قال المخرج خيري بشارة، خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، في دورته الـ55 المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية، بعنوان «يوم مر ويوم حلو.. حياتي في السينما» أدارها المخرج أحمد فوزي صالح، إن لديه عيبا خطيرا وهو العصبية المفرطة داخل لوكيشن التصوير، وهو الأمر الذي كان يجعله ينفعل سريعا على الممثلين: «كنت عصبي وممكن أسيب التصوير وأمشي، مكنتش بقدر أتحكم في نفسي، وأكثر فنانة كانت بتتحمل عصبيتي هي الجميلة فاتن حمامة واللي كنت بعتبرها زي الخاتم في صباعي وده مش تقليل منها بالعكس، لكن ده لأنها كانت مطيعة جدا، وبتنفذ المشاهد كما يجب أن تكون، ومكنتش بتتعبني خالص خلال التصوير، ولما كنت أتعصب وأتنرفز كانت تطبطب عليا وتقولي أنا معاك متقلقش».

دفنت شريهان داخل حفرة في «الطوق والإسورة»

من بين المواقف الغريبة التي تحدث عنها «بشارة» خلال الندوة، مشهد في فيلم الطوق والإسورة، بعدما قرر دفن الفنانة شريهان في حفرة خلال أحداث الفيلم: «كنت قاسي جدا مع شريهان، وده ظهر في مشهد الدفن، لما قررت أدفنها بجد، ولما بدأوا يحطوا عليها التراب، قالتلي أنا حاسة إن قلبي هيقف، مصدقتش وكملت تصوير، وبعد انتهاء المشهد لاقيتها فعلا تعبانة جدا، ونبضها ضعيف، خليتها تطلع الأوضة بتاعتي في الفندق وتاخد شاور علشان التراب اللي عليها، ولما طلعت بعدها، لاقيت الطين في كل مكان في الأوضة، بسبب ملابسها».

واستطرد «بشارة» قائلا إنه خلال الاستعداد لتصوير الفيلم، سافر إلى جنوب مصر للاطمئنان علي التجهيزات الأخيرة قبل وصول الممثلين وعندما وصل وجد أن ملابس النجوم سيئة للغاية، وهنا استشاط غضبا وقرر تغيير الأزياء على الفور، وقرر تنسيق الملابس بنفسه: «كنت بنزل السوق أشتري قماش، وأروح للترزي يعمله، وأمشي في شوارع القرية، وأطلب من الستات جلاليبها، علشان الفنانات يلبسوها، ويبان الفيلم منطقي وواقعي».

كواليس فيلم كابوريا.. وموقف أحمد زكي

وعن فيلم كابوريا قال «بشارة» إن الراحل أحمد زكي، لم يكن يعلم في البداية قصة الفيلم، وذلك لأنه عرض عليه التوقيع على عقود الفيلم قبل أن يعرض عليه القصة نفسها: «قلت له عايزك في فيلم رحب وقالي موافق طبعا، قلت له امضي على بياض، اتنرفز وقالي لا طبعا امضي إزاي على بياض من غير ما أعرف قصة الفيلم، قلت له خلي بالك الفيلم ده هيخليك في حتة تانية خالص، ومحدش هيعرف يكلمك بعد كده ولو جيت أطلبك في شغل احتمال ترفض كمان لأن الفيلم هيبقى نقلة في حياتك، المهم أقنعته ومضى علي بياض فعلا، وخلال العرض الخاص للفيلم أكد الجميع أن الفيلم سيئ للغاية، ولكن مع بداية عرضه في السينمات تغيرت الأمور كثيرا لأن الجمهور أعجبه الفيلم بشدة ووقتها النقاد لما لقوا فيه إعجاب شديد بالفيلم من الجمهور قالوا ده فيلم تجاري».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب التجمع الخامس قاعة المؤتمرات

إقرأ أيضاً:

حكايات يكتبها خيري حسن : مابين المسلماني وحسن حامد ومحمود عوض

 


"بصيصُ ضوءٍ بعد ليلٍ حالك الظلام"، بهذه العبارة البليغة، والقراءة السليمة، والرؤية المدهشة، لخص لنا حسن حامد - الإعلامي المصري الكبير صاحب الإنجازات الحقيقية في الإعلام المصري منذ بدايته كمذيع في إذاعة "الشرق الأوسط" في عصر الإذاعة الذهبية وحتى تأسيسه لقطاع القنوات المتخصصة وقناة النيل الدولية -ولقد قال هذه الجملة التي جاءت، وكأنها مرثية حزن طويلة لمرحلة- وصف فيها الإعلام- وأنا أضيف للإعلام (الصحافة والثقافة) وصف فيها ليلها بأنه (ليل حالك الظلام).. إلى أن جاء أحمد المسلماني -حسب قوله- كبصيص أمل.
•••
وقبل أن يتربص بي - من يتربص بالمسلماني- وما يمثله المسلماني في هذه المرحلة -أرجو أن يكمل- هذا المتربص- معي القراءة ليس بهدف التبرير، والتخدير، والتصوير، ولكن بهدف أن نتخلى قليلًا عن نظرية (هو المسلماني أحسن مني في إيه؟) لأننا بهذا التخلي، والتجلي، والتحلي، سوف نساعد بعضنا البعض في إزاحة ذلك (الليل الحالك الظلام) الذي وصفه لنا حسن حامد (وبالمناسبة أنا لا أعرفه ولا يعرفني على المستوى الشخصي أو حتى المهني حيث لم أعمل معه في أي يوم تحت أي مظلة أو مؤسسة إعلامية).
•••
السؤال هنا: هل أنا أدافع عن المسلماني؟ بالطبع لا!! ..ولكنني أدافع عن الذي يدافع عنه الأستاذ حسن حامد.. أدافع عن (نهار) مصر الإعلامي، والصحفي، والثقافي الذي ننتظر بزوغه على وادينا الطيب، كما قال حسن حامد. إن أي إنسان موضوعي يهمه المشاهد، والمستمع، والقارئ، سيكون -أو يجب أن يكون- في صف (نهار) هذا الوطن العزيز علينا جميعًا.. ولا يهاجم التجربة ويهدمها بغرض الهجوم من أجل الهجوم، وبغرض الهدم بغرض الهدم..
ومن يفعل ذلك - أو بعض من يفعل ذلك- ربما يكون واقعًا تحت تأثير نظرية:
(هو المسلماني أحسن مني في إيه؟). وتلك هي المشكلة التي نعاني منها جميعًا في شتى مناحي حياتنا الإعلامية، والثقافية والصحافية.
•••
لقد رأيت أحمد المسلماني على المستوى الشخصي مرتين فقط. الأولى حضرها الكاتب الصحفي محسن عبدالعزيز رئيس القسم الثقافي بالأهرام - ويشهد على ذلك - وكذلك الزميل محمد شمروخ مدير تحرير الأهرام - ويشهد على ذلك - (وكان اللقاء بدعوة من محسن عبد العزيز أصلًا) في هذا اللقاء وجدت المسلماني مثقفًا، ومتحدثًا، والأهم من ذلك وجدته (مستمعًا) جيدًا.
•••
وفي هذه الجلسة أتاح لي وهو يدير اللقاء - هذا لم يكن ضمن برنامج الندوة- ولا يحدث كثيرًا من شخصيات أخرى مأخوذة بالنفخة الكذابة - أن أتحدث عن الشاعر زكي عمر باستفاضة ومحبة للشاعر الراحل الذي لم يكن يعرفه. وتفاعل وتحّمس لقضيته المغبون فيها حقه منذ السبعينيات!
ثم التقيت به صدفة في كافتيريا مدينة الإنتاج الإعلامي (كان قاعد بيذاكر حلقة من برنامجه) وفي غير ذلك لم أراه ولم يرني مرة أخرى.
•••
وكان انطباعي - ومازال - أنه لديه موهبة في الصحافة والإعلام تعطيه الحق في ذلك التواجد والحضور في ماسبيرو - على الأقل في هذه المرحلة - وهذا ليس كلامي ولكنه كلام الكاتب الصحفي محمود عوض (بالمناسبة أولى حلقات برنامج المسلماني على قناة دريم - الطبعة الأولى - ظهر فيها محمود عوض) الذي كان يراه صاحب موهبة (ممكن نختلف على مستوى الموهبة لكن لا نختلف على نفيها تمامًا - حيث ذكره - ضمن أسماء أخرى - كان يراهم من وجهة نظره أصحاب مواهب حقيقية في الصحافة المصرية في عصرها الحالي).
