إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة خبراء دوليون: الإمارات رائدة في مواجهة التحديات البيئية الإمارات: ملتزمون بتعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة

يشهد العالم احتفالات اليوم العالمي للأخوة الإنسانية في الرابع من فبراير من كل عام، استجابة لدعوة الإمارات رائدة السلام والتسامح العالمي، والتي خطت خطوات واسعة، لم يسبق لدولة ما أن انتهجت نهجها، نحو تعزيز ثقافة التسامح والتعايش، وقبول الآخر، وأعلت المبادئ الإنسانية، في مجتمع يضم أكثر من 200 جنسية، من ذوي ثقافات وعقائد متعددة، يعيشون في تلاحم وتناغم وينعمون بالعيش الكريم والكل أسرة واحدة.


بنيت الدولة منذ النشأة على هذا المفهوم، وهذا النهج، ويدرك العالم دور الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسم الطريق، حتى أصبحت الإمارات منارة وواضعة بصمة للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.. لا تعرف الكراهية ولا التمييز، وتدرك أن العدل والأمن والسلام أساس التقدم والطريق الوحيد لأنسنة العالم، وتحقيق الإمارات لهذا التميز عالمياً ليس من قبيل المصادفة، بل من خلال جهود حثيثة، ليست وليدة اليوم، بل أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمر قادة الدولة في السير على نهجه، من خلال تهيئة التربة لبذر بذور التسامح، سواء بالتشريعات القانونية، كقانون مكافحة التمييز والكراهية على سبيل المثال، أو المؤسسات الداعمة لذلك كمجلس حكماء المسلمين، أو منتدى تعزيز السلم، وغير ذلك.

عام التسامح
وجاء إعلان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 2019 عاماً للتسامح، وتوج خلال هذا العام بلقاء أكبر قيادتين دينيتين بالعالم على أرض الإمارات في العاصمة أبوظبي، حيث التقى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، في الرابع من فبراير 2019 والتي بناءً عليها اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، بناءً على اقتراح قدمته الإمارات، وبدعم المملكة العربية السعودية، ومصر، والبحرين.

الرؤية الثاقبة
وتقود اليوم الإمارات العالم نحو مجتمع ينشد السلام، راعية له في جميع المحافل، تحت القيادة الحكيمة والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما هذا اليوم العالمي للأخوة الإنسانية إلا نتاج جهود طويلة وسياسة تتسم بالحكمة والرشد سنلقي الضوء علي بعض هذه الثمار التي رويت بحب البشر وتكريم الإنسان حتى الوصول إلى 4 فبراير 2021 اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.

البرنامج الوطني للتسامح
بداية أطلقت الدولة البرنامج الوطني للتسامح، وشرعت قانون مكافحة التمييز والكراهية، وأسست مراكز وهيئات ومنظمات عدة لمكافحة التطرف والإرهاب، بما يؤكد أن القيادة الرشيدة تشدد على عدم السماح بالكراهية في الدولة، وعدم القبول بأي شكل من أشكال التمييز بين الأشخاص المقيمين فيها، فثقافة التسامح ليست وليدة اليوم في مجتمع الإمارات، بل هي ثقافة سائدة تعكس ترسيخ قيم التعددية، والقبول بالآخر، فكرياً وثقافياً وطائفياً ودينياً، وترسخ ذلك على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتتمكن في القلوب والعقول والتصرفات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. كما تعتبر الإمارات شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة، ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة. 

عام التسامح
وفي 15 ديسمبر 2018، أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2019 عاماً للتسامح، وهدف هذا الإعلان إلى إبراز دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح، باعتبارها امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر، والانفتاح على الثقافات المختلفة. 

جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية 
ومن أبرز الجوائز في هذا المجال جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية، التي تنطلق من التعاليم الإسلامية السمحة، وتتجلى فيها معاني التسامح والاعتدال، فضلاً عن دورها في خلق قنوات للتواصل مع الشعوب كافة، تعزيزاً للعلاقات الدولية، وتحقيقاً للسلام العالمي. 

