الثورة نت:
2025-02-11@20:52:34 GMT

قبل السقوط!

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

 

 

 

لا تزال الحالة الصعبة التي صنعتها أمريكا لنفسها تثير سخرية العالم، خصوصا مع تآكل هيبتها في البحر الأحمر.

الخميس استهجن رئيس الوزراء الماليزي، التحركات الأمريكية العبثية في المنطقة، شكلا ومضمونا، وقال: نرى أكبر دولة في العالم شكلت تحالفاً على أفقر دولة في العالم.. لماذا؟.. لكي تتمكن إسرائيل من قتل الفلسطينيين.

والأمر على هذا الحال لا شك أنه أصبح يمثل تهديدا حقيقيا على مستقبل هذه الدولة المارقة لتي تريد فرض إرادتها على العالم بأي وسيلة كانت، خصوصا وأن أحداث البحر الأحمر وباب المندب فضحت اصطفافها السافر إلى جانب الإبادة الصهيونية في غزة، فضلا عن ما كشفت عنه العمليات اليمنية من هشاشة البعبع الأمريكي على الأقل في هذه المعركة، ليس فقط على مستوى حماية الملاحة الإسرائيلية وإنما على مستوى فرض التأثير على الدول للانضمام إلى تحالفها الفاشل، وهو أمر عزز حقيقة أن العصا الأمريكية ما عادت تخيف العالم كي ينخرط معها في معاركها الطائشة، كما كشف الضعف الأمريكي بتمرير إرادته وكسر التوجيهات اليمنية عن واقع تحرُر منطقة البحر الأحمر من هيمنة البنتاجون.

وفق هذه المعطيات، صار على واشنطن أن ترفع مستوى النظر والتعامل مع الدول بصورة أرقى وأكثر احتراما، وأن تغادر جنون العظمة وتعيش واقعها كما هو بلا مكابرة، على الأقل حتى يمكن تقبلها والتعامل معها مستقبلا.

الصورة الذهنية الوهمية التي ظلت أمريكا طوال العقود الماضية تفرض تفاصيلها كقوة عظمى وحيدة بالحديد والنار، بأعمال البلطجة وتجاوز الإرادة الدولية، اختلفت وما عادت تمثل إلا أساساً للشر ضد كل العالم بما فيهم الدول الحليفة.

ولأن اللوبي الصهيوني كان دائما الداعم والمساند لفرض هيمنة هذه القوة الشريرة على العالم، كان من الطبيعي أن يتعامل البيت الأبيض مع الكيان الصهيوني باعتباره خطاً أحمر لا يمكن المساس به، وإن كان وجوده أصلا غير شرعي ولا قانوني في الأراضي العربية المحتلة.

من هذا الكشف الذي قد لا تبدو تداعياته واضحة بعد، إلا أن مؤشرات هذه التداعيات يعكسها اتساع رقعة الرافضين لسياستها، وبالنسبة للمنطقة العربية فيكفي أن دولها بدأت تتحفظ على المواقف الأمريكية وهي تشهد تآكل هيبة الأمريكي في البحر الأحمر وتعنته في الدفاع عن ممارسات الإبادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التحفظات التي لا تزال دون المأمول من دولنا العربية، إلا أنها تشير إلى واقع متغير كسر تلك الهالة الأمريكية، التي كانت تفرض على الجميع التماهي مع مجرد التصريحات الخارجة من البيت الأبيض والعمل بها وكأنها فرمانات لا نقاش فيها.

أمريكا لم يعد بمقدورها استعادة ذات الأثر لحضورها – كما كان بالأمس – وعليها أن تقرأ ذلك بعناية من خلال آخر المعطيات، بدءاً من رفض العالم لممارساتها في البحر الأحمر مرورا بعجزها وهي التي أرادت أن تتحدى وتفرض إرادتها في البحر وتوصل السفن إلى الكيان، وصولا إلى قتلاها الأسبوع الماضي في الحدود السورية العراقية، وهو الحدث الذي اظهر بأن الأمريكي صار في مرمى الهدف دون اعتبار لغطرسة واشنطن وقادة البنتاجون وزعيقها العبثي، وأنها أصبحت محط عقاب على ما تقترفه من تجاوزات بحق شعوب المنطقة، والأولى لها أن تنصرف على الأقل لحل مشاكلها الداخلية، من الديون التي أشعلت بها الحروب حول العالم، إلى واقع الاتحاد الذي ينذر بالتفكك، فذاك على الأقل سيُبقي لها وجوداً كدولة.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مسؤول مصري: خطة ترامب في غزة أثرت على الملاحة في قناة السويس

أدت الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه لدول أخرى إلى ردود فعل دولية وعربية غاضبة، فيما انعكست تصريحاته على حركة الملاحة العالمية التي تمر نسبة كبيرة منها عبر قناة السويس.

