يمانيون – متابعات
عشرُ عملياتٍ بحرية نوعية نفَّذتها القواتُ المسلحةُ، خلالَ الأسبوع الماضي؛ إسناداً للشعب الفلسطيني؛ ورَدًّا على العدوان الأمريكي البريطاني، بحسب ما كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير،وقد كان منها خمسُ عمليات معلَنة مثَّلت كُـلُّ واحدة منها ضربةً استراتيجيةً نوعيةً على العدوّ؛ فمن ناقلة النفط البريطانية “مارلين لواندا” إلى سفينةِ الدعم العسكري الأمريكية “لويس بي بولر” إلى المدمّـرة “غريفلي” والسفينة التجارية “كول” وُصُـولاً إلى سفينة تجارية بريطانية لم يُكشَفْ عن اسمها، كان واضحًا أن القوات المسلحة اليمنية تثبِّتُ سِمَةً “تصاعديةً” لمسار عملياتها، ليس فقط من حَيثُ كثافة الضربات، بل أَيْـضاً من حَيثُ نوعية الأهداف، سواء تلك التي ضربت بدقة عالية أَو تلك التي أعلنت القوات المسلحة رسميًّا دخولها دائرة الاستهداف في البحرين الأحمر والعربي؛ الأمرُ الذي يؤكّـدُ للعدوِّ ورعاته أن استمرارَ العدوان والحصار على غزة، واستمرار استهداف اليمن، هو انتحارٌ بحري مفتوح على كُـلّ الاحتمالات المرعبة وغير المسبوقة، وأن اللجوء إلى الوساطات ليس إلا إهداراً للوقت الذي يترتَّبُ على ضياعِه المزيدُ من الخسائر العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي قد لا يمكن التعافي منها.

حديثُ قائد الثورة عن تنفيذ عشر عمليات بحرية ضد السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني ورعاته خلال الأسبوع الماضي، كشف أن التحَرّك البحري اليمني قد تصاعد وتوسع بشكل كبير إلى حَــدِّ أن بعضَ العمليات لم تعد تُعْلَنُ لاعتبارات يمكن فهمها، وهو ما عزَّزه أَيْـضاً القائد بالتأكيد على أن العدوّ الصهيوني “يجب أن ييأس” من عودة ملاحته البحرية أَو وصول المؤن إليه، وهو يأس يجب أن يشاركه فيه أَيْـضاً الأمريكيون، الذي حذرهم القائد من أن المسألة لن تتوقف على فشلهم الواضح والمعلن في حماية سفن العدوّ أَو إيقاف التحَرّك اليمني، بل سيؤدي إلى تطوير القدرات العسكرية لتصبح أكثر دقة وتدميراً، وهو تحذيرٌ يشي تكراره بوجود مفاجآت جديدة قادمة في ما يتعلق بالتصنيع.

العمليات الخمس المعلنة خلال الأسبوع الماضي أكّـدت مضمونَ حديث قائد الثورة؛ فبعد استهداف السفينة البريطانية “مارلين لواندا” التي ظلت تحترق “من الليل إلى الليل” بحسب تعبير القائد، دشّـنت القوات المسلحة مسارَ استهدافٍ مباشرًا للقطع العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر، بدءاً بسفينة الدعم “لويس بي بولر” التي تعتبر قاعدة لوجستية متنقلة، ووُصُـولاً إلى المدمّـرة “يو إس إس غريفلي” التي وإن لم يقر العدوّ الأمريكي بإصابتها، فقد أكّـد مسؤولون أمريكيون أنها اضطرَّت لاستخدام آخر طبقة من طبقاتها الدفاعية لمواجهة الصواريخ اليمنية، التي أقر قائد الأسطول الخامس قبل أَيَّـام بأنها سريعة وأن السفن الأمريكية لم يسبق لها أن واجهتها في التأريخ، وهو ما يعني أن استهداف المدمّـرة قد أثبت بوضوح أنها ليست حصينة بالشكل الذي يظن الأمريكيون، وأن احتمالات إصابتها بدمار كبير قد أصبحت الآن أعلى بكثير مما كانت عليه في أي وقت مضى.

