سون ورفقاؤه ورسالة في حب كرة القدم.. يعتذرون لجماهير المنتخبات الخاسرة ويواسون لاعبيها
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
الدوحة ـ لم يقدّم منتخب كوريا الجنوبية كرة جميلة وصبرا وإصرار منقطعي النظير في كأس آسيا حتى الآن، بل أرسل برسالة إلى كل المنتخبات وجماهيرها صغارا وكبارا، عنوانها "في حب كرة القدم".
وكان في الصفوف الأمامية لتسليم هذه الرسالة قائد المنتخب سون هيونغ مين، الذي كان نجم فوز منتخب "محاربي التايغوك" على أستراليا 2-1، فهو الذي انتزع ركلة جزاء، جاء منها هدف التعادل في الوقت القاتل من الشوط الأول، ثم سجل الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة سجّلها في الشوط الإضافي الأول.
ومثلما كان نجما وقائدا خلال المباراة، أكد سون أنه قائد بعد المباراة ومراعيا للشعور، فلم يفرط في الفرحة كالعادة، وحرص على الاعتذار من جماهير أستراليا وواسى لاعبي أستراليا، في مشهد يتكرر مع كل فوز لكوريا الجنوبية، وعقب كل مباراة لها في البطولة الآسيوية.
شاهدوا لقطة البليهي مع سون ولكن من زاوية اخرى ، واضح الموضوع مُزاح بين اللاعبين وفي نهاية المباراة تم العناق ، البعض حاول أن يهول الموضوع لأنه مُحْتقن من أفضل مدافع بقارة آسيا #علي_البليهي pic.twitter.com/upFOlJN9px
— صالح الشحي ???????? (@Saleh_R9) February 1, 2024
وبعد فوزهم المثير و"الدراماتيكي" على السعودية بركلات الترجيح، توجّه سون إلى جماهير "الأخضر" ليعتذر منها، بينما أصرّ على أن يذهب إلى كل لاعب سعودي -بينهم المدافع علي البليهي الذي وقع شجار بينهما والحارس الكسار- لمواساتهم ورفع معنوياتهم.
سون هيونغ-مين ???? علي البليهي
النجم الكوري يواسي المدافع السعودي بعد المباراة ????❤️#كأس_آسيا2023 | #هَيّا_آسيا | #السعودية_كوريا pic.twitter.com/ULxmFrZx5u
— #كأس_آسيا2023 (@afcasiancup_ar) January 30, 2024
ويحسب للمنتخب الكوري، الصبر والتركيز والإصرار التي يلعب بها، إذ استطاع في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع، العودة في مباراتين وأنقذته مرتين من توديع البطولة مبكرا:
أمام أستراليا سجل هوانغ هي تشان من ركلة جزاء في الدقيقة 6 من الوقت الضائع المقدر بـ7 دقائق أمام السعودية سجل تشو كيو سيونغ في الدقيقة 9 من الوقت بدل الضائع المقدر بـ10 دقائق.ومن بين جماهير مواجهة -أمس الجمعة- في ملعب "الجنوب" التي قارب عددها 40 ألفا، الذين قدّم لهم سون اعتذاره: آلاف عدة من الأطفال الذين قدِموا للملعب مع عائلاتهم، وكلما ظهرت صورة أحدهم على الشاشة الداخلية للملعب، كانت الجماهير تتفاعل معهم بحرارة كبيرة لم تشهدها تسجيل أهداف المباراة الثلاثة.
أطفال خطفوا الأضواء خلال مباراة كوريا الجنوبية وأستراليا (الجزيرة) فرحة الفوزوظهر الطفل الفلبيني مارلون روتا (10 سنوات) سعيدا بصحبة شقيقه مارفين (6 سنوات) ووالديه، بعد المباراة وهو يلوّح بعلم كوريا الجنوبية، وسعيدا بفوز منتخبها على أستراليا.
ويقول مارلون الذي حضر المباراة بصحبة والديه للجزيرة نت إنه استمتع بحضور المباراة وتشجيع منتخب كوريا الجنوبية، وإنه تفاعل مع صور الأطفال التي كانت تُعرض على الشاشة الداخلية لاستاد الجنوب.
ويضيف أنه يحب كرة القدم كثيرا، وأن والده يشجعه على ممارستها، ودائما ما يحضر معه المباريات، حيث سبق أن حضر معه في أكثر من مباراة لمنتخب قطر.
أما المشجع الأسترالي توم ديزي فحضر بصحبة شقيقته إيفا وصديقه شارل غوف لمساندة منتخب بلادهم، واستمتعوا بأجواء المباراة والحضور الجماهيري، ولكنهم حزنوا في النهاية لخروج فريقهم.
ويقول توم (13 عاما) للجزيرة نت إنه مقيم مع والديه في الدوحة منذ 7 سنوات، وأن حضوره لمساندة منتخب بلاده واجب عليه، وأنه تمني كثيرا تحقيق أستراليا للفوز في هذه المباراة.
