الإمارات.. مبادرات رائدة لترسيخ الأخوة الإنسانية عالمياً
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أخبار ذات صلة خبراء دوليون: الإمارات رائدة في مواجهة التحديات البيئية الإمارات: ملتزمون بتعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركةيشهد العالم احتفالات اليوم العالمي للأخوة الإنسانية في الرابع من فبراير من كل عام، استجابة لدعوة الإمارات رائدة السلام والتسامح العالمي، والتي خطت خطوات واسعة، لم يسبق لدولة ما أن انتهجت نهجها، نحو تعزيز ثقافة التسامح والتعايش، وقبول الآخر، وأعلت المبادئ الإنسانية، في مجتمع يضم أكثر من 200 جنسية، من ذوي ثقافات وعقائد متعددة، يعيشون في تلاحم وتناغم وينعمون بالعيش الكريم والكل أسرة واحدة.
بنيت الدولة منذ النشأة على هذا المفهوم، وهذا النهج، ويدرك العالم دور الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسم الطريق، حتى أصبحت الإمارات منارة وواضعة بصمة للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.. لا تعرف الكراهية ولا التمييز، وتدرك أن العدل والأمن والسلام أساس التقدم والطريق الوحيد لأنسنة العالم، وتحقيق الإمارات لهذا التميز عالمياً ليس من قبيل المصادفة، بل من خلال جهود حثيثة، ليست وليدة اليوم، بل أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمر قادة الدولة في السير على نهجه، من خلال تهيئة التربة لبذر بذور التسامح، سواء بالتشريعات القانونية، كقانون مكافحة التمييز والكراهية على سبيل المثال، أو المؤسسات الداعمة لذلك كمجلس حكماء المسلمين، أو منتدى تعزيز السلم، وغير ذلك.
عام التسامح
وجاء إعلان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 2019 عاماً للتسامح، وتوج خلال هذا العام بلقاء أكبر قيادتين دينيتين بالعالم على أرض الإمارات في العاصمة أبوظبي، حيث التقى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، في الرابع من فبراير 2019 والتي بناءً عليها اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، بناءً على اقتراح قدمته الإمارات، وبدعم المملكة العربية السعودية، ومصر، والبحرين.
الرؤية الثاقبة
وتقود اليوم الإمارات العالم نحو مجتمع ينشد السلام، راعية له في جميع المحافل، تحت القيادة الحكيمة والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما هذا اليوم العالمي للأخوة الإنسانية إلا نتاج جهود طويلة وسياسة تتسم بالحكمة والرشد سنلقي الضوء علي بعض هذه الثمار التي رويت بحب البشر وتكريم الإنسان حتى الوصول إلى 4 فبراير 2021 اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
البرنامج الوطني للتسامح
بداية أطلقت الدولة البرنامج الوطني للتسامح، وشرعت قانون مكافحة التمييز والكراهية، وأسست مراكز وهيئات ومنظمات عدة لمكافحة التطرف والإرهاب، بما يؤكد أن القيادة الرشيدة تشدد على عدم السماح بالكراهية في الدولة، وعدم القبول بأي شكل من أشكال التمييز بين الأشخاص المقيمين فيها، فثقافة التسامح ليست وليدة اليوم في مجتمع الإمارات، بل هي ثقافة سائدة تعكس ترسيخ قيم التعددية، والقبول بالآخر، فكرياً وثقافياً وطائفياً ودينياً، وترسخ ذلك على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتتمكن في القلوب والعقول والتصرفات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. كما تعتبر الإمارات شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة، ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة.
عام التسامح
وفي 15 ديسمبر 2018، أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2019 عاماً للتسامح، وهدف هذا الإعلان إلى إبراز دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح، باعتبارها امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر، والانفتاح على الثقافات المختلفة.
جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية
ومن أبرز الجوائز في هذا المجال جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية، التي تنطلق من التعاليم الإسلامية السمحة، وتتجلى فيها معاني التسامح والاعتدال، فضلاً عن دورها في خلق قنوات للتواصل مع الشعوب كافة، تعزيزاً للعلاقات الدولية، وتحقيقاً للسلام العالمي.
مكافحة التمييز والكراهية
أصدر المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في يوليو 2015، مرسوماً بقانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ويهدف القانون إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية. ويقضي القانون بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، كما لا يجوز الاحتجاج بحرية الرأي والتعبير لإتيان أي قول أو عمل من شأنه التحريض على ازدراء الأديان أو المساس بها، بما يخالف أحكام هذا المرسوم بقانون. ويحظر قانون مكافحة التمييز والكراهية التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين، أو العقيدة، أو المذهب، أو الملة، أو الطائفة، أو العرق، أو اللون، أو الأصل.
