تضعف وظيفة بطانة القلب.. مختصان لـ(البلاد) : السجائر الإلكترونية مدخل لأمراض قاتلة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
أكد طبيبان أن السجائر الإلكترونية تعدّ من الأخطاء القاتلة والمهدِّدة لصحة الجسم، كونها تحمل نفس درجة الأضرار القاتلة، وتؤدى إلى مضاعفات صحية منها ضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي تلف وعجز الأوعية الدموية على الانفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي، ويمكن أن يؤدي هذا التلف إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي.
جاء تحذير المختصان بعد أن أشارت بريطانيا أنه من المقرر حظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة في المملكة المتحدة؛ وذلك في إطار سعي السلطات المختصة لحماية صحة الأطفال، وسط تزايد استخدامها بين المراهقين.
وقال استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير: إن مخاطر السجائر الإلكترونية تزداد أكثر لكون السجائر العادية مبنية على مبدأ الاحتراق، فالمدخن يحرق التبغ ويستنشق الدخان، بينما السيجارة الإلكترونية فهي مبنية على سائل موجود، يتم رفع درجة حرارة السائل والمستخدم يستنشق البخار، أي عملية غليان في السيجارة الالكترونية مقابل عملية احتراق في السيجارة العادية، ويعتبر المدخن أنه بديل مناسب للإقلاع عن السجائر والتوجه للبديل الإلكتروني بينما المخاطر للنوعين خطيرة وقاتلة ومؤثرة على جهاز التنفس والجهاز العصبي ومسببة لأمراض القلب والسرطان والتهاب الرئة والجلطات دماغية وغير ذلك.
وأضاف مير: هناك عدة دراسات كشفت مخاطر التدخين الإلكتروني منها دراسة أفادت بأن مدخني السجائر الإلكترونية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب مثل مستخدمي السجائر العادية، إذ تسبب تلفا مشابها للأوعية الدموية مثل تدخين التبغ، وفي حال تلف الأوعية الدموية أو عدم تمكنها من العمل بشكل صحيح، يصبح من الصعب انتقال الأكسجين إلى القلب وأعضاء الجسم.
وحسبما ذكرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، فإن تدخين السجائر الإلكترونية يضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي عجز الأوعية الدموية على الانفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي.
ودعا مير جميع المدخنين إلى الإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله وأنواعه والعلاج عن طريق العيادات التي خصصتها وزارة الصحة للإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، تناول الأكل الصحي، النوم الصحي، وتجنب التوتر والقلق.
وفي السياق ذاته، يقول استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ، إن البعض يعتقد بأن السجائر الإلكترونية آمنة وبديل مناسب للسجائر العادية، ولكن في الواقع تتساوى في مخاطرها معها، فجميع مكوناتها سامة، ومنها النيكوتين وهي مادة سامة تؤثر سلبًا على الأعضاء الحيوية، وهناك المركبات العضوية والمعادن الثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص، ومواد كيميائية والتي تزيد خطر الإصابة بالسرطان، والنكهات مثل ثنائي الإسيتيل، بالإضافة إلى جسيمات متناهية الصغر والتي تستقر داخل الرئتين عند التدخين.
وتابع الشيخ: السيجارة الإلكترونية بدون شك مضرة وهي تشكل خطر حقيقي على الصحة العامة، كما إن السجائر الإلكترونية ليست أقل خطورة من التدخين التقليدي، كما إن المنكهات المضافة الى المنتج تساعد في زيادة الإدمان على المنتج، كما تزداد المخاطر أكثر عند فئة الأطفال اليافعين والمراهقين الذين قد يلجأون إلى السجائر الالكترونية، ويقلدون الكبار في ذلك، لذا فأن التوعية مهمة وضرورية من قبل جميع القطاعات الصحية العامة والخاصة في التعريف بمخاطر السجائر الالكترونية على صحة البشر.
وخلص د. الشيخ إلى القول: إنه بالتوقف عن السجائر الالكترونية يعود التنفس بالشكل الطبيعي مثل الأصحاء، ويتحسن معدل ضربات القلب إلى المعدل الطبيعي، كما تبدأ الدورة الدموية في العودة إلى طبيعتها، كما يتحسن قدرة المدخن على التذوق والشم، كما تبدأ الرئتان في التحسن، فالسعال أو صدور صوت صفير عند التنفس هى السمة المميزة للمدخنين، وبعد مرور فترة زمنية يقل خطر الإصابة بالنوبات والجلطات القلبية، لذا ينصح المدخنين بالتوقف فورًا عن التدخين بكل اشكاله وأنواعه.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السجائر الإلكترونية السجائر الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
بالتوازي مع البيئة غير الآمنة.. عقوبات أمريكا تضعف استثماراتها في العراق - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
قدم الخبير في الشؤون الاقتصادية، عبد الرحمن المشهداني، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، تشخيصا بشأن أسباب ضعف استثمار الشركات الامريكية في العراق، فيما بين ان ابرز هذه الأسباب هي العقوبات والبيئة غير الأمنة.
