أجنحة المؤسسات الدينية: «كتب متنوعة.. وأنشطة للأطفال»
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
شهدت أجنحة المؤسسات الدينية، بشقيها الإسلامى والمسيحى بمعرض الكتاب، إقبالاً كبيراً من مختلف الفئات والأعمار، حيث شاركت بكتب ومجلات جذبت إليها الزوار.
وداخل جناح الأزهر الشريف بقاعة 4 التى تحمل اسم «التراث» كان الإقبال ملحوظاً على الندوات العلمية.
وقال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ«الوطن»، إن هناك إقبالاً كبيراً على الجناح والندوات التى يقيمها الأزهر، مشيداً بالتنظيم ومجهودات ترتيب الجناح بفضل تعليمات وتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
كما شهد ركن الخط العربى بالجناح ازدحاماً، حيث انتظم عدد كبير من رواد المكان فى طابور طويل حتى يتمكن كل منهم من الحصول على بطاقة مخطوط عليها اسمه بالخط العربى المميز.
وعلى بُعد خطوات من جناح الأزهر كان المشهد لافتاً فى جناح وزارة الأوقاف، حيث اصطف عدد كبير من الطلاب الوافدين للاطلاع وشراء الكتب الدينية والعلمية المترجمة. وقال إسماعيل رجب، مدير عام إدارة اللجان العلمية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن جميع الأعمال التى شاركت بها الوزارة هذا العام فى معرض الكتاب اهتمت بالقضايا المعاصرة، مشيراً إلى أن آخر عمل أصدرته الوزارة هو مجموعة من الكتب التى تناولت المسابقة العالمية للقرآن الكريم.
وأضاف «رجب»: «أعد المجلس بعض الكتب، منها البيان على المنتخب، ودراسات فى علوم القرآن، والمختصر المفيد فى علم التجويد، كل هذه إضاءات قرآنية تفيد حفظة القرآن الكريم»، لافتاً إلى أنّ كتب التراث الإسلامى كان لها نصيب كبير من الاهتمام، وأن «طلبة الأزهر المغتربين وغيرهم من الجنسيات الأخرى يهتمون بهذه النوعية من الكتب تحديداً، إضافة إلى الكتب المترجمة، ولدينا كتب لتفسير القرآن بـ11 لغة»، مؤكداً أنّ طلبة العلم أكثر الفئات التى تُقبل على الجناح للشراء، بالإضافة إلى فئة الشباب: «كما اهتمت الوزارة والمجلس بالنشء وأصدرنا سلسلة (رؤية) بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب لهذا الغرض».
«فايد»: هناك إصدارات بجناح «الإفتاء» تنفد بشكل يومى منها «دليل الأسرة والرد على شبهات المتطرفين»لم يختلف الأمر كثيراً فى جناح دار الإفتاء المصرية، إذ كان الحضور لافتاً من طلاب جامعة الأزهر من الوافدين والمصريين وطلبة العلم من مختلف الجامعات، بالإضافة إلى باحثى الدكتوراه والماجستير فى العلوم الشرعية، حيث قدمت «الإفتاء»، خلال جناحها هذا العام، باقة متنوعة تشمل جميع نواحى الحياة الثقافية والتعليمية والاجتماعية والصحية والتنويرية التى ترتكز على نشر صحيح الدين، ومواجهة الأفكار الدينية المتطرفة، والمفاهيم المتشددة، وتتبنى الفكر الوسطى والمنهجية العلمية المنضبطة، وتناقش أهمَّ المسائل والقضايا الأسرية.
ومن جهته، أكد محمد فايد، مدير الإصدارات بدار الإفتاء، لـ«الوطن»، أن جناح دار الإفتاء يشهد إقبالاً متزايداً من قبَل الجمهور، وهناك إصدارات تنفد بشكل يومى، منها موسوعة دليل الأسرة فى الإسلام والرد على شبهات المتطرفين، موضحاً أن كل إصدار يوجد منه 500 نسخة بشكل يومى ويمكن أن تنفد نسخ بعضها قبل انتهاء اليوم فى المعرض. وأشار «فايد» إلى أن الإصدارات الموجودة بالمعرض هى كالآتى: «كتاب موسوعة الفتاوى الإسلامية، موسوعة الفتاوى المؤصلة، موسوعة دليل الأسرة فى الإسلام، القول الحسن فى جواب القول لمن، فتاوى الشباب، الفتاوى الطبية، فتاوى وأحكام المرأة فى الإسلام، فقه الوطن والمواطنة، الأحكام المتعلقة بالجنائز والمقابر، سؤالات الأقليات، نحو فهم منهجى لإدارة الخلاف الفقهى، إصدار خاص بأحكام المسافر، فتاوى وأحكام المعاملات المالية، الأحكام المتعلقة بالرياضة والألعاب، الجهاد.. مفهومه، ضوابطه، أحكامه».