مكافحة التمييز والكراهية
أصدر المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في يوليو 2015، مرسوماً بقانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ويهدف القانون إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية. ويقضي القانون بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، كما لا يجوز الاحتجاج بحرية الرأي والتعبير لإتيان أي قول أو عمل من شأنه التحريض على ازدراء الأديان أو المساس بها، بما يخالف أحكام هذا المرسوم بقانون. ويحظر قانون مكافحة التمييز والكراهية التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين، أو العقيدة، أو المذهب، أو الملة، أو الطائفة، أو العرق، أو اللون، أو الأصل.

«هداية»
وفي ديسمبر 2012، تم افتتاح مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف المعروف بـ«هداية»، وهو الاسم الجديد لمركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف، وتعتبر استضافة حكومة الإمارات لهذا المركز، تجسيداً لمبدأ التسامح الذي تتبناه الدولة، والذي ينبذ التطرف، ويعمل المركز على بناء الشراكات مع مؤسسات عدة تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ويركز على مجالات مهمة، مثل: الدبلوماسية الرياضية والثقافية، ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ونبذ الراديكالية في السجون، ودعم ضحايا الإرهاب. 

«صواب»
في يوليو 2015، أطلقت الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية «مركز صواب»، وهو مبادرة تفاعلية للتراسل الإلكتروني، تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التطرف والإرهاب، ويتطلع المركز إلى إيصال أصوات الملايين من المسلمين، وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم ممن يرفضون، ويقفون ضد الممارسات الإرهابية، والأفكار الكاذبة والمضللة التي يروجها أفراد التنظيم. كما يعمل «مركز صواب» على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت من أجل تصويب الأفكار الخاطئة، ووضعها في منظورها الصحيح، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالباً ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروجها أصحاب الفكر المتطرف.

المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة
أنشئ المجلس في 9 مايو 2018، برئاسة معالي الدكتور علي راشد النعيمي، ويضم المجلس 60 عضواً، فيما تتشكل أمانته العامة من 17 عضواً يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية في شتى أرجاء العالم، والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة مؤسسة دولية تهدف إلى تنسيق جهود مؤسسات المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية، والارتقاء بدورها الوظيفي لتحقيق الشهود الحضاري تشجيعاً لأفرادها على المساهمة في نهضة دولهم المدنية والثقافية والاقتصادية. ويهدف المجلس إلى تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمجتمعات المسلمة عبر المؤسسات المحلية لمساعدتها على وضع آليات تفعل دور الأفراد في خدمة أوطانهم من خلال منصة تساعدهم على تبادل التجارب والعمل المشترك.

وثيقة الأخوة الإنسانية 
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي الرابع من فبراير 2019 وقع فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وثيقة الأخوة الإنسانية، وسعى القائمون على الوثيقة أن تكون بمثابة دستورٍ للتقارب وتحقيق السلام والأخوة بين جميع البشر باختلاف أديانهم وألوانهم وأعراقهم، ودليلٍ للأجيال القادمة يقودهم إلى عيش ثقافة الاحترام المتبادل. 
ونصت الوثيقة على مبادئ سامية عدة، أهمها، أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو للتمسك بقيم السلام، وأن الحرية حق لكل إنسان، وأن العدل القائم على الرحمة هو السبيل إلى حياة كريمة، وأن الحوار ونشر ثقافة التسامح من شأنهما احتواء كثير من المشكلات، وأن الإرهاب ليس نتاجاً للدين وإن رفع الإرهابيون لافتاته، كما دعت الوثيقة لحماية حقوق المرأة والطفل والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين.

