"هل تتعرض مصر لخطر غير مسبوق؟".. خبير يتحدث لـRT عن إعلان الاقتراب من حد الشح المائي
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أثارت تصريحات وزير الري المصري هاني سويلم عن تراجع نصيب المواطن من المياه ليقترب من "خط الشح المائي"، حالة من القلق خاصة في ظل وجود فجوة كبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية بمصر.
وتأتي خطورة تلك التصريحات في ظل مواجهة مصر تحديا كبيرا بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث ترفض أديس أبابا المطالب المصرية بالحفاظ على تدفق المياه بشكل طبيعي إلى مصر والحصول على حصتها السنوية كاملة، ولكن ما هو خط الشح المائي (حد الشح المائي) وكيف سيتأثر المصريون بهذا النقص غير المسبوق؟
يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير المائي في تصريحات خاصة لـRT، إن هناك ما يسمى بـ "خط الفقر المائي" وهو نقص المياه بأن يكون نصيب الفرد أقل من 1000 متر مكعب سنويا تشمل كل احتياجات الإنسان في الصناعة والزراعة والاستخدام اليومي، مشيرا إلى أن هناك ما هو أقل من 500 متر مكعب سنويا ويسمى "النقص المائي المزمن" أو ما يطلق عليه "الشح المائي" وبالتالي هو أشد من الفقر المائي.
وأوضح شراقي أن مصر نصيب الفرد بها حاليا 530 متر مكعب سنويا، أي أنها على حدود مرحلة الشح المائي ، مشيرا إلى أنه مع الزيادة السكانية فإن نصيب الفرد يقل بنسبة من 20 إلى 30 متر مكعب سنويا، وهو ما يعني أن العام المقبل من الممكن أن يكون نصيب الفرد 500 متر مكعب سنويا.
وأشار الخبير إلى أن تلك الأرقام لا تعني أن تكون "الصورة قاتمة" ، لافتا إلى أن كافة دول الخليج نصيب الفرد بها أقل من 100 متر مكعب سنويا، وأن العملية مرتبطة بكيفية استغلال حجم المياه، وليس بمقدار المياه التي تملكها.
وذكر عباس شراقي أن الموضوع الأهم هو كون الدولة قادرة على تلبية احتياجات المواطن من طعام وشراب، موضحا أن مصر والدول العربية في منطقة صحراوية لا يوجد بها أمطار، وكل دولة عليها دور تعويض نقص المياه وخصوصا مع زيادة عدد السكان.
وبين أن من الممكن استخدام الـ500 متر مكعب بشكل أفضل من الذي يملك نصيب فرد 2000 متر مكعب، مبينا أن الدول الإفريقية الأغنى في المياه ونصيب الفرد بها يصل إلى 10 و 15 ألف متر مكعب سنويا قد تعاني من "المجاعة".
وأضاف شراقي أن المقياس ليس حجم المياه ولكن كيفية استغلالها، مشيرا إلى أن إسرائيل على سبيل المثال نصيب الفرد بها أقل من 200 متر مكعب سنويا، ورغم ذلك تقوم بالزراعة وتصدير الغذاء.
ولفت إلى ضرورة اعتماد الأساليب الحديثة في الري، وزراعة المحاصيل ذات القيمة المادية الكبيرة.
وحول حجم انتاج محطات المعالجة ومحطات تحلية المياه وهل يتم إضافتها إلى نصيب الفرد، أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير المائي أن 500 متر مكعب من المياه تشمل المياه المحددة سنويا، وليس مضافا عليها إنتاج محطات التحلية أو طرق تعظيم الاستفادة.
وقال شراقي إن مصر تعمل على سبيل المثال على إعادة استخدام مياه ري الزراعة للري مرة ثانية وثالثة في بعض الأحيان، وهو ما يضاعف نصيب الفرد في مصر إلى 820 متر مكعب سنويا، أي زيادة بمقدار 300 متر مكعب سنويا عن طريق إعادة الاستخدام، والتوفير.
