تشير التقارير إلى أن ألوية كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الموجودة شمالي قطاع غزة لم تطلب دعما من الألوية الأخرى في القطاع رغم مرور 12 أسبوعا على بدء العملية البرية الإسرائيلية بالمنطقة.

بالمقابل، وسعت إسرائيل عمليتها، فأوكلت القيادة في الجنوب إلى الفرقة الـ98 والتي تتشكل من اللواءين المظللين الـ35 والـ55 إضافة إلى لواء "عوز" الذي يضم وحدات دوفدفان وماجلان وإيغوز.

ووفقا لتقرير أعدته سلام خضر، فقد دفعت قيادة الاحتلال العسكرية باللواءات المدرع السابع والخامس وغفعاتي وكفير وكرياتي إلى جانب الكتيبة الخامسة.

هذه القوات كلها تولى مهمة التصدي لها لواء خان يونس أحد أبرز ألوية النخبة في القسام، والذي لا تعرف طبيعة هيكله القيادي ولا هرمية اتخاذ القرارات فيه.

عملية معقدة

وتعتبر عملية خان يونس واحدة من أكثر العمليات تعقيدا خلال الحرب حيث تتوافر فيها كافة العوامل التي تخشاها الجيوش النظامية تقريبا كونها بقعة صغيرة المساحة كثيفة السكان.

وتتبنى إسرائيل الطرق التقليدية في الحرب، خصوصا الاعتماد على إسقاط قذائف خارقة للتحصينات من الجو بهدف الوصول إلى عمق الأنفاق لضرب عقد القيادة والتحكم للمقاومة.

وكانت كلية الأركان في الجيش الأميركي قد أصدرت تقريرا قبل بدء العملية البرية الإسرائيلية في القطاع حذرت فيه من مغبة التوغل البري.

وقال التقرير إن العمليات الجوية لم تحقق الأهداف المرجوة في عمليات مماثلة جرت في السابق.

التشكيل الهجين للقسام

في المقابل، تعتمد القسام في قتالها على "التشكيل الهجين" الذي يقوم على دمج النخبة التي تقتبس من الجيوش النظامية ارتفاع مستوى الانضباط والأداء وبعض التقاليد العسكرية.

ومن هذه التقاليد أن يكمن الجندي في موقع بعينه لأسابيع دون الدخول في اشتباك تحت أي ظرف انتظارا لتنفيذ مهمة محددة، وهو ما حدث في كمين مخيم المغازي الذي أوقع أكثر من 20 ضابطا وجنديا.

وتوجد أيضا وحدات ميدانية تتولى مهمة الاشتباك المباشر والمناورة والالتزام بالتنفيذ والانسحاب السريعين، وهي مكونة من مجموعات صغيرة تتراوح بين مقاتل و4 مقاتلين.

كما طورت القسام قدراتها القتالية، فأصبحت تشتبك فوق وتحت الأرض بعدما دربت مقاتليها على التكيف مع نقص الأكسجين وتراجع مصادر الضوء الطبيعي، مع ارتفاع مخاطر التعامل مع مواجهات غير تقليدية، ومنها الغاز السام الذي استخدمته إسرائيل في أحد الأنفاق.

ودفعت إسرائيل بقواتها من محورين رئيسيين هما كيسوفيم لتعزل خان يونس تماما عن المنطقة الوسطى، وقد قطعت شارع صلاح الدين ودخلت إلى أراض زراعية وصولا إلى الخط الساحلي عند شارع الرشيد.

وبالتوازي مع هذا الهجوم دخلت قوات أخرى من الجنوب الشرقي لاستخدام شارع صلاح الدين، لفصل شرقي محافظة خان يونس عن غربها من أجل تشتيت جهد المقاومة.

وبعد أسبوع واحد من هذا الهجوم تحولت المدينة من مسرح قتال إلى واحدة من وسائل الحرب بين الطرفين.

كما واجهت إسرائيل معضلة تدمير الأنفاق التي تعتبر كابوسا للجنود كونها بطيئة وقاتلة وتقلل الاعتماد على التقنيات الحديثة بشكل كبير، والتي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في ما تعرف بـ"عقيدة ماعالوت"، أي التفوق.

لقد أساءت إسرائيل تقدير قوة الخصم وألقت بثقلها على التكنولوجيا، وهما خطان قاتلان في حروب المدن، لأن مهمة المشاة -وفق الأميركيين- تكمن في تحديد مواقع العدو وتدميرها، وإن تمكن العدو من تحييد هذه المعادلة فسيكون القضاء عليه أمرا مستحيلا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خان یونس

إقرأ أيضاً:

أمراض تصيب الحيوانات البرية.. ندوة إرشادية بالبحوث الزراعية

يقوم معهد بحوث الصحة الحيوانية بدور هام في الحفاظ على الحياة البرية والثروة الحيوانية من خلال أنشطة بحثية وتوعوية تهدف إلى تعزيز الصحة الحيوانية وتحقيق التنمية المستدامة ، في إطار توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية.

