الصهيونية تدفع البنتاجون نحو الهاوية
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
يوما بعد يوم تتجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو الهاوية، فخدمتها للكيان الصهيوني، يجعلها تتأرجح نحو منزلقات شديدة الانحدار، بسرعة قد لا يستفيق الشعب الأمريكي، إلا على دوي سقوطه المزلزل، عندما يصل إلى الحضيض، نظرا لسياسة قادته الحمقى، التي تجعلهم يتسابقون على خدمة وحماية الكيان الصهيوني، ويتنافسون أيهم يقدم خدمات أكثر، كنوع من الدعاية الانتخابية، للوصول إلى أهم وأعلى منصب، في الإدارة الأمريكية.
لقد تحركت الإدارة الأمريكية في خدمتها للكيان الصهيوني، من منطلق وجوب عقائدي، فهم يعتبرون أن حماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه، واجب ديني ومسؤولية حتمية، ومن أجل ذلك الوجوب، لم تتحرج الإدارة الأمريكية من تصريحها العلني، بدعمها للكيان الصهيوني، رغم أنها خسرت سمعتها العالمية، وأظهرت كل وحشيتها وخبثها وإجرامها، فلم ترع أبسط الحقوق الإنسانية، وخاصة حقوق المرأة والطفل ، التي طالما تغنت بأنها الراعي الوحيد لها، كما أنها لم تراع قوانين الأمم المتحدة، الخاصة بالحروب وحماية المدنيين والمستشفيات والمنشأت المدنية، حيث سارعت لدعم وتمويل الكيان الصهيوني الغاصب، بالمال والسلاح، لارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين في غزة.
لم تتوقف الإدارة الأمريكية، عند منزلق انهيار سمعتها، التي ضحت بها وأرخصتها من أجل حماية الصهيونية، بل سعت إلى حماية ودعم إسرائيل عسكرياَ، بتوسيع دائرة الصراع، والدخول في حروب مباشرة، غير أن تلك السياسة الرعناء، قادتهم إلى الهاوية، وها هم يتساقطون بسرعة فائقة، في منزلق الانتكاسة العسكرية شديدة الانحدار.
أثبتت الوقائع والأحداث والتداعيات المتسارعة، في مسار العدوان على غزة، أن الإدارة الأمريكية، أعلنت إلى جانب الكيان الصهيوني دخولها وتوسيعها للحرب ، بدون تخطيط أو رسم أهداف مصيرية مضمونة النتائج، وبدون تكتيك عسكري مسبق، وبلا سيناريوهات استراتيجية عالية المرونة مدروسة الخيارات، ولا أفق لمعركتهم سوى الخسارة والانتكاسة، وهذا ما تؤكده معطيات الواقع، وأثبتته تطورات الأحداث؛ ففي العراق باتوا قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، بعد أنْ تجرعوا أقسى الضربات، وأخزى وأنكر الهزائم، وفي سوريا العزة، سقط وجودهم وهيمنتهم، إذ “لا فائدة من بقاء القوات الأمريكية”، كما صرح بعض قادتهم، وفي بحار اليمن باتت قوات الردع الأمريكية، أهدافا مشروعة للجيش والشعب اليمني، يسهل استهدافها من قبل القوات البحرية، في القوات المسلحة اليمنية.
وبهذا خسرت الإدارة الأمريكية هيبتها – عالميا – فقوات الردع والأساطيل العظمى وهيمنة العصى الغليظة، أصبحت قشَّة وضعيفة جدا، في نظر جيوش وشعوب العالم، خاصة الدول المنافسة لأمريكا، كالصين وروسيا وكوريا الشمالية، التي طالما اكتوت بنيران العنجهية والهيمنة الأمريكية، الأمر الذي سيجعلها تطمع للنيل والانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا من حقها المشروع.
