حسن الشافعي ضيف جناح الأزهر بمعرض الكتاب في ندوة محطات في مسيرة عالم أزهري
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
استكمل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته ال(٥٥)، سلسة "محطات في مسيرة عالم أزهري"، التي ينظمها المركز الإعلامي للأزهر الشريف بجناح الأزهر، ونظم ندوة تثقيفية عن حياة فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأدارها الدكتور علي شمس، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وذلك تتويجًا لنتاجه الدكتور حسن الشافعي العلمي المستفيض، وأعماله التي بذلها لخدمة الإسلام واللغة العربية، وتكليلًا لجهود كبيرة خلال تاريخ طويل حافل بالعطاء وخدمة طلاب العلم.
قال فضيلة العالم الفيلسوف الدكتور حسن الشافعي - فيلسوف الأزهر وابن جامعات القاهرة والأزهر ولندن-، إن العلوم دُرة وليست إلا رواقًا يمتاز بالتنوع والاقتراب من الفكر المعاصر والثقافات المختلفة، مؤكدًا أن هذا هو السبب في ضم كلية أصول الدين جامعة الأزهر ودراسته فيها مع كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وجامعات لندن .
وحول الدراسة الابتدائية والكتاتيب في مصر، أوضح الشافعي أن اتجاهه في المرحلة الابتدائية هو الذي حوله لدراسة المنطق والعقيدة، وقد كان شغوفًا بالدراسة واعتاد أن يعمل بهدوء ونظام وانضباط في دراسته وعمله، وفي المرحلة الثانوية بدأ الاهتمام بالشأن العام؛ وأضاف الدكتور الشافعي أن الكتاتيب في مصر لعبت دورًا كبيرًا في إعداد الشباب، وإعطائهم الدفة الأولى والبنية الأساسية للتعليم والثقافة، مبينًا أن والده كان شيخًا أزهريًا من قراء صحيفة الأهرام، وكان يقرأ لوالده الصحف، وهو ما قوَّم لسانه وجعله مستقيمًا، مؤكدًا على أهمية إحياء فكرة الكتاتيب وعودتها بشيء أو بآخر.
وأضاف الدكتور حسن الشافعي، أنه عاصر ١٤ شيخًا للأزهر الشريف ابتداءً من الشيخ المراغي، والشيخ حمروش، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمود شلتوت، وقال فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر عن الدكتور حسن الشافعي، إن للشيخ حسن الشافعي من اسمه نصيب، الاسم الأول يشير إلى حسن الخلق، والثاني يشير إلى عمق العلم، وداعبه شيخ الأزهر بأنه سيبلغ من العمر مائة عام.
الوسطية والاعتدال
والدكتور حسن الشافعي له باع طويل في خدمة العلوم الإسلامية، تدريسًا وتأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وأكد خلال الندوة أن العمل في الدعوة الاسلامية شرف لا ينافسه شرف، قائلا " لقد احترقت أصابعي في الدعوة الإسلامية"، وقرأت لأحد الزعماء الأجانب أنه لابد من تحرير الدعوة الإسلامية من شيئين السياسة والعنف"، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون الدعاة المصريين دعاة تطرف، وأن مصر بفضل الأزهر الشريف ستظل بلد الوسطية والاعتدال، ومن يريد أن يشتغل بالسياسة فعليه أن يذهب للأحزاب، ومن يريد العنف فليذهب بعيدًا عن مصر، فهي بلد السماحة والأخوة والوسطية والاعتدال، ولا يوجد شعب ينافس المصريين في محبة آل البيت والنبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الدكتور الشافعي أن للجسد على الإنسان حق كبير يجب عليه أن يرعاه ويسخره لخدمة الإنسانية، وأن الشهادة والصدقة والتضحية في سبيل الله هي بركة كبيرة تحيي الموتى، وأنه قد تبرع بمستحقاته المالية وتبرع بما يزيد عن ثلاثة أرباع مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، وساهم في مساعدات وقوافل بيت الزكاة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
والعالم الأزهري الدكتور حسن محمود الشافعي، هو عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعضو مجلس حكماء المسلمين، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ورئيس مجمع اللغة العربية السابق، وهو صاحب الإسهامات العلمية الرصينة المتنوعة بالتأليف والتحقيق والترجمة في الفلسفة وعلوم اللغة العربية، كما ساهم في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، من ١٩٩٨ إلى ٢٠٠٤م، وله جهود كبيرة في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته اللغة العربية خلال رئاسته مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية بعد أقل من 10 سنوات من نيلها لأول مرة.
وعُرف الدكتور حسن الشافعي بحبه الشديد لتأليف الكتب في الفلسفة الإسلامية والصوفية وعلم الكلام والتوحيد وغيرها، حيث أسهم بالعديد من الكتب المؤلَّفة والمُحقَّقة، كما أنه قدم حوالي 30 بحثًا في المجلات العلمية في مصر وخارجها، كما ألف 5 كتب باللغة الإنجليزية والتي ترجمت للغة العربية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في عدة دول مثل ماليزيا والسودان وباكستان وغيرها.
يقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر جناح الأزهر معرض الكتاب خدمة الإسلام اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: القضاء العادل والفكر الوسطي أساس استقرار المجتمع
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي في الاحتفال السنوي لنادي قضاة البحيرة نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب - شيخ الأزهر، بحضور رئيس نادي القضاة ورئيس نادي قضاة مصر، ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، ومساعدوا وزير العدل، ونائب محافظ البحيرة، وبعض رؤساء الجامعات، والقيادات التنفيذية بالمحافظة وكل قضاة البحيرة.
وفي بداية كلمته وجَّه الأمين العام تحية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب - شيخ الأزهر لقضاة مصر ودعوته لهم بالتوفيق والسداد في أداء واجبهم الوطني لإقامة العدالة في المجتمع، قائلًا: إن قضاة مصر رواسي شامخات وهم ميزان العدل وهذا الجمع الكريم المبارك الذي يجمع بين أهل القانون والقضاء وأهل الفكر والبحث والعلم، يعكس تكامل المؤسسات في خدمة وطننا الحبيب، ولذا أقول بأن مؤسسة القضاء تمثل ركنًا ركينًا في تحقيق العدل وإقامة الحق، وهذا ما أكدت عليه شريعتنا الإسلامية التي جعلت العدل أساس الحكم، وأمرت بإقامته بين الناس جميعًا دون تفريق أو تحيز، فأتى التوجيه الإلهي بقوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ).
أضاف الأمين العام أنه في هذا الإطار يأتي دور الأزهر الشريف التاريخي بقيادة فضيلة الإمام الأكبر لدعم قيم العدل ونشر الفكر الوسطي المستنير وإقرار القيم الإنسانية وترسيخ معاني التراحم والتسامح بين الناس جميعا، عبر منهجية منضبطة، ومواجهة حاسمة للفكر المتطرف، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي، فالقضاء العادل والفكر الوسطي جناحان لاستقرار المجتمع وأمنه.
وأوضح الجندي أن لقاءنا اليوم يمثل نموذجًا لما ينبغي أن يكون عليه التعاون بين المؤسسات المختلفة، فالقضاة يحملون أمانة عظيمة في تحقيق العدل، ونحن في الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية نعمل على بيان المنهج القويم الذي يحفظ للمجتمع تماسكه وقيمه، ويدعم مسيرة الإصلاح والتنمية، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا جميعًا لخدمة ديننا ووطننا، وأن يحفظ مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء.