يتجمع عشرات من الأطفال النازحين في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، حول أرجوحة بسيطة بانتظار دورهم في اللعب والتسلية، في وقت مستقطع بعيدا عن أجواء الحرب الإسرائيلية. ومنذ بداية الحرب لا يجد الأطفال مكاناً للعب خاصة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي ما يزيد من الضغوط النفسية عليهم، وهو ما حاول الشاب الفلسطيني محمد عاشور مواجهته عبر تشغيل أرجوحة للترفيه عن الأطفال.

والأسبوع الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في بيان، إن «قطاع غزة أخطر مكان على الأطفال في العالم ووضعه تحول من كارثي إلى شبه منهار». ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى الجمعة «27 ألفا و131 شهيدا و66 ألفا و287 مصابا، معظمهم أطفال ونساء»، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في «دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة»، بحسب الأمم المتحدة. وخلفت الحرب الإسرائيلية دماراً هائلاً في المباني السكنية والمنشآت المدنية والبنية التحتية و»كارثة إنسانية غير مسبوقة»، وفق مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

أجواء من الفرح
وتقول الطفلة حلا بركات (8 أعوام): «كل يوم نأتي لنلعب على الأرجوحة مجانا وحتى نعيش أجواء من الفرح والسعادة ولننسى الحرب والقصف والخوف».
وتضيف بركات لمراسل الأناضول: «اللعب بالأرجوحة يجعلنا نرفه عن أنفسنا وينسينا الخوف والرعب الذي نعيشه كل يوم بسبب القصف وأصوات الصواريخ، فالأطفال ظلموا في هذه الحرب». وتوضح هذه الطفلة أنها نزحت من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، برفقة والدتها وأشقائها الصغار فقط، تحت القصف وإطلاق النيران الإسرائيلية، فيما بقي والدها وبعض الجيران في المنطقة رغم الخطر الشديد.
وتتابع بركات: «حرام عليهم موتوا الأطفال والنساء، ونحن قلقون على الناس الموجودين في غزة، وإن شاء الله نعود لهم سالمين عندما تنتهي الحرب». ويعبر الطفل بسام بركات عن فرحته وسعادته بركوب الأرجوحة، ويقول: «نأتي للعب يوميا حتى ننسى الضرب والقصف الإسرائيلي، ونرفه عن أنفسنا لأن هذه الحرب قاسية وصعبة».
ويشير الطفل النازح من مدينة غزة باتجاه المحافظة الوسطى وخان يونس قبل نزوحه الأخير إلى رفح، إلى معاناة الأطفال بفعل الحرب والنزوح المتكرر.
واستقبلت رفح منذ بداية العدوان الإسرائيلي ما يزيد عن مليون نازح من مختلف مناطق القطاع، ما رفع عدد سكان المدينة إلى مليون و300 ألف نسمة، بحسب تصريح سابق للأناضول لرئيس بلدية رفح أحمد الصوفي.

محاولة لتخفيف الضغط النفسي
الشاب محمد عاشور، صاحب الأرجوحة، يقول إنه كان يستخدمها في شهر رمضان والأعياد والعطلات الدراسية فقط لكن بسبب استمرار الحرب والضغوط النفسية الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال قرر تشغيل الأرجوحة لإضفاء نوع من المرح على حياة الأطفال.
ويضيف عاشور (27 عاما)، وهو يلف الأرجوحة بشكل يدوي بكلتا يديه: «منذ ٥ سنوات أمتلك هذه الأرجوحة وأقوم بتشغيلها في أوقات معينة للحصول على دخل بسيط منها، لكن مع بداية الحرب قررت تشغيلها للأطفال مجانا».
ويضيف لمراسل الأناضول: «هذه الحرب المدمرة استهدفت الأطفال بشكل عنيف جدًا، ولم تشفع لهم طفولتهم، لذلك قررت تشغيلها لإسعادهم وإخراجهم من أجواء الحرب وحتى ينسوا الألم الذي عاشوه ولا يزالوا بفعل القصف والتدمير».
ويبدي عاشور سعادته الغامرة بمساعدة الأطفال في اللعب على الأرجوحة وتخفيف آلامهم وإعادة رسم البسمة على وجوهم.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة الأطفال النازحين مدينة رفح

إقرأ أيضاً:

تدشين أول عيادة متخصصة لذوي الهمم في صعيد مصر.. وطبيبة أطفال: ستخفف من أعباء الأسرة في البحث عن رعاية طبية بأماكن مختلفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة طبية غير مسبوقة في صعيد مصر، تم الإعلان عن تخصيص أول عيادة متخصصة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مستشفى الجراحات التخصصية بسوهاج ، لتقديم الرعاية الطبية المتكاملة لهم بصفة يومية، وتأتي هذه الخطوة استجابة لاحتياجات هذه الفئة المهمة في المجتمع، وتأكيدًا على أهمية دمجهم وتمكينهم صحيًا.

