سباق الإجرام والإبادة والجرائم ضد الإنسانية
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
إن الطريق إلى البيت الأبيض وحكم الولايات المتحدة الأمريكية يعتمد على تحقيق أكبر قدر من الإجرام والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، ليس في فلسطين ولا في غزة وحدها، بل في كل بقاع العالم التي يراد إخضاعها بالقوة، فلا مكان للعقل ولا المنطق في أدبيات السياسة الأمريكية، فإما أن تكون صديقا، وإما أن تكون عدواً، فليست هناك منزلة وسطى لدى أمريكا، وهي سياسة واضحة ومعلومة لدى الخاصة والعامة ماعدا الإعلام العربي، والقادة العرب، الذين أوهموا الشعوب العربية والإسلامية بأن أمريكا لديها منطقة رمادية يمكن التحرك فيها لضمان مصالح الشعوب دون الانغماس في دائرة الإجرام والقتل وممارسة كل أنواع الاستغلال والإذلال للشعوب المستضعفة والمقهورة على أمرها.
ورغم شواهد التاريخ المتكررة على أن أمريكا لا تحترم إلا مصالحها مع أصدقائها وأعدائها إلا أن هناك ثقة عمياء لدى الزعماء العرب ملوكاً ورؤساء أن مصيرهم لن يصل إلى ما وصل إليه غيرهم من الذين كانوا من الموالين لها، مثل شاه إيران وحاكم بنما وغيرهما الكثير ممن تخلت عنهم وتركتهم لمواجهة أسوأ العواقب، بعد أن تم استنفاذ مهماتهم، بخلاف ذلك الكيان الصهيوني الذي يحظى بالرعاية الكاملة والتامة حتى أنها تقدم مصالحه على مصالح أمريكا عند التعارض.
صحيح أن الفوز برئاسة أكبر قوة عظمى في العالم مرهون بقرار اللوبي اليهودي ومنظمة “ايباك” التي تعمل على تصعيد من يقدم أكبر التنازلات لمصلحة الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي على مصالح أمريكا ذاتها وهو أمر يؤكد عمق العلاقة بين اللوبي اليهودي والسياسة الأمريكية، فليست علاقة شخصية أو مصلحية تنتهى بمجرد تحقيق جزء منها، بل إنها علاقة مؤسسية في تطور واستمرار وهو ما تثبته الأحداث والشواهد على المستوى القريب والبعيد، وبينما يقدم المرشحون للانتخابات برامجهم السياسية لخدمة شعوبهم ومراعاة مصالحها، نجد على العكس من ذلك أن مرشحي الرئاسية الأمريكية بشقيهم الديمقراطيين، والجمهوريين يحرصون على إرضاء الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي حتى أن خمسة من المتسابقين للترشح من الحزب الجمهوري قدموا أبشع وأقذر صورة لدعم الإجرام دون حياء أو خجل، وكأن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي تمارس على أرض فلسطين لا تكفي، بل إنهم يريدون المزيد وبشكل يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان والأخلاق والقيم والمبادئ ويتفق مع الهوس الإجرامي وموت الضمائر والشعور، فمثلا روى دي سانتيس -حاكم ولاية فلوريدا (سأقول لنتن انجز المهمة الآن لمرة واحدة وأخيرة مع أولئك السفاحين “حماس” سئمت من الاستماع إلى الإعلام، سئمت من الاستماع إلى الآخرين يلومون إسرائيل فقط لأنهم يدافعون عن أنفسهم) واضح أنه يريد مزيدا من سفك دماء الأبرياء وممارسة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في حق أبناء فلسطين وخاصة أبناء غزة وأن ما حصدته آلة الإجرام لا يكفي، بل المسؤولة عن ذلك حماس، فهم سفاحون ولن يستمع إلى الإعلام أو الآخرين، فإسرائيل تدافع على نفسها، وهذه الأقوال تصريح بالقتل والإبادة وتحريض على الإجرام واستخدام أبشع وأقذر الأسلحة، فليس المهم عدد الضحايا، المهم أن تبقى إسرائيل.