«هداية»
وفي ديسمبر 2012، تم افتتاح مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف المعروف بـ«هداية»، وهو الاسم الجديد لمركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف، وتعتبر استضافة حكومة الإمارات لهذا المركز، تجسيداً لمبدأ التسامح الذي تتبناه الدولة، والذي ينبذ التطرف، ويعمل المركز على بناء الشراكات مع مؤسسات عدة تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ويركز على مجالات مهمة، مثل: الدبلوماسية الرياضية والثقافية، ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ونبذ الراديكالية في السجون، ودعم ضحايا الإرهاب.
«صواب»
في يوليو 2015، أطلقت الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية «مركز صواب»، وهو مبادرة تفاعلية للتراسل الإلكتروني، تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التطرف والإرهاب، ويتطلع المركز إلى إيصال أصوات الملايين من المسلمين، وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم ممن يرفضون، ويقفون ضد الممارسات الإرهابية، والأفكار الكاذبة والمضللة التي يروجها أفراد التنظيم. كما يعمل «مركز صواب» على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت من أجل تصويب الأفكار الخاطئة، ووضعها في منظورها الصحيح، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالباً ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروجها أصحاب الفكر المتطرف.
المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة
أنشئ المجلس في 9 مايو 2018، برئاسة معالي الدكتور علي راشد النعيمي، ويضم المجلس 60 عضواً، فيما تتشكل أمانته العامة من 17 عضواً يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية في شتى أرجاء العالم، والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة مؤسسة دولية تهدف إلى تنسيق جهود مؤسسات المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية، والارتقاء بدورها الوظيفي لتحقيق الشهود الحضاري تشجيعاً لأفرادها على المساهمة في نهضة دولهم المدنية والثقافية والاقتصادية. ويهدف المجلس إلى تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمجتمعات المسلمة عبر المؤسسات المحلية لمساعدتها على وضع آليات تفعل دور الأفراد في خدمة أوطانهم من خلال منصة تساعدهم على تبادل التجارب والعمل المشترك.
وثيقة الأخوة الإنسانية
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي الرابع من فبراير 2019 وقع فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وثيقة الأخوة الإنسانية، وسعى القائمون على الوثيقة أن تكون بمثابة دستورٍ للتقارب وتحقيق السلام والأخوة بين جميع البشر باختلاف أديانهم وألوانهم وأعراقهم، ودليلٍ للأجيال القادمة يقودهم إلى عيش ثقافة الاحترام المتبادل.
ونصت الوثيقة على مبادئ سامية عدة، أهمها، أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو للتمسك بقيم السلام، وأن الحرية حق لكل إنسان، وأن العدل القائم على الرحمة هو السبيل إلى حياة كريمة، وأن الحوار ونشر ثقافة التسامح من شأنهما احتواء كثير من المشكلات، وأن الإرهاب ليس نتاجاً للدين وإن رفع الإرهابيون لافتاته، كما دعت الوثيقة لحماية حقوق المرأة والطفل والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين.
جائزة زايد للأخوة الإنسانية
هي جائزة دولية مستقلة تحتفي وتكرم الأفراد والمؤسسات في مختلف بقاع الأرض الذين قدموا إسهامات كبيرة من أجل الإنسانية، وتحمل الجائزة اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتستوحي قيمه في التواضع والتضامن الإنساني والاحترام.
ومنحت الجائزة، التي أُطلقت عام 2019 لتكريم الشخصيات والمؤسسات التي تقوم بأعمال جليلة تسهم في تقدم البشرية، إلى فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وذلك عقب توقيعهما التاريخي في أبوظبي على وثيقة الأخوة الإنسانية، التي دعت لتنحية الخلافات وإعلاء الحوار وتحقيق التقارب والسلام والأخوة بين جميع البشر، وفي عام 2021، فاز بالجائزة كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة ابن زياتين، وتبلغ قيمة جائزة زايد للأخوة الإنسانية، مليون دولار.
وحصل على الجائزة العام الماضي العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، إلى جانب مؤسسة المعرفة والحرية «فوكال»، المنظمة الإنسانية في جمهورية هايتي، لتكريمهم بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022، تقديراً لجهودهم المبذولة في تعزيز الأخوة الإنسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي، ودعماً للمحافظة على استمرارية هذه الجهود من أجل الكرامة الإنسانية والتسامح.
وأعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانية عن أسماء المكرمين بجائزتها للعام 2024، كل من الجمعيتين الإسلاميتين في إندونيسيا جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، وجراح القلب المصري الشهير عالمياً السير مجدي يعقوب، والقائدة المجتمعية الأخت نيلي ليون كوريا من تشيلي.
