"طفل المناورات" يثير الجدل في تدريبات "المحاكاة" الحوثية
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أطلقت جماعة الحوثي في اليمن مناورات أجرت فيها محاكاة لاقتحام مستوطنة إسرائيلية، لكن الفيديوهات المنشورة عنها أثارت جدلا عندما تضمنت وجود طفل بين القيادات في المناورة.
وأظهرت مقاطع الفيديو الصور محاكاة لعملية اقتحام مستوطنات وثكنات عسكرية إسرائيلية.
وتأتي المناورات في وقت تقترب فيه إسرائيل وحماس من إبرام صفقة تبادل تفضي إلى وقف الحرب الدائرة في القطاع منذ 4 أشهر.
وتخللت المناورات استخدام كثيف للأعلام الفلسطينية بحوزة عناصر الحوثي، بينما جرى وضع أعلام إسرائيلية على أهداف تمثل مقرات سيطرة ومستوطنات إسرائيلية.
لكن الفيديوهات وجدت ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن أهمية هذه المناورات التي تحاكي عمليات من "المسافة صفر"، بينما يفصل بين اليمن وإسرائيل آلاف الكيلومترات.
ولوحظ وجود أحد الأطفال في العرض الأساسي لمراحل المناورة على الخريطة الميدانية، وكان مرتديا زيا عسكريا، وهو ما أعطى انطباعا احتفاليا وليس جديا للتدريب العسكري.
واستخدمت ميليشيات الحوثي مجسمات "قماشية" لمحاكات الأهداف الإسرائيلية، واستعانت بمسيرات صغيرة لإسقاط قنابل على الأهداف.
إثبات الحضور
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج أن جماعة الحوثي أراد من خلال هذا العرض العسكري إرسال مجموعة من الرسائل للمنطقة والدول الإقليمية هدفها استعراض القوة وإثبات الحضور في مشهد الصراع المتأجج في الوقت الراهن.
ويقول فرج لـ"سكاي نيوز عربية" إن الجماعة اعتادت على توظيف الأطفال في مثل هذه المشاهد كنوع من استراتيجياتها التي تعتمد على تجنيد الأطفال من خلال عمليات غسيل مخ، وتنشأتهم على القتال في صفوفها.
استعراض وليس تدريبا
من جهته يقول الخبير الأمني والاستراتيجي فواز كاسب العنزي لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الطفل اليمني البريء الذي ظهر اليوم في التدريبات العسكرية للتنظيم قد أصبح مثل الكثيرين غيره ضحية وورقة في يد الحوثي وطهران تعلب بها لأدلجته وتجنيد المزيد والمزيد من الأعضاء تحت مزاعم تحرير القدس من إسرائيل".
"كما أن ظهور طفل وسط عدد من الضباط أمام خريطة مجسمة لمراحل المناورة، يعطي انطباعا بعدم جدية التدريبات، حيث تعد حفلة دعائية لا أكثر، لا تشتمل على مراحل قتالية واقعية"، على حد تعبيره
ويرى العنزي أن مثل هذه التدريبات هي "رسالة للشعب اليمني في المقام الأول الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات ويئن تحت وطأة ظروف صعبة ومن السهل خداعه بالشعارات التي يسوق لها الحوثي نظرًا لانتشار الأمية وفقر الوعي".
أيضا ينوه الكاتب والمحلل سعد عبد الله الحامد منذ سيطرة الحوثيين على اليمن وخلال الحرب التي استمرت نحو ثمان سنوات، استغلت جماعة الحوثي الأطفال في العمليات العسكرية وقد كان ذلك محل انتقاد من جانب الأمم المتحدة والجهات المعنية بالطفل على مستوى العالم.
ويرى الحامد أن الجماعة تحاول استغلال شعارات نصرة غزة في الوقت الراهن للتسويق لنفسها محليا وعربيا في حين أنها لم تنفذ أي إجراءات حقيقة تستهدف نصرة فلسطين، لكنها تحاول توظيف المشهد الإقليمي الراهن لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، وكل ما يحدث اليوم من جانب الحوثي لا يعدو كونه بروباجندا سياسية.
مناورات استهلاكية
كذلك يرى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية الدكتور أحمد الشهري، أن ما تقوم به جماعة الحوثي سواء في البحر الأحمر أو من تدريبات ومناورات ليس لها علاقة بفلسطين وغزة واقعياً بل هذه مجرد شعار للاستهلاك الداخلي.
ويقول الشهري لـ"سكاي نيوز عربية" إن الحوثي يحاول التمدد نحو مأرب وشبوة التي يسعى جاهداً للسيطرة عليهما وبسط نفوذه على جغرافية اليمن في ظل ضعف الشرعية وتراجع الدعم الدولي لإنهاء الحوثي واعادة الشرعية لصنعاء.
