بوابة الوفد:
2024-11-16@02:53:11 GMT

اقتراح عبدالسند يمامة وهجوم «أديب» و«أبوبكر»

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

التحديات البشعة التى تواجهها مصر حالياً، والتى تشمل أموراً كثيرة من بينها وضع البلاد حالياً وسط كتلة ملتهبة فى بلاد عربية سقطت فى بحور الفوضى والاضطراب كما يحدث فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، إضافة إلى الحدود مع دولة الاحتلال فى فلسطين، والأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر، كل هذه الأمور تجعلنا نصفها بأنها فى حالة حرب، لصد كل الهجمات والمخططات والمؤامرات، التى تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، فما حدث فى هذه البلدان العربية لا يشفى غليل الصهيونية العالمية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية التى فشلت فى عام 2011، فى تقسيم مصر، وزاد غليلها مؤخراً بعد ثورة 30 يونيو 2013، التى صفعت كل من يريد النيل من البلاد، صفعات شديدة، خاصة بعد القضاء على الإرهاب من جماعات التطرف المختلفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التى تمولها أمريكا، وهذا لا يخفى على أحد.

كل هذه الأمور جعلت الغرب والمجتمع الدولى وعلى رأسه الصهيونية العالمية تناصب مصر المزيد من العداء، لفشلهم فى إسقاط البلاد كما يخططون ويرغبون.
وكانت النتيجة المرة لكل هذا هو تأثر الاقتصاد المصرى أو لنقل تعرضه لأزمة اقتصادية خطيرة، ووجود التزامات كثيرة على البلاد واجب استحقاقها ولا يمكن التراخى فى سدادها، وإلا ستكون العواقب أكثر من وخيمة على الاقتصاد. وفى ظل هذه الأوضاع المؤلمة والبشعة، كان لابد على كل القوى السياسية والحزبية أن تشارك الدولة الوطنية المصرية فى هذا الوبال الشديد.
ولذلك جاء اقتراح الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد بتخصيص 20٪ من دخل المصريين بالخارج، للتحويل فى البنوك الوطنية، وقد لاقى هذا الاقتراح ردود فعل متباينة بين مؤيد وهم الأكثرية، ومعارض له لأسباب أخرى، لا ترى الجانب المؤلم فيما تتعرض له البلاد.. والجانب المؤيد يرى أن هذا واجب وطنى للوقوف إلى جوار الدولة فى أزمتها ومحنتها، لأن الخراب -لا قدر الله- سيطول الجميع بلا استثناء إذا وقع.. أما الجانب الرافض وهم قلة فيرون الأمور بعين أخرى. لكن المؤلم أن نجد بعض الإعلاميين المفروض فيهم أن يوجهوا الرأى العام إلى ما يخدم الوطن، راحوا يغردون فى طريق معاكس، وهنا يثور السؤال ماذا تريدون من هذا الاتجاه.. هل فعلاً تخافون على المصلحة الوطنية أم غير ذلك؟!
ولنضرب مثلاً بالإعلامى عمرو أديب الذى يعمل فى فضائية سعودية، وانهال مؤخراً سباً وقذفاً فى حق الوفد ورئيسه، وإنني أوجه له سؤالاً مهماً، هل ولاؤك أولاً لمصر أم للدولة التى تعمل فى فضائيتها؟!
أنت رجل تحمل جنسيتين المصرية والسعودية، الولاء لمن، للوطن الذى تربيت فيه أم للدولة التى تعمل بها، وطبعاً لن أجيب عن السؤال لأن الإجابة معروفة لكل العاملين فى الوسط الإعلامى، وأنت شخصياً تتباهى بالولاء لغير مصر، وبالتالى فإن حديثك مشوب بالعوار ولا يقبل به أى عاقل!!. كذلك يجب أن تراجع نفسك ألف مرة، فمصر أهم منك ومن على شاكلتك.. أما الوفد الذى تنهال عليه سباً وقذفاً، فهو الذى استقبلك محرراً فى بداية حياتك الصحفية ولم تمكث فيه سوى أيام معدودات، ويرحم الله الأستاذ الكبير عباس الطرابيلى رئيس تحرير الوفد الأسبق، الذى وصفك بأنك لا تصلح صحفياً من الأساس، وكنت أتمنى أن تناقش اقتراح رئيس الوفد بحيادية بعيداً عن التشويه والنيل من الحزب العريق لأغراض شخصية. والغرض هو أنك ستكون أول المتضررين من