نظمت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الـ55 ندوة بعنوان "التراث الثقافى فى عالم متغير"، بحضور كل من إسماعيل على فحيل من السودان، والكاتب والمؤرخ الليبى سالم الكبتى، ورئيس تحرير مجلة التراث الشعبى العراقى صالح زامل، والكاتبة عائشة الدرمكى من سلطنة عمان،  وعبد العزيز المسلم من الشارقة، ونهلة إمام ممثل مكتب اليونسكو بالقاهرة، وأدار الندوة الكاتب الصحفي أحمد الخطيب .


في البداية، رحب الكاتب الصحفي أحمد الخطيب بالضيوف العرب المشاركين في الندوة، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط مهد الثقافة والعلوم، وأنها تحظى دون غيرها عن دول العالم بتراث ثقافي عن غيرها من الدول، لكن الحروب والمعارك أثرت على التراث الثقافي بشكل مختلف.
وقال إن التراث الثقافي في الشرق الأوسط، يعد احدى السمات الرئيسية لهذه المنطقة الواقعة في قلب العالم القديم والحديث، حيث نشأت الحضارات، هذا التراث الثري الذي أصبح ملك للإنسانية جمعاء يجسد عمق الإبداعات البشرية، وتتميز منطقة الشرق الأوسط بمدنها التاريخية وتنوع أشكال التراث المادي مثل دور العبادة والقصور والأسوار والمكتبات والمنحوتات وغيرها من المعالم التراثية والأثرية، الى جانب التراث الثقافي بما يحويه من لغة وشعر وأمثال وألغاز وحكايات وفنون الأداء، والموسيقى، والزفات الشعبية والرقص والعادات والتقاليد والاحتفالات ومهارات الطعام وتقاليد الأواني والمهارات المرتبطة بالحِرف والصناعات اليدوية.
وقالت الدكتورة عائشة الدرمكى إن المتغيرات العصرية فى العالم بشكل عام متسارعة، وتؤثر بشكل مباشر على التراث الثقافي، ولأنها متسارعة تتمركز على موضوع التقنية أو التطورات التكنولوجية، والتى تعد من أهم التغيرات والتحديات التى تواجه التراث الثقافى.
وأضافت أن هناك إيجابيات للتطورات التكنولوجية تتحدد فى الاستثمار والإبداع الثقافى والمهارات التى يكتسبها الفرد فى المجتمع، ولكن التكنولوجيا تجعل التراث يواجه الكثير من التحديات منها حماية التراث وجمعه وصونه، وهناك دعوة لتحويل مواد التراث الثقافى إلى أشكال رقمية، وهى وسيلة من وسائل حفظ التراث ولكنها تواجه الكثير من التحديات بدءً من مواقع التواصل الاجتماعى وانتهاء بالذكاء الاصطناعى، وأصبح التراث يواجه اليوم مشكلة كبيرة على مستوى الملكية الفكرية .
وتابعت أنه فى مواقع التواصل الاجتماعى مصادر مفتوحة تتضمن مجموعة كبيرة من الصفحات تضم أحكاما شعبية وعادات وتقاليد ومواد التراث الثقافي، إلا أنها تواجه أخطارًا وتحديات تنعكس على القدرة على حماية وجود هذه المواد على الصفحات.
وقال سالم الكبتى إن العالم يتغير باختلاف الأجيال وظهور وسائل الاتصالات الحديثة، وتعرضنا للصراعات والحروب وغيره، كما تحدث عن التجربة الليبية فى الحفاظ على  التراث الشعبى قائلا: "عشنا  فى ليبيا ظروفا صعبة من  ظروف الاحتلال والجهل والخراب مثلنا كباقى البلدان العربية المجاورة، وصمد التراث الشعبى فى وجه التخلف والاحتلال الإيطالى الذى حاول أن يغير من تراث ليبيا من لغتها ودينها وعاداتها وتقاليدها".
وأضاف: "كان الشعر فى ليبيا كل شيء فهو الرواية والقصة والكلمة، وكان الشاعر له مكانته الخاصة، وكان الشعر الشعبى صوتا للناس، فواجه كل صنوف الطغيان وعبر عن فرحة الناس وسرورهم وحزنهم، فنحن فى ليبيا فى الفرح والحزن نطلق الأغانى والأشعار، والشعر الليبى ظل يرافق الناس فى أغانى العمل والحصاد واستخراج المياه من الآبار وكل هذه الأشياء شكلت حصيلة غالية للتراث الشعبى الليبى".
وقال صالح الزامل إن هذا التفكير فى التراث المادى أو اللامادى والتخوف من التغيرات لم ينشأ إلا من طبيعة الإنسان نفسه، وهناك عمليات تحول كبيرة فى التاريخ لا تقف عند ميزان محدد أو صورة محددة، وتثير قضية الهوية سؤالا مهما وهو لماذا المخافة من التغير؟ .