وقال المشهداني، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "هناك فرقًا بين الإدارة الأمريكية والقطاع الخاص، إذ لا تستطيع الحكومة الأمريكية إجبار الشركات على الاستثمار في بغداد وضخ عشرات المليارات، حتى لو قدمت لها ضمانات، لأن تلك الشركات تتبع مبدأ ثابتًا يقوم على تجنب المناطق المضطربة".
وأضاف أن "هذا العامل يعد السبب الرئيسي الذي يدفع العديد من الشركات إلى عدم توجيه بوصلتها نحو بغداد، خاصة أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن قبل أشهر، ولقاءه بكبرى الشركات العالمية هناك، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة، حيث لم تأتِ أي من تلك الشركات إلى العراق حتى الآن".
وأشار المشهداني إلى أن "البيئة غير المستقرة لا توفر عوامل جذب كافية للاستثمارات الأجنبية، خصوصًا أن العراق شهد قبل أشهر عمليات قصف متبادل، ما يزيد من مخاوف الشركات الكبرى"، مشددًا على أن "بغداد مطالَبة بتوفير مناخ استثماري مستقر يشجع الشركات على الدخول إلى السوق العراقية".
وأوضح أن "الإدارة الأمريكية، منذ عهد الرئيس دونالد ترامب في 2018، أكدت أن أي شركة تتعامل مع إيران ستتعرض للعقوبات، ما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى الامتثال لهذا القرار وتصفيه أعمالها في طهران، بعد إجراء مقارنة بين مصالحها الاقتصادية في إيران والولايات المتحدة، ما أدى إلى انسحاب الكثير منها".
ولفت المشهداني إلى أن "إحدى المشكلات التي يعاني منها العراق هي عدم تغليب المصلحة الوطنية على مصالح دول الجوار، في وقت تسعى فيه الدول إلى تحقيق مصالحها عبر إيجاد مسارات تعاون وتنسيق مع الإدارة الأمريكية أو الدول الغربية عمومًا".
وأكد أن "العقوبات الأمريكية المقبلة ستكون شخصية، وقد تستهدف أسماء ومؤسسات بعينها، بعدما استُنفدت العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي العراقي، حيث شملت 33 مصرفًا حتى الآن"، مبينًا أن "واشنطن تمتلك معلومات واسعة عن عمليات تهريب الدولار وغسيل الأموال، ما قد يدفعها إلى اتباع استراتيجيات مختلفة في فرض العقوبات خلال الفترة المقبلة".
هذا وحدد عضو مجلس النواب، علي سعدون، يوم الاثنين (3 آذار 2025)، خيارات بغداد لمواجهة العقوبات الأمريكية المحتملة، مشددًا على أهمية وحدة الصف السياسي في هذه المرحلة.
وقال سعدون في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الوضع العام ينذر بالخطر، خاصة مع غموض مواقف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، مما يفرض علينا تحديات متعددة الأبعاد"، مؤكدًا أن "رص الصفوف وتوحيد الموقف السياسي بات أمرًا ضروريًا لدعم الحكومة وضبط الإيقاع، خصوصًا في ظل الهجمة المحتملة".
وأشار إلى أن "بغداد تواجه العديد من التحديات، خاصة ارتباطها بالفيدرالي الأمريكي من ناحية الدولار، ما يجعل الاقتصاد العراقي عرضة للتأثيرات المباشرة لأي قرارات تصدر عن الإدارة الأمريكية"، مبينًا أن "هناك عدة أوراق ضغط تمتلكها واشنطن، أبرزها وقف تدفق الدولار، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الجميع".
وأكد سعدون أن "وحدة الصف وتحديد الأولويات يمكن أن تعزز خيارات بغداد في مواجهة أي عاصفة عقوبات مقبلة"، مشددًا على أن "بغداد يجب أن تحافظ على مبدأ التوازن في علاقاتها، وألا تكون جزءًا من محور ضد آخر، لأن مصالح العراق يجب أن تأتي أولًا".
وتابع أن "العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية ستساهم في حماية الاقتصاد العراقي ومصالحه، بعيدًا عن الانخراط في سياسات محورية قد تكلف البلاد ثمنًا باهظًا"، مضيفًا أن "الوضع المقبل يحمل الكثير من المخاطر، لكن في حال كانت وحدة الصف السياسي حاضرة، فإن الضغوط ستكون أقل، كما أن بغداد بحاجة إلى مرونة عالية في التعامل مع المتغيرات الإقليمية لحماية مصالحها سواء مع واشنطن أو مع العواصم الإقليمية الأخرى".