قال الدكتور حسن الشافعي فيلسوف الأزهر وابن جامعات القاهرة والأزهر ولندن-، إن العلوم دُرة وليست إلا رواقًا يمتاز بالتنوع والاقتراب من الفكر المعاصر والثقافات المختلفة، مؤكدًا أن هذا هو السبب في ضم كلية أصول الدين جامعة الأزهر ودراسته فيها مع كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وجامعات لندن.

وكان قد استكمل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته ال(٥٥)، سلسة "محطات في مسيرة عالم أزهري"، التي ينظمها المركز الإعلامي للأزهر الشريف بجناح الأزهر، ونظم ندوة تثقيفية عن حياة فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأدارها الدكتور علي شمس، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وذلك تتويجًا لنتاجه الدكتور حسن الشافعي العلمي المستفيض، وأعماله التي بذلها لخدمة الإسلام واللغة العربية، وتكليلًا لجهود كبيرة خلال تاريخ طويل حافل بالعطاء وخدمة طلاب العلم.

وحول الدراسة الابتدائية والكتاتيب في مصر، أوضح الشافعي أن اتجاهه في المرحلة الابتدائية هو الذي حوله لدراسة المنطق والعقيدة، وقد كان شغوفًا بالدراسة واعتاد أن يعمل بهدوء ونظام وانضباط في دراسته وعمله، وفي المرحلة الثانوية بدأ الاهتمام بالشأن العام، وأضاف الدكتور الشافعي أن الكتاتيب في مصر لعبت دورًا كبيرًا في إعداد الشباب، وإعطائهم الدفة الأولى والبنية الأساسية للتعليم والثقافة، مبينًا أن والده كان شيخًا أزهريًا من قراء صحيفة الأهرام، وكان يقرأ لوالده الصحف، وهو ما قوَّم لسانه وجعله مستقيمًا، مؤكدًا على أهمية إحياء فكرة الكتاتيب وعودتها بشيء أو بآخر.

وأضاف الدكتور حسن الشافعي، أنه عاصر ١٤ شيخًا للأزهر الشريف ابتداءً من الشيخ المراغي، والشيخ حمروش، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمود شلتوت، وقال فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر عن الدكتور حسن الشافعي، إن للشيخ حسن الشافعي من اسمه نصيب، الاسم الأول يشير إلى حسن الخلق، والثاني يشير إلى عمق العلم، وداعبه شيخ الأزهر بأنه سيبلغ من العمر مائة عام.

والدكتور حسن الشافعي له باع طويل في خدمة العلوم الإسلامية، تدريسًا وتأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وأكد خلال الندوة أن العمل في الدعوة الاسلامية شرف لا ينافسه شرف، قائلا " لقد احترقت أصابعي في الدعوة الإسلامية"، وقرأت لأحد الزعماء الأجانب أنه لابد من تحرير الدعوة الإسلامية من شيئين السياسة والعنف"، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون الدعاة المصريين دعاة تطرف، وأن مصر بفضل الأزهر الشريف ستظل بلد الوسطية والاعتدال، ومن يريد أن يشتغل بالسياسة فعليه أن يذهب للأحزاب، ومن يريد العنف فليذهب بعيدًا عن مصر، فهي بلد السماحة والأخوة والوسطية والاعتدال، ولا يوجد شعب ينافس المصريين في محبة آل البيت والنبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح الدكتور الشافعي أن للجسد على الإنسان حق كبير يجب عليه أن يرعاه ويسخره لخدمة الإنسانية، وأن الشهادة والصدقة والتضحية في سبيل الله هي بركة كبيرة تحيي الموتى، وأنه قد تبرع بمستحقاته المالية وتبرع بما يزيد عن ثلاثة أرباع مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، وساهم في مساعدات وقوافل بيت الزكاة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

والعالم الأزهري الدكتور حسن محمود الشافعي، هو عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعضو مجلس حكماء المسلمين، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ورئيس مجمع اللغة العربية السابق، وهو صاحب الإسهامات العلمية الرصينة المتنوعة بالتأليف والتحقيق والترجمة في الفلسفة وعلوم اللغة العربية، كما ساهم في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، من ١٩٩٨ إلى ٢٠٠٤م، وله جهود كبيرة في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته اللغة العربية خلال رئاسته مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية بعد أقل من 10 سنوات من نيلها لأول مرة.