وكشف شراقي أنه مع حساب المياه الجوفية والمياه المعالجة، قد يصل نصيب الفرد في مصر إلى 820 متر مكعب سنويا، والفارق المقدر 180 متر مكعب لنصل إلى حد الـ1000 متر مكعب وفقا للأمم المتحدة، يتم استعواضها عن طريق استيراد بعض المحاصيل من الخارج مثل القمح.
وأكد أن الوضع في مصر أفضل من دول لديها المياه وأمطار غزيرة، بفضل السد العالي وبحيرة ناصر، مشيرا إلى أن بحيرة ناصر هي "احتياطي مائي" يعوض مصر في حالة عدم وجود أمطار، ولذلك لم يشعر أحد بتداعيات سد النهضة بسبب هذا الاحتياطي المائي.
وشدد عباس شراقي على أن السد العالي هو السبب الرئيسي في الأمان المائي الذي تعيشه مصر، حيث يعوض البلاد من أي نقص في حالات الجفاف ونقص الأمطار وسد النهضة، وفي حالة الفيضان هو الذي أيضا يحمي مصر.
وأشار إلى أن إثيوبيا على سبيل المثال تعاني حاليا من شهور الجفاف وتقوم بنقل المياه لمسافة تصل إلى 6 و7 كيلومترات، لكن مصر المياه الموجودة بها بفضل السد العالي الذي غير حياة المصريين.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم المياه تويتر سد النهضة غوغل Google فيسبوك facebook نهر النيل متر مکعب سنویا الشح المائی أقل من إلى أن
إقرأ أيضاً:
يونيسف: 292 ألف طفل معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا في ولاية النيل الأبيض، الكوليرا تشكل تهديدا مميتا للأطفال ويمكن أن تكون قاتلة في غضون ساعات
الأناضول/ حذرت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة "يونيسف"، الخميس، من أن 292 ألف طفل معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا في ولاية النيل الأبيض جنوب السودان، وأوضحت المنظمة في بيان، أن 500 طفل كانوا من بين 2700 حالة إصابة بالكوليرا تم الإبلاغ عنها في ولاية النيل الأبيض منذ مطلع العام وحتى 24 فبراير/ شباط الجاري.
وأشار البيان إلى أن تفشي مرض الكوليرا أدى إلى مقتل 65 شخصا على الأقل، من بينهم 10 أطفال، في النيل الأبيض.
وأكد أن "الكوليرا تشكل تهديدا مميتا للأطفال ويمكن أن تكون قاتلة في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها على الفور".
ولفت إلى أن مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض تضم 292 ألف طفل معرضين لخطر الإصابة بالكوليرا.
وأضافت يونيسف أنها تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية والشركاء الإنسانيين لتوسيع نطاق الاستجابة ومنع انتشار الكوليرا.
وشددت على أن تفشي الأمراض، مثل موجة الكوليرا الحالية، قد يدفع نظام الرعاية الصحية الهش بالسودان إلى حافة الانهيار.
وأشارت إلى أن الهجمات على محطات الطاقة في 16 فبراير الجاري أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي، ما تسبب في تعطيل إمدادات المياه في مدينتي كوستي وربك، وأجبر العديد من الأسر على استخدام مياه غير معالجة، ما يزيد احتمالات انتشار المرض.
والأحد، أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 1640 إصابة بوباء الكوليرا بينها 63 وفاة خلال 4 أيام، في مدينة كوستي.
وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات دولية ولجان شعبية قوات الدعم السريع بقصف محطة كهرباء أم دباكر التحويلية في 16 فبراير الجاري، ما أثر على إمداد الطاقة لمدينة كوستي وبقية ولاية النيل الأبيض، وأدى إلى توقف عمل محطات المياه، فيما لم تعقب الأخيرة على ذلك.
وفي آخر إحصائية لوزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، بلغ عدد إصابات الكوليرا بالبلاد 55 ألفا و996 حالة بينها ألف و472 وفاة، منذ بداية الوباء في أغسطس/ آب 2024.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.