لماذا تواصل واشنطن إنكار الصلة بين الاضطرابات في الشرق الأوسط والحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
الجديد برس:
قال موقع “Responsible Statecraft” الأمريكي، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تواصل إنكار أي صلة بين الحرب على قطاع غزة والصراعات المستمرة التي تشارك فيها القوات الأمريكية في العراق وسوريا واليمن.
وبقدر ما قد ترغب الإدارة في إبقاء الصراع محصوراً في قطاع غزة، فإن الحقيقة هي أنه امتد إلى عدة بلدان أخرى، وفق الموقع.
وأشارت إلى أنه “لأمر ضار بالشعب الأمريكي والعسكريين الأمريكيين أن نتظاهر بأن الدعم الأمريكي للحرب في غزة لم يخلف عواقب سلبية خطيرة على الاستقرار الإقليمي، وعلى القوات الأمريكية في المنطقة، في حين أنه قد أحدث بالفعل عواقب سلبية خطيرة”.
وعندما سُئل عن هذا “الصراع الأكبر” في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أي صلة بين غزة والقتال الأمريكي مع اليمنيين أو الضربات المتبادلة بين الفصائل المحلية والولايات المتحدة.
واعتبر الموقع أن إجابة كيربي “مضللة وكاذبة”، موضحاً أن المقاومة الإسلامية في العراق التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم في الأردن، أعلنت صراحةً أن هجومها كان مرتبطاً بالحرب على قطاع غزة، فيما أكد اليمنيون أن هجماتهم ستستمر طالما استمرت الحرب.
وتابع بأن “رفض مواجهة حقيقة الارتباط بين هذه الصراعات يضمن استمرار الولايات المتحدة في انتهاج سياسات غير فعالة وهدامة، من خلال تجاهل حقيقة مفادها بأن المفتاح إلى نزع فتيل التوترات الإقليمية يتلخص في إنهاء الحرب على قطاع غزة في أسرع وقتٍ ممكن”.
ورأى الموقع أنه لدى إدارة بايدن حوافز سياسية قوية لإنكار الروابط بين هذه الصراعات المختلفة، مضيفاً أنهم “إذا اعترفوا بوجود صلة، فإن ذلك يجعل من الصعب عليهم تبرير دعمهم غير المشروط للحرب الإسرائيلية بسبب التكاليف الباهظة المترتبة على ذلك، كما أنه يقوض حجتهم للقيام بعملٍ عسكري في اليمن”.
وبحسب ما تابع، ويحتاج البيت الأبيض إلى أن يعتقد الأمريكيون أن تكاليف الدعم المستمر للحرب أقل مما هي عليه الآن، ويحتاجون أيضاً إلى أن يقتنع الأمريكيون بأن الضربات على اليمن ليست مرتبطة بمعارضتهم العنيدة لوقف إطلاق النار على غزة.
واشنطن تريد تجزئة الصراعوالآن بعد سقوط قتلى أمريكيين نتيجة لهجوم شنته فصائل عراقية، تريد الإدارة الأمريكية تجزئة كل صراع على حدة حتى لا يستنتج الشعب الأمريكي أن الجنود الأمريكيين يُقتلون بسبب حرب خارجية اختار الرئيس دعمها دون شروط.
ولفت الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية تصر على أنها تريد منع نشوب حرب إقليمية، “لكن ذلك لن ينجح إذا فشلت في إدراك العلاقات بين الحملة الإسرائيلية وما يحدث في أماكن أخرى من الشرق الأوسط”.
وأوضح أن إنكار الارتباط مع غزة في اليمن أدى بالفعل إلى خطأ التصعيد ضد اليمن، مضيفاً أن هذا لم يفعل أي شيء لجعل الشحن التجاري “أكثر أماناً”، ولكنه دفع الولايات المتحدة إلى معركة أخرى غير ضرورية ومفتوحة.
وبوسع الولايات المتحدة أن تختار توريط نفسها بشكلٍ أعمق في صراعات الشرق الأوسط كما تفعل الآن، أو يمكنها أن تدرك “عبث وحماقة” السير على نفس الطريق المسدود الذي سلكته من قبل، وفق “Responsible Statecraft”.
واعتبر الموقع أنه إذا أرادت واشنطن تجنب التورط في صراعات جديدة، فعليها أن ترفض طريق التصعيد، وعليها أن تتوقف عن تأجيج الحرب على قطاع غزة التي تعد أحد المحركات الرئيسية لعدم الاستقرار الإقليمي.
