الحجة لصالح حظر المرشحين المناهضين للديمقراطية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
تُرى ماذا ينبغي للأنظمة الديمقراطية أن تفعل في التعامل مع الأحزاب التي تستخدم الانتخابات وغيرها من الوسائل الديمقراطية لتدمير الديمقراطية ذاتها؟ تتمثل إجابة راسخة، ولكنها غير مقبولة عالميا، في حظر الحزب قبل وصوله إلى السلطة.
ولكن ماذا عن السياسيين الأفراد؟ يحتد الأمريكيون في مناقشة هذه المسألة الآن بعد أن سعت طعونات قانونية مختلفة إلى حرمان الرئيس السابق دونالد ترامب من الترشح لولاية ثانية، بسبب الدور الذي اضطلع به في تمرد السادس من يناير 2021 عند مبنى الكابيتول.
إدراكا لهذا الضعف القاتل، صاغ العالم السياسي كارل لوينشتاين، الذي غادر ألمانيا عندما وصل النازيون إلى السلطة، مفهوم «الديمقراطية الـمُـحارِبة»، الذي كان يقصد به الديمقراطية الراغبة والقادرة على الدفاع عن نفسها من خلال تدابير غير ديمقراطية ظاهريا. كان تركيزه على حظر الأحزاب، وأثبتت أفكاره كونها مؤثرة في صياغة دستور ألمانيا الغربية الديمقراطي بعد الحرب. ففي الخمسينيات من القرن الماضي، حُـظـِـرَ كل من الحزب الشيوعي وحزب النازيين الجدد. حَـذَّرَ لوينشتاين من أن نهجه يرقى إلى مكافحة النار بالنار. ويتعين على أولئك الذين يستفيدون من مجموعة أدوات الديمقراطية الـمُـحارِبة أن يدركوا المخاطر.
إن الديمقراطية التي تدافع عن نفسها بوسائل غير ديمقراطية قد تنتهي بها الحال إلى تدمير ذاتها. ما علينا إلا أن ننظر إلى تركيا، التي كانت دائما سريعة في حظر الأحزاب على أساس معايير سيئة التحديد. يُـصِـر منتقدو الديمقراطية الـمُـحارِبة على أن إنقاذ الديمقراطية يصبح في حكم المستحيل إذا كانت الأغلبية راغبة في الاستغناء عنها؛ وإذا كان مُـناهِضو الديمقراطية أقلية، فيجب أن يُـترَك مصير النظام للعملية السياسية. وهم في الحالتين يعارضون التدابير الرسمية المتغطرسة شبه التكنوقراطية التي قد تزيد من تنفير أولئك غير الراضين عن الديمقراطية بالفعل.
هذه الحجج، التي كانت محورية في المناقشات السياسية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة، عادت الآن بقوة. في الولايات المتحدة، أُبـعِـد ترامب (مؤقتا) من الاقتراع في كولورادو وماين، على أساس التعديل الرابع عشر. وفي ألمانيا، لا ينص القانون الأساسي على حظر الأحزاب فحسب، بل ينص أيضا على تنازل الأفراد عن حقوقهم السياسية إذا حاولوا تقويض الديمقراطية.
على الرغم من إقامة أربع دعاوى قضائية ضد أفراد بموجب المادة 18 من القانون الأساسي الألماني، فإنها انتهت جميعا إلى الفشل. ولكن الآن يدور حديث جاد بشأن تطبيق ذات البند ضد بيورن هوكي، زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا في تورينجيا، حيث يُـصَـنَّـف الحزب رسميا على أنه «متطرف يميني»، لكنه رغم ذلك متقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي للانتخابات المقررة هذا الخريف. في ألمانيا والولايات المتحدة، يبدو فرض حظر كامل على الأحزاب أمرا غير مقبول. في النظام الأمريكي الذي يتألف من حزبين بحكم الأمر الواقع، فإن حظر الحزب الجمهوري يعني إلغاء الديمقراطية (حتى وإن كان أغلب أعضاء الحزب الجمهوري يحتضنون سلوك ترامب المناهض للديمقراطية).