وبناء على ما سبق، يمكن القول إن البنتاجون يقود الشعب الأمريكي، نحو نهايته المأساوية الكارثية، ومصيره المرعب، نحو السقوط والانهيار المحتوم، ولا يتورع عن التضحية بمصير شعبِ بأكمله، على مذبحِ خدمة الصهيونية العالمية ومشاريعها الإجرامية الوحشية الاستعمارية، وما دامت أموال دافعي الضرائب من أبناء الشعب الأمريكي، تذهب لدعم مشاريع القتل والتدمير والإجرام والتوحش، الصهيوني المحتل الغاصب، فإن الاقتصاد الأمريكي، ليس وحده من سينهار، فقد سبقه السقوط الأخلاقي والقيمي، وتلته الهزائم السياسية والعسكرية والاستخبارية، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية بين مطرقة جيش على وشك إعلان الهزيمة الساحقة وسندان شعب يعيش حالة تفكك وتحلل متقدمة، وبذلك أصبح زوال أمريكا الوشيك، هو السيناريو المستقبلي المنتظر، والخيار الوحيد المتاح في قائمة الوجود الأمريكي الإمبريالي – بوصفه ثمرة خدمة البنتاجون للصهيونية – وربما يسبق زوال الولايات المتحدة الأمريكية زوال ربيبتها دويلة الكيان الصهيوني الغاصب، وستكون تلك هي مكافأة نهاية الخدمة، التي سيحصل عليها الشعب الأمريكي، ما دام البنتاجون مستميتاً في خدمة الكيان الصهيوني المحتل، ومشاركته كل جرائمه ومجازره وحرب الإبادة الجماعية الوحشية الممنهجة بحق أبناء فلسطين عامة وغزة خاصة، على مرأى ومسمع من شعوب العالم، التي طالما أعلنت رغبتها الجادة، في إيقاف الحرب على غزة، وسعت في ذلك بإجماع أممي، سرعان ما كسره الفيتو الأمريكي، جاعلا إرادته الإجرامية التوحشية التسلطية، فوق إرادة شعوب وحكومات العالم، الداعية إلى السلام وإيقاف شلالات الدماء وحفلات القتل الجماعي وعمليات التهجير القسري والإبادة الممنهجة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل عادت …!
هل عادت …!
بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران
هل زوجته منتقبة؟ هل هي الوحيدة أم هو متزوج من أكثر من واحدة؟ أمثلة بسيطة على الأسئلة التي شغلت بال بعض الجهابذة مؤخراً منذ ظهور الرئيس #أحمد_الشرع كقائد للمرحلة الانتقالية في #سوريا، في نموذج يدعو إلى الدهشة أمام وجود تحديات هائلة بانتظار الرئيس الشرع وكل من سيتصدر العمل العام في سوريا الحرة في قادم الأيام، فمعظم الشعب السوري الذي دفع أغلى الأثمان وعانى كل أنواع القمع والظلم والإجرام وكتم الأنفاس سنوات طويلة حتى وصل إلى لحظة الحرية والعزة والكرامة ليس في أول اهتماماته مثل هذه الأمور الشخصية للرئيس وعائلته، بل يتوق إلى التمتع بالخيرات التي تنبض بلاده بها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وأمعن في نهبها واستباحتها كثير من داخل سوريا وخارجها، ثم أن الإدارة الجديدة في سوريا تنتظرها تحديات أكبر مما يتصور البعض بكثير، تأتي في صدارتها فرض الأمن والاستقرار في عموم أنحاء سوريا، وهو أمر في غاية التعقيد مع وجود فلول هاربين من مجرمي النظام السابق ومعهم كل منتفع من تلك الفترة ممن ليس في مصلحته استقرار البلاد مع الإدارة الجديدة لأي سبب كان، وتقع في صميم مصلحتهم اثارة البلبلة والفوضى بين كل حين وآخر لنزع الشرعية وثقة الناس في الإدارة الجديدة وتدمير أي استقرار في البلاد، عملا بمبدأ (الأسد أو نحرق البلد)، وهم صحيح أن مركز قوتهم تقع في مدن الساحل مسقط رأس العائلة الحاكمة في النظام السابق، إلا أن هذا لا ينفي احتمالية وجود آخرين منهم في أنحاء أخرى كثيرة متفرقة من عموم سوريا، ثم يأتي التحدي في دمج مكونات الشعب السوري ممن كانوا يعانون في هذا الأمر في العهد السابق، وعلى سبيل المثال لا الحصر الكردي الذي كان لا يحق له إصدار بطاقة هوية سورية ولا جواز سفر سوري أو العمل في الوظائف الحكومية