كيف تستعد الصين للسيطرة بشكل أكبر على نفط جنوب العراق؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الدور المتزايد للصين في قطاع النفط في جنوب العراق، مع التركيز على الأصول الرئيسية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين تجاوزت منتصف الطريق في إكمال مشروعها النفطي الحيوي استراتيجيا في مركز الطاقة العراقي الحيوي في الناصرية، في قلب بعض أكبر حقول النفط والغاز في البلاد وعلى مقربة من محطة التصدير الرئيسية في الفاو في البصرة.
ووفقًا لوزارة التخطيط العراقية، أكملت الآن شركة هندسة خطوط أنابيب البترول الصينية أكثر من 55 بالمئة من أشغال بناء أكبر منشأة لتخزين النفط الخام في البلاد، والتي تقع في مدينة الناصرية في محافظة ذي قار.
وستكون هذه المنشأة بمثابة مركز تخزين وقناة إمداد لما يتراوح بين 3 إلى 3.5 مليون برميل من النفط الخام والتي سيتم بعد ذلك تصديرها من ميناء البصرة أو سيتم نقلها عبر خطوط الأنابيب إلى المصافي ومحطات الطاقة في وسط وشمال العراق. وستعمل أيضا كمركز قيادة لوجستي لجميع مشاريع النفط والغاز الصينية الواسعة في العراق ولبناء العديد من المشاريع غير النفطية المرتبطة "بالاتفاقية الإطارية الشاملة بين العراق والصين".
وبغض النظر عن الأهمية الاستراتيجية الهائلة لمنشأة الناصرية الجديدة، ستستفيد الصين من وجودها المعزز بشكل كبير هناك فيما يتعلق بزيادة إمداداتها النفطية من جنوب العراق، مع كون محافظة ذي قار موطنًا للعديد من الحقول الضخمة. وحقل الغراف أحدها، حيث يحتوي على حوالي 1.3 مليار برميل من الاحتياطي النفطي وينتج حاليا حوالي 130 ألف برميل يوميا، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 230 ألف برميل يوميا خلال السنتين المقبلتين.
وقالت شركة "بتروناس" الماليزية الرائدة في أيار/ مايو الماضي إنها تريد بيع حصتها في الحقل. ومع ذلك، فإن الصين تسيطر بالفعل بشكل فعال على ما يجري في الموقع من خلال "العقود الحصرية" الكبرى التي حصلت عليها شركاتها. وكان الفوز بعقود متعددة من قبل الشركات الصينية في مواقع النفط والغاز الرئيسية في العراق لفترة طويلة الطريقة المفضلة لبكين للسيطرة سرا على موقع ما دون إثارة غضب الولايات المتحدة، في حين أنها لا تزال تحتفظ بحقها في الاهتمام الاستراتيجي بالعراق.
وفي حالة حقل غراف، حصلت الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية على عقد بقيمة 308 ملايين دولار أمريكي للهندسة والمشتريات والبناء والتشغيل منذ فترة. بالإضافة إلى ذلك، شهد يوم 13 تموز/ يوليو توقيع مجموعة "تشونغمان" للبترول الصينية على مشروع هندسي وبناء منفصل لصالح حقل الغراف.
وفي سنة 2015، حصلت شركة "تشونغمان" أيضًا على صفقة حفر بقيمة 526.6 مليون دولار أمريكي لحقل النفط العملاق غرب القرنة 2 في العراق. وبفضل الانسحاب الفعال للولايات المتحدة من العراق في نهاية مهمتها القتالية في كانون الأول/ ديسمبر 2021، شهدت بداية هذه السنة تولي شركة "بتروتشاينا" دور المطور الرئيسي في حقل النفط العملاق غرب القرنة 1 المجاور من شركة "إكسون موبيل" الأمريكية.
وذكر الموقع أنه على الطرف الآخر من نطاق التطوير في محافظة ذي قار، يوجد حقل الناصرية النفطي العملاق، الذي اكتشفته شركة النفط الوطنية العراقية في سنة 1975، مع ما يقدر بنحو 4.36 مليار برميل من الاحتياطيات الموجودة. وقد بدأ الإنتاج في سنة 2009 وتم إدراجه في خطة المسار السريع للعراق للفترة 2009-2010، التي تهدف إلى رفع إنتاجه إلى حوالي 50 ألف برميل يوميا، وشهد النصف الأول من سنة 2009 تقديم شركات "إيني" و"نيبون أويل" و"شيفرون" و"ريبسول" عطاءات لتطوير الحقل على أساس عقد إنشاءات المشتريات الهندسية، مع ائتلاف تجاري مكون من شركة "نيبون أويل" و"إنبكس" و"جي جي سي" يتطلع للفوز بالعقد قبل انهيار المفاوضات مرة أخرى.
وقد أدى رحيل الشخصية الشيعية المثيرة للانقسام، نوري المالكي، كرئيس للوزراء في سنة 2014، واستبداله بحيدر العبادي الذي يبدو أكثر شمولاً، على الرغم من أنه شيعي أيضًا، إلى التفاؤل في العراق بأن مشروع الناصرية يمكن أن يمضي قدمًا مرة أخرى. لكن هذه الآمال تبددت أيضا. ولطالما اعتبرت الصين الناصرية جزءًا مهمًا من خططها الشاملة للعراق لإنشاء محطة نفط وغاز عملاقة لها في الشرق الأوسط يمكن استخدامها أيضًا لأغراض الضغط الجيوسياسي ضد الولايات المتحدة.