الاقتراح إذا وافقت عليه الحكومة المصرية، ثم ألا تعلم أن مصر التى تواجه التحديات الكبرى حالياً، تحتاج من الجميع بلا استثناء أن يقفوا إلى جوار دولتهم، بدلاً من تحويل أموالهم إلى الخارج يستفيد منها، على حساب بلدهم، ولا أحد ينكر على الإطلاق أن الملكية الخاصة مصونة بالدستور ولا أحد يستطيع الاقتراب منها، والاقتراح لا يعنى أبداً المصادرة أو التأميم أو ما شابه ذلك من أمور هى من وحى خيال الذين لا يريدون الوقوف إلى جوار وطنهم فى محنته. ثم هل الاقتراح يعنى مثلاً مصادرة العشرين فى المائة من أموالهم، بالطبع لا إنما كل المطلوب هو تحويلها إلى البنوك الوطنية باسمهم، وبالتالى هى مصونة ولا يتم ضخها فى السوق السوداء، لأنه من مصلحة الوطن والمواطن أن يتساوى سعر الدولار فى السوق الرسمى وغير الرسمى.
إن اقتراح التحويل كما قلت آنفاً ليس مصادرة أموال العاملين بالخارج ولا تأميمها ولا خلافها من هذه المصطلحات، إنما هو تحويل عن طريق البنوك الوطنية وهذا واجب وطنى يغيب تماماً عن فكر عمرو أديب الذى يتغنى على الأزمات المصرية، لصالح أطراف أخرى كل همها النيل من مصر!!!.. وليعلم «أديب» أن مصر التى تواجه تحديات كبيرة وخطيرة، وعليها ضغوط شديدة من كل اتجاه، والهدف هو إسقاط مصر، تخوض حرباً من أجل الأمن والاستقرار الذى ينعم به داخل البلاد، وهذا التمويل القليل من أموال المصريين بالخارج لن يضرهم فى شىء، لكنه يحفظ لهذا البلد العظيم استقراره، ولتعلم يا «أديب» أن قانون الجنسية، فى عدد كثير من الدول يمنع فكرة الازدواجية بين الجنسيتين، لكن مصر التى سمحت لك بالحصول على جنسية أخرى، لم تسقط عنك الجنسية المصرية، والمفروض أن تحفظ لها هذا الجميل، وتساعد مصر فى محنتها وأزمتها، بدلاً من تشكيك الناس فى اقتراح قد تأخذ به الحكومة أو ترفضه.
أما الآخر الذى خرج مناوئاً ورافضاً لاقتراح عبدالسند يمامة فهو خالد أبوبكر وهذا حقه، لكن العجيب فى الأمر أنه أخذ يتطاول على الوفد ورئيسه، بعيداً عن أية موضوعية فى مناقشة الاقتراح، وأعذره فى هذا الشأن لأن الرجل لا علاقة له من قريب أو بعيد بالإعلام والصحافة وله عذره لأنه «محامٍ».. وكنت أتوقع منه أن يتحدث بمنطق بدلاً من هذا الهجوم العشوائى غير المبرر، فليس من حقه أو غيره أن يصادر على فكر أحد أو يتطاول فى الحديث، من حقك أن ترفض وتناقش بموضوعية، ولكن من أين تأتى بذلك وأنت قد امتهنت مهنة إعلامى على حساب عملك الأصلى كمحام.. كنت أتوقع منه أن يطرح القضية للنقاش من أجل الوصول إلى رأى يساعد الحكومة فى هذه المحنة الشديدة التى تمر بها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وهجوم أديب أبوبكر عبدالسند يمامة البلاد حاليا بلاد عربية

إقرأ أيضاً:

عيد الجهاد و«وطنى» الوفد!

مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهرت فكرة اجتماع الحلفاء المنتصرين فى الحرب لتقرير كيفية تقسيم الغنائم، «مؤتمر السلام بباريس 1919»، قرر الزعيم سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى الذهاب إلى مؤتمر الصلح لتمثيل مصر وطلب الاستقلال.

وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطانى، السير ريجنالد ونجت، فى مثل هذا اليوم من العام 1918، لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة فى المؤتمر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهب الشعب المصرى بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفيقاه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هى النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد، واعتبر 13 نوفمبر من كل عام عيدا للجهاد الوطنى.

