المرتبطة بمنشآت تخزين الأسلحة المدفونة بعمق التابعة للحوثيين، وأنظمة الصواريخ ومنصات الإطلاق، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات.

 

وقال إن أكثر من 30 هجوماً شنها الحوثيون على السفن التجارية والسفن البحرية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، معتبرا ذلك تحدياً دولياً.

 

ومن خلال الاعتراف بالإجماع الواسع النطاق في المجتمع الدولي، استمر تحالفنا من البلدان المتشابهة الملتزمة بدعم النظام القائم على القواعد في النمو.

 

وأكد أن الدول المنخرطة في التحالف ملتزمة بحماية حرية الملاحة والتجارة الدولية ومحاسبة الحوثيين على هجماتهم غير القانونية وغير المبررة على السفن التجارية والسفن البحرية.

 

وأشار إلى أن الهدف من أعماله العسكرية هو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، ووجه دعوته التحذيرية لجماعة الحوثي بأنه لن يتردد في مواصلة الدفاع عن الأرواح، والتدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم في البحر الأحمر. في مواجهة التهديدات المستمرة.

 

بايدن والعراق

 

ونقلت قناة سي إن إن عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعطى الضوء الأخضر لضربات اليوم في وقت سابق من الأسبوع.

 

وتواترت الروايات حول الربط بين الهجمات على اليمن وتزامنها مع أخرى مماثلة استهدفت العراق وسوريا والأردن، ونقلت بوليتكيو عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الضربات ضد الحوثيين منفصلة عن الرد الأمريكي على الهجوم الذي وقع في الأردن، وهو ما أكدته سي إن إن التي قالت إن الهجمات منفصلة عن ما يجري من غارات في العراق وسوريا، وأن الإدارة الأمريكية لا تسعى للتصعيد.

 

لكن قناة الجزيرة نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجولة التالية الانتقامية لمقتل الجنود في الأردن مستمرة في باليمن.

 

الرد الحوثي

 

وقال عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثي محمد البخيتي إن عملياتهم مستمرة حتى وقف العدوان على غزة، وأنهم سيقابلون التصعيد بالتصعيد.

 

واعتبر عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثي علي القحوم ما يجري بأنها حرب مفتوحة، وطالب أمريكا وبريطانيا بتحمل ما وصفه الضربات والردود اليمانية.

 


وقال إن اليمن لن يتأخر في الرد، وأن لديهم من القدرات والصناعات العسكرية الدفاعية المتطورة ما يمكنها من الدفاع عن سيادة واستقلال وحماية اليمن.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا بريطانيا جماعة الحوثي قصف أمريكي البحر الأحمر جماعة الحوثی هجمات الحوثی عن مسؤولین على السفن فی الیمن فی البحر

إقرأ أيضاً:

غياب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتسبب في ضياع فرص إنهاء الانقلاب وتحرير اليمن من الحوثيين

يعيش الشعب اليمني معاناة مستمرة بفعل سيطرة المليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء، ومساحات يقطنها الكتلة السكانية الأكبر في اليمن.

وعلى الرغم من العديد من الفرص التي كان يمكن أن تسهم في إنهاء الحرب وتحرير اليمن، فإن هذه الفرص ضاعت نتيجة لانشغال مجلس القيادة الرئاسي بالركض خلف مصالحهم الشخصية ومكاسبهم التي يسعون لتحقيقها وتنفيذ الأجندة الخارجية التي تدير وتدار، بعيداً عن الأولويات الوطنية التي يحتاجها الشعب اليمني.

بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، نشأت موجة من الحماس الشعبي في اليمن. والتي كانت بمثابة لحظة تاريخية وفرصة ذهبية لاستعادة الزخم الشعبي وتعزيز الجبهة الداخلية ضد الحوثيين.

في تلك الفترة، كان من الممكن أن تتوحد القوى الوطنية تحت هدف مشترك يتمثل في التخلص من الحوثيين واستعادة الدولة.

لكن، رغم هذا الحماس الذي اجتاح الشارع اليمني، لم يستطع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة استثمار هذه الفرصة، وبدلاً من أن يركز على تعزيز الوحدة الوطنية ويعمل على معالجة القضايا الأمنية والسياسية، استمر أعضاؤه بالبحث عن فرص تحقيق مصالحهم الشخصية، مما أدى إلى ضعف الروح المعنوية بين أفراد الشعب وأفقدهم الأمل في قدرة القيادة الحالية على تحقيق التغيير. وبالتالي ضاعت هذه الفرصة الحاسمة في طريق تحرير اليمن.

قطع يد إيران في لبنان وسوريا

كما شهدت المنطقة تحولات استراتيجية مهمة، خاصة في ما يتعلق بتقليص نفوذ إيران في لبنان وسوريا، وهو ما اعتبر فرصة ذهبية لتعزيز الجبهة ضد الحوثيين المدعومين من طهران.