جائزة زايد للأخوة الإنسانية
هي جائزة دولية مستقلة تحتفي وتكرم الأفراد والمؤسسات في مختلف بقاع الأرض الذين قدموا إسهامات كبيرة من أجل الإنسانية، وتحمل الجائزة اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتستوحي قيمه في التواضع والتضامن الإنساني والاحترام. 
ومنحت الجائزة، التي أُطلقت عام 2019 لتكريم الشخصيات والمؤسسات التي تقوم بأعمال جليلة تسهم في تقدم البشرية، إلى فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وذلك عقب توقيعهما التاريخي في أبوظبي على وثيقة الأخوة الإنسانية، التي دعت لتنحية الخلافات وإعلاء الحوار وتحقيق التقارب والسلام والأخوة بين جميع البشر، وفي عام 2021، فاز بالجائزة كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة ابن زياتين، وتبلغ قيمة جائزة زايد للأخوة الإنسانية، مليون دولار.
وحصل على الجائزة العام الماضي العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، إلى جانب مؤسسة المعرفة والحرية «فوكال»، المنظمة الإنسانية في جمهورية هايتي، لتكريمهم بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022، تقديراً لجهودهم المبذولة في تعزيز الأخوة الإنسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي، ودعماً للمحافظة على استمرارية هذه الجهود من أجل الكرامة الإنسانية والتسامح.
وأعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانية عن أسماء المكرمين بجائزتها للعام 2024، كل من الجمعيتين الإسلاميتين في إندونيسيا جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، وجراح القلب المصري الشهير عالمياً السير مجدي يعقوب، والقائدة المجتمعية الأخت نيلي ليون كوريا من تشيلي.

«منتدى أبوظبي للسلم»
تأسس منتدى أبوظبي للسلم «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» سابقاً في أبوظبي، ويتخذ منها مقراً دائماً، ويعمل على تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة ونشر التسامح والقيم الإسلامية النبيلة في المجتمعات المسلمة، ويرعاه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ويحرص على المشاركة فيه. 
ويترأس المجلس معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، ويضم في عضويته الأعلام من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم، ومن أهداف المنتدى إحياء ثقافة التعايش وتعزيزها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة، وإحياء القيَم الإنسانية المشتركة بين الأديان، كالسلم والرحمة والعدل، وتصحيح المفاهيم باعتماد المنهجية العلمية الرَّصينة لمعالجة الفكر المأزوم وآثاره، وإيجاد فَضاء للعلماء لنشر رسالة السلم والتعاون على الخير، وتعزيز دور الإمارات في نشر السِلْم، وتوفير الأمن والعافية والسعادة للمجتمعات المسلمة والبشرية.

جسر التسامح
في نوفمبر 2017، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتسمية أجمل جسر مشاة في إمارة دبي على القناة المائية الجديدة بجسر التسامح، وذلك لإبراز قيمة التسامح في دولة الإمارات التي تربط جسوراً بين أبناء أكثر من 200 جنسية يتعايشون على أرض الوطن في سلام ومحبة، مؤكدين أن الإمارات واحة أمن وسلام، تكرس قيم التسامح والعدل، وتزامن هذا الإعلان مع اليوم الدولي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام. 

البرنامج الوطني للتسامح
اعتمده مجلس الوزراء في يونيو 2016، بهدف إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال، واحترام الآخر، ونشر قيم السلام والتعايش، وترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً، ويرتكز البرنامج على سبعة أركان رئيسة، وهي: الإسلام، والدستور الإماراتي، وإرث زايد والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، والآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة. ويتضمن البرنامج العديد من المبادرات، منها تخصيص أسبوع للتسامح سنوياً، وإنشاء مركز الإمارات للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات.