«منتدى أبوظبي للسلم»
تأسس منتدى أبوظبي للسلم «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» سابقاً في أبوظبي، ويتخذ منها مقراً دائماً، ويعمل على تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة ونشر التسامح والقيم الإسلامية النبيلة في المجتمعات المسلمة، ويرعاه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ويحرص على المشاركة فيه.
ويترأس المجلس معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، ويضم في عضويته الأعلام من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم، ومن أهداف المنتدى إحياء ثقافة التعايش وتعزيزها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة، وإحياء القيَم الإنسانية المشتركة بين الأديان، كالسلم والرحمة والعدل، وتصحيح المفاهيم باعتماد المنهجية العلمية الرَّصينة لمعالجة الفكر المأزوم وآثاره، وإيجاد فَضاء للعلماء لنشر رسالة السلم والتعاون على الخير، وتعزيز دور الإمارات في نشر السِلْم، وتوفير الأمن والعافية والسعادة للمجتمعات المسلمة والبشرية.
جسر التسامح
في نوفمبر 2017، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتسمية أجمل جسر مشاة في إمارة دبي على القناة المائية الجديدة بجسر التسامح، وذلك لإبراز قيمة التسامح في دولة الإمارات التي تربط جسوراً بين أبناء أكثر من 200 جنسية يتعايشون على أرض الوطن في سلام ومحبة، مؤكدين أن الإمارات واحة أمن وسلام، تكرس قيم التسامح والعدل، وتزامن هذا الإعلان مع اليوم الدولي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام.
البرنامج الوطني للتسامح
اعتمده مجلس الوزراء في يونيو 2016، بهدف إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال، واحترام الآخر، ونشر قيم السلام والتعايش، وترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً، ويرتكز البرنامج على سبعة أركان رئيسة، وهي: الإسلام، والدستور الإماراتي، وإرث زايد والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، والآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة. ويتضمن البرنامج العديد من المبادرات، منها تخصيص أسبوع للتسامح سنوياً، وإنشاء مركز الإمارات للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات.
«حكماء المسلمين»
قدمت دولة الإمارات العديد من المبادرات التي تظهر التسامح الديني والتعايش بين الأفراد على الصعد كافة في أزهى صورهما، وتقريبهما للعامة والمتخصصين على حد سواء، ونهضت الدولة في هذا الخصوص بإنشاء ودعم هيئات ومنظمات، واتخذت من أبوظبي مقراً لها، ومن أبرز هذه المنظمات في الشأن الديني لضمان التعايش بين مكونات المجتمع الإسلامي في شتى بقاع الأرض يأتي مجلس حكماء المسلمين.
وتأسَّس مجلس حكماء المسلمين ومقره أبوظبي، ويترأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، في 21 رمضان من عام 1435هـ، الموافق 19 يوليو عام 2014 م، وهو هيئة دوليَّة مستقلَّة، تهدف إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع ثلَّة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، بهدف المساهمة في تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم.
ويعتبر المجلس أول كيان مؤسسي يهدف إلى توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية، وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانيَّة ومبادئ الإسلام السمحة، وشرور الطَّائفيَّة والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود. وحدد المجلس أسلوب ومنهج عمله منذ تأسيسه، للنهوض بدوره في تعزيز القيم ونشر ثقافة السلم والتسامح بين المكونات الاجتماعية، وتشمل تحديد أولويات الأمة وفق مقاربات شرعية وعلمية أصيلة تعمل على إرساء قيم الأمن والعدل والسلم الاجتماعي، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد والبلدان المسلمة المختلفة، وتعزيز الثقة وتشجيع العلاقات الودية والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات والمذاهب المتعددة داخل المجتمع الواحد، تحقيقاً للسلم والوئام العام.
وزارة التسامح
تم استحداث منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في الإمارات فبراير 2016 أثناء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن التشكيل الوزاري الثاني عشر والتغييرات الجوهرية في الحكومة الاتحادية، حيث تم تعيين معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، وبعد التشكيل الوزاري في أكتوبر 2017، تولى هذا المنصب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ليصبح وزيراً للتسامح.
المعهد الدولي للتسامح
أنشأت الدولة العديد من المراكز والمؤسسات المعززة للتسامح، ومن بينها: المعهد الدولي للتسامح، ويهدف المعهد الدولي للتسامح الذي أطلقته دولة الإمارات - حكومة دبي بموجب القانون المحلي رقم 9 لسنة 2017 إلى بث روح التسامح في المجتمع، وتعزيز مكانة دولة الإمارات إقليمياً ودولياً كنموذج في التسامح، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة.