وفي يوم الأربعاء نفسه الذي استهدفت فيه المدمّـرة “غريفلي” أعلنت القواتُ المسلحة أَيْـضاً عن استهداف السفينة التجارية الأمريكية “كول” أثناء إبحارها باتّجاه موانئ فلسطين المحتلّة في خليج عدن، لتستهدفَ بعد 24 ساعة سفينة بريطانية تجارية كانت تبحر إلى الوجهة نفسها في البحر الأحمر.

هذه العمليات الخمس أكّـدت أن مسار التحَرّك البحري اليمني يمضي تصاعدياً، لكن ليس من حَيثُ كثافة الضربات فقط، بل من حَيثُ بنك الأهداف الذي يبدو بوضوح أنه قد أصبح تطويره وتوسيعه بصورة احترافية ليحقّق هدفي منع الملاحة إلى الكيان الصهيوني والرد على العدوان الأمريكي البريطاني في وقت واحد مع كُـلّ ضربة بحرية؛ الأمر الذي يجعل تأثير كُـلّ عملية يشمل وبشكل متزامن العدوّ الإسرائيلي والولايات المتحدة وبريطانيا، وهو مستوىً متقدِّمٌ جِـدًّا واستثنائي يكشف بوضوح عن تطور هائل في قدرات القوات المسلحة تسليحاً ورصداً وتنفيذاً ومواكبة.

ولا يقتصر الأمر على الوصول إلى هذا المستوى؛ فعمليات الأسبوع الماضي جاءت معززة بتأكيدات من القوات المسلحة على “مواجهة التصعيد بالتصعيد”، وعلى أن “كافة السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر والبحر العربي تمثل أهدافاً مشروعة”، وهي تأكيدات تضع منظومة العدوّ الثلاثية (الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا) أمام حقيقة أن الأمر لا يزال مفتوحاً على المزيد من المفاجآت الصادمة، وهي حقيقة سيتعين على هذه المنظومة أن تقيسَها على وقائعَ عمليةٍ أثبتت فيها القوات المسلحة وخلال أسبوع واحد فقط أنها تستطيعُ تنفيذَ عمليات مكثّـفة على جبهتَيْنِ بحريتين واسعتين، وضد كُـلّ أنواع القطع البحرية المعادية بما في ذلك المدمّـرات ذات القدرات الدفاعية والهجومية المتطورة؛ وبالتالي فَــإنَّ الإصرار على المواصلة في المستوى الحالي سيؤدي إلى نزيف بحري عسكري واقتصادي قاتل لكل أطراف منظومة العدوّ، أما التوجّـه نحو المزيد من التصعيد فسيكون انتحاراً بحرياً قد يؤدي إلى هزيمة جيوسياسية تاريخية مزلزلة لهم؛ لأَنَّ القيادةَ اليمنيةَ قد أثبتت بالفعل أنها لا تضعُ خطوطاً حمراءَ في الرد على التصعيد، وَإذَا كان هذا الردُّ قد وصل الآن إلى هذا المستوى فَــإنَّ المستوياتِ التاليةَ لن تكونَ أقلَّ من “كارثيةٍ” على العدوّ.

وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فَــإنَّ حركة الصناعة في المملكة المتحدة قد بدأت تتضرر بالفعل نتيجة تحويل مسار السفن البريطانية (التي لم تكن مستهدفة قبل الاعتداء على اليمن)، فيما أكّـدت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية قبل أَيَّـام أن مسؤولين تجاريين ومستشارين للكونغرس أكّـدوا أن بعض الشركات قد بدأت بالفعل برفع أسعار السلع نتيجة ارتفاع كلفة الشحن إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو ما يشبه بشكل كبير بداية التأثيرات التي ضربت الاقتصاد الإسرائيلي مع بدء العمليات البحرية اليمنية والتي وصلت اليوم إلى حَــدِّ مقاطعة كثيرٍ من شركات الشحن لموانئ فلسطين المحتلّة، وتوقف ميناء إيلات بشكل شبه كامل.

وقياساً على تجربة العدوّ الصهيوني فَــإنَّ التأثيرات الاقتصادية على الولايات المتحدة وبريطانيا ستتصاعد بلا شك في حال استمرار العدوان والحصار على غزةَ؛ (لأن ذلك يعني بالضرورة استمرار الأمريكيين والبريطانيين بالاعتداء على اليمن وبالتالي تعريض ملاحتهما للمزيد من المخاطر)، وهو أمرٌ لن يتحمله الشعب الأمريكي أَو البريطاني.