يتم سكوت -سيناتور، أعطى الحق والمسؤولية للمجرمين لمواصلة القتل والإجرام (سأقول لنتن ليس لديك فقط المسؤولية والحق بإزالة حماس عن الخريطة، لكن أيضا سندعمك، سنكون معك كتفاً إلى كتف…. سياستي الخارجية بسيطة لا يمكنك التفاوض مع الشياطين، عليك القضاء عليهم) وهو تعهد بالدعم المعنوي والمادي والسياسي للكيان الصهيوني لإزالة “حماس” ومعنى ذلك أن إبادة غزة أمر لا غبار عليه تحت ذريعة ومبرر القضاء على حماس.
ومن الإزالة إلى الاختفاء لحماس وغزة وهو تصريح فيفك راما سوامي- رجل أعمال (سأقول له أن يجعل أولئك الإرهابيين على حدوده الجنوبية يختفون ….. إني سأقوم بجعل الإرهابيين يختفون فإما أن يقوم الصهاينة بإبادة الشعب الفلسطيني على أرض غزة وإما أنه سيقوم بالمهمة بنفسه).
دعم بلا حدود للحفاظ على إسرائيل، كريس كريستي- حاكم نيوجرسي السابق ليس أقل شأنا في الإجرام والتحريض عليه ممن سبقه، بل إنه يضع كل إمكانيات أمريكا رهناً لحماية إسرائيل حيث قال: (أمريكا موجودة هنا أيا تكن احتياجاتك، وفي أي وقت للحفاظ على دولة إسرائيل)، فوجود الكيان الصهيوني مرهون بوجود إسرائيل ولا يهم الثمن طالما أن المسرح سيكون على أرض عربية وبدماء عربية.
أمريكا بحاجة إسرائيل لا العكس، نيكي هايلي- سفيرة سابقة ،أكدت على أن أمريكا بحاجة لإسرائيل وليست إسرائيل بحاجة أمريكا، مما يعني أن المصالح التي تجنيها أمريكا من استثمار الوجود اليهودي والصهيوني على أرض فلسطين تعطيها الأولوية على مصالح أمريكا ذاتها (كان أول ما قلت له (نتن ياهو) حين حدث الأمر (اقضوا عليهم، ليست إسرائيل من يحتاج أمريكا، أمريكا هي التي تحتاج إسرائيل).
إن هذه الأقوال ورغم تقديم الإغراءات للكيان الصهيوني ومن خلال اللوبي اليهودي، هي ذاتها التي يقوم بها الرئيس الحالي بايدن وهي ذاتها السياسة المعلنة للتحالف الصليبي الجديد تحت قيادة أمريكا والمنضوين تحت حماها من المستعمرين القدماء والمحدثين، فإذا كانت تلك النوايا والتوجهات واضحة ومعلنة على الملأ، فإن لدينا من يستحي أن يتفوه بكلمة واحدة لدعم صمود واستبسال أبطال فلسطين في مواجهة الإجرام الممنهج والمقنن له والمدعوم بحلف يعتمد الإجرام بكل أشكاله وصوره والإرهاب بكل أنواعه وأشكاله.
ومن خلال ما سبق يتضح للعالم أجمع أنه لا خيار أمام أبطال المقاومة سوى تحطيم تلك الإرادة المجرمة التي تسعى لإبادة وإزالة وإخفاء شعب وأمة من الوجود من أجل أن ينعم القتلة والمجرمون بالهدوء والراحة والاطمئنان ولو على حساب دماء الأطفال والنساء والضعفاء والمساكين الذين يتعرضون للقهر والإبادة من المجرمين والخذلان والحصار من الخونة والعملاء والمتآمرين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
#سواليف
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان
وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.