الثورة نت:
2025-03-17@14:13:37 GMT

سباق الإجرام والإبادة والجرائم ضد الإنسانية

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

 

 

إن الطريق إلى البيت الأبيض وحكم الولايات المتحدة الأمريكية يعتمد على تحقيق أكبر قدر من الإجرام والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، ليس في فلسطين ولا في غزة وحدها، بل في كل بقاع العالم التي يراد إخضاعها بالقوة، فلا مكان للعقل ولا المنطق في أدبيات السياسة الأمريكية، فإما أن تكون صديقا، وإما أن تكون عدواً، فليست هناك منزلة وسطى لدى أمريكا، وهي سياسة واضحة ومعلومة لدى الخاصة والعامة ماعدا الإعلام العربي، والقادة العرب، الذين أوهموا الشعوب العربية والإسلامية بأن أمريكا لديها منطقة رمادية يمكن التحرك فيها لضمان مصالح الشعوب دون الانغماس في دائرة الإجرام والقتل وممارسة كل أنواع الاستغلال والإذلال للشعوب المستضعفة والمقهورة على أمرها.


ورغم شواهد التاريخ المتكررة على أن أمريكا لا تحترم إلا مصالحها مع أصدقائها وأعدائها إلا أن هناك ثقة عمياء لدى الزعماء العرب ملوكاً ورؤساء أن مصيرهم لن يصل إلى ما وصل إليه غيرهم من الذين كانوا من الموالين لها، مثل شاه إيران وحاكم بنما وغيرهما الكثير ممن تخلت عنهم وتركتهم لمواجهة أسوأ العواقب، بعد أن تم استنفاذ مهماتهم، بخلاف ذلك الكيان الصهيوني الذي يحظى بالرعاية الكاملة والتامة حتى أنها تقدم مصالحه على مصالح أمريكا عند التعارض.
صحيح أن الفوز برئاسة أكبر قوة عظمى في العالم مرهون بقرار اللوبي اليهودي ومنظمة “ايباك” التي تعمل على تصعيد من يقدم أكبر التنازلات لمصلحة الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي على مصالح أمريكا ذاتها وهو أمر يؤكد عمق العلاقة بين اللوبي اليهودي والسياسة الأمريكية، فليست علاقة شخصية أو مصلحية تنتهى بمجرد تحقيق جزء منها، بل إنها علاقة مؤسسية في تطور واستمرار وهو ما تثبته الأحداث والشواهد على المستوى القريب والبعيد، وبينما يقدم المرشحون للانتخابات برامجهم السياسية لخدمة شعوبهم ومراعاة مصالحها، نجد على العكس من ذلك أن مرشحي الرئاسية الأمريكية بشقيهم الديمقراطيين، والجمهوريين يحرصون على إرضاء الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي حتى أن خمسة من المتسابقين للترشح من الحزب الجمهوري قدموا أبشع وأقذر صورة لدعم الإجرام دون حياء أو خجل، وكأن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي تمارس على أرض فلسطين لا تكفي، بل إنهم يريدون المزيد وبشكل يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان والأخلاق والقيم والمبادئ ويتفق مع الهوس الإجرامي وموت الضمائر والشعور، فمثلا روى دي سانتيس -حاكم ولاية فلوريدا (سأقول لنتن انجز المهمة الآن لمرة واحدة وأخيرة مع أولئك السفاحين “حماس” سئمت من الاستماع إلى الإعلام، سئمت من الاستماع إلى الآخرين يلومون إسرائيل فقط لأنهم يدافعون عن أنفسهم) واضح أنه يريد مزيدا من سفك دماء الأبرياء وممارسة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في حق أبناء فلسطين وخاصة أبناء غزة وأن ما حصدته آلة الإجرام لا يكفي، بل المسؤولة عن ذلك حماس، فهم سفاحون ولن يستمع إلى الإعلام أو الآخرين، فإسرائيل تدافع على نفسها، وهذه الأقوال تصريح بالقتل والإبادة وتحريض على الإجرام واستخدام أبشع وأقذر الأسلحة، فليس المهم عدد الضحايا، المهم أن تبقى إسرائيل.