وعُرف الدكتور حسن الشافعي بحبه الشديد لتأليف الكتب في الفلسفة الإسلامية والصوفية وعلم الكلام والتوحيد وغيرها، حيث أسهم بالعديد من الكتب المؤلَّفة والمُحقَّقة، كما أنه قدم حوالي 30 بحثًا في المجلات العلمية في مصر وخارجها، كما ألف 5 كتب باللغة الإنجليزية والتي ترجمت للغة العربية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في عدة دول مثل ماليزيا والسودان وباكستان وغيرها.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور حسن الشافعي الأزهر الشریف اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

من هو أسامة الأزهري المرشح لمنصب وزير الأوقاف؟

أكدت عدة مصادر مطلعة بأن  د. أسامة الأزهري هو المرشح القادم  لشغل منصب وزير الأوقاف، الذي سيقوم بحلف اليمين الدستوري غدًا.. نستعرض لك في التقرير الآتي من هو أسامة الأزهري 

هو أسامة السيد محمود محمد الأزهري مولود بالإسكندرية في 16 يوليو عام 1976 

انتقل مع عائلته إلى بلدة أبيه في محافظة سوهاج، في صعيد مصر، المعروف بتقاليده المحافظة، وكثرة حفاظ  القرآن الكريم  به، مع سيادة جو علمي أصيل، ضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإسلامي  ، إلى جانب توفر التعليم الأزهري الرسمي وغير الرسمي فيه، والمحبة البالغة التي يكنها أهل هذا الإقليم والتقدير الذي يبدونه للعلماء، وخاصة الأزاهرة منهم.

هناك اعتنى والده بأن يحفظ القرآن الكريم، وأن ينتظم في صفوف الدراسة الأزهرية، وشجع ما قد رأى منه من استعداد للتلقي، ونهم للمطالعة والقراءة، وشغف بالعلم والعلماء، والنظر في سيرهم ودراسة تراجمهم، وعزوفه عن تضييع وقته فيما اعتاد أقرانه فعله من لعب ولهو، مع كثرة ترحاله إلى القرى القريبة والبعيدة، طلبا لمجالسة العلماء وأصحاب الاهتمامات العلمية على اختلافها، وكان والده ـ رحمه الله ـ كثير الدعاء له بأن يرزقه الله العلم.

يعمل مستشار لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، منذ شهر أكتوبر من عام 2014 حتى الأن.

بجانب عمله مدرس مساعد بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق. دَرَسَ عددآ من العلوم الشرعية  وغيرها دراسة حرة على عدد من العلماء الكبار المتخصصين في علوم: الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، والمنطق، والنحو والعقيدة   وغيرها، وحصل على الإجازة من أكثر من ثلاثمائة من العلماء أصحاب الإسناد، من أقطار إسلامية مختلفة. تشرف بالملازمة والمرافقة لعدد من علماء الأزهر الشريف المعمور، ثم عدد من أكابر علماء الشام واليمن، والمغرب العربي العربي.

حصل على شهادة العالمية (الدكتوراه) من كلية أصول الدين بمرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بالطبع والتداول عام 2011م.

حصل على درجة الإجازة العالية (الليسانس) من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف سنة 1999م

حصل على: درجة التخصص (الماجستير) في الحديث الشريف وعلومه من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية سنة 2005م.

عمل معيدا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط سنة 2000م، ثم مدرسآ مساعدآ بنفس الكلية سنة 2005م.

أبرز مؤلفاته المنشوره 

إحياء علوم الحديث، مقدمات منهجية، ومداخل معرفية، المدخل إلى أصول التفسير.معجم الشيوخ الإحياء الكبير، لمعالم المنهج الأزهري المنير، طبع ضمن منشورات مؤسسة كلام للبحوث والإعلام، في دبي. 
والذي ترجم إلى الإنجليزية تحت عنوان   toward a grand renewal  صائد اللؤلؤ، خطوات على طريق بناء الإنسانالحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين

مقالات مشابهة

  • بعد حلف اليمين.. ننشر السيرة الذاتية للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف
  • أسامة الأزهري.. السيرة الذاتية لوزير الأوقاف في التشكيل الوزاري الجديد
  • من هو أسامة الأزهري المرشح لمنصب وزير الأوقاف؟
  • «شعبية عالمية».. من هو أسامة الأزهري وزير الأوقاف في الحكومة الجديدة؟
  • أسامة الأزهري وزيرًا للأوقاف.. جمعة يودع الكرسي بعد 11 عامًا
  • أمين رابطة الجامعات الإسلامية يثمن جهود الإمام الأكبر لنصرة الشعب الفلسطيني
  • الجامع الأزهر يناقش الإسلام وحقوق الجار.. غدًا
  • شيخ الأزهر يتوجَّه إلى ماليزيا في جولة لجنوب شرق آسيا
  • افتتاح منفذ دائم لإصدارات الأزهر العلمية بالمنوفية
  • البحوث الإسلامية يفتتح منفذًا دائمًا لإصدارات الأزهر العلمية بالمنوفية