حملات التوعية والإرشاد:

بمناسبة اليوم العالمي للحياة البرية، نظم المعهد حملة توعية حول أهمية الحفاظ على الحياة البرية، تضمنت توزيع ملصقات توعوية، وعرض معلومات حول الأمراض التي تصيب الحيوانات البرية وطرق الحد من انتشارها، بالإضافة إلى استضافة أحد الباحثين المتخصصين في لقاء تلفزيوني بالقناة المصرية. كما أطلق المعهد، في إطار مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، سلسلة ندوات توعوية وإرشادية بالمحافظات، استهدفت طلبة المدارس والجامعات والمربين، بهدف نشر الوعي بطرق الحفاظ على الصحة الحيوانية.

الندوات الإرشادية بالمحافظات:

شهدت محافظات دمياط، المنوفية، الشرقية، الدقهلية، الغربية، سوهاج، وأسيوط تنظيم ندوات إرشادية حول موضوعات مختلفة، منها:

السموم الفطرية وتأثيرها على صناعة الدواجن.

مرض البروسيلا وطرق الوقاية منه.

تأثير المواد الحافظة على الصحة العامة.

أهمية الغذاء الصحي الآمن بمناسبة شهر رمضان.

الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.

طرق حفظ وتخزين المواد الغذائية.

الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية.


كما تم تنظيم محاضرات حول مرض السعار، تفعيلًا لمبادرة "مصر خالية من السعار 2030"، حيث تم تعريف المشاركين بالمرض، طرق انتقاله، وأهمية تطبيق القانون 29 لسنة 2023 الخاص بتنظيم التعامل مع الحيوانات الخطرة.

ورش العمل والتدريب:

في إطار دوره في رفع كفاءة الباحثين والعاملين، نظم مركز التدريب والتعلم والاستشارات التابع للمعهد عدة ورش عمل حول معايير الجودة في المعامل وفق المواصفة الدولية ISO/IEC 17025، الأمن والأمان الحيوي في المعامل، والمثبطات المناعية في مزارع الدواجن. كما استضاف المعهد برنامجًا تدريبيًا لـ 84 طالبًا من كلية العلوم الصحية بجامعة 6 أكتوبر، حيث تلقوا تدريبات عملية على أحدث التقنيات المعملية في المعمل المرجعي لفحوص صلاحية الأغذية ذات الأصل الحيواني.

إنتاج علمي متميز:

في سياق دعم البحث العلمي، نشر المعهد 18 مقالة علمية في مجالات الصحة وسلامة الغذاء، أمراض الدواجن، صحة الحيوانات الأليفة، الأمراض المشتركة، والحياة المائية، من بينها دراسات حول تأثير المعادن الثقيلة في القشريات، ومخاطر المتبقيات الدوائية، وعوامل المناعة في قطعان الدواجن، وأهمية التفريخ الصناعي لتعزيز الإنتاج السمكي.

يواصل معهد بحوث الصحة الحيوانية جهوده في دعم التنمية المستدامة من خلال البحث العلمي والتوعية، مساهمًا في تحقيق رؤية مصر 2030 لضمان صحة الإنسان والحيوان وسلامة الغذاء.

مقالات مشابهة

  • «صمود» يؤكد ضرورة تضمين قضايا النساء في أي عملية لوقف الحرب
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • أمراض تصيب الحيوانات البرية.. ندوة إرشادية بالبحوث الزراعية
  • الأونروا: إسرائيل تنفذ أكبر عملية تدمير في الضفة الغربية منذ 58 عاما
  • إسرائيل تنفذ أكبر عملية تدمير وتهجير في الضفة الغربية منذ 58 عامًا
  • يهود إسرائيل يحجون إلى جنوب لبنان.. عملية سرية عند قبرٍ قد يُشعل فتيل أزمة
  • دعوة إسرائيلية لـكيسنجر جديد لحماية الاحتلال من الغرور والتضخم الذي يعيشه
  • بوتين بعد رفض هدنة مؤقتة في أوكرانيا: علينا اختيار السلام الذي يضمن أمننا
  • مواعيد تشغيل مترو الأنفاق «جميع الخطوط» في رمضان 2025
  • مقاومون غير فلسطينيين نفذوا عمليات في إسرائيل