بوابة الوفد:
2025-02-02@03:00:06 GMT

نار الأسعار أذابت برودة «طوبة»

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

موجة الغلاء التى تشهدها البلاد والتى تعد الأكبر فى العصر الحديث، أصابت المصريين بحالة من الغليان والترقب نظرًا لقفزاتها المتوالية التى فاقت مقدرة الجيوب الفارغة والبطون الخاوية لغالبية الشعب.
وبات الغلاء القاسم المشترك فى الحديث بين جميع الطبقات، بل بين أفراد الأسرة الواحدة، خصوصًا بعدما طالت الزيادة المبالغ فيها وغير المبررة السلع الإستراتيجية والأساسية التى لا غنى عنها.


وأصبح مجرد التفكير فى بعض السلع بمثابة جريمة إنسانية يعاقب بها المواطن نفسه وأهله، وخاصة اللحوم والأسماك والدجاج وحتى غالبية الخضراوات والبقوليات، وغيرها.
الحكاية أصبحت أكبر من الاستغناء لمواجهة الغلاء، فالموجة السعرية المرتفعة لم تترك شيئًا إلا وطالته، وضاعفت ثمنه أكثر من مرة فى أوقات قصيرة متلاحقة، بل إن بعض السلع يزيد ثمنها فى اليوم الواحد بصورة متكررة ومتلاحقة.
من هنا لم تعد فكرة الاستغناء مجدية، والسبب ببساطة أن الأمر فى هذه الحالة سوف يعنى الصوم عن الطعام حتى الموت، فكل السلع باتت فوق مقدرة المواطن.
ميزانية الأسرة المصرية أصبحت معقدة جدًا بين الرواتب والدخل والمصروفات اليومية المتعلقة بالاحتياجات الأساسية والضرورية والتى لا غنى عنها، ولم تعد أكثر السيدات تدبيرًا قادرة على إدارة شئون المنزل لأيام تعد على أصابع اليد، وعجز جهابذة الاقتصاد عن وضع حلول عاجلة تنقذ الأسر المصرية.
اختفاء التسعيرة الجبرية والرقابة على الأسواق دفع التجار إلى تولى زمام الأمور بما يخدم مصالحهم فقط وفقًا لنظرية العرض والطلب، بل ووضع بورصة أسعار لكل سلعة من قبل تجار الجملة، أما أصحاب المحالّ فلكل منهم بورصته الخاصة يتحكم فيها كيفما شاء وبالطريقة التى تزيد أمواله تكدسًا.
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضى انتشر فى مصر نموذج التسعيرة الجبرية، حيث كانت الدولة ملزمة بتقدير قيمة البضائع فى الأسواق والتى تعد إحدى آليات الرقابة على الأسواق المرتبطة بالأنظمة الاشتراكية عبر وضع تسعير جبرى لكل سلعة، ويجرم كل من يبيع بغيرها، وفى نهاية الثمانينيات تحولت مصر تدريجيًا نحو السوق الحرة معتمدة على نظرية العرض والطلب.
واستغل السماسرة نظرية العرض والطلب فى خلق سوق سوداء تعتمد على احتكار السلع وإخفائها وتعطيش الأسواق، ومن ثم عرضها بأضعاف ثمنها، وعندما تدخلت الدولة وفرضت التسعيرة على 7 سلع استراتيجية انضبط السوق قليلًا ثم اختفت السلع من الأسواق لتعود بأسعار جديدة.
باختصار.. الاقتصاد الرأسمالى قائم على فكرة المنافسة بين التجار على السلع من حيث السعر والجودة والمستهلك صاحب القرار فى عملية الشراء وفقًا لإمكانياته، ولأن التجار فى غياب الأجهزة القادرة على ردع الاحتكار وإخفاء السلع وتعطيش السوق وإشعال السوق السوداء وفرض الأسعار المغالى فيها فإن مواجهتهم باتت أكثر صعوبة، بل إنهم يفرضون إرادتهم على الحكومة.
من هنا نرى أن الدولة مطالبة بأن تستورد بنفسها السلع الإستراتيجية التى يحتاجها المواطنون وأن تقوم ببيعها فى منافذها الخاصة بهامش ربح قليل، وهذا الأمر سيكون له فائدتان أولهما هى التخفيف عن كاهل المواطن وإشعاره أن الدولة تسانده وتقف بجانبه، وثانيهما أن هذا الأمر الذى تقدم عليه العديد من الدول فى مثل هذه الأحوال سوف يدفع التجار إلى خفض أسعارهم خاصة وأن أغلبهم يحقق هامش أرباح تفوق أضعاف الأرباح المستحقة مما يسهم بشكل كبير فى عودة الاستقرار إلى الأسواق خاصة إذا لم يكن هناك ما يدعو لهذه الزيادات غير المبررة.
تبقى كلمة.. لا يجب أن تتخلى الحكومة عن دورها لصالح التجار وأصحاب المصالح، فمسئوليتها فى المقام الأول هى حماية المجتمع وتوفير حياة كريمة لأفراده، وبالتالى يجب أن يكون توفير السلع الأساسية والضرورية للمواطنين بأسعار تتناسب مع إمكانياتهم على رأس أولويات الحكومة.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار

إقرأ أيضاً:

شعبة المواد الغذائية: انخفاض أسعار السلع بنسبة 15% استعدادًا لرمضان 2025

مع دخول شهر شعبان وبدء العد التنازلي لشهر رمضان المبارك، أكد حازم المنوفي، رئيس جمعية "عين" لحماية التاجر والمستهلك وعضو شعبة المواد الغذائية، أن الأسواق المصرية تشهد استعدادات مكثفة لاستقبال الموسم الرمضاني، حيث بدأت عمليات توفير السلع الأساسية مثل اللحوم، الدواجن، الزيوت، السكر، الأرز، وغيرها من المنتجات التي يزداد الطلب عليها خلال الشهر الفضيل.

وزير الزراعة: التوسع في معارض السلع الغذائية بشهر رمضان 2025 (فيديو) ممثل التموين بقـنا: أسعار السلع الاستهلاكية ترتفع بالشائعات حملات مكثفة على الأسواق والمخابز والمحال العامة لمراقبة الأسعار وتوفير السلع بالسلام

 

وأوضح المنوفي أن هناك تحسنًا واضحًا في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، حيث سجلت معظم السلع الغذائية الأساسية انخفاضًا يتراوح بين 10% و15%، مرجعًا ذلك إلى تحسين سلاسل التوريد، توافر المنتجات بكميات كبيرة، وجهود الدولة في ضبط الأسواق وتشديد الرقابة على الأسعار.

وأكد أن هذا الانخفاض سيسهم في تخفيف الأعباء المالية على الأسر المصرية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، مشيرًا إلى أن الأسواق تعمل على توفير المنتجات بأعلى جودة وأفضل سعر، مما يساعد المواطنين على الاستعداد لشهر رمضان دون القلق من موجات الغلاء المعتادة.

رقابة مكثفة لمنع الاحتكار والتلاعب بالأسعار

وحول الدور الرقابي لجمعية "عين"، أوضح المنوفي أن الجمعية تواصل جهودها في مراقبة الأسواق من خلال فرق ميدانية، لضمان استقرار الأسعار ومنع أي محاولات لرفعها بشكل غير مبرر أو احتكار السلع. كما دعا المواطنين إلى التعاون مع مؤسسات حماية المستهلك والإبلاغ عن أي مخالفات، لضمان بيئة سوقية عادلة ومتوازنة.

أمل في استقرار الأسواق خلال رمضان

وأعرب المنوفي عن أمله في أن يكون شهر رمضان هذا العام أكثر استقرارًا من الناحية الاقتصادية، مما ينعكس إيجابيًا على المواطنين ويسهم في تخفيف الأعباء المالية عن الأسر المصرية. كما وجه رسالة للتجار والموزعين بضرورة الالتزام بالأسعار العادلة والتعاون مع جهود ضبط الأسواق، لضمان توفر السلع بكميات وأسعار مناسبة طوال الشهر الكريم.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: إتاحة السلع بكميات كبيرة تمنع جشع التجار وتستقر بالأسعار
  • عضو شعبة المواد الغذائية: انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • بشرى سارة للمواطنين.. انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • شعبة المواد الغذائية: انخفاض أسعار السلع بنسبة 15% استعدادًا لرمضان 2025
  • وزير الزراعة : استيراد بيض المائدة لضبط الأسعار والسيطرة على السوق
  • محافظ المنيا يفتتح سوق اليوم الواحد بمطاي
  • تخفيضات تزيد على 30%.. محافظ المنيا يفتتح سوق اليوم الواحد بمطاي
  • بتخفيضات أكثر من 30%.. محافظ المنيا يفتتح سوق اليوم الواحد في مطاي
  • بتخفيضات تزيد على 30%.. محافظ المنيا يفتتح سوق اليوم الواحد بمطاي