البلاد – الرياض

يعدّ القطاع الصناعي أحد مرتكزات رؤية السعودية 2030، ويحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، حيث تشهد المملكة حراكاً قوياً لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية – حفظه الله – للوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار ليسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية.

في هذا الإطار، رأس معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، مؤخرا الاجتماع الرابع من الدورة الثانية للمجلس الصناعي، الذي عقد في مقر الوزارة بالعاصمة الرياض، بحضور أصحاب أعضاء المجلس الصناعي من ممثلي القطاعين العام والخاص.

وناقش الاجتماع أبرز المستجدات خلال الفترة الماضية، والإنجازات والتقدم المحرز في تنفيذ توصيات الاجتماعات السابقة، واستعراض تحديات القطاع الصناعي ذات الأولوية ومستوى التقدم في معالجتها، وممكنات وحوافز القطاع الصناعي، وبرنامج تنافسية القطاع الصناعي، التي تهدف إلى تعزيز تنافسية وكفاءة المنشآت الصناعية القائمة.
وسلط المجتمعون الضوء على التحديات التي تواجه القطاع الصناعي الخاص مع المنافسة غير العادلة والغش التجاري، والآثار المترتبة عليها والمعالجات المقترحة لحلها، ونموذج من تجربة قطاع الآلات والمعدات في تحدي الغش التجاري والآثار الناتجة عنه.

مما يذكر أن المجلس الصناعي يهدف إلى معالجة التحديات التي تواجه القطاع الصناعي، وبناء منصة للحوار بين القطاعين العام والخاص، وحوكمة العلاقة بين منظومة الصناعة والجهات الحكومية ذات العلاقة والشركاء من القطاع الخاص، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية الصناعية من خلال إشراك أعضاء المجلس في بناء السياسات والتشريعات الممكنة للقطاع، ومتابعة المؤشرات الاقتصادية الحيوية، وتحسين البيئة الاقتصادية للاستثمارات الصناعية عبر متابعة مؤشر التنافسية الصناعي، ومتابعة مؤشرات إنجاز المستهدفات الاستراتيجية للقطاع الصناعي السعودي، ومقارنتها بالمؤشرات الدولية للتنافسية.

ممكنات كاملة
تعمل الإستراتيجية الوطنية للصناعة على دفع عجلة النمو في القطاع لتصل أعداد المصانع إلى نحو 36 ألف مصنع بحلول عام 2035 ، وتركز على 12 قطاعًا فرعيًا لتنويع الاقتصاد الصناعي في المملكة، فيما حددت أكثر من 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال ، لتشكل فصلًا جديدًا من النمو المستدام للقطاع، بما يحقق عوائد اقتصادية طموحة للمملكة بحلول عام 2030، تشمل: مضاعفة الناتج المحلي الصناعي بنحو 3 مرات، ومضاعفة قيمة الصادرات الصناعية لتصل إلى 557 مليار ريال سعودي. كما تعمل الإستراتيجية الوطنية للصناعة على وصول مجموع قيمة الاستثمارات الإضافية في القطاع إلى 1.4 تريليون ريال، وزيادة صادرات المنتجات التقنية المتقدمة بنحو 6 أضعاف، إضافة إلى استحداث عشرات الآلاف من الوظائف النوعية عالية القيمة.
وقال سمو ولي العهد:” لدينا جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة، ومن خلال الإستراتيجية الوطنية للصناعة وبالشراكة مع القطاع الخاص ستصبح المملكة قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتصدر المنتجات عالية التقنية إلى العالم “.

وهكذا جاء إطلاق الإستراتيجية متوائمًا مع التوجهات العالمية في القطاع، مثل: الثورة الصناعية الرابعة، ومستهدفات المملكة والمزايا التنافسية التي تتمتع بها، المتمثلة في: الموقع الجغرافي، ووفرة الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة، والقدرات البشرية، والقوة الشرائية، والسياسات النقدية المستقرة.

حوكمة وتنافسية
تتطلع المملكة، من خلال الإستراتيجية الوطنية للصناعة، إلى تمكين القطاع الخاص، وزيادة مرونة وتنافسية القطاع الصناعي، إضافة إلى المرونة الصناعية، التي تضمن استمرارية الوصول إلى السلع المهمة من أجل رفاهية المواطن واستمرارية النشاط الاقتصادي، وقيادة التكامل الإقليمي الصناعي لسلاسل القيمة، والاستفادة من مواطن القوة في الاقتصاد السعودي، وتحقيق الريادة العالمية في مجموعة من السلع المختارة، من خلال الاستثمار في التقنيات الجديدة الواعدة.

ولتحقيق هذه المستهدفات الوطنية الطموحة، طُور نموذج حوكمة للقطاع الصناعي من خلال تشكيل اللجنة العليا للصناعة، برئاسة سمو ولي العهد – حفظه الله – ليشرف سموه على تطوير القطاع، إضافة إلى تشكيل المجلس الصناعي بمشاركة القطاع الخاص، لضمان إشراك المستثمرين الصناعيين في صنع القرار وتطوير السياسات.

ويستند القطاع الصناعي في المملكة على أسس صناعية متينة، ونجاحات بنيت على مدى 50 عامًا، حيث أسهم في إضافة أكثر من 340 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي، ووفر العديد من الوظائف النوعية، وفرص ريادة الأعمال في المجالات الصناعية المتعددة.