ويضيف: "من سياسة الحوثي في بسط سلطته تفخيخ عقول الأطفال وطلبة المدارس والجامعات حتى يضمن ولاء الأجيال القادمة في ظل نبذ المجتمع اليمني لفكر هذه المليشيا".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الفيديو مستوطنات المناورات ميليشيات الحوثي اليمن الحوثي مناورات الفيديو مستوطنات المناورات ميليشيات الحوثي أخبار اليمن جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
عضو جديد ينضم إلى اتفاقية أرتميس التي تشمل ثلاث دول عربية
ضمن سعي وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) إلى تشكيل تحالف دولي مثمر لعودة مأهولة إلى القمر مع حلول عام 2027، احتفلت ناسا مؤخرا بانضمام فنلندا إلى اتفاقية "أرتميس" ليرتفع عدد الدول المشاركة إلى 53. وقد تمت مراسم التوقيع خلال ورشة على الأقمار الصناعية لعام 2025 والتي استضافتها جامعة "ألتو" في مدينة إسبو يوم 21 يناير/كانون الثاني الجاري.
وفي كلمة مسجلة، أشار جيم فري نائب مدير وكالة ناسا إلى أهمية التعاون الفضائي الدولي من أجل خدمة الأهداف البشرية المشتركة، وقال "اليوم تنضم فنلندا إلى عصبة من الدول التي تسعى إلى مشاركة البيانات العلمية والعمل بأمان والحفاظ على بيئة الفضاء بما يصبّ في صالح مشروع أرتميس واستكشاف الفضاء".
كما أشرف وزير الشؤون الاقتصادية الفنلندي فيله ريدمان على التوقيع الرسمي على الاتفاقية، مؤكدا انسجام دولته مع إستراتيجية الفضاء المنصوص عليها، وقال ريدمان "يعكس هذا الاتفاق التزامنا بالتعاون الدولي، ويفتح آفاقا واسعة للشركات والمؤسسات الفنلندية للتميز في عصر جديد من استكشاف الفضاء".
تتمتع فنلندا بتاريخ طويل من المساهمات في مجال استكشاف الفضاء، وفي سياق برنامج أرتميس تلعب فنلندا دورا مهما في مبادرة خدمات الحمولة التجارية القمرية (كلبس) التي تقودها وكالة ناسا. ومن أبرز إسهاماتها، تعمل شركة "نوكيا" الفنلندية، من خلال فرعها في الولايات المتحدة، على تطوير نظام اتصالات "فور جي" للقمر، والذي سوف يُنقل إلى القمر عبر مهمة "إنتويتيف ماشينز-2″، وسيكون هذا النظام قادرا على منح إمكانيات استكشاف جديدة وغير مسبوقة للبشر والروبوتات.
إعلانبالإضافة إلى ذلك، يظهر معهد الأرصاد الجوية الفنلندي كفاءته من خلال تقديم أدوات قياس الضغط والرطوبة، والتي تستخدم في محطة الرصد البيئي على متن مركبة "كيوريوسيتي" الجوالة، التي لا تزال تعمل على سطح المريخ.
ثلاث دول عربية في قائمة الفضاء الأهمتأسست اتفاقية أرتميس في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بهدف تعزيز التعاون الدولي في استكشاف الفضاء الخارجي بشكل سلمي، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول الموقعة على الاتفاقية، حيث مثّلتها سارة الأميري وزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الإمارات للفضاء.
كما انضمت البحرين لاحقا عبر توقيع الرئيس التنفيذي للوكالة الوطنية لعلوم الفضاء الدكتور محمد العسيري، جنبا إلى جنب انضمت المملكة العربية السعودية بتوقيع الرئيس التنفيذي لهيئة الفضاء السعودية محمد بن سعود التميمي على الاتفاقية.
وتستند الاتفاقية إلى المبادئ الأساسية المنصوص عليها في معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، وتحدد إرشادات رئيسية تهدف إلى تحقيق استكشاف مستدام وتعاوني للفضاء، وتشمل هذه المبادئ: الشفافية في الأنشطة، والمشاركة المسؤولة للبيانات العلمية، وإدارة الموارد الفضائية بشكل مستدام.
ومن خلال توفير إطار عمل يقوم على الاحترام المتبادل، تسعى الاتفاقية إلى صياغة نهج موحد للتعامل مع تعقيدات استكشاف الفضاء سواء كان ذلك ضمن حدود الغلاف الجوي للأرض أو في أغراض استكشاف الأجرام السماوية الأخرى مثل القمر والمريخ.
تدعم قابلية العمل المتبادل بين الشركاء الدوليين إحدى الركائز الأساسية لاتفاقية أرتميس، إذ يلتزم الموقعون باتخاذ إجراءات تشمل توثيق الأجسام الفضائية، والحد من نفايات الفضاء، والحفاظ على المواقع ذات القيمة الثقافية، مثل مواقع هبوط برنامج أبولو على سطح القمر. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الاتفاقية مفهوم "مناطق الأمان" بوصفه إجراءً يهدف إلى منع حدوث نزاعات أثناء العمليات الفضائية، مع التشديد على أهمية التواصل المستمر لتعزيز التعاون والحد من النزاعات المحتملة.
إعلانوعلى الرغم من ارتباطها الوثيق ببرنامج أرتميس التابع لوكالة ناسا وأهدافه لإعادة البشر إلى القمر، فإن الاتفاقية صُممت بوصفها إطارا شاملا ينطبق على جميع المهمات الفضائية، ويهدف هذا الإطار إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان أن تسهم جهود استكشاف الفضاء في خدمة الدول المشاركة والبشرية جمعاء.