وحتى إن كانت الحكومتان الأمريكية والبريطانية تعوِّلان على “السيطرة” على التأثير الاقتصادي بطرق ما، فَــإنَّ التداعيات العسكرية لمواصلة حرب الإبادة في غزة، ستضرب هذه “السيطرة” في مقتل؛ فتصاعد العمليات البحرية اليمنية من المرجح أن يصل إلى حَــدِّ إصابة قطع حربية أمريكية أَو بريطانية بأضرار كبيرة؛ وهو ما سيجعل مهمة “التحمل” أكثر صعوبة على الولايات المتحدة وبريطانيا، بل سيضعهما مباشرة في وجه هزيمة تاريخية ستغير الكثير من الأمور.

وبغضِّ النظر عن مدى قدرة الأمريكيين والبريطانيين على “التحمل” فَــإنَّ قيمة هذا التحمل هي الوصول إلى نهاية ما مُرْضِيةٍ، وفي المعركة البحرية الراهنة فَــإنَّ النهايات كلها مسدودة أمام واشنطن ولندن، فطريق إجبار صنعاء على وقف عملياتها مسدود كما اتضح بشكل جلي من خلال فشل اللجوء إلى الصين للتدخل، وطريق محاولة تدمير القدرات اليمنية مسدود أَيْـضاً، بل إنه يحمل مخاطر تصاعد الرد اليمني، وكلّ طرق حماية السفن، التي حدّدتها القوات المسلحة كأهداف مشروعة مسدودة أَيْـضاً وقد ثبت فشلها بشكل واضح، والحال نفسه بالنسبة لطريق التحشيد الدولي ومحاولة فتح جبهة عالمية ضد اليمن؛ لأَنَّه حتى إن انضمَّت دولٌ أُخرى للحملة العدوانية على اليمن فلن يؤثر ذلك على مسار التحَرّك اليمني بل سيضيف سُفُناً وقِطَعاً بحرية جديدة إلى بنك الأهداف، وبالتالي فَــإنَّ الحَديثَ عن “السيطرة” على تأثيرات العملية اليمنية، أَو بمعنى أصح “تحمل” هذه التأثيرات، هو مغالطة ستسقط سريعاً إذَا استمرت حربُ الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، وسيبقى الطريقُ الوحيدُ المتاحُ هو وقفَ هذه الحرب الإجرامية.

المصدر: المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الأسبوع الماضی على العدو التح ر ک أ ی ـضا ف ــإن وهو ما

إقرأ أيضاً:

الحوثي يرد على ترامب : سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه

صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أكد  زعيم انصار الله الحوثيون عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن اليمن سيواجه التصعيد بالتصعيد، وسيرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه والحظر لسفنه.. مشددا على أنه "إذا استمر العدوان الأمريكي على بلدنا سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية".

وأشار الحوثي في كلمة له اليوم كلمة تعقيبًا على تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن، إلى أن العدو الأمريكي أعلن بالأمس جولة جديدة من العدوان على بلدنا، حيث نفذ عدة غارات وعمليات قصف بحري على المنازل والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وفي عدد من المحافظات، وفقا لـ(سبأ) التابعة للحوثيين.

وأوضح أن الاعتداءات الأمريكية أسفرت عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.. مؤكدا أن العدوان الأمريكي هو عدوان غاشم ظالم في إطار الطغيان الأمريكي والعربدة الأمريكية تجاه أمتنا، والهدف من العدوان الأمريكي واضح، وهو الاسناد للعدو الإسرائيلي.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي جاء بعد أن أعلن بلدنا موقفا واضحا في الإسناد للشعب الفلسطيني تجاه ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع لأهل غزة.. مؤكدا أن جريمة التجويع لـ2 مليون فلسطيني جريمة كبيرة جدا بكل ما توصف به كبار الجرائم.

وقال" من المؤسف أن يكون الموقف العام للأنظمة في العالم الإسلامي في أغلبها وفي العالم العربي موقفا باردا".. مشيرا إلى أنه ليس هناك أي تحرك جاد لمنع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع تام لأهل غزة.

وذكر  زعيم انصار الله الحوثيون أن الحال وصل بالعدو الإسرائيلي إلى السعي لتعطيش أهل غزة والسعي لمنع الماء عنهم.. مشيرا إلى أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مأساة كبيرة يتجاهلها الكثير من الناس ولا يتفاعلون معها.

