لجريدة عمان:
2024-06-27@13:38:37 GMT

إطلاق منصات الوساطة من أجل التحول الأخضر

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

تُظهر التعهدات التي قُدمت خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب28»، المنعقد العام الماضي في دبي، الإرادة السياسية المتنامية للتصدي لتغير المناخ على نحو مباشر وبإنصاف. ولكن في حين تقود الحكومات الركب من أجل تسريع وتيرة التحول الأخضر، فإنها لا تستطيع تمويله بمفردها. وما يبعث على السرور هو أن الرغبة في الاستثمار المستدام زادت إلى مستوى أعلى من أي وقت مضى: من المتوقع أن تصل الأصول البيئية والاجتماعية وتلك المتعلقة بالحوكمة إلى 50 تريليون دولار في عام 2025.

وتكمن الصعوبة في التوفيق بين المستثمرين والمشاريع الخضراء الممكنة التنفيذ.

إن تحقيق الهدف العالمي المتمثل في بلوغ مستوى صاف صفري للانبعاثات بحلول عام 2050 يتطلب استثمارا منسقا على نطاق لم يسبق له مثيل. وقد أفادت التقديرات الأخيرة لبنك «غولدمان ساكس» أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخصيص نحو 4 تريليون دولار- 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي- للاستثمار السنوي في الطاقة النظيفة كل عام على مدى العقد المقبل. ومع ذلك، يجري حاليا استثمار 1.1 تريليون دولار فقط في إزالة الكربون كل عام، مع التركيز على التكنولوجيات التي تتعرض لقدر أقل من المخاطر، والتي تعتمد على الإعانات المالية مثل توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية.

ونظراً لهذا العجز، والموارد المالية المحدودة المتاحة للحكومات، يتعين على القطاع الخاص أن يعمل على إيجاد سبل مبتكرة لجذب الاستثمار في المشاريع التي ستبطئ وتيرة الانحباس الحراري العالمي، وتضمن استفادة الجميع من الانتقال الطاقي العادل. وسيعتمد نجاحه في ذلك على وجود حافز قوي لتحقيق نتائج تعزز سلامة المناخ والاقتصاد، وعلى رأس مال استثماري كاف، وتطوير نظام بيئي يضم متخصصين فنيين وماليين وأخصائيين تشغيليين من ذوي المهارات اللازمة لبلوغ التحول الصافي الصفري، وهو عامل بالغ الأهمية ولكنه لا يحظى بالتقدير الكافي. وقد أظهرت نظم بيئية مماثلة في قطاعات أخرى، مثل التكنولوجيا الحيوية، أن مجموعة منسقة من الخبراء الذين يعملون معا عن كثب يمكنهم أن يساعدوا في تسريع وتيرة التقدم صوب الهدف المنشود. ومع أن مثل هذه المجموعة لم تتشكل بعد في مجال الصناعة الخضراء، نظرا لكون هذه الأخيرة مجزأة، فإن كل العوامل اللازمة لتشكيلها متوفرة. إن تحديد خيارات الاستثمار البديلة التي تجتذب مجموعة واسعة من المستثمرين، سواء من الناحية الجغرافية أو من حيث الحجم، يشكل جزءا أساسيا من تعبئة تدفقات جديدة لتمويل المناخ. ويوجه أكبر المستثمرين اليوم الكثير من التركيز نحو الالتزامات الواسعة النطاق والعناوين ذات التأثير القوي. فعلى سبيل المثال، ركزت الأخبار الصادرة عن قمة «كوب 28» الأخيرة على تعهدات بمليارات الدولارات، قدمتها مجموعات استثمارية خاصة ضخمة مثل Brookfield (بروكفيلد)، وApollo (أبولو)، وTPG (تي بي جي)، التي يبلغ مجموع أصولها المشتركة الخاضعة للإدارة ما يناهز 12 تريليون دولار.

إن متطلبات تمويل المشاريع الخضراء تتزايد بسرعة، بما في ذلك الطاقة النظيفة (الهيدروجين، وعملية عزل الكربون، والغاز الحيوي، وتكنولوجيا تخزين البطاريات، وإعادة تدوير النفايات، وغيرها)، والنقل، والتكنولوجيا الزراعية، والصناعات الثقيلة التي يصعب تخفيفها. ولكن هذه المشاريع أصبحت مقسمة بين مبادرات البنية التحتية الواسعة النطاق التي تقودها الحكومة، والمبادرات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي يقودها القطاع الخاص. إن تمويل المشاريع على نطاق كامل أمر ضروري لمعالجة تغير المناخ بفعالية.

إن إحدى المنصات الرقمية الجديدة التي يمكن أن تساعد في الوصول إلى هذا الحد الأدنى هي VerdEx،( فيرديكس)، التي ستطلق خلال هذا الشهر والتي لديها شركاء استراتيجيون في جميع أنحاء العالم. وبتسليط الضوء على المشاريع القابلة للتمويل، التي تتطلب التمويل وتقديم نظام بيئي يضم متخصصين ذوي الصلة، تهدف «فيرديكس» إلى ربط المستثمرين المؤسسيين بالمشاريع الخضراء الصغيرة والمتوسطة الحجم والحد من العراقيل، مما سيؤدي إلى خفض تكاليف التمويل الإجمالية. وفضلا على ذلك، سوف تستثمر جزءًا من إيراداتها في صندوق الأثر للمساعدة في تحقيق تحول عادل ومنصف في مجال الطاقة.

