الحوثي يكشف تفاصيل هامة عن الهدنة ومقتل امريكيين في البحر الاحمر والتهديد بالغزو براّ
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
كما تطرق الحوثي في مقابلة أجرتها معه وكالة MintPress الناطقة باللغة الإنجليزية إلى كل ما يتعلق بالمواقف اليمنية المناصرة لغزة، وحادث مقتل جنود أمريكيين الغامض في البحر الأحمر، وما يتم تناقله من غزو بري على اليمن من الأمريكية ولابريطانية، وعملية التفاوض الجارية مع تحالف العدوان، ومواضيع أخرى هامة.
وكالة MintPress: تعانون في اليمن من تداعيات حرب استمرت أكثر من ثمان سنوات، ورغم ذلك اتخذتم موقفا عسكريا وسياسياً مع الفلسطينيين متقدما، لماذا هذا الموقف؟ وكيف تعلقون على ما تروج له الحكومة الأمريكية والبريطانية بأن موقفكم لا علاقة له بغزة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أولا موقفنا هو إيماني وإنساني، ونتحرك لأننا نرى أمامنا مظلومية كبيرة، ونعلم حجم وفظاعة هذه المجازر التي تُرتَكب ضد أبناء غزة.
فلذلك نحن نتحرك من هذا المُنطَلق، ولا نريد أن يتكرر الإجرام نفسه، ونمتثل فقط لمطالبة شعبنا الذي يخرج كل جمعة بالملايين وجماهير الأمة العربية والإسلامية والأحرار حول الدفاع عن إخوانهم الفلسطينيين، ولا يمكننا أن نقبل بما نراه اليوم في غزة من وضع إنساني مأساوي معروف بأنه إبادة جماعية لأهل غزة حتى باعتراف محكمة العدل الدولية، فلذلك تحركنا هو في هذا الاتجاه، أن نواجه المستكبرين الذين يواجهون المستضعفين الذين أصبحوا في وضعية كبيرة من المعاناة الإنسانية، إلى حد أن يعلّق المستكبرون دعمهم لـ “الاونروا” في الوقت الذي كان من المفترض زيادة الدعم حتى تستمر في تقديّم رغيف الخبز للفلسطينيين؟
وكالة MintPress: تصور وسائل الإعلام الغربية حصار البحر الأحمر على أنه تهديد لحرية الملاحة لجميع السفن التي تمر عبره. هل هذا دقيق؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي الدول المسموح لها باستخدام باب المندب دون أي مشاكل، وكيف يحدد أنصار الله السفن التي يمكنها المرور وأيها يتم إيقافها؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أولاً لا يوجد حصار للبحر الاحمر، وما يروج له في وسائل الإعلام الغربية من أننا نستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر ونعرض التجارة الدولية للخطر غير صحيح، فالملاحة عبر البحر الأحمر آمنة لكل السفن التي لا تمت لإسرائيل بصلة، وإلى وقت قريب مرت أكثر (4874) سفينة مرّت منذ أن أعلنا عن عملياتنا، وتمر من باب المندب كل يوم ما يقارب 70 سفينة دون أن تتعرض للأذى.
نحن قلنا باستمرار إن السفن التي يتم استهدافها هي السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” سواءً المتجهة إلى الموانئ المحتلة أو التي تعود ملكيتها للإسرائيليين، أو تلك التي تدخل إلى ميناء أم الرشاش (إيلات)، والقوات اليمنية المسلحة تؤكد مراراً أن كل السفن التي لا تمت بصلة لـ “إسرائيل” لا يمكن أن تُمَس بأذى، وهذا ما يؤكده متحدثها الرسمي مرارا وتكرارا في جميع البيانات الصادرة المعلنة عن العمليات البحرية للقوات المسلحة اليمنية. فلا يوجد أي تهديد لأي سفينة غير ما تعلنه البيانات العسكرية.
نحن لا نريد ان يُغلَق باب المندب ولا أن يُغلَق البحر الأحمر، بدليل محافظتنا إلى اليوم على عدم الوصول إلى هذه الخطوة والاقتصار على استهداف السفن الإسرائيلية والسفن التي تتجه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولو أردنا إغلاق باب المندب، لكانت هناك إجراءات أخرى وبعضها أسهل من إرسال الصواريخ.
لذا فإن ما يروج له في الإعلام هو نتيجة للتضليل الأمريكي الذي يحرص على تكثيف تدفق رواياته الكاذبة حول الأحداث لتكون هي السائدة في الإعلام الدولي. وهو يعمد إلى شيطنتنا من خلال الضخ الإعلامي لرواياته غير الصحيحة، مع أنه والبريطاني هم الشياطين الذين يرفضون توقف الإبادة في غزة وفك الحصار عن أهلها ويعسكرون البحر الاحمر ومستمرون في التصعيد والعدوان على اليمن. أما بالنسبة لكيفية تحديد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فيتم بناء على معلومات دقيقة لدى وزارة الدفاع اليمني، بعدها يتم تحذيرها بأن عليها عدم المرور من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وفي حال رفضت التحذير ـ
بعد الإعلان والتوضيح وإعطاء الإشارات للسفن بأن تتوقف وأن تعود ـ يتم استهدافها.
ولم يتم استهداف أي سفينة لم تكن متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بحسب البيانات العسكرية التي نثق بها ولم يستطع الأمريكي والبريطاني إثبات عكسها.