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
وفي 15 نوفمبر 2020 أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، قانوناً بإنشاء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تهدف «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» إلى دعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي عن طريق طرح برامج أكاديمية في الدراسات والعلوم الاجتماعية والإنسانية والفلسفية لنيل درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وذلك وفق التشريعات السارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونفذت الجامعة العديد من الملتقيات والمؤتمرات، التي ناقشت كل القضايا بمشاركة من أكبر النخب الفكرية والثقافية والدينية، ورسمت منهجاً متفرداً يتماشى مع توجهات الدولة، والتأصيل لمفاهيم التعايش والتسامح والإنسانية، واتسعت الجامعة بفتح فروع على مستوى الدولة وأخيراً افتتاح فرع للجامعة بإندونيسيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات التسامح الأخوة الإنسانية وثيقة الأخوة الإنسانية التعايش جائزة زاید للأخوة الإنسانیة صاحب السمو الشیخ محمد بن وثیقة الأخوة الإنسانیة فی المجتمعات المسلمة محمد بن راشد آل مکتوم فضیلة الإمام الأکبر مجلس حکماء المسلمین الدولی للتسامح دولة الإمارات ثقافة التسامح طیب الله ثراه محمد بن زاید رئیس الدولة أحمد الطیب شیخ الأزهر العدید من
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. خطوات إماراتية رائدة لتحقيق التنمية المستدامة
تعتمد دولة الإمارات الاستدامة ضمن خططها الاستراتيجية، التي تُمكنها من تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17، التي اعتمدتها الأمم المتحدة لعام 2030، والتي تعكس رؤية ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار.
وأكد محمد كرم، خبير الاقتصاد الأخضر والبيئة، أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً يحتذى به في إحداث أثر نوعي وفارق حقيقي ملموس في مسارات التنمية عالمياً، من خلال مجالات عدة، بينها مشاريع التنمية حول العالم ومجالات الطاقة المتجددة، والعمل المناخي المؤثر في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
طاقة نوويةولفت كرم، عبر 24، أن عام 2024 شهد تقدماً ملحوظاً في مشاريع الطاقة المتجددة، أهمها التشغيل التجاري الكامل لمحطات براكة للطاقة النووية، التي تساهم في توفير طاقة نظيفة ومستدامة، وتهدف إلى إنتاج 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء، مع خفض الانبعاثات الكربونية بواقع 22 مليون طن سنوياً.
طاقة شمسيةوقال إن الإمارات سيكون لديها 13 مشروع طاقة شمسية مشغَّل، ستسهم بإضافة 10.6 غيغاواط إلى مزيج الطاقة في نهاية 2024، بالإضافة لتوسيع مشاريع الطاقة الشمسية، مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد ركيزة أساسية لتحقيق أهداف الإمارات في التحول للطاقة المتجددة ويُظهر التزام الإمارات بتنوع مصادر الطاقة، والانتقال نحو مستقبل أكثر استدامة.
خلال 2024.. #أبوظبي تستقبل 4.8 ملايين نزيل في فنادقها https://t.co/HRQpOGzdd0 pic.twitter.com/artFatqMkw
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) December 24, 2024 طاقة الرياحوأوضح كرم أن الإمارات بدأت في تشغيل 3 مزارع رياح برية، بقدرة إجمالية تبلغ 99 ميغاواط، تشمل مشاريع في جزيرة صير بني ياس ودلما والسلع، كما أن "برنامج الإمارات لطاقة الرياح" يركز على تطوير تقنيات حديثة للاستفادة من الرياح في الدولة.
وأشار إلى أن الإمارات تهدف إلى تحقيق مزيج متنوع من مصادر الطاقة، ضمن "استراتيجية الطاقة 2050"، وخصصت ميزانية قدرها 54 مليار دولار (200 مليار درهم) حتى عام 2030، مما يعكس التزامها بتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
ولفت إلى أن المجلس الأعلى للطاقة في دبي أصدر التوجيه رقم "1" لعام 2024 بشأن تحديث استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050، لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في دبي.
وتتضمن الاستراتيجية المحدثة 12 برنامجاً تشمل مواصفات البناء الجديدة لتحقيق الحياد الكربوني، وإعادة تأهيل المباني، وكفاءة الطاقة في القطاعات التجارية والحكومية والصناعية، وكفاءة التبريد، والطاقة الموزعة، وكفاءة التنقل والشحن الذكي، وغيرها من المبادرات التي تركز على تعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات.
وأكد أن التزام الإمارات برؤية واضحة لمستقبل مستدام يظهر في اعتمادها على الابتكار والتكنولوجيا لتقليل الانبعاثات، وتعزيز كفاءة إدارة الموارد.
#فيديو| #حصاد2024.. الاقتصاد الإماراتي يعزز مكاسبه ويرسخ تنافسيته العالميةhttps://t.co/c0OJln9798 pic.twitter.com/flFMkEEhlz
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) December 24, 2024