كما تحظى المملكة بوجود شركات صناعية وطنية رائدة، أسهمت في وضع الصناعة السعودية في مصاف الصناعات المتقدمة إقليميًا وعالميًا، إذ تُعد المملكة اليوم رابع أكبر مصنّع للمنتجات البتروكيماوية على مستوى العالم، فيما تسهم مخرجاتها الصناعية في تزويد سلاسل الإمداد والتصنيع العالمية، التي تدخل في إنتاج العديد من الصناعات.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: استثمارات صناعية الإستراتیجیة الوطنیة للصناعة القطاع الصناعی المجلس الصناعی القطاع الخاص من خلال

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «أبوظبي للصادرات» و«ستراتا» لتعزيز تنافسية القطاع الصناعي عالمياً


أبوظبي (الاتحاد)
بحث وفد من مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس)، خلال زيارته إلى مقر شركة «ستراتا للتصنيع» المتخصصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات، فرص توسيع آفاق التعاون الاستراتيجي، لتعزيز نمو القطاعات الصناعية وزيادة تنافسيتها عالمياً، وذلك في إطار الجهود المستمرة للمكتب، لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الشركات الإماراتية الرائدة في القطاعات الحيوية.
وترأس الوفد محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، ورئيس اللجنة التنفيذية للصادرات، لمكتب أبوظبي للصادرات، بحضور خليل فاضل المنصوري، مدير عام مكتب أبوظبي للصادرات.
وقد كان في استقبال الوفد، إسماعيل علي عبد الله، المدير التنفيذي لوحدة المجمعات الاستراتيجية بقطاع الاستثمار في الإمارات بشركة مبادلة، والعضو المنتدب لشركة ستراتا للتصنيع، وعدد من المسؤولين والموظفين.
ةاستعرض فريق ستراتا أبرز الإنجازات التي حققتها الشركة في قطاع صناعة الطيران على المستوى العالمي، والتي بدورها ساهمت في دعم الأهداف الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
ومن جانبه، قدم مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس) التابع لصندوق أبوظبي للتنمية شرحاً تعريفياً حول دوره الريادي في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الإماراتية عالمياً من خلال توفير أدوات تمويلية مبتكرة، تمكّن الشركات الوطنية من الوصول إلى مختلف الأسواق العالمية.
ومن جانبه، قال محمد سيف السويدي: تأتي زيارتنا لشركة «ستراتا للتصنيع» في إطار التزامنا المستمر بدعم الشركات الوطنية التي تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات، حيث تمثل إنجازات هذه الشركات ومساهماتها في تطوير الصناعات الوطنية خطوة مهمة نحو تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام.
وأشاد السويدي، بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه شركة ستراتا، واعتمادها على أحدث المعدات والتقنيات المبتكرة في مجال تصنيع أجزاء هياكل الطائرات، باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي ساهم في تعزيز كفاءة عمليات التصنيع، وفقاً للمعايير العالمية.
وأضاف أن شركة ستراتا تمثل نموذجاً رائداً للشركات الوطنية التي استطاعت أن ترسّخ مكانتها في الأسواق العالمية، حيث سنعمل مع الشركة على استكشاف المزيد من فرص التعاون التي تدعم تحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة.
من جهته، رحّب إسماعيل علي عبد الله بوفد مكتب أبوظبي للصادرات، مشيداً بجهود المكتب المحفزة لمزيد من التعاون الاستراتيجي على مستوى الشركات الوطنية الرائدة في مختلف القطاعات الحيوية، بما ينعكس أثره على تعزيز جودة وتنافسية قطاع الصناعة والتصنيع المتقدم على وجه الخصوص، التزاماً باستراتيجية التنويع الاقتصادي، وإثراءً لشعار (صنع في الإمارات).
وأضاف أن مكتب أبوظبي للصادرات، يبذل جهوداً كبيرة في دعم الشركات الوطنية والمشاريع الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً تجارياً وصناعياً عالمياً.
وخلال الزيارة، قام فريق شركة ستراتا للتصنيع بتنظيم جولة ميدانية لوفد مكتب أبوظبي للصادرات، وإطلاعهم على عملية إنتاج أجزاء هياكل الطائرات المصنعة من المواد المركبة والمتطورة، والتعرف على الكفاءات والكوادر الوطنية الذين يمتلكون المهارات والخبرات الكبيرة في هذا المجال، ويشكلون غالبية الموظفين في ستراتا بنسبة توطين تصل إلى 67%، والذين يشغلون مختلف المواقع المهنية الإدارية والتقنية والهندسية والفنية على حد سواء، ويجسّدون بدورهم الريادي، مساهمة نوعية ومؤثرة في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً متكاملاً لصناعة الطيران.

مقالات مشابهة

  • 4 مليار ريال مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي نهاية النصف الأول من 2024
  • محافظ الأحساء يستقبل رئيس اللجنة الوطنية الصناعية باتحاد الغرف السعودية
  • المملكة والهند تعززان الاستثمارات الصناعية
  • الرحبي : عمان من الدول التي تبنت سياسات في مجالات التنمية المستدامة ضمن رؤيتها لعام 2040
  • وزير العمل يستقبل وفد شركة باكين لتعزيز التعاون والاستثمار في القطاع الصناعي
  • تعاون بين «أبوظبي للصادرات» و«ستراتا» لتعزيز تنافسية القطاع الصناعي عالمياً
  • إطلاق برنامج "إتقان" لتمكين العاملين في القطاع الصناعي
  • المملكة تتصدر الشرق الأوسط بصناعة أجهزة التنفس الصناعي بفضل تقنيات الدوائر الإلكترونية.. فيديو
  • عاجل| مصر تجني 6 مليار دولار من تصدير السلع الغذائية
  • معرض للكتاب يُناقش "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وأبرز ممارسات تطبيقها"