وستكون مثل هذه الجهود أساسية لجذب مجموعة واسعة من المستثمرين المؤسسيين إلى مشاريع خضراء أقل حجما، ولكنها لا تقل أهمية. ومع استمرار تركيز الحكومات وصناديق الاستثمار الخاصة على المشاريع الكبرى، فإن هذا النوع من الوساطة سوف يساعدنا على استخدام كل السبل المتاحة للحد من الانبعاثات على مستوى العالم والوفاء بالتزاماتنا المناخية.

إيما فيتزجيرالد الرئيس التنفيذي السابق لشركة بوما للطاقة، والرئيس المشارك لمجلس المستقبل العالمي المعني بمستقبل تحول الطاقة التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.

خدمة بروجيكت سنيديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تریلیون دولار

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية الأردن: نثمن دور الوساطة لمصر وقطر وأمريكا.. ولن نرسل قوات إلى غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إن وقف إطلاق النار في غزة مطلب دائم لبلاده وللشركاء في المجتمع الدولي، وبلاده تدعم كل جهد يستهدف التوصل إلى اتفاق تبادل للوصول إلى وقف إطلاق النار، مثمنا الجهود التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، مشيرا في الوقت ذاته إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه لا يريد وقفا لإطلاق النار، ويريد هدنة آنية يواصل الحرب بعدها، وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد السلام في المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، عقب لقاء الصفدي بوزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس، حيث بحثا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وجهود وقف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وأكد الصفدي أنه بعد الحرب على قطاع غزة لن ترسل بلاده قوات إلى القطاع لتكون بديلا عن قوات الاحتلال الإسرائيلي ولن تتعامل مع الواقع الكارثي الذي أوجده نتنياهو وحكومته والعدوان الإسرائيلي، موضحا أن العدوان الغاشم على غزة لن يحقق أمنا لإسرائيل ولن يحقق سلاما في المنطقة لأن إسرائيل لن تحصل على الأمن ما لم يحصل الفلسطينيون أيضا على الأمن والسلام، لافتا إلى أن الطريق إلى ذلك هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو 1967.

وقال إن خطر توسع الحرب حقيقي ويتزايد، والسبيل الوحيد لمنعه هو وقف العدوان على غزة، ووقف التصعيد ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار واحترام القانون الدولي، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، وإطلاق خطة عمل ذات هدف محدد، وهو حل الدولتين، وذات تواقيت واضحة لحل الصراع من جذوره، داعيا الأطراف كافة للعمل من أجل التوصل لصفقة عادلة تضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وتطلق جميع الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والفلسطينيين، لتكون خطوة في اتجاه البدء بوقف الكارثة الإنسانية التي يفرضها العدوان على غزة.

وأكد دور الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية انطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات، وما يجرى ضد هذه المقدسات، من ليس فقط اعتداء على المقدسات الإسلامية، لكن أيضا على المقدسات المسيحية، وعلى رجال الدين، ومصادرة ممتلكات الكنائس بما فيها الكنيسة الأرثوذكسية، وكل هذه خطوات لا شرعية تدفع الضفة الغربية باتجاه التفجر، وإذا تفجرت الأوضاع في الضفة الغربية، فنحن أمام كارثة أكبر من الكارثة التي نراها.

وأضاف أن خطر توسع الصراع إقليميا يتفاقم يوم بعد يوم مع ما نراه من تصعيد ضد لبنان أيضا، وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وكل هذا يدفع الجميع باتجاه اتخاذ تحركات فورية، مشيرا إلى أنه تم تقديم رؤية عربية تبدأ بوقف العدوان، وتمر بتلبية الاحتياجات الإنسانية لغزة، وإعادة إعمارها، وتوقف الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وتقتل فرص تحقيق السلام، وتنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

من جانبه، أعرب يرابيتريتيس عن تقدير بلاده اللامحدود لموقف الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بشكل فعال ونشط، وفي حماية التعددية الثقافية والتسامح الديني في منطقة حساسة جدًا، مشيرا إلى تأثر الأردن بشكل أساسي وكبير بسبب الأزمات الإقليمية المتكررة، والأردن يستضيف ملايين اللاجئين الفلسطينيين في أراضيه ويقدم بكل كرم وشهامة ملاذًا آمنًا لهم.

وأضاف يرابيتريتيس أن الأردن، وفي هذه الأوضاع الفاجعة في الشرق الأوسط، يعمل بانتظام والتزام واعتدال لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، وكانت أهم مبادرة أخيرة تم القيام بها هي تنظيم مؤتمر دولي مع مصر والأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لغزة.

مقالات مشابهة

  • فرض رسوم على التكنولوجيا النظيفة الصينية يهدد التحول الأخضر
  • وزير خارجية الأردن: نثمن دور الوساطة لمصر وقطر وأمريكا.. ولن نرسل قوات إلى غزة
  • استثمارك في بلدك مشروع تخرج لطلاب إعلام بآداب طنطا
  • الكويت تؤكد رغبتها في تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي بمجال الطاقة المتجددة
  • إطلاق أكبر حزمة للمشاريع على مستوى العراق في الديوانية
  • فعاليات موسيقية داخل محطة ناصر بالخط الأخضر الثالث بالتزامن مع اليوم العالمي للموسيقى
  • دولة خليجية تنجح في وساطة بين روسيا وأوكرانيا و تبادل 180 أسيراً
  • تحسبا للحروب والأوبئة وتغير المناخ وكل الطوارئ..النرويج تبدأ بتخزين الحبوب
  • وزير الاقتصاد والتخطيط : الأنشطة غير النفطية نمت بـ20 % منذ إطلاق «رؤية 2030»
  • موجات الحر غير المسبوقة ترفع الطلب العالمي على الطاقة لمستويات قياسية