«الأسقفية»: شاركنا فى هذه الدورة بمجموعة من الكتب اللاهوتية والتاريخية والدراسية وكتب المشورةكما شاركت الكنائس المصرية «الأرثوذكسية، الإنجيلية، الكاثوليكية، والأسقفية»، فى المعرض، بإصدار كتب دينية وطقسية وتعليمية للأطفال، إضافة إلى أنشطة فى جناح كل كنيسة وعروض على الكتب.
من جهتها أعلنت الكنيسة الأسقفية عن مشاركتها فى هذه الدورة بمجموعة من الكتب اللاهوتية والتاريخية والدراسية وكتب المشورة، إذ تعرض دار النشر الأسقفية فى جناحها بالمعرض كتب «المحبة الأبدية»، «المسيحية المبكرة فى ليبيا»، «اعترافات القديس أغسطينوس»، مقدمةً خصومات على الكتب تصل إلى 20%.
كما أعلن المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى عن مشاركته، ويوجد المركز فى صالة 1 جناح B34 من الساعة العاشرة صباحاً، وحتى الساعة الثامنة مساءً يومياً.
فيما شاركت الكنيسة الكاثوليكية ممثلة فى دار لوغوس، التابعة لبطريركية الأقباط الكاثوليك فى معرض الكتاب للعام الخامس، حيث توجد فى صالة 1 جناح C2، كما شاركت الكنيسة الإنجيلية فى معرض الكتاب ممثلة فى دار الثقافة للنشر التابعة لها، فى صالة 2 جناح C5 وتقدم عدداً من الفعاليات والعروض والخصومات على الكتب الصادرة عنها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب من الکتب فى جناح إلى أن
إقرأ أيضاً:
المفتي: الأزهر منارة الوسطية وركيزة الوعي الرشيد ودار الإفتاء تشاركه الرسالة
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك»، الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي في الفترة من 15 إلى 16 أبريل الجاري، أن القيم الإنسانية في الإسلام تمثل إحدى صور الإعجاز البارزة في هذا الدين، مشيرًا إلى أنها جاءت في لحظة تاريخية كانت البشرية وقتها في أمسّ الحاجة إلى منظومة أخلاقية وإنسانية تحفظ كرامة الإنسان وتضمن له الحق في العيش المشترك بسلام وعدل ومساواة.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن القيم في الإسلام ليست وليدة ظرف زماني معين، بل هي ثابتة وشاملة ومتكاملة، تمتد من علاقة الإنسان بذاته، إلى علاقته بأسرته ومجتمعه، وانتهاءً بالبشرية جمعاء، مستدلًا في ذلك بجملة من الآيات القرآنية التي تكرّس هذه المبادئ، وتؤسس لنهج إنساني عالمي يضمن الحقوق، ويرسّخ روح التسامح والعدل والرحمة، ومنها قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، التي تؤكد على كرامة الإنسان بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، الداعية إلى التعارف لا التنازع، بالإضافة إلى قوله تعالى {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، التي تمثل أساسًا لاحترام حرية المعتقد، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90]، باعتبار العدل قيمة مركزية في بنية الإسلام الحضارية.
ونوّه الدكتور نظير عياد، إلى أن الحضارة الإسلامية قامت على أسس علمية وإنسانية راسخة، أبرزها تقديس العلم والرحمة العامة، والعدل والمساواة، والتسامح والتعارف، ونبذ العصبية والطائفية، مشيرًا إلى أن هذه القيم تجلت بوضوح في وثيقة المدينة المنورة التي أرست دعائم العيش المشترك بين المسلمين وغيرهم تحت مظلة دولة المواطنة، محذرًا من مخاطر الجماعات المتطرفة التي شوّهت صورة الإسلام، وتسببت في زعزعة الأمن والاستقرار، ومؤكدًا أن الجهل بالنصوص الدينية، وسوء تأويلها، هو السبب الرئيس في انحراف هذه الجماعات عن جادة الحق، وهو ما أشار إليه النبي ﷺ في الحديث الشريف، «يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، في إشارة إلى خطورة التحريف على يد الجهّال والمتطرفين.