ويضيف أنه ارتبط كثيرا بالحياة في دولة قطر التي يحبها كثيرا، حيث يستمتع بجميع مظاهر الحياة هنا، مثلما يحدث في بطولة آسيا حاليا، ومثلما حدث في مونديال 2022.
مارلون حضر مع والديه وشقيقه لتشجيع كوريا الجنوبية (الجزيرة) كرة القدم ممتعة
بينما ظهر المشجع السعودي أحمد الشرارة (27 عاما) حاملا علم كوريا الجنوبية، ومرتديا قميص سون قائد المنتخب، لدعمها في مباراتها أمام استراليا.
ويقول أحمد الشرارة (والدته من كوريا جنوبية) للجزيرة نت، إنه حجز تذكرة المباراة لدعم منتخب السعودية في حال تأهله، ولكن تأهل كوريا الجنوبية لم يمنعه من الحضور بسيارته لمسافة 320 كلم (4 ساعات) لمساندتها، كونها بلده الثاني.
ويضيف أن كرة القدم ممتعة، وأن الهدف من البطولات الاستمتاع بها ومشاهدة اللاعبين، وقد حضرت مباريات السعودية الثلاث في دور المجموعات.
بينما ظهر المشجع الكوري الجنوبي سايرس وو مع عائلته سعيدا بفوز منتخب بلاده بعد المباراة، وبالأداء الذي قدمه اللاعبون، خاصة عدم اليأس والعودة في المباراة خلال الوقت بدل الضائع.
ويقول وو (المقيم في البحرين) للجزيرة نت إنه سعيد بالأجواء التي يعيشها في قطر خلال بطولة آسيا، حيث حضر من المنامة إلى الدوحة مع عائلته لمساندة منتخب بلاده في بطولة آسيا.
ويضيف أن قطر بلد جميل، وقد تغيرت كثيرا وتطورت للأفضل، فهي تشهد نهضة وتنمية كبيرتين على كل الأصعدة، حيث سبق أن زار الدوحة قبل 5 سنوات، ولكنها باتت مختلفة تماما.
السعودي أحمد الشرارة قطع مسافة 320 كلم بالسيارة لمساندة كوريا الجنوبية (الجزيرة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة بعد المباراة للجزیرة نت کرة القدم
إقرأ أيضاً:
اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى عرض مهم للولاء، تعهدت كوريا الشمالية بدعم ثابت لغزو روسيا لأوكرانيا، مما يسلط الضوء على التحالفات المتعمقة بين موسكو وبيونج يانج. خلال اجتماع رفيع المستوى فى موسكو، تعهدت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوى سون هوى بدعم بلادها لما وصفته بـ "يوم النصر" لروسيا، مؤكدة على صعود "أخوة السلاح التى لا تقهر" بين البلدين. أكد اللقاء مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على التحالف العسكرى والسياسى والاستراتيجى الذى يعتقد الخبراء أنه قد يؤدى إلى زعزعة استقرار ديناميكيات الأمن العالمى بشكل أكبر.
وتزايدت خلفية التعهد بسبب اتهامات كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، اللتين تزعم بيونج يانج أنهما متورطتان فى مناقشات سرية بشأن توجيه ضربة نووية ضد كوريا الشمالية. فى حين تفتقر هذه الادعاءات إلى الصدق، إلا أنها لا تتفق مع الحجج التى قدمتها كوريا الشمالية. وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن التصعيد المحتمل فى شبه الجزيرة الكورية. ووفقًا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية، حذر تشوى من أن "الوضع فى شبه الجزيرة الكورية قد يصبح متفجرًا فى أى لحظة"، وهو ما يعكس الرواية القديمة لكوريا الشمالية حول الدفاع عن النفس ضد التهديدات الغربية المتصورة.
زيادة التعاون العسكرييرافق وعد كوريا الشمالية بالولاء لروسيا زيادات ملموسة فى التعاون العسكري، حيث أقر لافروف بوجود "اتصالات وثيقة للغاية" بين قطاعى الدفاع الروسى والكورى الشمالي. ويقول المحللون إن هذا التعاون العسكرى المكثف يعكس اعتماد موسكو الاستراتيجى على بيونج يانج وسط صراعها الطويل الأمد مع أوكرانيا.
أشارت التقارير الواردة من الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية إلى أن الجنود الكوريين الشماليين يصلون الآن إلى روسيا، ومن المحتمل أن يتم نشرهم فى الصراع الأوكراني. وأفاد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بأن نحو ٨ آلاف جندى كورى شمالى متمركزون بالفعل فى منطقة كورسك الروسية، على الحدود مع أوكرانيا، مع انتشار ٢٠٠٠ جندى إضافى عبر الأراضى الروسية. وقال بلينكن: "لم نر بعد هذه القوات منتشرة فى قتال ضد القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع أن يحدث ذلك فى الأيام المقبلة"، فى إشارة إلى القلق بشأن تورط كوريا الشمالية عسكريا خارج حدودها.
