اجترأت إسرائيل وقامت فى الثلاثين من يناير الماضى باقتحام مستشفى ابن سيناء، وهى الجريمة التى سبق للجيش الإسرائيلى أن نفذها منذ ثمانى سنوات فى الضفة الغربية. ولكن الاقتحام هذه المرة أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين عمدًا ومع سبق الإصرار والترصد لتصبح الواقعة أكبر فضيحة علنية لإسرائيل والولايات المتحدة الداعمة لها.
لقد تنكرت القوة الإسرائيلية التى نفذت عملية قتل الفلسطينيين الثلاثة بلباس طبى.
وفى معرض التبرير صرح الناطق باسم الجيش الاسرائيلى بأن قتلهم جاء بعد أن خططوا لتنفيذ عملية تخريبية فى المدى الزمنى الوشيك. ولا غرابة، فهى إسرائيل التى تشن حربًا شاملة على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة والقدس الشرقية، وهى ترتكب حرب إبادة جماعية وتهجيرًا وضرب الاقتصاد ومنع حرية الحركة للفلسطينيين. واليوم نقول إنه آن الأوان لكى يبادر العالم بالضغط على الاحتلال الإسرائيلى لوقف ما يقوم به من مجازر وجرائم حرب يتصدرها سياسة التنكيل بحق الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أقرت بارتكاب إسرائيل للابادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، بيد أن إسرائيل والولايات المتحدة رفضت الاتهامات الموجهة إلى الكيان الصهيونى. على الرغم من أن التهمة ثابتة يوثقها الهجوم الضارى الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، والذى قتل من جرائها ما يزيد على 27 ألف فلسطينى غالبيتهم من الأطفال والنساء. أما فى الضفة الغربية المحتلة فتشير الإحصاءات الرسمية بمقتل 380 فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب برصاص الجيش الإسرائيلى أو المستوطنين.
ويخوض الفلسطينيون اليوم معركة طاحنة مع الحكومة الاسرائيلية من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة والضفة الغربية. كما نشطت جهود فلسطينية عربية مشتركة مطالبة الكيان الصهيونى بوقف هذه الحرب دون جدوى. والمشكلة الأساسية التى تحول دون إذعان اسرائيل لوقف الحرب هى الولايات المتحدة التى تحتمى إسرائيل بها مما يدفعها إلى عدم الاستماع إلى أى نداء، وعدم تلبية أى طلب. ويظل الشعب الفلسطينى صامدًا على الأرض، ويظل مدافعًا عن حقوقه وسيلاحق إسرائيل فى كل المحاكم الدولية.
أما الولايات المتحدة التى تدعم إسرائيل فى حرب غزة منذ اليوم الأول سياسيًا وعسكريًا فلقد أعلنت مؤخرًا عن أنها ترفض احتلال الأراضى الفلسطينية وترغب فى التوصل إلى حل الدولتين، وهو ما أثار خلافًا بين جو بايدن ونتنياهو، ولكن لم يكن فحواه الضغط لوقف إطلاق النار. غير أن إسرائيل مستمرة فى اللعب بالنار، ويشجعها على ذلك أن الإدارة الأمريكية تسمح لها بالقيام بكل ما تريد. الأمر الذى ينبئ بأن الحرب لم تعد محصورة فى غزة والضفة، إذ إن هناك شبه حرب إقليمية فى سوريا ولبنان واليمن والعراق، فمن الواضح أن إسرائيل قد تجر المنطقة إلى حرب إقليمية، ويساعدها فى ذلك وجود القواعد الأمريكية فى كل مكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد إسرائيل تلعب بالنار مستشفى ابن سيناء للجيش الإسرائيلى سبق الإصرار والترصد فلسطينيين الضفة الغربیة فى الضفة
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
بغداد اليوم - متابعة
قال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، اليوم السبت (15 آذار 2025)، أن الحركة تعاملت بمسؤولية عالية وأبدت مرونة كبيرة في مسار المفاوضات الجارية برعاية الوسطاء، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والإلتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.
وأشار القانوع في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إلى أن "موافقة الحركة على مقترح إطلاق سراح الأسير ألكسندر جاءت كتعبير عن تعاطيها الإيجابي مع الجهود الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام".
وأوضح أن "وفد "حماس" المفاوض عاد إلى القاهرة الجمعة لمتابعة مستجدات المفاوضات مع المسؤولين المصريين ومناقشة المقترح المطروح، مؤكدا أن قبول الحركة بمقترح الوسطاء يهدف إلى تمهيد الطريق للانتقال إلى المرحلة الثانية من التفاوض، التي تهدف إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة، وليس بديلا لها".
وشدد على أن رد "حماس" الإيجابي على مقترحات الوسطاء يأتي في إطار التزامها باتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لتنفيذ جميع مراحله، مبينا أن الحركة لم تضع شروطا تعجيزية بل تسعى لتثبيت الاتفاق وإلزام إسرائيل ببنوده تحت ضمانة الوسطاء.
واعتبر القانوع أن "المشكلة الرئيسية تكمن في إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المماطلة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، موضحا أن إسرائيل خرقت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر وقف البروتوكول الإنساني ومواصلة حصار غزة للأسبوع الثاني على التوالي".
وأكد أن "حماس" تدعم أي مقترح يقدم عبر الوسطاء وستتعامل معه بإيجابية عالية، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والالتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.
المصدر: وكالات