وقال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس إن تصريحات ترامب وما سببته من حالة عدم يقين بشأن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة أثرت على حركة الملاحة بالبحر الأحمر.

وأضاف ربيع، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة"، المذاع على قناة أون المصرية أن التوقعات كانت تشير إلى تحسن كبير في الملاحة، لا سيما أن الحوثيين كان آخر هجماتهم في البحر الأحمر في 2 ديسمبر 2024، وأعلنوا في 19 يناير الماضي وقف العمليات الهجومية بعد اتفاق غزة.

وبين أن هناك مؤشرات أخرى كانت تدل على تحسن الأوضاع، مثل عبور 6 سفن تابعة للولايات المتحدة وإنجلترا عبر البحر الأحمر 9 يناير 2025، إذ أفادوا بأن السفن عبرت دون أي تهديدات، معتبرين ذلك مؤشرا على أن التهديد في البحر الأحمر بدأ يتراجع.

ويقول ربيع إنه في 2 فبراير 2025، عبرت ناقلة النفط "كريساليس"، التي ترفع علم ليبيريا، بعدما تعرضت لهجوم من الحوثيين في اليمن في يوليو 2024، لافتا إلى أن كل المؤشرات كانت تدل على أننا نتجه نحو حالة من الهدوء في منطقة البحر الأحمر وعودة الملاحة، ورغم ذلك لا تزال السفن العملاقة تفضل تجنب المخاطر وتسلك طريق رأس الرجاء الصالح.

وتابع: "عقدنا اجتماعات مع 32 شركة ملاحة عالمية، وكانوا يقولون بأنهم ينتظرون مزيدا من التأكيدات على سلامة الملاحة، وليس هناك تأكيدات أقوى من عبور السفن التي ذكرتها، فضلا عن وقف الحوثيين هجماتهم، ما يعد مؤشرا إيجابيا".

وكانت شركة ميرسك الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن البحري في العالم، أكدت أن المخاطر الأمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لا تزال مرتفعة، مما يدفعها إلى تعديل مساراتها البحرية لضمان سلامة عملياتها.

وتوقعت "ميرسك" أن الملاحة عبر البحر الأحمر ستفتح في أفضل الأحوال بحلول منتصف عام 2025 وفي أسوأ الأحوال ستظل مقيدة حتى نهاية العام.

وقال الرئيس التنفيذي لـ"ميرسك" فينسنت كليرك لصحيفة فاينانشال تايمز "إن العودة عبر قناة السويس عملية معقدة للغاية، فالعملاء لا يريدون التقلب"، مضيفًا "ما دام هناك شك حول الكيفية التي ستبدو عليها الأمور بعد بضعة أسابيع، فسوف ننتظر".

وفي السياق ذاته قال جان ريندبو الرئيس التنفيذي لمجموعة نوردن للشحن السلعي، إن اقتراح ترامب بالسيطرة على غزة ضرب آمال العودة إلى طريق البحر الأحمر بعد أكثر من عام من الاضطراب، إذ أثار الإعلان مخاوف من أن تجدد جماعة الحوثي تهديدها ضد السفن التجارية.

وقال لارس جينسن الرئيس التنفيذي لشركة فسبوتشي ماريتايم التي تقدم خدمات استشارية لأصحاب السفن والتجار، إن الآمال المبكرة في العودة إلى المرور عبر البحر الأحمر قد تحطمت، مضيفًا "قبل أسبوع كان هناك ضوء في نهاية النفق"، لكن الآن "احتمال العودة إلى البحر الأحمر تبدد".

مقالات مشابهة

  • بلومبرغ: حركة السفن في البحر الأحمر لم تنتعش!!
  • الصحة الفلسطينية تكشف سبب رفض الحالات المرضية التي حصلت على الموافقة للسفر
  • تداول 72 ألف طن بضائع متنوعة عبر موانئ البحر الأحمر
  • تداول 72 ألف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • مسؤول مصري: خطة ترامب في غزة أثرت على الملاحة في قناة السويس
  • FT: خطة ترامب في غزة تبدد آمال حركة الشحن في البحر الأحمر
  • فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)
  • ‎شركة البحر الأحمر الدولية تعلن يوم التوظيف بجدة والمدينة ومكة المكرمة
  • اليمنيون يغيرون التاريخ بإهانة سيدة العالم
  • قطاع الشحن الدولي ينسفُ التضليل الأمريكي: البيت الأبيض يهدّدُ أمنَ الملاحة في البحر الأحمر