كُتّاب ومؤرخون يناقشون "التراث الثقافى فى عالم متغير" بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
نظمت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الـ55 ندوة بعنوان "التراث الثقافى فى عالم متغير"، بحضور كل من إسماعيل على فحيل من السودان، والكاتب والمؤرخ الليبى سالم الكبتى، ورئيس تحرير مجلة التراث الشعبى العراقى صالح زامل، والكاتبة عائشة الدرمكى من سلطنة عمان، وعبد العزيز المسلم من الشارقة، ونهلة إمام ممثل مكتب اليونسكو بالقاهرة، وأدار الندوة الكاتب الصحفي أحمد الخطيب .
في البداية، رحب الكاتب الصحفي أحمد الخطيب بالضيوف العرب المشاركين في الندوة، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط مهد الثقافة والعلوم، وأنها تحظى دون غيرها عن دول العالم بتراث ثقافي عن غيرها من الدول، لكن الحروب والمعارك أثرت على التراث الثقافي بشكل مختلف.
وقال إن التراث الثقافي في الشرق الأوسط، يعد احدى السمات الرئيسية لهذه المنطقة الواقعة في قلب العالم القديم والحديث، حيث نشأت الحضارات، هذا التراث الثري الذي أصبح ملك للإنسانية جمعاء يجسد عمق الإبداعات البشرية، وتتميز منطقة الشرق الأوسط بمدنها التاريخية وتنوع أشكال التراث المادي مثل دور العبادة والقصور والأسوار والمكتبات والمنحوتات وغيرها من المعالم التراثية والأثرية، الى جانب التراث الثقافي بما يحويه من لغة وشعر وأمثال وألغاز وحكايات وفنون الأداء، والموسيقى، والزفات الشعبية والرقص والعادات والتقاليد والاحتفالات ومهارات الطعام وتقاليد الأواني والمهارات المرتبطة بالحِرف والصناعات اليدوية.
وقالت الدكتورة عائشة الدرمكى إن المتغيرات العصرية فى العالم بشكل عام متسارعة، وتؤثر بشكل مباشر على التراث الثقافي، ولأنها متسارعة تتمركز على موضوع التقنية أو التطورات التكنولوجية، والتى تعد من أهم التغيرات والتحديات التى تواجه التراث الثقافى.
وأضافت أن هناك إيجابيات للتطورات التكنولوجية تتحدد فى الاستثمار والإبداع الثقافى والمهارات التى يكتسبها الفرد فى المجتمع، ولكن التكنولوجيا تجعل التراث يواجه الكثير من التحديات منها حماية التراث وجمعه وصونه، وهناك دعوة لتحويل مواد التراث الثقافى إلى أشكال رقمية، وهى وسيلة من وسائل حفظ التراث ولكنها تواجه الكثير من التحديات بدءً من مواقع التواصل الاجتماعى وانتهاء بالذكاء الاصطناعى، وأصبح التراث يواجه اليوم مشكلة كبيرة على مستوى الملكية الفكرية .
وتابعت أنه فى مواقع التواصل الاجتماعى مصادر مفتوحة تتضمن مجموعة كبيرة من الصفحات تضم أحكاما شعبية وعادات وتقاليد ومواد التراث الثقافي، إلا أنها تواجه أخطارًا وتحديات تنعكس على القدرة على حماية وجود هذه المواد على الصفحات.
وقال سالم الكبتى إن العالم يتغير باختلاف الأجيال وظهور وسائل الاتصالات الحديثة، وتعرضنا للصراعات والحروب وغيره، كما تحدث عن التجربة الليبية فى الحفاظ على التراث الشعبى قائلا: "عشنا فى ليبيا ظروفا صعبة من ظروف الاحتلال والجهل والخراب مثلنا كباقى البلدان العربية المجاورة، وصمد التراث الشعبى فى وجه التخلف والاحتلال الإيطالى الذى حاول أن يغير من تراث ليبيا من لغتها ودينها وعاداتها وتقاليدها".
وأضاف: "كان الشعر فى ليبيا كل شيء فهو الرواية والقصة والكلمة، وكان الشاعر له مكانته الخاصة، وكان الشعر الشعبى صوتا للناس، فواجه كل صنوف الطغيان وعبر عن فرحة الناس وسرورهم وحزنهم، فنحن فى ليبيا فى الفرح والحزن نطلق الأغانى والأشعار، والشعر الليبى ظل يرافق الناس فى أغانى العمل والحصاد واستخراج المياه من الآبار وكل هذه الأشياء شكلت حصيلة غالية للتراث الشعبى الليبى".
وقال صالح الزامل إن هذا التفكير فى التراث المادى أو اللامادى والتخوف من التغيرات لم ينشأ إلا من طبيعة الإنسان نفسه، وهناك عمليات تحول كبيرة فى التاريخ لا تقف عند ميزان محدد أو صورة محددة، وتثير قضية الهوية سؤالا مهما وهو لماذا المخافة من التغير؟ .
وأضاف زامل: "إن الخوف من التغير شغل كل المعارف وشغل أهل الفلكلور بشكل مبكر ومن معرفتى ومتابعتى الخاصة فمنذ التسعينات طرح هذا السؤال والتخوف بشأن التراث الشعبى".
وتابع: "المتغيرات تواجه الهوية ولا بد من التساؤل حول ماذا يمثل الفلكلور من الهوية؟، ما من أمة تعرف نفسها إلا بما تملكه شخصيا، وما تمتلكه هو الذى يشكل هويتك، وفى ظل كل هذه التغيرات كيف نعلم أدواتنا لكى نقدمها إلى أبنائنا".