وأكد أنه على المدى الطويل، تحتاج الولايات المتحدة إلى الحد من وجودها العسكري في المنطقة لتجعل من الصعب على الجهات الفاعلة الأخرى ضرب القوات الأمريكية، كما تحتاج إلى إعادة تقييم علاقاتها مع عملائها وتقليصها بشكل كبير.
ورأى الموقع أن “الجمهور يستحق محاسبة صادقة عما تفعله حكومتنا في الشرق الأوسط ولماذا”، مردفاً أنه “في الوقت الحالي لا يقدم البيت الأبيض أي شيء قريب من ذلك”.
وبحسب ما أكد، فإذا لم يغير الرئيس مساره، فإن أقل ما يمكنه فعله هو أن يصارح الشعب الأمريكي بالتكاليف الكاملة للاستمرار في السير على الطريق الخطير الذي اختاره.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الحرب على قطاع غزة الولایات المتحدة الشرق الأوسط الموقع أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحرير العراق من إيران.. تصعيد امريكي لتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
تتواصل دعوات تحرير العراق مما يسمى النفوذ الإيراني حسب ما اطلقه مسؤولون أمريكيون في واشنطن تحت راية الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب مما يجعل هذه الدعوات تنذر بالتصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام.
القيادي في الإطار التنسيقي عصام شاكر قال في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "ما نشره أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي تحت عنوان خطة تحرير العراق من إيران يمثل رأي شخصية معروفة بإثارتها للملفات الجدلية، وبالتالي لا يمثل بشكل عام وجهة نظر المنظومة الحكومية الأمريكية".
وبين، أن "العراق بلد مستقل لا يخضع لإرادة أي دولة، ويمتلك مساراً ديمقراطياً يتمثل بالانتخابات التي تُفضي إلى تشكيل مجلس النواب ثم الحكومة"، مؤكداً أنه "اطّلع على بعض ما جاء في الخطة المنشورة، والتي تمثل تدخلاً سافراً في استقلالية القرار العراقي، عبر التلويح بحل تشكيلات رسمية وفرض قيود وعقوبات".
ولفت شاكر إلى أن "هذه الخطة ليست معتمدة من قبل البيت الأبيض، وبالتالي فإن الأمر لا يثير اهتمامنا"، مبيناً أن "أي تدخل أمريكي مباشر في العراق ستكون له ارتدادات خطيرة، وهو ما تدركه الإدارة الأمريكية جيداً".
وأشار إلى أن "العلاقات بين بغداد وواشنطن محكومة باتفاقية استراتيجية، وأي تجاوز على هذه الاتفاقية ستكون له أبعاد خطيرة".
من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية خليفة التميمي، أن "ما نشره أحد أعضاء الكونغرس مؤخراً قد يمثل رؤية مبطّنة لاستراتيجيات قد تُعتمد لاحقاً من البيت الأبيض، لكنها حتى الآن تبقى ضمن الأوراق الضاغطة".
وأوضح التميمي في حديث لـ "بغداد اليوم"، أن "واشنطن تسعى بجدية لإبرام اتفاق مع طهران ينهي حالة اللا حرب المستمرة منذ أكثر من 40 عاماً في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تحاول استخدام الساحة العراقية لتضييق الخناق الاقتصادي على إيران".
وتابع، أن "ما نُشر لم يأتِ من فراغ، بل قد يدخل ضمن إطار الحرب النفسية ضد النظام الإيراني"، مضيفاً أن "الخطة التي تحدثت عن (تحرير العراق من إيران) تتضمن بنوداً يصعب تنفيذها، خصوصاً تلك المتعلقة بالحشد الشعبي وتقييد بعض المصارف الحكومية".
وأكد أن "واشنطن حتى الآن لم تتبنَّ مثل هذه الخطط، لكن يبدو أن هناك أقطاباً في الكونغرس تعبر عن آراء لوبيات ذات نفوذ واسع تمثل مصالح دول متعددة في المنطقة"، مشدداً على أن "ما يحصل الآن هو ضغط إعلامي آخر ضمن سياق تحفيز الجهود الأمريكية ـ الإيرانية للوصول إلى اتفاق يجنّب المنطقة شبح الاصطدام العسكري".
ويمثل مشروع "تحرير العراق" الذي يتم الترويج له في واشنطن انعكاس القلق الأمريكي من تأثيرات إيران في المنطقة حيث يدعو بعض المسؤولين الأمريكيين إلى اتخاذ خطوات أكثر حزما لمواجهة هذا النفوذ، وهو ما يعكس تصعيدا في المواقف قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات الأمريكية تجاه العراق والمنطقة ككل.