خلال هذه الفترة، كان من الممكن لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة أن يستفيدو من هذه الظروف الدولية لتشكيل تحالفات إقليمية ودولية تدعم الحكومة الشرعية، وتساهم في تعزيز قدرات الجيش الوطني لمواجهة الحوثيين.

لكن رغم هذا السياق الدولي الذي كان يصب في صالح الشعب اليمني، فإن الخلافات الداخلية والتباينات، أفقدته القدرة على الاستفادة من هذه الفرصة وجعلته يفقد الدعم الدولي المتزايد الذي كان في مصلحة الحكومة الشرعية.

تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية

ومع استلام ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة، أدرج الحوثيين كمنظمة إرهابية، وهو تصنيف كان له آثار كبيرة على عزل الحوثيين على الصعيدين الدولي والمالي.

كانت هذه اللحظة بمثابة فرصة مهمة لمجلس القيادة الرئاسي لزيادة الضغوط على الحوثيين من خلال تعزيز الدعم الدولي، وكشف تجاوزاتهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان، فضلاً عن استعادة بعض المناطق التي ما زالت تحت سيطرتهم.

ولكن المجلس لم يستغل هذه الفرصة بالشكل الأمثل، بل انشغل بالمهام التي ينفذها وفق الأجندة الخارجية التي جعلت من الصعب توجيه الاهتمام إلى هذه القضية المهمة.. من خلال غياب التنسيق الفعال بين أعضاء المجلس، ضاعت فرصة مهمة لتقليص نفوذ الحوثيين وتعزيز موقف الحكومة الشرعية في الساحة الدولية.

الحكم من الخارج وغياب المسؤولية

يؤكد مراقبون أن من أبرز العوامل التي ساهمت في ضياع الفرص هو أن قيادة البلاد كانت تدير من الخارج، بعيداً عن الواقع اليمني.. هذه الوضعية جعلت من الصعب على مجلس القيادة الرئاسي أن يتعامل بشكل مباشر مع الأزمات اليومية التي يواجهها الشعب.

في وقت كان فيه الشعب اليمني يتطلع إلى رؤية قيادة محلية تواجه التحديات من داخل البلاد، بقي المجلس والحكومة في الخارج، ما أفقده القدرة على التأثير المباشر في سير المعركة ضد الحوثيين.

وأكدوا أنه كان من المفترض أن تكون القيادة في الداخل لتكون أقرب إلى الشعب وتعكس حاجاته الحقيقية. لكن بدلاً من ذلك، ظل المجلس بعيداً، وهو ما أثر سلباً على فعالية القرارات السياسية وعمق التواصل مع المجتمع اليمني.

استعادة الدولة تبدأ من الداخل

كما يؤكد المراقبون أن استعادة الدولة من الحوثيين لا يمكن أن تتم إلا من خلال العودة إلى الداخل. لا بد لمجلس القيادة الرئاسي التركيز على مهامه الدستورية، وبناء الدولة اليمنية، واستعادة مؤسساتها. عودة القيادة إلى داخل اليمن من شأنها أن تعزز الثقة بين المواطنين والحكومة الشرعية، وتسمح لها باتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة الحوثيين بفعالية أكبر.

وشددوا على ضرورة أن تكون الأولويات في هذه المرحلة واضحة بداية باستعادة الأراضي والدولة من المليشيات الحوثية، وتنسيق الجهود بين جميع القوى الوطنية في مواجهة الحوثيين، وتحقيق وحدة وطنية حقيقية بعيداً عن الانقسامات التي طالما أضعفت الجهود المشتركة.

وأشاروا إلى أن هذه هي الخطوة الأولى نحو استعادة السيطرة على البلاد، وتكوين يمن جديد يعكس طموحات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار.

وأكدوا أن العودة إلى الداخل هي الحل الأمثل لتحقيق الأهداف الوطنية. بدونها، لن يستطيع اليمن التغلب على تحدياته الداخلية والخارجية، ولن يتمكن من تحرير البلاد من قبضة الحوثيين الذين يستمرون في السيطرة على معظم مناطق اليمن.

مقالات مشابهة

  • روسيا.. الدفاعات الجوية تسقط 17 مسيرة أوكرانية
  • شاهد| اليمن وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. حضور متميز في وجدان الشعب الفلسطيني
  • تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
  • ضباط أمريكيون: المواجهة البحرية مع اليمن الأكثر تعقيدًا وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • غياب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتسبب في ضياع فرص إنهاء الانقلاب وتحرير اليمن من الحوثيين
  • ميليشيات الحوثي تستحدث مواقع عسكرية .. تشق الطرقات وتدفع بالتعزيزات العسكرية الى جنوب اليمن
  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • اليمن يدعو الاتحاد الأوروبي لأن يحذو حذو أمريكا في تصنيف الحوثي “منظمة إرهابية”
  • تقرير يكشف تأثير تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية على العمل الإنساني في اليمن
  • تصنيف الحوثيين كإرهابيين خطوة حاسمة أم سلاح ذو حدين في أزمة اليمن؟