«حكماء المسلمين» 
قدمت دولة الإمارات العديد من المبادرات التي تظهر التسامح الديني والتعايش بين الأفراد على الصعد كافة في أزهى صورهما، وتقريبهما للعامة والمتخصصين على حد سواء، ونهضت الدولة في هذا الخصوص بإنشاء ودعم هيئات ومنظمات، واتخذت من أبوظبي مقراً لها، ومن أبرز هذه المنظمات في الشأن الديني لضمان التعايش بين مكونات المجتمع الإسلامي في شتى بقاع الأرض يأتي مجلس حكماء المسلمين.
وتأسَّس مجلس حكماء المسلمين ومقره أبوظبي، ويترأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، في 21 رمضان من عام 1435هـ، الموافق 19 يوليو عام 2014 م، وهو هيئة دوليَّة مستقلَّة، تهدف إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع ثلَّة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، بهدف المساهمة في تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم. 
ويعتبر المجلس أول كيان مؤسسي يهدف إلى توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية، وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانيَّة ومبادئ الإسلام السمحة، وشرور الطَّائفيَّة والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود. وحدد المجلس أسلوب ومنهج عمله منذ تأسيسه، للنهوض بدوره في تعزيز القيم ونشر ثقافة السلم والتسامح بين المكونات الاجتماعية، وتشمل تحديد أولويات الأمة وفق مقاربات شرعية وعلمية أصيلة تعمل على إرساء قيم الأمن والعدل والسلم الاجتماعي، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد والبلدان المسلمة المختلفة، وتعزيز الثقة وتشجيع العلاقات الودية والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات والمذاهب المتعددة داخل المجتمع الواحد، تحقيقاً للسلم والوئام العام.

وزارة التسامح 
تم استحداث منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في الإمارات فبراير 2016 أثناء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن التشكيل الوزاري الثاني عشر والتغييرات الجوهرية في الحكومة الاتحادية، حيث تم تعيين معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، وبعد التشكيل الوزاري في أكتوبر 2017، تولى هذا المنصب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ليصبح وزيراً للتسامح.

المعهد الدولي للتسامح
أنشأت الدولة العديد من المراكز والمؤسسات المعززة للتسامح، ومن بينها: المعهد الدولي للتسامح، ويهدف المعهد الدولي للتسامح الذي أطلقته دولة الإمارات - حكومة دبي بموجب القانون المحلي رقم 9 لسنة 2017 إلى بث روح التسامح في المجتمع، وتعزيز مكانة دولة الإمارات إقليمياً ودولياً كنموذج في التسامح، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة.
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
وفي 15 نوفمبر 2020 أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، قانوناً بإنشاء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تهدف «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» إلى دعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي عن طريق طرح برامج أكاديمية في الدراسات والعلوم الاجتماعية والإنسانية والفلسفية لنيل درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وذلك وفق التشريعات السارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونفذت الجامعة العديد من الملتقيات والمؤتمرات، التي ناقشت كل القضايا بمشاركة من أكبر النخب الفكرية والثقافية والدينية، ورسمت منهجاً متفرداً يتماشى مع توجهات الدولة، والتأصيل لمفاهيم التعايش والتسامح والإنسانية، واتسعت الجامعة بفتح فروع على مستوى الدولة وأخيراً افتتاح فرع للجامعة بإندونيسيا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات التسامح الأخوة الإنسانية وثيقة الأخوة الإنسانية التعايش جائزة زاید للأخوة الإنسانیة صاحب السمو الشیخ محمد بن وثیقة الأخوة الإنسانیة فی المجتمعات المسلمة محمد بن راشد آل مکتوم فضیلة الإمام الأکبر مجلس حکماء المسلمین الدولی للتسامح دولة الإمارات ثقافة التسامح طیب الله ثراه محمد بن زاید رئیس الدولة أحمد الطیب شیخ الأزهر العدید من

إقرأ أيضاً:

ريادة الأعمال تعزز دور الإمارات قوة اقتصادية عالمية فاعلة

تعد دولة الإمارات واحدة من أهم الدول في منطقة الشرق الأوسط، لما لها من ثقل اقتصادي كبير على المستويين العالمي والإقليمي، ولامتلاكها الكثير من المقومات التي ساعدتها على ذلك، منها الموقع الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وتوفر الموارد الطبيعية والاقتصادية الهامة خاصة النفط.