وفي حالة إيران، نجحت الصين حتى الآن في تحقيق مساعيها من خلال "اتفاق تعاون شامل بين إيران والصين لمدة 25 سنة". وتستخدم الصين نفس النوع من الترتيبات بالنسبة للعراق، كما يتضح من "الاتفاقية الإطارية الشاملة بين العراق والصين" المبرمة في سنة 2021. وكان هذا بدوره امتدادًا في حجم ونطاق اتفاقية "النفط مقابل الإعمار والاستثمار" التي وقّعتها بغداد وبكين في أيلول/ سبتمبر 2019، والتي سمحت للشركات الصينية بالاستثمار في مشاريع البنية التحتية في العراق مقابل النفط.
الصين ترفع أسعار البنزين والديزل
وافق العراق على ضخ حوالي تريليون دينار عراقي (700 مليون دولار أمريكي) لمشاريع البنية التحتية في مدينة الزبير في مركز البصرة النفطي بجنوب العراق. وجاء إعلان الزبير في نفس الوقت الذي قامت فيه بغداد بمنح عقد كبير آخر لشركة صينية أخرى لبناء مطار مدني ليحل محل القاعدة العسكرية في الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار.
ومن جهتها، أعلنت الصين أن مشروع المطار هذا سيشمل بناء العديد من مباني الشحن والطرق التي تربط المطار بوسط المدينة وبشكل منفصل بمناطق النفط الرئيسية الأخرى في جنوب العراق، والتي تسيطر عليها الآن.
وفي المناقشات اللاحقة المتعلقة بالاتفاقية الإطارية بين العراق والصين لسنة 2021، تقرر بالإجماع من قبل الجانبين إمكانية توسيع المطار لاحقًا ليصبح مطارًا مدنيًا وعسكريًا مزدوج الاستخدام.
وسيكون العنصر العسكري قابلاً للاستخدام من قبل الصين دون الاضطرار أولاً إلى التشاور مع أي حكومة عراقية تكون في السلطة في ذلك الوقت، وذلك حسب ما صرح به مصدر رفيع المستوى يعمل بشكل وثيق مع وزارة النفط العراقية لموقع "أويل برايس" حصريًا في ذلك الوقت.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النفط العراق الصين العراق الخليج النفط الصين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محافظة ذی قار جنوب العراق فی العراق فی سنة
إقرأ أيضاً:
دعوى قضائية فلسطينية ضد شركة بريتش بتروليوم لتوريد النفط إلى الاحتلال
رفعت مجموعة من الفلسطينيين الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم في غزة دعوى قضائية ضد شركة النفط البريطانية العملاقة "بريتش بتروليوم"، زاعمين أن الشركة تؤجج الحرب على غزة من خلال تسهيل توريد النفط الخام إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، الذي يتألف من محامين وسياسيين وأكاديميين، في بيان الاثنين، إن شركة "بريتش بتروليوم" بحاجة إلى التمسك بمسؤولياتها في مجال حقوق الإنسان والكشف الكامل عن جميع السياسات والعقود المتعلقة بإمدادات النفط إلى الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتمد الاحتلال بشكل كبير على واردات النفط لتشغيل الطائرات المقاتلة والدبابات والمركبات العسكرية التي تستخدمها في هجومها على غزة، فضلاً عن تزويد الجرافات بالوقود الذي تستخدمه لهدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
برز خط أنابيب باكو – تبليسي – جيهان (BTC) الذي تديره شركة بريتش بتروليوم كمزود رئيسي لإمدادات النفط للجيش الإسرائيلي، مع ارتفاع صادرات النفط الخام منذ أن شن الاحتلال حربه على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويمتد خط الأنابيب بطول 1,770 كيلومترًا وينقل النفط عبر أذربيجان وجورجيا وتركيا، ومن محطة جيهان في جنوب تركيا يتم توزيع النفط إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي.
منذ أن شن الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، بدأت أذربيجان في تصدير حوالي 1.3 مليون طن من النفط الخام شهريًا، بزيادة حادة عن 1.2 مليون طن تم تصديرها طوال عام 2022.
وقال طيب علي، مدير اللجنة الدولية للعدالة والتنمية ورئيس قسم القانون الدولي في شركة بيندمانز المحدودة، إن الإجراء القانوني ضد شركة بريتش بتروليوم يمثل "مرحلة جديدة" في محاسبة المتواطئين في جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المزعومة.
وأشار علي إلى أن شركة بريتش بتروليوم انتهكت المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، وكذلك حظر التواطؤ في جرائم الحرب بموجب القانون الدولي العرفي، والتزاماتها بموجب سياساتها الخاصة التي تتطلب تجنب المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان.
قال المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين إن شركة بريتيش بتروليوم ساهمت في الكارثة الإنسانية في غزة من خلال تسهيل نقل النفط الذي يغذي العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويدعو عملاؤنا الشركة إلى التصرف بمسؤولية والتوقف الفوري عن عملياتها في المنطقة.
حذر خبراء قانونيون دوليون، بما في ذلك خبراء الأمم المتحدة، من أن الموردين للاحتلال الإسرائيلي يخاطرون بالتواطؤ في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بإرسال الأسلحة والإمدادات العسكرية، بسبب حملة الإبادة في غزة والمستوطنات غير القانونية وسياسات الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة.
وجدت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن الاحتلال ارتكب جرائم حرب خلال الحرب على غزة، حيث قُتل ما لا يقل عن 45 ألف فلسطيني خلال 14 شهراً من القصف المتواصل.
ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره على محافظة شمال غزة، ورفض 97 بالمئة من طلبات إيصال المساعدات إلى الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.