يتم سكوت -سيناتور، أعطى الحق والمسؤولية للمجرمين لمواصلة القتل والإجرام (سأقول لنتن ليس لديك فقط المسؤولية والحق بإزالة حماس عن الخريطة، لكن أيضا سندعمك، سنكون معك كتفاً إلى كتف…. سياستي الخارجية بسيطة لا يمكنك التفاوض مع الشياطين، عليك القضاء عليهم) وهو تعهد بالدعم المعنوي والمادي والسياسي للكيان الصهيوني لإزالة “حماس” ومعنى ذلك أن إبادة غزة أمر لا غبار عليه تحت ذريعة ومبرر القضاء على حماس.
ومن الإزالة إلى الاختفاء لحماس وغزة وهو تصريح فيفك راما سوامي- رجل أعمال (سأقول له أن يجعل أولئك الإرهابيين على حدوده الجنوبية يختفون ….. إني سأقوم بجعل الإرهابيين يختفون فإما أن يقوم الصهاينة بإبادة الشعب الفلسطيني على أرض غزة وإما أنه سيقوم بالمهمة بنفسه).
دعم بلا حدود للحفاظ على إسرائيل، كريس كريستي- حاكم نيوجرسي السابق ليس أقل شأنا في الإجرام والتحريض عليه ممن سبقه، بل إنه يضع كل إمكانيات أمريكا رهناً لحماية إسرائيل حيث قال: (أمريكا موجودة هنا أيا تكن احتياجاتك، وفي أي وقت للحفاظ على دولة إسرائيل)، فوجود الكيان الصهيوني مرهون بوجود إسرائيل ولا يهم الثمن طالما أن المسرح سيكون على أرض عربية وبدماء عربية.
أمريكا بحاجة إسرائيل لا العكس، نيكي هايلي- سفيرة سابقة ،أكدت على أن أمريكا بحاجة لإسرائيل وليست إسرائيل بحاجة أمريكا، مما يعني أن المصالح التي تجنيها أمريكا من استثمار الوجود اليهودي والصهيوني على أرض فلسطين تعطيها الأولوية على مصالح أمريكا ذاتها (كان أول ما قلت له (نتن ياهو) حين حدث الأمر (اقضوا عليهم، ليست إسرائيل من يحتاج أمريكا، أمريكا هي التي تحتاج إسرائيل).
إن هذه الأقوال ورغم تقديم الإغراءات للكيان الصهيوني ومن خلال اللوبي اليهودي، هي ذاتها التي يقوم بها الرئيس الحالي بايدن وهي ذاتها السياسة المعلنة للتحالف الصليبي الجديد تحت قيادة أمريكا والمنضوين تحت حماها من المستعمرين القدماء والمحدثين، فإذا كانت تلك النوايا والتوجهات واضحة ومعلنة على الملأ، فإن لدينا من يستحي أن يتفوه بكلمة واحدة لدعم صمود واستبسال أبطال فلسطين في مواجهة الإجرام الممنهج والمقنن له والمدعوم بحلف يعتمد الإجرام بكل أشكاله وصوره والإرهاب بكل أنواعه وأشكاله.
ومن خلال ما سبق يتضح للعالم أجمع أنه لا خيار أمام أبطال المقاومة سوى تحطيم تلك الإرادة المجرمة التي تسعى لإبادة وإزالة وإخفاء شعب وأمة من الوجود من أجل أن ينعم القتلة والمجرمون بالهدوء والراحة والاطمئنان ولو على حساب دماء الأطفال والنساء والضعفاء والمساكين الذين يتعرضون للقهر والإبادة من المجرمين والخذلان والحصار من الخونة والعملاء والمتآمرين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • مظاهرات في أوروبا لدعم فلسطين والتنديد بمجازر إسرائيل
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • لأول مرة في التاريخ.. أكثر من نصف الديمقراطيين في أمريكا يؤيدون فلسطين ضد إسرائيل
  • سقوط أكاذيب أمريكا من الحرية الإنسانية إلى الحرية الاقتصادية..!!
  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
  • حركة حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح الصهيوني عيدان ألكسندر وجثامين أربعة آخرين
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • جوتيريش: خفض المساعدات الإنسانية من قبل أمريكا ودول أوروبية جريمة