قالت دار الإفتاء المصرية، إن تجفيف الطرقات والشوارع بتصريف مياه الأمطار في الأماكن المخصصة لها، يُعدُّ من إزالة الأذى عن الطريق، وهو من الأعمال المستحبة شرعًا استحبابًا أكيدًا، وللإنسان في فعل ذلك أجر عظيم وثواب جزيل في الدنيا والآخرة.

وأضافت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما ثواب تجفيف الطرقات من مياه الأمطار لأجل مصلحة من يسير فيها؟

وأشارت إلى أنه من الأمور المستحبة شرعًا إزالة كلّ ما يؤذِي طرقات الناس من حَجَرٍ أو ماء مطر أو طين أو شوك أو غيره من الأشياء المؤذية؛ فإماطة الأذى عن طريق الناس من شُعب الإيمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» متفق عليه.

وعن أبي ذر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ، لَا تُدْفَنُ» رواه مسلم في "صحيحه".

وعن أبي برزة جابر بن عمرو رضي الله عنه قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئًا أنتفع به، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ» رواه أحمد في "المسند" ومسلم في "صحيحه".

إماطة الأذى عن الطريق

وقد ذكر العلماء أنَّ المراد بإماطة الأذى عن الطريق: إزالة ما يؤذي المارة من مجرد شوك، وكذا قطع الأشجار من الأماكن الوعرة، ومن ذلك ما يرتفع إلى درجة الوجوب؛ كالبئر التي في وسط الطريق ويُخْشَى أن يسقط فيها الأعمى والصغير والدابة، فإنَّه يجب طمسها، أو التحوّط عليها إن لم يضر ذلك بالمارّة. ينظر: "طرح التثريب في شرح التقريب" للعراقي (2/ 304، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"شرح مسلم" للإمام النووي (2/ 6، ط. دار إحياء التراث العربي-بيروت).

و ورد في السنة النبوية المطهرة عدة أحاديث تُبَيّن فضل إماطة الأذى عن الطريق، من ذلك ما رواه مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ»، وفي رواية أخري للإمام البخاري في "صحيحه" قال صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه".

وأشارت دار الإفتاء، إلى أن هذه الأحاديث المذكورة في الباب ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق؛ سواء كان الأذى شجرة تؤذي، أو غصن شوك، أو حَجَرًا يعثر به، أو قَذَرًا، أو ماء أمطار أو طين وغير ذلك؛ قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (5/ 114، ط. دار المعرفة): [ومعنى كون الإماطة صدقة: أنه تسبب إلى سلامة مَن يمرّ به من الأذى، فكأنه تصدَّق عليه بذلك، فحصل له أجر الصدقة] اهـ.

وبناء على ما سبق وفي واقعة السؤال: فإنَّ تجفيف الطرقات والشوارع بتصريف مياه الأمطار في الأماكن المخصصة لها من إزالة الأذى عن الطريق، والذي هو من الأعمال المستحبة شرعًا، وللإنسان في إزالة ذلك كلّه أجر عظيم عند الله تعالى كما سبق بيانه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الامطار الأذى مياه الأمطار صلى الله علیه وآله وسلم میاه الأمطار رضی الله عنه دار الإفتاء ال أ ذ ى مسلم فی عن أبی

إقرأ أيضاً:

«الأرصاد» تكشف عن نصائح للتعامل مع تقلبات الجو الخريفية.. احذروا نشاط الأتربة

بحلول فصل الخريف 2024، بدأت درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي بشكل ملحوظ، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالبرودة في فترات الليل ببعض الأحيان، بسبب انخفاض درجات الحرارة ليلا مقارنة بالنهار، وبسبب تذبذب درجات الحرارة تلك، قد نتعرض في فصل الخريف لبعض الأمراض الخريفية لذا يجب متابعة حالة الطقس بشكل دائم لتفادي التخفيف في الملابس مما يجعل الشخص يصاب بنزلات البرد.

5 نصائح من الأرصاد لتجنب أمراض فصل الخريف

قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن فصل الخريف هو فصل التقلبات الجوية والحادة والسريعة، إذ يحدث تذبذب كبير في درجات الحرارة في النصف الأول من فصل الخريف بين فترات النهار وفترات الليل، لذلك يجب أن يتم متابعة النشرات الجوية بشكل يومي لمعرفة قيم درجات الحرارة والظواهر الجوية المختلفة، ثم بناء على ذلك يتخذ المواطنين حذرهم من التقلبات الجوية.

ولفتت «غانم» إلى أنه من المتوقع أن يحدث انخفاض في قيم درجات الحرارة بفترت الليل، ما يجعلنا نرى تجاوز لفروق درجات الحرارة بين 10 و 12 درجة مئوية بين فترات النهار والليل، ففي النهار يكون الطقس دافئا يميل إلى الحرارة، بينما الليل يميل إلى البرودة، مشيرة إلى أنه عند الخروج في الصباح الباكر أو العودة من العمل في فترات الليل المتأخرة، يجب أن يتم ارتداء الملابس الخريفية، باصطحاب قطعة ملابس إضافية لارتدائها عند الشعور بانخفاض درجات الحرارة.

ارتداء الكمامات عند نشاط الرياح

وأشارت، إلى أنه في حالة حدوث أي من الظواهر الجوية مثل الأتربة وسقوط الأمطار، فيجب ارتداء الكمامات عند نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة، وفي حالة سقوط الأمطار يجب القيادة بهدوء وتجنب السرعات العالية.

وعن فصل الخريف، فيعد هذا الفصل من أبرز الفصول التي نشهد بها تقلبات جوية مختلفة ومتنوعة، إذ تشتد به حدة سقوط الأمطار على المناطق الشمالية، التي تصل إلى شمال الوجه البحري، وتصل إلى حد السيول في بعض الأحيان على المناطق الجنوبية، بسبب سقوط الأمطار الغزيرة على المرتفعات باعتبارها منطقة جبلية مكونة السيول.

مقالات مشابهة

  • ذعر في سيدني بعد تحول مياه خليج كارينينغ إلى اللون الأخضر
  • 45 يوما تكشف الواقع الوحشي على كوكب المريخ.. إمكانية الحياة عليه في هذا الموعد
  • يؤدي للمرض والموت.. عالم أزهري: السحر من أشد أنواع الأذى الموجود في القرآن
  • هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟.. الحقيقة الكاملة بين الفقهاء (فيديو)
  • صوان: حل أزمة المركزي خطوة مهمة لقطع الطريق أمام أي إجراءات أحادية تتجاوز الإعلان الدستوري وتنقلب عليه
  • ذعر في سيدني بعد تحول مياه إلى الأخضر
  • رئيس مياه القناة: انطلاق استعدادات استقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد
  • العقيق.. شمس الغروب تغوص في تجمعات مياه الأمطار
  • الداخلية تكشف تفاصيل العثور على جثة على جانب الطريق بالإسماعيلية
  • «الأرصاد» تكشف عن نصائح للتعامل مع تقلبات الجو الخريفية.. احذروا نشاط الأتربة