وأسهمت تلك المقومات المميزة في أن تكون الإمارات وجهة عالمية جاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال من الداخل والخارج، حتى أصبحت تقود العالم في ريادة الأعمال، من خلال تقديمها الدعم والتسهيلات لهم، حتى تبوأت المركز الأول في العالم وجهة رائدة عالمياً، وأفضل مكان لبدء وممارسة الأعمال المهنية الجديدة.

وفي آخر التصنيفات العالمية أوجدت الإمارات لنفسها مكانة مرموقة بين دول العالم، ووقع الاختيار عليها كأفضل دولة في العالم لريادة الأعمال، حيث حلت بالمركز الأول في المؤشر العالمي لريادة الأعمال لثلاث سنوات متتالية، كان آخرها في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023/2024 Global Entrepreneurship Monitor (GEM) متفوقة على اقتصادات متقدمة دولياً، وإقليمياً مما يعكس نجاح رؤيتها من أجل تطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي، بهدف التخفيف من الاعتماد على قطاع الهيدروكربونات.

وأكدت سعادة الدكتورة شذى النقبي، إحدى رائدات الأعمال، أن هذا التصنيف العالمي لم يأتِ من فراغ، حيث أن تبوأ المركز الأول عالمياً أصبح نهجاً ثابتاً في مسيرة الإمارات، إضافة إلى أن الدولة توفر البيئة الأفضل على الإطلاق، ليزاول من خلالها رواد الأعمال أنشطتهم، وتُقدم لهم حاضنات الأعمال التي تساعدهم على تنفيذ المشاريع، ودعمها فكرياً ومادياً، من منطلق إيمانها بأن ريادة الأعمال تعزز دور الإمارات كقوة اقتصادية عالمية.

وقالت النقبي إن الإمارات تملك مسيرة من النجاح والتميز في هذا الجانب مما أدى إلى تعزيز مكانتها وجهة رائدة للأعمال عالمياً، ومن هذا المنطلق ركزت أبرز أهداف الأجندة الوطنية لريادة الأعمال على أن تكون الإمارات الموطن الأول لريادة الأعمال في 2031، وموطن 10 شركات مليارية حتى عام 2031، ومن أفضل 3 دول على المؤشر العالمي لريادة الأعمال وهو ما تحقق منذ ثلاث سنوات.

وأضاف أن الإمارات ما تزال تتربع على المركز الأول عالمياً، وأحرزت الإمارات تقدماً استثنائياً في مجال ريادة الأعمال الشبابية، وأصبحت إحدى أبرز الوجهات العالمية للشباب الطموح الذي يسعى إلى بناء مستقبله من خلال تأسيس مشاريعه التجارية.

وشددت على الدور المؤثر لريادة الأعمال على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، لافتة إلى أن دعم وتشجيع الأعمال الجديدة يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب، وزيادة الإنتاج الوطني وتساهم مشاريع رواد الأعمال مساهمة فاعلة في تعدد مراكز الإنتاج، وتراكم رؤوس الأموال، وبالتالي تحقيق النمو والتنمية الاقتصادية وتهيئة بيئة إيجابية تزيد فاعلية روح الابتكار، والتنافس الدائم بين الشباب، فضلاً عن حل أزمة البطالة.

وتعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة ركيزة أساسية من ركائز ريادة الأعمال في الإمارات، حيث تمثل 95 بالمائة من إجمالي الشركات العاملة في الدولة، وتستوعب ما يقرب من 86 بالمائة من القوى العاملة في القطاع الخاص.

وبلغ عدد هذه الشركات في الدولة 557 ألفاً مع نهاية عام 2022 ، وتأمل الإمارات في الوصول إلى مليون شركة بحلول عام 2030 حسب وزارة الاقتصاد.

ويساهم قطاع ريادة الأعمال بنسبة 63.5 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ما يجعل هذا القطاع يمثل شريحة هامة ومؤثرة في اقتصاد الدولة، وعلى هذا الأساس وُضع في مقدمة أولويات خطة اقتصاد الخمسين، والتي من أهم محاورها تحفيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الأجيال المقبلة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمنصة ووجهة عالمية لريادة الأعمال.

