مجدى يعقوب.. أمير القلوب والإنسانية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
تظل مصر عامرة بأبنائها الذين قدموا لوطنهم الكثير، ويظل عطاؤها لا ينضب، فمصر التى جاءت ومن بعدها جاء التاريخ وعلمت العالم بحضارة تمتد لـ7000 عام رفع أبناؤها اسمها فى كافة المحافل الدولية، وكما قطعت على نفسى عهداً بأن أغوص فى أعماق الشخصية المصرية بحثا عن القوى الأمين، الذى ذكره الله فى كتابه العزيز أن خير من استأجرت القوى الأمين، وذكرت فى مقالات متتالية نماذج أضاءت سماء المحروسة وآخرهم فخر العرب مصر محمد صلاح، وجدت لزاماً ومن باب إسناد الفضل لأهله وجدت نفسى أمام شخصية فريدة استحق بصدق لقب أمير القلوب، هو الدكتور العالمى مجدى يعقوب.
لماذا مجدى يعقوب لأنه ببساطة اختار تخصصا من التخصصات السامية التى تبعث الحياة من جديد وهى زراعة القلوب، نجح فى كتابة اسمه فى كتب التاريخ العالمية بعد أن تم تصنيفه كأكثر أطباء العالم إنجازا فى عدد عمليات زرع القلب.. د. مجدى يعقوب يحمل على كتفيه رحلة عطاء من العمل والكفاح والإنجاز والشهرة، تستحق أن يعلمها ويتعلم منها شباب وعلماء وباحثون العالم أجمع.
طبيب الانسانية، هو لقب وجدت نفسى أطلقه على مجدى يعقوب لأنه الأجدر به على مر التاريخ، لماذا لأن مجدى يعقوب أنقذ بشكل مباشر عشرات الآلاف من المرضى أنهى معاناتهم وخفف آلامهم وأحياهم وجبر خواطرهم، لم يتأخر
منهج الصدق الذى اعتمده مجدى يعقوب حقق له ما ترمى إليه رسالته السامية فى الطب، وباتت ملائكة السماء تسجل ما قام به فى خدمة البشرية.
تخيل معى عزيزى القارئ أن مصر بها 10 أشخاص من أمثال طبيب الإنسانية أعتقد أننا سنكون فى مكان آخر، ولا يزال لدى أمل أن يخرج من تراب هذا الوطن الأصيل من يسير على نهج ومنهج الفيلسوف المصرى مجدى يعقوب.
فمجدى يعقوب حبيب ابن مركز بلبيس بالشرقية المولود فى 16 نوفمبر عام 1935، لعائلة تنحدر أصولها من محافظة أسيوط، وعشق مهنة الطب بسبب والده «حبيب يعقوب» جراح وزارة الصحة، الذى كان له دور كبير فى عشق الابن مجدى لمهنة الطب.
مجدى يعقوب وكما يلقب بالأسطورة حاصل على الزمالة الملكية من ثلاث جامعات (كلية الجراحين البريطانيين بلندن - زمالة كلية الجراحين بأدنبرا- زمالة كلية الجراحين الملكية بجلاسكو)، وتدرج فى العديد من المناصب الأكاديمية، وبدأ حياته العلمية باحثًا فى جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969م، ثم رئيسًا لقسم جراحة القلب عام 1972م، فأستاذًا لجراحة القلب بمستشفى برومتون فى لندن عام 1986م.
أنشأ العالم المصرى فى «أسوان» مركزاً لجراحات القلب لعلاج الحالات الحرجة لغير القادرين، كما شرع فى إنشاء مركز آخر - ملحق به - لدراسات وأبحاث أمراض القلب، وذلك لتكوين كوادر مدربة ومؤهلة من الأطباء هذا إلى جانب الاهتمام بالبحث العلمى لوضع مصر على الخريطة العالمية فى مجال علاج أمراض القلب وجراحات القلب المفتوح.
قصة يعقوب الملهمة أكدت أن المصريين فى الخارج سفراء لوطنهم قدموا الكثير والكثير، وأردت أن أبعث لهم رسالة من منبرى هذا بأننا نكن لهم كل إجلال وتقدير واحترام لا لشئ سوى أنهم كانوا على قدر المسئولية ورفعوا اسم وطنهم كثير، أمثال محمد صلاح ويعقوب وزويل وهانى عزيز وغيرهم كثير.
آن للمصريين أن يفخروا بطيورهم المهاجرة ونقول لهم نحن خلفكم وننتظر المزيد فأنتم قدمتم لوطنكم الكثير والكثير التى تعجز الكلمات عن كتابتها، تستحقون أرفع الأوسمة، وهو وسام الإجادة والوطنية لأنكم فخر هذا البلد.