وفى مثل هذا اليوم أيضا فى 1935، خطاب ألقاه السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطانى فى لندن، تهكم فيه على الدساتير المصرية حيث وصف دستور 23 غير صالح للعمل ودستور 30 لا يتوافق مع رغبات الأمة، وأضاف أن بريطانيا نصحت بألا يتم إعدادهم من الأساس، فاندلعت المظاهرات فى القاهرة، وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكان أول الذين قتلوا عاملا فى سرادق الاحتفال بعيد الجهاد، وتجددت المظاهرات فى الأيام التالية، وكانت أهم المظاهرات التى قام بها طلبة جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليًا)، التى تدفقت عبر كوبرى عباس، وأطلق البوليس النار عليها، فقتل عددا من الطلبة، واستمر المصريون يحتفلون فى مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الجهاد الوطنى حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، التى ألغت الاحتفال.. وفى العام الماضى جاءت ذكرى عيد الجهاد فى ظروف استثنائية وهى الانتخابات الرئاسية التى شارك فيه حزب الوفد بقوة، وبرئاسة الدكتور عبدالسند يمامة، بغض النظر عن ايديولوجية المسرح الانتخابى والحالة السياسية للنظام السياسى، فهى بالتأكيد فرصة ذهبية لا تعوض أو قد لا تأتى لاحقا، لحزب الأكثر من مئة عام والأقدم عالميا وجودة فى المشهد الانتخابى يعيد توازن ديمقراطية الحياة السياسية كما أنه يعيد تدوير ميزان القوى السياسية والقضاء على فكرة الحزب الواحد والذى استمر لأكثر من ثلاثين عاما، و«الوفد» ليس مثل كل الأحزاب.. فهو تاريخ حافل بالأمجاد والمواقف الراسخة فى ذاكرة الأمة.. ولأنه قلعة العظماء الذين علّموا العالم كيف تكون الحرية والكرامة الإنسانية فى معركة الوجود! وعلّمنا أن الحق فوق القوة.. والأمة فوق الحكومة.. وإرادة أمة صنعت المعجزات فى حقبة من الظلام وعلى الاستبداد والظلم والفساد، ولأنه تاريخ لموروث عريق لأجيال قادمة لا ينكره إلا حاقد.. لأنه رمز للديمقراطية الخالصة وقداسة السيادة الشعبية. وخلاصة تجمعت فيها سلطة الأمة فغلبت سلطة الفرد وغلبت حكم الاستبدال.

فالأحزاب السياسية من التنظيمات السياسية المهمة التى تؤثر بالنظام السياسى وتضمن استمراره واستقراره؛ إذ تسعى لفتح آفاق واسعة للمشاركة فى التعددية الحزبية، حيث تقاس الحريات فى أى بلد بمزيد من التفاعل بين أركان النظام والقوى السياسية المتنوعة بكل كياناتها السياسية، بحيث تكون المشاركة الجادة فى تحديد مصير الوطن والمواطن تتوقف على مدى التناغم والتآلف بين طرفى المعادلة السياسية.. من ثم تعمل على تنشيط الحياة السياسية، وتحقق استمرارية الديمقراطية، وتؤكد أيضا على فاعلية النظام السياسى الذى قد ينتمى لنظام حزبى بعينه فى الدولة؛ بحيث تعتبر الأحزاب السياسية قناة رئيسية لصورة المشاركة السياسية فى كافة الاستحقاقات الانتخابية.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

 

 

مقالات مشابهة

  • عيد الجهاد و«وطنى» الوفد!
  • عودة سوبر دونالد
  • قانون الإيجار.. والسلام المجتمعى
  • «عيد الجهاد.. ميلاد الوفد وترسيخ روح الولاء الوطنى»
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • منتخب مصر ضد المغرب.. مواجهة صعبة على "شط القناة"
  • بحضور يمامة.. بدء احتفالية حزب الوفد بذكرى عيد الجهاد الوطنى (صور)
  • الدكتور عبد السند يمامة: 13 نوفمبر تمهيد لثورة 1919 وغير راض عن نسبة الوفد في البرلمان
  • عبد السند يمامة: غير راضٍ عن نسبة الوفد في البرلمان