وقال" لا يتفاعل الكثير من الناس -بحسب الترويض الإسرائيلي- إلا إذا كان هناك إبادة شاملة بالقتل بالقنابل والسلاح".. مبينا أن مسألة التجويع لأهل غزة ومنع الغذاء عنهم ليست قضية سهلة وهي توجه نحو الإبادة لهم بوسيلة من وسائل الإبادة.

ولفت إلى مرور 15 يوما والعدو الإسرائيلي مغلق للمعابر إلى القطاع ويمنع دخول المساعدات والبضائع وهذا يعني زيادة معاناة الشعب الفلسطيني، ومن يتابع ما يجري في غزة يلحظ حجم المعاناة الكبيرة والمأساة الكبيرة.. مؤكدا أن هناك مسؤولية على أمتنا قبل غيرها على كل شعوبنا وبلدان أمتنا للتحرك الجاد لمنع جريمة التجويع في غزة.

واعتبر تدخل الأمريكي مع الإسرائيلي كشريك في كل جرائمه وتوليه دور الحماية له هو المشكلة التي أوصلت الأمة إلى هذا المستوى من التفريط، وكان الواجب وأمتنا في شهر رمضان أن يتذكر الجميع المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية والإيمانية.

وأشار إلى أن على الجميع أن يدرك الخطأ والخطر الكبير عندما يصل واقع الناس إلى أن تكون خشيتهم من أمريكا أكثر من خوفهم من العقوبة الإلهية.. موضحا أنه حينما تفرط الأمة في مسؤوليات كبيرة وعظيمة ومقدسة ومهمة وضرورية فإنها تفتح الأبواب للشر على نفسها، وعندما تكون الأمة مكبلة بالخوف والرعب يلجأ الأمريكي أكثر، وهذا له مخاطر كبيرة على الأمة.

وأكد الحوثي أن الأمريكي والإسرائيلي أصحاب أطماع كبيرة ومشاريع عدوانية إجرامية يستهدفون بها أمتنا.. مبينا أن الأمريكي والإسرائيلي لديهم منطلقات عقائدية ونزعة استعمارية وسلوك طغياني وإجرامي.

وقال" كان موقف بلدنا وقراره في الإسناد للشعب الفلسطيني هو حظر الملاحة الإسرائيلية، وبشكل واضح أن قراره يخص العدو الإسرائيلي فقط".. مؤكدا أن موقف اليمن كان بهدف الضغط على العدو الإسرائيلي من أجل فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإنهاء التجويع.

ولفت إلى أن هناك تجويع بالفعل ويضاف معه التعطيش، في ظل نكبة كبيرة يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع بعد 15 شهرا من الإبادة والتدمير، والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليست ظروفا عادية.

وذكر  زعيم انصار الله الحوثيون أنه عندما أقدم العدو الإسرائيلي على إغلاق المعابر ألحق ضررا بالغا ومعاناة حقيقية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف " نحن شعب يمن الإيمان والحكمة لا يمكننا أبدا أن نتفرج تجاه ما يجري في غزة، بلدنا وقف مع الشعب الفلسطيني على مدى 15 شهرا في إسناد طوفان الأقصى ومواجهة الإبادة الجماعية".

وأشار إلى أن الشعب اليمني صمد وتصدى أيضا للعدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي على مدى 15 شهر الماضية، صمد في مواجهة العدوان الأمريكي بكل ثبات وفاعلية، وشعبنا مستمر في موقفه المساند للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أنه عندما يتجه العدو الإسرائيلي وبشراكة أمريكية لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة فهذا خط أحمر ولا يمكننا التفرج عليها.. مبينا أن هناك التزامات قانونية وإنسانية حتى على غير المسلمين لكن الكل يفرطون بالتزاماتهم في المجتمع الدولي.

وقال" في عالمنا الإسلامي يتم التفريط بالالتزامات الإنسانية والدينية والأخلاقية المرتبطة حتى بأمنهم القومي وبمصالحهم".

وأكد عبدالملك الحوثي أن " قرار بلدنا لإسناد الشعب الفلسطيني في إطار الالتزام الإنساني والديني وللضغط بإدخال المساعدات وإنهاء تجويع 2 مليون فلسطيني".. مبينا أن ما يجري في غزة ليس مسألة عادية يمكن التجاهل لها أو التغاضي عنها، بل هي مسألة خطيرة وجريمة كبرى ضد فئة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني.