وكالة MintPress: هناك هدنة بينكم وبين التحالف الذي تقوده السعودية وحلفاؤها في اليمن منذ عامين تقريباً، بالتزامن مع مفاوضات تجري حاليا عبر الوسيط العماني… هل تم تهديدكم باستخدام الورقة اليمنية كورقة ضغط عليكم من أجل وقف عملياتكم في البحر الاحمر؟
ومن يعرقل التوصل إلى سلام واتفاق بين اليمنيين؟ عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أولاً، ليس هناك هدنة ولكن هناك خفض للتصعيد. ونأمل أن يستمر العمل السياسي للوصول إلى السلام الدائم للجمهورية اليمنية وفك الحصار عن الجمهورية اليمنية.
ثانياً، هناك كثير من الرسائل غير المباشرة والتهديدات المعلنة التي تصلنا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها، رسالة فتح المعارك وتحريك الجبهات وعرقلة السلام وإيقاف المساعدات وغيرها، رداً على موقف الشعب اليمني المجاهد الرافض لإبادة أبناء غزة، وهذا مما صرّح به قائد الثورة في خطاب الأول من شهر جماد.
لكننا أكدنا لهم ونؤكد أن مصير أي مغامرة أو حماقة بتنفيذ التهديد الأمريكي لشعبنا هو الفشل والخسران، فلن يثنينا أي تحرك للأعداء عن نصرة غزة. نحن من عشاق السلام ونريد بناء الجمهورية اليمنية وبناء المواطن اليمني ونحب أن يكون هناك سلام، وحتى عملياتنا في البحر الأحمر هي في إطار البحث عن السلام لإخواننا في فلسطين، ولكن من الذي يمنع السلام طوال التسع السنوات؟
أليست أمريكا التي هددت بعرقلته كما سبق التوضيح؟
أما نحن فقدّمنا رؤية الحل الشامل ونشرت على وسائل الإعلام وسُلّمت للأمم المتحدة. مؤخراً هناك ورقة تم التوافق على نقاطها، ومن يعرقل هو الأمريكي، فكما كان هو المعيق للسلام وصرح وتحدث بذلك في الجولات السابقة فهو اليوم يتحدث ويصرح ويعيق، لأن الأمريكي هو يطلق فقط شعارات، كان يتحدث عن السلام في فلسطين ثم كان أول من وقف أمام إيقاف العدوان على غزة هو الـ “فيتو” الأمريكي، وكان يتحدث عن السلام في اليمن وها هو اليوم يشن عملياته على أبناء الجمهورية اليمنية.
وكالة MintPress: هل هناك قنوات تفاوض مباشر بينكم وبين الأمريكيين؟ وكيف يمكن إجراء مفاوضات مستقبلية من أجل خفض التصعيد في المنطقة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن لم نتفاوض مباشرة مع الأمريكي رغم أنه يطلب أن يكون هناك تفاوض مباشر، لكننا نرفض ولا نرى بأنه يمكن أن نتحاور مع الأمريكي، لأننا نرى الأمريكي مجرما إرهابيا يعمل كل ما في وسعه من أجل استمرار الجرائم والمجازر، فلا يشرفنا أن نتحاور معهم مباشرة.
إن كان هناك تواصل فيتم عبر الأخوة في سلطنة عمان مع فريقنا المفاوض هناك، هكذا فقط يمكن أن يتم الحوار على هذه الطريقة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: عضو المجلس السیاسی الأعلى محمد علی الحوثی البحر الأحمر السفن التی باب المندب فی البحر
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة مسيرة أمريكية في مأرب
تتصاعد التوترات في اليمن بشكل متسارع مع إعلان جماعة الحوثي، مساء الإثنين، عن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية في أجواء محافظة مأرب، شرقي البلاد.
ووفقًا لما أعلنه يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، فإن الدفاعات الجوية الحوثية تمكنت من استهداف الطائرة من طراز "MQ-9" بصاروخ باليستي محلي الصنع، مؤكدًا أن هذه الطائرة هي السادسة عشرة التي تنجح قواتهم في إسقاطها منذ بدء ما يسمونه بـ"معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي يربطونها بدعمهم العسكري لغزة.
هذا التطور يأتي في ظل تصعيد حاد بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد إعلان الجماعة المتحالفة مع إيران عن استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، في خطوة تهدف إلى الضغط على إسرائيل وإسناد الفلسطينيين في غزة.
الحوثيون، الذين صعّدوا من استهداف السفن التجارية والعسكرية المرتبطة بإسرائيل منذ أشهر، باتوا أكثر وضوحًا في نواياهم، إذ شدد سريع على أن العمليات ضد القطع الحربية "المعادية" ستستمر خلال الأيام المقبلة، وأنهم لن يترددوا في اتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية.
وفي ظل هذا الصراع المحتدم، لا تقتصر التداعيات على الجبهة العسكرية فقط، بل تمتد إلى المشهد الإنساني المأساوي في اليمن. فوفقًا لتصريحات أنيس الأصبحي، المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد أسفرت الغارات الأمريكية المستمرة منذ منتصف مارس الجاري عن سقوط 57 قتيلًا و132 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.
ويعكس التصعيد مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، حيث يواجه اليمن ضغوطًا متزايدة في ظل استمرار الغارات الأمريكية والهجمات الحوثية على السفن، ما يجعل البحر الأحمر نقطة توتر قابلة للانفجار في أي لحظة.