وغيرها من التحديات الخاصة بهم كقومية، ومعهم القومية الدرزية في جنوب سوريا ودمجها في الدولة السورية الواحدة الموحدة، خصوصاً مع تدخل الاحتلال الإسرائيلي السافر في شؤونهم بحجة أن معظم سكان الجولان المحتل من الدروز، ومن هنا يبرز التحدي الأكبر في لجم استباحة الاحتلال الإسرائيلي لعموم الأراضي السورية منذ أول لحظة لسقوط النظام السابق والإمعان في التدخل في شؤون البلاد، ذلك الاحتلال الذي بالطبع لا يريد رؤية سوريا موحدة ولا قوية، ولكن قبل هذا التحدي هناك أمر لا بد أن تتوقعه الإدارة الجديدة في حال استقرت لها الأمور بالبلاد وسيطرت على كامل التراب السوري، وهو التمكن من دمج كل هذه الفصائل المسلحة ذات الأفكار والأيدولوجيات المختلفة إسلامية وعلمانية وقومية وغير ذلك تحت مظلة دولة واحدة بمؤسسات موحدة، فعلى سبيل المثال يجب على الإدارة الجديدة (ذات المرجعية الإسلامية المعروفة) تحضير إجابات لكثير من الأسئلة من أقرب رفقاء مسيرتها في الثورة والجهاد بعد استقرار الأوضاع في البلاد، مثل لماذا لم تطبق الشريعة الإسلامية؟ أو حتى لماذا لم تعلن الخلافة الإسلامية؟ وغيرها من الأسئلة المشابهة، في المقابل نعود للتحديات الحالية والتي من أولها ظهور نتائج لجنة التحقيق في أحداث الساحل والتي كادت أن تعصف بالبلاد في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وهنا سيكون أول اختبار حقيقي للإدارة الجديدة أمام أتباعها قبل أعدائها في جدية محاسبة المخطئ أياً كان، ثم تأتي أمور أخرى مثل تطلع الشعب إلى إعلان الحكومة الجديدة التي ينتظرها منذ بداية الشهر الحالي، ومدى نجاح تطبيق اتفاقات الحكومة التي أعلنت مع الأكراد والدروز في الأيام الماضية، ونجاح الإدارة الجديدة في إزاحة الحصار الاقتصادي عن البلاد لتوفير لقمة العيش للشعب السوري بعزة وكرامة، ومدى مصداقية الإدارة الجديدة في تطبيق الإعلان الدستوري الجديد بمرحلته الانتقالية ذات السنوات الخمس وتنظيم انتخابات نزيهة بعدها في البلاد لاختيار قيادة تمثلها دون محاولة فرض لون واحد على الشعب السوري، أو حتى نزع حق أي مكون من مكونات الشعب في العيش بحرية وكرامة ومساواة، ولأجل كل ذلك كنا قد سألنا قبل حوالي شهرين بعد خمسة أيام فقط من سقوط النظام السابق ماذا بعد؟ ترى ماذا بعد كل هذه التضحيات؟ وهل سنرى بالفعل سوريا الجديدة التي تزينت بعلم الاستقلال وهي تتزين بالشرفاء والمخلصين من أهلها للقيام على بناء دولة العدل والمساواة والمحبة والأمان لكل أهلها بكل أطيافهم وألوانهم وأعراقهم، مجسدين لوحة بلاد الشام الضاربة في تاريخ البشرية وشعار (الشعب السوري واحد) على الأرض السورية.
ونطرح اليوم سؤالاً يدور في خلد كل محب للشام وأهله، ترى هل عادت بالفعل أنفاس الحرية لترفرف وتظلل الشعب السوري؟ والذي ستكون إجابته من خلال الوقوف في وجه التحديات التي ناقشناها في السطور السابقة، والتي تنتظر هذا الشعب وقيادته في الأيام القادمة وتتطلب جهد كل سوري مخلص محب لدينه وبلده وأهله لمعالجتها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بدلاً من انشغال البعض بلون شعرات ذقن الرئيس الشرع أو تسريحة شعره ولون بدلته.
مقالات ذات صلة لماذا باع البنك المركزي الأردني 3 طن من الذهب؟ 2025/03/12وفي الختام لا يمكن لنا الا ان نرفع أيدينا بالدعاء في هذه الأيام الفضيلة ان يفرج كرب أهلنا في سوريا ويعيد الأمن والأمان لعموم سوريا، ومعهم الأهل والأحباب في غزة خاصة وفي الضفة والقدس وكل فلسطين وأن يرفع عنهم ما أصابهم من كرب وبلاء وحرب إبادة مازال يمعن فيها الاحتلال المجرم، وأن يعوض الله صبرهم أجمل العوض وهم الذين مازالوا يقدمون للعالم بأسره دروس صناعة معاني الحياة من قلب الموت.