وتطرق فى حديثه إلى ما يشتمله الفلكلور قائلا: الفلكلور يضم الأزياء والطعام والحرف الشعبية والعمارة والأمثال الشعبية والحكايات والكثير من المواد .
وتحدث عن ظهور أول مجلة عربية تخصصت فى الأدب الشعبى عام 1963، وقال إنها لم يكن لها منافس، وكانت لها صدى وأثر كبير فى جميع البلدان العربية وعلى رأسها مصر، وكان يرافق هذه المجلة 3 ندوات وكانت ندوات عربية مهمة شارك فيها جميع الفلكوريين العرب وطرحت الكثير من الأسئلة المهمة ولازالت مستمرة حتى الآن .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القاعة الرئيسية معرض القاهرة الدولي للكتاب التراث الثقافى التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
صنّاع أفلام في «اكسبوجر»: الإخراج فن يتطلب الإيمان بالقصة
الشارقة (الاتحاد)
أكد صناع أفلام أن الإخراج السينمائي ليس مجرد عملية تقنية، بل هو فن يتطلب الإيمان العميق بالقصة، وتوظيف العناصر البصرية والنفسية لإيصال رسالة مؤثرة، واتفق المتحدثون على أن الممثلين، وزوايا التصوير، والموسيقى، وتحرير النصوص كلها أدوات تُستخدم لتشكيل رؤية إخراجية مميزة تترك أثراً في المشاهد.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025»، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة، ويستمر حتى 26 فبراير الجاري، وقد استضافت الجلسة كلّاً من المخرجة الإماراتية ميثة العوضي، والكاتب والممثل الكوميدي ترافون فري، والمخرج نيل كومار، حيث استعرض كل منهم رحلته السينمائية ونهجه الإبداعي في تشكيل الرؤية الإخراجية.
تعبير ذاتي
تحدثت ميثة العوضي عن رحلتها في عالم السينما، والتي بدأت من مجال أفلام الكرتون القصيرة، حيث وجدت نفسها مدفوعة بالرغبة في تجربة كل شيء في عالم الإخراج. وأكدت أن الإخراج السينمائي بالنسبة لها عملية تعبير ذاتي، حيث تستخدم الرسم والتخطيط لتشكيل قصصها وإيصال صوتها إلى العالم.
وأوضحت العوضي أن الإيمان بالقصة هو الخطوة الأولى والأساسية لأي مخرج، واعتبرت أن نجاح الفيلم يعتمد على اختيار الأشخاص الذين يؤمنون بالرؤية نفسها، مؤكدة أن الممثلين هم المؤثرون الحقيقيون الذين يبثون الحياة في القصة.
أما من الناحية الفنية، فشددت على ضرورة أن يخلق المخرج أسلوبه البصري والإنتاجي الخاص، قائلة: «المخرج يجب أن يجرب باستمرار، وأن يهتم بجمالية الإخراج، فالرؤية تتغير مع مرور الوقت ومع تطور الأفكار». كما أشارت إلى أن الموسيقى وتحرير النصوص هما من أصعب مراحل صناعة الفيلم، حيث يتطلب التحرير إعادة النظر في المشاهد وكأنها تُشاهد لأول مرة، مع مراعاة أن بعض الأمور قد تحتاج إلى التعديل أثناء عملية تركيب المشاهد.
إيصال العواطف بصريًا
من جانبه، استعرض ترافون فري رحلته في عالم الإخراج، التي بدأت مع حبه للكتابة منذ الصغر، مشيرًا إلى أن بداياته كانت في الكوميديا، لكنه كان دائمًا ينظر إلى الأفلام بمنظور طفولي مفعم بالخيال. وأوضح أنه كلما تعمق في كتابة النصوص السينمائية، كان يكتشف أنه يمتلك رؤية بصرية واضحة، وأنه يفضل تنفيذ أفكاره بنفسه حتى يتمكن من إيصال ما يشعر به للمشاهد.
وأضاف أن الإخراج لا يتعلق فقط برواية القصة، بل بتحفيز المشاهد على التفاعل معها ونقلها من شخص إلى آخر. وأشار إلى أن حركة الكاميرا والتمثيل هما العنصران الأهم في تشكيل التجربة البصرية، وأنه يعتمد على الصورة أكثر من الحوار في بعض أعماله، لافتاً إلى أنّه شاهد حوالي 700 فيلم خلال العام الماضي، معتبرًا أن متابعة الأفلام بكثافة تساعده على استلهام أفكار جديدة، وفهم زوايا تصوير مختلفة، وتجربة أساليب إخراجية متنوعة.
دراسة عميقة للشخصيات
أما المخرج نيل كومار، فقد أوضح أن دخوله إلى مجال السينما لم يكن محض مصادفة، إذ نشأ في بيئة أدبية، حيث كان جده كاتبًا وشجعه على حب الكتابة منذ الصغر، ليبدأ حياته المهنية كمحرر صحفي، وكان شغوفًا بالتصوير الفوتوغرافي ما ساعده على تطوير حسه البصري.
وأكد أن الإخراج بالنسبة له ليس مجرد تصوير مشاهد، بل هو دراسة عميقة للشخصيات، وقال: «أنا لا أنظر إلى الشخصيات على أنها مجرد مشاهد عابرة، بل أهتم بجوانبها النفسية، حتى لو لم أكن كاتب النص، لأن كل مخرج يجب أن يكون لديه فهم عميق لما يحرك الشخصيات وما يعيقها عن تحقيق أهدافها».
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في صناعة الأفلام، حيث يساعد في تشكيل الرؤية البصرية، لكنه شدد على أن الإحساس الإنساني والفطري للمخرج يظل العامل الأساسي في اتخاذ القرارات الفنية.