ولا يخلو سجل الدولة من إنجازات عالمية أخرى في هذا المجال، فإذا كانت الإمارات موطناً لأكبر عدد من الباحثين عن فرص الأعمال في العالم، فإن رواد الأعمال في الإمارات هم الأكثر تطلعاً نحو العمل في الأسواق الدولية، ويحتلون المرتبة الثانية عالمياً في هذا الجانب، بنسبة 86 بالمائة، ومتقدمين على نظرائهم العالميين وفقاً لتقرير الثروة العالمية لريادة الأعمال الصادر عن بنك “إتش إس بي سي” مؤخراً.

وحلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في إتقان مهارات الأعمال، وتتصدر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب تقرير “كورسيرا” للمهارات العالمية الخاص بعام 2023.

من جانبها، أكدت سعادة عارفة الفلاحي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، عضو مجلس إدارة شركة رأس الخيمة للتأمين، أن دولة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال ووضع الأطر المؤسسية والاهتمام بالإطار التشريعي الذي يشجع الشباب على الانخراط في ريادة الأعمال، ومن ثم إبراز موقع الإمارات في مؤشر ريادة الأعمال والتنمية.

وقالت إن الدولة تؤمن بأن دعم الابتكار واستقطاب المواهب هما السبيلان الكفيلان بالارتقاء بمنظومة ريادة الأعمال لتصبح الدولة الوجهة الأولى عالميا.

وأضافت أن الإمارات تشجع الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار من خلال توفير مساحات عمل حديثة، ومجهزة بالتقنيات الحديثة، إضافة إلى سهولة ممارسة الأعمال حيث قدمت أكثر من عشر مسرعات متخصصة لدعم الشركات الناشئة والمشاريع الابتكارية.

وأكدت الفلاحي أن “خطة اقتصاد الخمسين” تشكل جزءاً أساسياً من الرؤية الوطنية للتنمية الاقتصادية، وتهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال، وتطوير الاقتصاد على مدى السنوات القادمة، لذا لا تتوانِ الدولة عن توفير الفرص الواعدة للشباب الطموح لتمويل مشاريعهم سواء من خلال القروض الحكومية، أو من خلال جهات استثمارية وصناديق رأس المال الاستثماري.

وتعول الإمارات على ريادة الأعمال كأفضل بوابة نحو المنافسة الإقليمية والعالمية، لذا تعزز دعمها للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث كشف مصرف الإمارات المركزي عن تسهيلات بنكية بقيمة 81.7 مليار درهم قُدمت لهذا القطاع.

وتُشكل هذه التسهيلات 9.7 بالمائة من إجمالي الرصيد التراكمي للقروض المقدمة للقطاعين التجاري والصناعي في الدولة، والتي بلغت قيمتها 841.7 مليار درهم مع نهاية الربع الأول من العام الجاري.

ويعكس حجم التسهيلات الائتمانية لقطاع ريادة الأعمال مدى أهميته ودوره الرئيسي، والمؤثر في الاقتصاد الوطني، حيث تولي الدولة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بدعم وتنمية هذا القطاع، كما وفرت الفرص والممكنات كافة لتنمية هذا القطاع الحيوي.وام


مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رؤساء الجزائر وفنزويلا والرأس الأخضر بذكرى الاستقلال
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس جمهورية الرأس الأخضر بذكرى الاستقلال
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس جمهورية الرأس الأخضر بذكرى استقلال بلاده
  • ريادة الأعمال تعزز دور الإمارات قوة اقتصادية عالمية فاعلة
  • سلطان بن حمدان بن زايد: العين يعلن التعاقدات الجديدة قريباً
  • عبدالله بن زايد يهنئ هاتفياً وزير الخارجية والهجرة المصري
  • عبدالله بن زايد يهنئ وزير الخارجية المصري ويبحثان العلاقات الأخوية بين البلدين
  • محمد بن سلطان بن خليفة يشيد بجهود نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية في رعاية الموهوبين
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بيلاروسيا بذكرى الاستقلال
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بيلاروسيا بذكرى استقلال بلاده