كما أكد أن "العدو الأمريكي لن يحقق هدفه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، والحل الوحيد هو دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".. لافتا إلى أهمية أن تكون لدى أمتنا خطوط حمراء لا تسمح بها لأن العدو يتشجع على ما هو أسوأ عندما لا تتخذ أي خطوات عملية.

وأشار إلى أن سقف الإسرائيلي هو المشروع الصهيوني، وكل خطوة تصعيدية يقدم عليها دون رد فعل ستشجعه للانتقال فيما بعدها إلى خطوة أكبر.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي يريد أن يسيطر بشكل تام على الشعب الفلسطيني وينهي وجوده ويصفي قضيته.. وقال" كلا الأمريكي والإسرائيلي يعتنقان المعتقد الصهيوني ويتبنيان المشروع الصهيوني ويتحركان على أساسه".

وأضاف" لا يمكن أن نفرط في التزاماتنا تجاه الخطوط الحمراء ولو فرط الآخرون، ولو سكت الآخرون فلن نسكت أبدا".

وتابع" من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طغاة عصرنا وأن يكون الخطر علينا من جهتهم ولا أن يكون لنا مشكلة مع الله أو نجلب على أنفسنا سخطه وغضبه".

وأضاف" نطمئن أننا عندما نتخذ الموقف الذي يتطابق تماما مع الالتزامات الإنسانية والدينية، وحتى مع مصالح الأمن القومي لأمتنا، نحن نثق بالله وبوعده الصادق ونتوكل عليه ونعتمد عليه وهو خير الناصرين نعم المولى ونعم النصير".

وأشار إلى أن الأمريكي يقدم عدوانه على بلدنا بأنه يحاسب فيه شعبنا على وقفته المشرفة الشجاعة الكاملة إلى جانب الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن العدوان الأمريكي على اليمن طغيان أمريكي وإسناد للعدو الإسرائيلي لمحاصرة غزة.

وأشار الحوثي إلى أن الوقفة المشرفة للشعب اليمني هي من أجل الله تعالى وفي سياق الالتزامات الإيمانية والإنسانية والأخلاقية والدينية.. وقال" شعبنا لن يندم على موقفه العظيم إلى جانب الشعب الفلسطيني بل يرى في وقفته قربة إلى الله تزيده قوة على كل المستويات".

وأكد أن موقف الشعب اليمني يبيض الوجه وشعبنا العزيز انطلق فيه من منطلق إيماني ببصيرة عالية وبثبات، إيماني وعزة إيمانية.. وقال" شعبنا لن يتزحزح عن توجهه الإيماني القرآني الإنساني الأخلاقي مهما كان الطغيان الأمريكي والإسرائيلي".

وأضاف" نحن سنقف ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي والعدوان الأمريكي فاشل وسيفشل بإذن الله تعالى ولن يحقق أهدافه".. مؤكدا أن العدوان الأمريكي لن يحقق أهدافه في الضغط على شعبنا وبلدنا في التراجع عن موقفه ولا عن قراره لأنه موقف أساسي، ويأتي ضمن التزامات إيمانية وإنسانية وأخلاقية ودينية.

وأكد الزعيم الحوثي أن العدوان الأمريكي لن يحقق أهدافه في تقويض القدرات العسكرية لبلدنا.. وقال" نعيش تجربة جهادية وتصد للعدوان الأمريكي على مدى سنوات طويلة، وهذه جولة من جولات العدوان الأمريكي".

وأشار إلى أن العدوان الجديد سيسهم في تطوير قدراتنا العسكرية أكثر فأكثر، وسنواجه التصعيد بالتصعيد.

وأكد أن "قواتنا المسلحة باشرت الرد على العدوان الأمريكي، وهذا خيارنا وقرارنا وتوجهنا طالما استمر العدوان الأمريكي على بلدنا، وستكون حاملة الطائرات والقطع الحربية الأمريكية هدفا لنا، وقرار حظر الملاحة سيشمل الأمريكي طالما استمر في عدوانه".

ولفت إلى أن الأمريكي يسعى إلى التأثير على الملاحة الدولية حين يحول البحر إلى ساحة حرب.. مؤكدا أن تحويل الأمريكي للبحر إلى ساحة حرب يؤثر على الملاحة الدولية، ومن واجب الدول أن تعرف من الذي يشكل خطورة على الملاحة.