وشدد مفتي الجمهورية على أن التطرف يمثل تهديدًا جوهريًا للهوية والانتماء الوطني، لأنه يؤسس لانتماء مزيّف للفكرة المتطرفة، ويرفض الهويات الوطنية الحديثة التي لا تتعارض مع الدين، كما يروّج لمفاهيم مغلوطة تزرع العداء والعنف وتنفي وجود الآخر، منتقدًا دعوات التغريب والانبهار المطلق بالنموذج الغربي، والتي تؤدي إلى مسخ الهوية الذاتية للأفراد والشعوب، داعيًا إلى التوازن بين الأصالة والمعاصرة، والانفتاح الواعي الذي لا يفرّط في الثوابت ولا ينكر المتغيرات، مشيرًا إلى أن قيم المواطنة والهوية والتعايش تواجه تحديات كبرى، في مقدمتها التطرف، والتغريب، والاغتراب، والعولمة الثقافية، واختراق الإدراك والوعي، وتكييف القيم والسلوك، داعيًا إلى تضافر الجهود الفكرية والدينية والثقافية لمواجهة هذه التحديات، وتحصين المجتمعات من مخاطر الانسلاخ والتمزق، مبينًا أن الهوية الدينية لا تتعارض مع الانتماء الوطني أو القومي، بل تشكّل في توازنها واعتدالها ركيزة أساسية لبناء المجتمعات المستقرة والمتماسكة، داعيًا إلى ترسيخ هذه القيم في الوجدان العام، وتعزيز الأمن الفكري والثقافي للأمة في مواجهة موجات التشكيك والتزييف والعبث بالهوية.
وأشار مفتي الجمهورية إلى الدور المحوري الذي يضطلع به الأزهر الشريف، هذه المؤسسة العريقة التي جاوزت الألف عام، وظلت طوال تاريخها منارةً للوسطية والاعتدال، وركنًا ركينًا في بناء الوعي الإسلامي الرشيد، حيث حمل على عاتقه مهمة نشر القيم الإسلامية السمحة، وترسيخ ثقافة الحوار، وتفنيد الفكر المتطرف، ومواجهة الغلو والانحراف العقدي والسلوكي، وذلك تحت القيادة الحكيمة لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يُعَد صوتًا عالميًّا للسلام والعدل، وصاحب المبادرات الرائدة في دعم العيش المشترك، وتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات.
مبينًا نطير عياد، أن دار الإفتاء المصرية تشاركها هذا الدور وتسير على هذا النهج الأزهري الأصيل، إذ تقوم دار الإفتاء بدورٍ محوريٍّ في مواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الوعي الديني المستنير، من خلال ما تقدمه من فتاوى رصينة تستند إلى منهج علمي راسخ، وتراعي الواقع وتحدياته، وتعمل على دعم السلم المجتمعي، وصيانة الهوية الدينية والوطنية، كما تسعى الدار إلى تعزيز قِيَم المواطنة والتعايش، وتُفعِّل حضورها العالمي عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تُعد منصة دولية للحوار والتنسيق والتواصل بين مؤسسات الإفتاء في مختلف أنحاء العالم، في سبيل مواجهة مشكلات العصر، والتصدي لمظاهر الانغلاق والتشدد.
كما أعرب المفتي في ختام كلمته، عن خالص شكره وتقديره لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية على كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال، ومشيدًا بتنظيم هذا المؤتمر المهم، الذي يسهم بلا شك تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز القيم المشتركة ونشر وسطية الإسلام، بعيدًا عن الغلو أو التفريط.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة
إحالة أوراق عامل لمفتي الجمهورية بتهمة قتل طفل وسرقته في القليوبية
مفتي الجمهورية يطمئن على الحالة الصحية لفضيلة الإمام الأكبر.. ويدعو له بالشفاء العاجل