وأثار تحرك القوات الكورية الشمالية لدعم روسيا انتقادات من زعماء العالم، حيث وصف وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى تصرفات كوريا الشمالية بأنها محاولة "لإطالة أمد الحرب فى أوروبا" من خلال تعزيز القوة العسكرية الروسية. وحذر لامى كذلك من أن العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية والكرملين تشكل "عواقب خطيرة على أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ"، وهو الشعور الذى يتقاسمه المحللون الذين يراقبون إعادة التنظيم الاستراتيجى بين الدولتين الاستبداديتين.
ردًا على هذه التطورات، انتقد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى رد الغرب الصامت على تورط كوريا الشمالية فى الحرب، مشيرًا إلى أن بوتن يختبر عزيمة كل من حلف شمال الأطلسى وكوريا الجنوبية. ناشد زيلينسكى الحصول على إذن لضرب القوات الكورية الشمالية المتمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهو الطلب الذى تردد الحلفاء الغربيون فى منحه.
وفى الوقت نفسه، أعرب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاى يول عن حذره، مشيرًا إلى أن سيول ستراقب عن كثب مدى تورط كوريا الشمالية قبل النظر فى تقديم دعم عسكرى إضافى لأوكرانيا. وقال تشو: "سنراقب مستوى مشاركة القوات [الكورى الشمالي] فى الحرب، وما هو المقابل الذى ستحصل عليه كوريا الشمالية من روسيا"، ملمحًا إلى رد كوريا الجنوبية المحتمل اعتمادًا على تطور الدور العسكرى لكوريا الشمالية فى الصراع.
التجارب النووية
وفى خضم هذه التوترات الدولية، عززت كوريا الشمالية من مخاوفها بإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات متطور. ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إطلاق الصاروخ بأنه "عمل عسكرى مناسب" ردًا على ما أسماه "الاستفزازات المتعمدة" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ويؤكد توقيت الاختبار استعداد بيونج يانج لإظهار قدراتها العسكرية المتقدمة كشكل من أشكال الردع.
وأشار محللون غربيون إلى الاختبار الصاروخى باعتباره تصعيدًا كبيرًا، مما يشير إلى أن موقف كوريا الشمالية الدفاعى أصبح أكثر عدوانية مع تماشيه بشكل أوثق مع الأجندة الجيوسياسية لروسيا. وقد أثارت هذه الخطوة إدانة من جانب المراقبين الدوليين، لأنها تزيد من المخاطر فى منطقة متقلبة بالفعل وتهدد بإثارة المزيد من العسكرة من جانب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
إن التأثيرات المترتبة على هذا التحالف الناشئ تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا وشبه الجزيرة الكورية. إن تشديد الروابط بين موسكو وكوريا الشمالية يأتى فى ظل تحالف أوسع نطاقًا بين روسيا وما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهى شبكة غير رسمية من الجهات الفاعلة المناهضة للغرب بما فى ذلك الجماعات فى لبنان وقطاع غزة. وقد أدت التصريحات الأخيرة التى أدلى بها كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، والتى تشير إلى استعداد إيران للقدرات النووية، إلى تكثيف التدقيق الغربى فى تحالفات روسيا.
وفى محاولة لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ٤٢٥ مليون دولار لأوكرانيا، والتى تشمل صواريخ اعتراضية دفاعية وذخائر أخرى تهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية والبرية لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعهد مسئولون دفاعيون أمريكيون بتقديم أصول إضافية إلى الشرق الأوسط، بما فى ذلك أنظمة الدفاع الصاروخى الباليستى وقاذفات بي-٥٢، مما يشير إلى نية واشنطن دعم حلفائها وسط عدم الاستقرار المتزايد.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العلاقة الثلاثية المكثفة بين كوريا الشمالية وروسيا وإيران لديها القدرة على تحويل ديناميكيات القوة على مستوى العالم، حيث تسعى روسيا إلى الحصول على الدعم خارج حلفائها التقليديين لمواجهة العقوبات الغربية وتعزيز جهودها الحربية فى أوكرانيا. ويشير المحللون إلى أن هذه التحالفات قد تشجع الدول الأخرى ذات المواقف العدائية تجاه الغرب، مما يشكل تحديًا لنفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عبر مناطق متعددة.
إن التعاون الوثيق بين كوريا الشمالية وروسيا يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الأمن العالمي، وخاصة مع مواجهة كل من البلدين للعزلة عن المجتمع الدولي. ومع نشر كوريا الشمالية لقواتها لمساعدة الأهداف العسكرية الروسية، ومناقشة القدرات النووية علنًا من قبل المسئولين الكوريين الشماليين والإيرانيين، فإن المخاطر أعلى من أى وقت مضى. ويبقى السؤال ما إذا كانت القوى الغربية ستعيد ضبط استراتيجياتها استجابة لهذا التعاون المتصاعد بين بعض أكثر الأنظمة إثارة للجدل فى العالم.
ومع تعمق هذه الشراكة، يحذر المحللون من العواقب البعيدة المدى التى قد تترتب على الاستقرار فى أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابات استراتيجية تعالج الأبعاد العسكرية والدبلوماسية لهذا التحالف الناشئ. ويراقب العالم عن كثب كيف تتحدى هذه التحالفات النظام القائم، وهو ما يشير إلى أن التداعيات قد تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.