وأشار إلى أن الأمريكي والإسرائيلي هما مصدر شر وخطر على مستوى المنطقة بكلها وعلى مستوى العالم.. مبينا أن الأمريكي والإسرائيلي يرتكبان الجرائم وينفذان الاعتداءات وهما من يصنعان التوتر والأزمات.

ولفت إلى أن الشعب اليمني العزيز سيتحرك تحركا شاملا على مستوى التعبئة العامة وفي كل المجالات، سيتحرك تحركا شاملا وواسعا للتصدي للطغيان الأمريكي في مواجهة العدوان على بلدنا والتجويع للشعب الفلسطيني.

وقال" نحن لسنا في موقف عبثي نفتعل المشاكل لأنفسنا، نحن في موقف إيماني أخلاقي إنساني جهادي في سبيل الله تعالى، نحن نتصدى للطغيان للظلم للإجرام للعربدة الأمريكية والإسرائيلية".. مؤكدا أن ما يسعى له الأمريكي هو إخضاع المنطقة بكلها للإسرائيلي.

وأضاف" بالرغم من أن الأمريكي شريك في الاتفاق المتعلق بوقف العدوان على قطاع غزة وعليه التزامات لكنه لا يكترث بالتنكر لالتزاماته والنكث بالاتفاقات، والإسرائيلي ينقض أي عهد وميثاق ويتنكر لأي اتفاق".

وذكر  زعيم انصار الله الحوثيون أن العدو الإسرائيلي يرتكب في الضفة الغربية جرائم مستمرة في مخيم جنين ولا يتوقف يوميا عن القتل والتهجير في مخيمات أخرى.. مبينا أن الاقتحامات للمسجد الأقصى ليست السقف الأخير فيما يفعله العدو الإسرائيلي بل هي خطوات ضمن برنامج العدو الإسرائيلي.

وجدد التأكيد على أنه كلما سكتت الأمة تجرأ العدو الإسرائيلي على ما هو أكثر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مشيرا إلى أن الأمريكي يشجع على استمرار القتل اليومي في غزة ويشجع على قتل الصحفيين والمواطنين والعاملين في المجال الإنساني.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يواصل عربدته ضد الشعب اللبناني ولم يف بالاتفاق الذي يعد الأمريكي من الضامنين عليه ولم ينسحب من جنوب لبنان، ويستمر في الاعتداءات بالقتل لأبناء الشعب اللبناني والانتهاكات المتنوعة.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يفعل ما يفعله في سوريا يجتاح ويتوسع وينفذ الغارات أحيانا بشكل مكثف.. موضحا أن العدو الإسرائيلي شن قبل أيام 40 غارة في ليلة واحدة بسوريا ويدمر ويقتل ويحتل ويتوسع وكل هذه جرائم واعتداءات واضحة.

وأفاد بأن الأمريكي يسعى مع الإسرائيلي لفرض معادلة الاستباحة على شعوب أمتنا وبلدانها كافة.. لافتا إلى أن الأمريكي والإسرائيلي يريدان أن تكون أيديهما مطلقة بالعدوان والإجرام والاحتلال وفعل ما يريدون دون رد فعل من أمتنا.

وأكد الحوثي أن القبول بمعادلة الاستباحة على بلدان أمتنا مسألة خطيرة جدا وله تداعيات كثيرة، والسكوت لن يجدي أمام معادلة الاستباحة وكذلك التوجهات الأخرى التي لا تتبنى أي موقف ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي.

وأوضح أن تأكيد الجماعات المسلحة في سوريا على أنها لن تعادي "إسرائيل" ولن تتحرك ضده لم يوقف الاعتداءات والاحتلال الإسرائيلي.. مشيرا إلى أن الجماعات المسلحة في سوريا تطلب من الإسرائيلي الكف عن احتلال سوريا وتتودد وتتوسل له، ولكن هذا لم ينفع.

وقال" رغم موقف الجماعات المسلحة في سوريا لكن الإسرائيلي يحتل المزيد من الأراضي ويثبت احتلاله ويدمر القدرات".. مبينا أن الجماعات المسلحة في سوريا قد تقبل التطبيع، وهذا الخيار لم ينفع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأوضح أن الإسرائيلي يعبر عن أطماعه بوضوح ويرتكب الجرائم اليومية ضد الشعب الفلسطيني، والمطلوب هو الموقف الذي يردع العدو.