•••
ثم عدت قبل كتابة هذا المقال - أحب وصف مقال ولا أحب وصف "بوست" - إلى مذكرات الدكتور أحمد زويل - التي كانت في مكتبتي ولم أقرأها للأسف منذ سنوات - والتي حررها أحمد المسلماني عام 2005 فوجدت أسلوبه في الكتابة يدل على أنه يمتلك موهبة بالفعل.. وكذلك برنامجه الطبعة الأولى (نسخة قناة دريم) يؤكد على ذلك، حيث كان من أنجح برامج المحطة.
•••
وعندما جاء لمبنى الإذاعة والتليفزيون - كما ذكر حسن حامد - وهو خبير إعلامي له قيمته المهنية ومصداقيته التي لا خلاف عليها في الوسط الإعلامي - اتخذ المسلماني قرارات حصلت على إجماع وتأييد من الجميع - إلى أن انفرد باتخاذه قرارًا بتغيير اسم قناة النيل سينما - فتحرك ضده - وهذا أمر أصبح طبيعيًا في الوسط الصحفي والثقافي والإعلامي ورثناه منذ سنوات مضت - منْ هو متربص به، ويقف له بالرد، والصد، والهجوم الشامل، والماسح، والكاسح..
لذلك أرجو من الزميل أحمد المسلماني - استكمالًا لرجاء الأستاذ حسن حامد السابق - أن يتراجع بشكل أو بآخر عن تغيير اسم قناة النيل سينما (فلنجعل التغيير في المحتوى وليس في الاسم) حتى يستطيع - ويستطيع معه - كل شرفاء وأصلاء، ونبلاء، هذا الوطن في (كشح) ذلك الظلام الحالك الذي حذر منه حسن حامد، ولو ببصيص أمل كنّا نراه قريبًا.. ويراه غيرنا بعيدًا!
•••
إن فكرة ومبدأ وسياسة التراجع (وهذه ثقافة علينا أن نتعلمها من تجارب التاريخ) ليست من شيمة الضعفاء، ولكنها من شيم الأقوياء.. ولذلك أرجو منه - أي من المسلماني - إذا وصلته هذه الرسالة - أن يعود إلى كتاب أحمد زويل (عصر العلم) الذي حرره بنفسه - صفحة 259 - وفيها سوف يجد آخر جملة ختم بها أحمد زويل كلمته في حفل تسليمه جائزة نوبل في ستوكهولم يوم 10 ديسمبر 1999 نقلًا عن طه حسين والتي قال فيها:
"ويل لطالب العلم إن رضي عن نفسه".
ومعنى الرضا عن النفس هو أن الإنسان - سواء كان طالبًا أو أستاذًا -  يرضى عن نفسه ولا يستمع إلى غيره بأكثر ما يستمع إلى نفسه، خاصة أن الاستماع للنفس كثيرًا وعدم الاستماع للغير إلا قليلًا سيجعلنا نستمر طويلًا وسط ذلك (الليل الحالك الظلام)..(ويتوه) منا بصيص النور.. وسط الطريق!

 

 

مقالات مشابهة

  • الكاتبة شيماء سليم : خيري بشارة كان متمردا وصاحب تجربة مختلفة لا تشبه أحد
  • هنا الزاهد عن صورتها مع ماثيو ماكونهي: فستاني وزنه 20 كيلو وكنت هقع
  • وزير الخارجية: مصر تحملت أعباء استضافة 10.7 مليون ضيف أجنبي
  • حكايات يكتبها خيري حسن : مابين المسلماني وحسن حامد ومحمود عوض
  • نيمار يودع الهلال: قدمت كل ما لدي وكنت أتمنى أن نحظى بأوقات أفضل
  • والد الإعلامية آلاء عبد العزيز: كنت فاكرها بتمثل وكنت هموتها
  • كانت داخلة قسم ديكور.. دور "الصدفة" في دخول الفنانة داليا مصطفى عالم التمثيل .. واحد من الناس
  • السيرة الذاتية لـ كريم بشارة عضو لجنة الاقتصاد الرقمي
  • مسلسلات رمضان 2025.. فاتن السعيد تجمعها علاقة حب مع أحمد غزي في «قهوة المحطة»
  • قصة حب تجمع فاتن سعيد وأحمد غزي في قهوة المحطة