وأضاف زامل: "إن الخوف من التغير شغل كل المعارف وشغل أهل الفلكلور بشكل مبكر ومن معرفتى ومتابعتى الخاصة فمنذ التسعينات طرح هذا السؤال والتخوف بشأن التراث الشعبى".
وتابع: "المتغيرات تواجه الهوية ولا بد من التساؤل حول ماذا يمثل الفلكلور من الهوية؟، ما من أمة تعرف نفسها إلا بما تملكه شخصيا، وما تمتلكه هو الذى يشكل هويتك، وفى ظل كل هذه التغيرات كيف نعلم أدواتنا لكى نقدمها إلى أبنائنا".
وتطرق فى حديثه إلى ما يشتمله الفلكلور قائلا: الفلكلور يضم الأزياء والطعام والحرف الشعبية والعمارة والأمثال الشعبية والحكايات والكثير من المواد .
وتحدث عن ظهور أول مجلة عربية تخصصت فى الأدب الشعبى عام 1963، وقال إنها لم يكن لها منافس، وكانت لها صدى وأثر كبير فى جميع البلدان العربية وعلى رأسها مصر، وكان يرافق هذه المجلة 3 ندوات وكانت ندوات عربية مهمة شارك فيها جميع الفلكوريين العرب وطرحت الكثير من الأسئلة المهمة ولازالت مستمرة حتى الآن .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القاعة الرئيسية معرض القاهرة الدولي للكتاب التراث الثقافى التراث الثقافی

إقرأ أيضاً:

هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية تختتم ورشة “التعريف بالتراث الثقافي غير المادي” بالتعاون مع هيئة التراث

المناطق_واس

اختتمت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية، بالتعاون مع هيئة التراث ورشة عمل “اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي ودور المجتمعات المحلية”، بمشاركة 45 شخصًا، يمثلون عددًا من الجهات الحكومية وشركاء النجاح، وذلك تماشيًا مع المستهدفات الإستراتيجية للمحميات الملكية لعام 2030، والإستراتيجية الوطنية للثقافة، المستمدة من رؤية المملكة 2030.

 

أخبار قد تهمك هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية تُشارك في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 2 أكتوبر 2024 - 2:33 مساءً هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية تُعلن عن آلية الدخول إلى منطقة الصمان 5 أبريل 2024 - 9:06 مساءً

 

وتناولت الورشة ثلاثة محاور رئيسة، تشمل التعريف باتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي ودور المجتمع، وآليات حصر التراث الثقافي غير المادي، وعناصر التراث الثقافي غير المادي.

 

ومثّل الحضور الجهات الآتية: وزارة الثقافة، ودارة الملك عبدالعزيز، والمعهد الملكي للفنون التقليدية، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، بالإضافة إلى هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، وهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، وهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، فضلاً عن منسوبي هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية.

 

 

وتأتي الورشة ضمن مجالات التعاون بين هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية وهيئة التراث؛ لخدمة مواقع التراث داخل المحمية، والإسهام في التوعية بأهمية حفظه. فيما اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2003 الوثيقة الدولية لصَوْن التراث الثقافي غير المادي واحترامه، لتحقيق التقارب والتبادل والتفاهم بين البشر، وقد صادقت عليها المملكة العربية السعودية في عام 2008.

 

 

وتهدف الاتفاقية إلى صَوْن التراث الثقافي غير المادي، وتحفيز الدول على صَوْن التراث غير المادي، واحترامه للجماعات والمجموعات المعنية وللأفراد المعنيين، والتوعية بأهميته، وتعزيز التعاون الدولي، وتشمل مجالات هذا التراث كلّ التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، وفنون وتقاليد أداء العروض، والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات، إضافةً إلى المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية.

مقالات مشابهة

  • هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية تختتم ورشة “التعريف بالتراث الثقافي غير المادي” بالتعاون مع هيئة التراث
  • المجلس المصري فى المملكة المتحدة يستقبل المستشار الثقافي الجديد
  • وزارة الثقافة تطلق مشروع توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي في الأحساء
  • “التغير والنظام العالمي.. فهم التحولات التي تشكل عصرنا” .. ندوة حوارية بمعرض الكتاب
  • الصورة في حفظ التراث الثقافي.. ندوة بمعرض كتاب الرياض
  • معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش دور الصورة في حفظ التراث الثقافي.. صور
  • معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش دور الصورة في حفظ التراث الثقافي وأهمية الصور التاريخية
  • «تسويق التراث الثقافي» دورة تدريبية للعاملين بالآثار.. اعرف الشروط
  • محافظ الاسكندرية: المهرجانات السينمائية تهدف لتعزيز  التبادل الثقافى والفنى
  • "تحديات الترجمة في عالم متغير" ندوة ضمن فعاليات جائزة الشيخ حمد للتفاهم الدولي