وقال" لسنا في موقف عبثي، وموقفنا ضروري بالاعتبارات الدينية والأخلاقية والإنسانية أمام ما يريد الأمريكي تثبيته في المنطقة بكلها وهو إخضاعها بكلها للعدو الإسرائيلي وفرض معادلة الاستباحة، وكلاهما لا يمكن أن نقبل به أبدا".

وأشار إلى أن ما تقبل به الدول العربية والإسلامية ويجري على الشعب الفلسطيني يفتح عليها الشر الأمريكي ولا يغلقه.. مؤكدا أن القبول بإخضاع المنطقة للعدو الإسرائيلي مع الاستباحة لدولها لا يمثل حماية للأمة سواء من القتل أو الاحتلال.

وذكر أن السكوت والاستسلام لشعوب بأكملها وبلدان بأكملها هو خيار انتحاري للأمة يُسبب عليها سخط الله وتمكين الأعداء.. مبينا أن مخاطر الخنوع كبيرة جدا، والأخطار التي تستهدف أمتنا لا بد فيها من التحرك الجاد بالاعتماد على الله والثقة به والتوكل عليه.

وقال" نحن كشعب يمني لن نقبل بالاستسلام للعدو، ولن نتيح له الفرصة لتحقيق أهدافه العدوانية".

وأضاف" قرارنا هو من إيماننا ومن كرامتنا الإنسانية في الثبات على الموقف والتصدي للعدوان والطغيان بتحرك واسع وشامل".

وتوجه  زعيم انصار الله الحوثيون إلى "شعبنا العزيز بالدعوة إلى الخروج يوم الغد في ذكرى غزوة بدر الكبرى خروجا مليونيا في صنعاء وبقية المحافظات"... موضحا أن خروج شعبنا المليوني سيؤكد ثباته على موقفه الإيماني والجهادي في دعم الشعب الفلسطيني وفي التصدي للعدوان الأمريكي.

ولفت إلى أن توقيت الخروج المليوني وبقية الإجراءات ستحددها اللجنة المنظمة وفروعها ومن المهم أن يكون الخروج الشعبي واسعا جدا يعبر عن الانتماء العظيم لذكرى غزوة بدر، لأن موقفنا هو امتداد لذلك الموقف.

وقال" سنتحرك امتدادا لرسول الله ولراية الإسلام ومسيرة الإسلام، لموقف الإسلام والجهاد في سبيل الله في هذا العصر".. معبرا عن أمله أن يكون الخروج يوم الغد كبيرا وعظيما معبرا عن إيمان ووفاء وعزة شعبنا الإيمانية وصموده وثباته العظيم.

وخاطب  زعيم انصار الله الحوثيون الشعب اليمني قائلا: أنتم الامتداد في هذه الأمة بين هذا المحيط من التخاذل والخنوع والاستسلام، أنتم الامتداد لنهج الإسلام الأصيل، لحمل راية الإسلام للموقف الحق الذي يريده الله سبحانه وتعالى".

وأضاف" أطمئن شعبنا العزيز أنه مهما كانت التطورات، وضعنا بحمد الله قوي ومتماسك باعتمادنا على الله وتوكلنا عليه وبتجربتنا في المواجهة، نحن معتمدون كل الاعتماد على الله تعالى وواثقون كل الثقة به وبنصره".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • اليمن يقصف الصهاينة ويهدد نيفاتيم ويتوعد لتوسيع عملياته والعرب يدينون
  • نيران اليمن تستهدف المقاتلات الأمريكية وتفشل هجوماً جوياً مضاداً (فيديو)
  • اليمن يستهدف قاعدة نيفاتيم والعدو بالتزامن مع تخرج ضباط بالجيش
  • 104 مسيرات في إب تحت شعار” ثابتون مع غزة .. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”
  • وزير الدفاع يؤكد جاهزية القوات المسلحة لخوض معركة الدفاع عن الوطن وتأديب الصهاينة
  • المشترك يدعو الشعب اليمني إلى الخروج المليوني ومواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد
  • المشترك يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني ومواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد
  • الحوثي: سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنستهدف حاملة الطائرات والبوارج الأمريكية
  • الحوثي يرد على ترامب : سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية بـ 18 صاروخًا وطائرة مسيرة