إيجابيات كثيرة فى هذا البلد، يجب أن تأخذ حقها، ولا نعطى للإحباط مساحة أكبر فى وطن زاخر بعقول ونجاحات أضاءت للبشرية نورا، يحمل شعار صنع فى مصر.
مستمر معك عزيزى القارئ فى البحث عن شعاع الأمل الذى نريدة أن ينير لنا طريق المستقبل.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز مجدي يعقوب كلمة حق مصر العالم مجدى یعقوب
إقرأ أيضاً:
بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
أثناء دراستى للأدب فى كندا، قدّم لى زملائى أغانى بوب ديلان. فى البداية، كانت موسيقى وكلمات ديلان بعيدة عن ذهنى، ولكن بعد سنوات من الاستماع والتأمل، بدأت أستمتع بالرسائل الاجتماعية والسياسية التى كانت تلتف حول أغانيه، فتبين لى أنها كانت أكثر من مجرد موسيقى؛ كانت أشكالًا من الاحتجاج والأمل والتغيير.
بدأت مسيرة بوب ديلان الفنية فى أوائل الستينيات، حيث كانت أغانيه بمثابة صرخة ضد الظلم، وشهدت انطلاقته تزامنًا مع الحركات المناهضة لحرب فيتنام، إلى جانب مطالبات الحقوق المدنية فى أمريكا. كانت أغانيه نافذة نحو قضايا معقدة، يبرز فيها الصراع بين الأمل والواقع، بين الشباب والسلطة، مما جعلها لغة لاحتجاجات الجيل الجديد فى تلك الحقبة. ولم يكن ديلان مجرد مغنٍ، بل كان صوتًا يرفع راية التمرد، ويحمل فى طيّاته شعارات التغيير، مما أكسبه تقديرًا عالميًا، كان آخرها فوزه بجائزة نوبل فى الأدب عام 2016، بالإضافة إلى جوائز أخرى مرموقة مثل الأوسكار وجوائز جرامى.
وفى عام 1964، شهدت مسيرته تحولًا جذريًا، إذ بدأ فى استخدام القيثارة الكهربائية، مما دفعه للانتقال من موسيقى الفولك إلى الروك التى أصبحت تعبيرًا مباشرًا عن مشاعر الشباب الأمريكى وأحلامهم فى ذلك الوقت. هذه النقلة جعلت موسيقاه تنبض بالحياة، وتزيد من تأثيرها على الشارع الأمريكى والعالمى.
اليوم، وفى 25 ديسمبر الحالى، يعرض فى الولايات المتحدة فيلم «مجهول تمامًا» للمخرج جيمس مانغولد، الذى يتناول قصة بوب ديلان استنادًا إلى كتاب «قيثارة ديلان الكهربائية والليلة التى غيرت تاريخ الستينيات» للمؤلف إى. والد. يعرض الفيلم حياة ديلان منذ وصوله إلى نيويورك عام 1961 حتى العرض الشهير فى مهرجان نيو بورت الشعبى عام 1965.
ربما يكون من الصعب تجسيد شخصية مثل ديلان، الذى ظلت طوال مسيرته تتحدّى التعريف والتصنيف والتحديد، وهذا ما أكده ريتشارد ف. توماس، أستاذ الكلاسيكيات فى حديثه مع مجلة «هارفارد غازيت»: «من الصعب تقييم صوت ديلان بشكل دقيق، فموسيقاه تتغير فى كل عرض، وهو يهتم بتقديم الأغنية بشكل حى وجديد، مما يبدد توقعات الجمهور». وأضاف: «ما يميز ديلان هو استمراريته وتجدده، فهو لا يتوقف عن إبداع أعمال جديدة، ومهما مضت الأعوام، تبقى موسيقاه حية وقادرة على لمس أعماق الناس».
أعتقد أنّ قيمة أغانى بوب ديلان تكمن فى أن كلماته صرخة فى وجه الظلم، وألحانه رسائل من مناهضة الحروب والكفاح من أجل تحقيق الحرية والعدالة. كانت موسيقاه ولا تزال مرشدًا للأجيال فى فترات الاضطراب، ويظل تأثيره حيويًا فى توجيه الفنانين نحو التعبير الصادق والحر. وبالنظر إلى إرثه، يمكننا القول إن بوب ديلان سيظل جزءًا من الروح الثقافية الأمريكية التى ما زالت حية فى وجدان كل من يسعى للتغيير.