تعمل العيادة على توفير خدمات طبية متخصصة تشمل الفحوصات الدورية وتقديم الرعاية في إطار يتناسب مع احتياجات المرضى من ذوي الهمم، مما يُسهم في تحسين جودة حياتهم وضمان حصولهم على خدمات صحية لائقة.

لم تكن هذه الخطوة الأولى لخدمة ذوي الهمم برعاية الحكومة، ولكن يسبقها العديد من المبادرات و البرامج التي استهدفت ذوي الهمم من جميع الأعمار و جميع القدرات المختلفة، منها:

برنامج "دمج.. تمكين.. مشاركة"

تأتي هذه المبادرة الرئاسية بهدف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة جوانب الحياة المجتمعية، مع التركيز على التمكين الاقتصادي والاجتماعي لتشمل  تقديم منح دراسية مجانية للطلاب من ذوي الهمم، وتكفل الدولة بتنفيذ العمليات الجراحية اللازمة لهم وتحسين ظروفهم الصحية.

كما تهدف المبادرة إلى تعزيز الأنشطة الرياضية وتوفير رعاية خاصة للموهوبين في المجالات الفنية والرياضية، مما يُساعد على تطوير مهاراتهم وتنميتها، و فتح قنوات المشاركة المجتمعية لهذه الفئة وتفعيل دورهم كأعضاء منتجين وفاعلين في المجتمع.

مبادرة "دمج ذوي الإعاقة في المدارس"

تهدف هذه المبادرة إلى دمج الأطفال ذوي الهمم في المدارس الحكومية والخاصة، من خلال تطوير البيئة التعليمية لتتناسب مع احتياجاتهم، وتتضمن  تدريب المعلمين وتهيئة المدارس بالأدوات اللازمة، مثل تجهيزات الفصول وتقنيات التعليم التفاعلي.

كما تُركّز على دعم هؤلاء الأطفال نفسيًا وتربويًا لضمان اندماجهم مع زملائهم وتحقيق الاستفادة القصوى من العملية التعليمية. 

مبادرة "أحسن صاحب"

تُعد مبادرة "أحسن صاحب" واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية لدعم ذوي الهمم، وتهدف إلى تعزيز روح التفاعل والمشاركة بين الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، وتُشجّع المبادرة على تبنّي مفهوم الصداقة الداعمة من خلال تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية تجمع بين الطرفين.

اضطرابات النمو والنطق.. الحاجة إلى رعاية مخصصة

تؤكد الدكتورة إيمان يسري، استشاري طب الأطفال، لـ البوابة نيوز أن تخصيص عيادات متخصصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يُعد ضرورة ملحة لضمان تلقيهم الرعاية الصحية الملائمة، مشيرة إلى أن الأطفال ذوي الهمم غالبًا ما يواجهون تحديات صحية معقدة، تحتاج إلى متابعة دقيقة من قبل أطباء مُدرّبين ومتخصصين.

وأوضحت أن وجود عيادات متخصصة يُسهم في تقديم الرعاية الشاملة التي تشمل الفحوصات الدورية، وخطط العلاج الملائمة وفقًا لكل حالة، خاصة فيما يتعلق باضطرابات النمو والحركة ومشكلات النطق والتواصل، و يساعد التشخيص المبكر والعلاج الصحيح على تحسين جودة حياة هؤلاء الأطفال وتسهيل اندماجهم في المجتمع.

وأضافت “يسري” أن هذه العيادات توفر بيئة طبية مُجهزة تتناسب مع احتياجات الطفل النفسية والجسدية، مما يخفف من معاناة الأسرة في البحث عن خدمات صحية متفرقة، ويضمن الحصول على الرعاية تحت سقف واحد.

مقالات مشابهة

  • "أهل مصر".. مسجد الصحابة يحتضن أطفال المحافظات الحدودية بشرم الشيخ
  • تدشين أول عيادة متخصصة لذوي الهمم في صعيد مصر.. وطبيبة أطفال: ستخفف من أعباء الأسرة في البحث عن رعاية طبية بأماكن مختلفة
  • السودان: «13» مصاباً بينهم أطفال جراء قصف الدعم السريع أحياء سكنية بأم درمان 
  • الدفاع المدني الفلسطيني: صعوبات في انتشال أشلاء شهداء القصف الإسرائيلي على حي الدرج
  • لجان المقاومة الفلسطينية تُشيد بالقصف اليمني للعمق الإسرائيلي
  • محافظ أسيوط يشهد احتفالية تأسيس وإطلاق منتدى وبرلمان الأطفال
  • محافظ أسيوط يشهد احتفالية تأسيس وإطلاق منتدى وبرلمان أطفال المحافظة
  • الجزيرة ترصد الأوضاع بعد القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأونروا
  • مقتل 6 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات الحرب في ريف حماة
  • شاهد.. أطفال يدرسون وسط القبور والدمار في خان يونس