في ألمانيا، نجح حزب البديل من أجل ألمانيا في جمع قدر كبير من الدعم ــ حيث تبلغ شعبيته الآن نحو 20% على المستوى الوطني ــ حتى أن الحظر قد يبدو وكأنه سلاح للحرمان الجماعي من الحقوق. وتسلط هذه المشكلة الضوء على مفارقة: فعندما تكون الأحزاب المناهضة للديمقراطية صغيرة، فإن الحظر لا يستحق العناء؛ ولكن عندما تنمو لتصبح كبيرة، لا يبدو الحظر في حكم الممكن. صاغ نقاد آخرون المعضلة بشكل أكثر وضوحا. فحيثما يوجد إجماع على دعم الديمقراطية، تصبح الديمقراطية الـمُـحارِبة ممكنة ولكنها غير ضرورية (ربما كانت ديمقراطية ألمانيا الغربية لتصبح على ما يرام حتى من دون حظر النازيين الجدد والشيوعيين). لكن بمجرد أن يترسخ الاستقطاب الخبيث، لن يكون الدعم واسع النطاق للديمقراطية الـمُـحارِبة، لأن الساسة سوف يخشون أن تستخدم أدواتها ضدهم.
هذه النقاط مفهومة وموضوعة في الحسبان. لكن أولئك الذين يعارضون الديمقراطية الـمُـحارِبة يميلون إلى إضفاء المثالية على البديل. ويفترضون أن منافسة سياسية نظيفة ستنشأ وتنتهي إلى نتيجة حاسمة، وأن هزيمة أخرى يُمنى بها ترمب من شأنها أن تخرجه من الساحة الوطنية. لقد أوضح ترمب تماما أنه سيلوث حملته الانتخابية بالعنصرية وربما بالدعوة إلى العنف. ومن المرجح أن يعلن النصر بغض النظر عن نتيجة الانتخابات. إذا كانت النتائج قريبة، فسوف يصرخ مدعيا حدوث احتيال؛ وإذا جاءت هزيمته ساحقة، فسوف يدعي أن الأمر برمته جرى تزويره. ومن السذاجة بدرجة خطيرة أن نتصور أي سيناريو غير ذلك. ينطبق ذات المنطق في ألمانيا. فقد اتُّـهِـم هوكي باستخدام خطاب نازي، فهو يحذر بانتظام من اختلاط الثقافات، ويروج لنظريات المؤامرة مثل «إحلال» الأجانب محل الألمان على نحو يؤدي إلى Volkstod (موت شعب).
الواقع أن وجوده في حملة انتخابية لن يترك العملية السياسية دون تغيير؛ كما أنه يبعث برسالة مفادها أن الديمقراطية في نهاية المطاف على استعداد للتسامح مع شخصيات تستحث بشكل منهجي الخوف والكراهية. يحتج بعض المراقبين بأن الأفراد المحظورين يتحولون إلى شهداء. لكن الشعبويين اليمينيين يصورون أنفسهم على أنهم ضحايا أيا كانت الظروف، بما في ذلك عندما يخسرون الانتخابات.
بطبيعة الحال، لا ينبغي لأي ديمقراطية أن تعتبر مكافحة النار بالنار ممارسة عادية. ولكن إذا أظهر أحد المرشحين نمطا واضحا من السلوك المناهض للديمقراطية بمرور الوقت واستمر حثيثا على ذات المسار بعد تحذيرات واضحة، يصبح استبعاده مبررا، كما هي الحال مع كل من ترامب وهوكي. في الولايات المتحدة، كما هي الحال في ألمانيا، يسمح الحظر الفردي بالإبقاء على قدرة الناخب على اختيار حزب قومي يريد السماح بدخول عدد أقل من المهاجرين، ويدافع عن مفاهيم الأسرة التقليدية، ويدعو إلى خفض الضرائب لصالح الأثرياء. إذا كان هذا هو ما يريده الناخبون، فلا يزال بإمكانهم الحصول عليه.
جان فيرنر مولر أستاذ السياسة في جامعة برينستون، ومؤلف كتاب قواعد الديمقراطية.
خدمة بروجيكت سنديكيت
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی ألمانیا إذا کان
إقرأ أيضاً:
رواتب تصل لـ2000 درهم.. بدء اختبارات المرشحين للعمل بشركة مقاولات بالإمارات
كتب- أحمد السعداوي:
أعلنت وزارة العمل، اليوم الأربعاء، بدء اختبارات العمال المصريين المُرشحين للعمل في شركة مقاولات بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها اليوم، أن هذه الاختبارات حدثت داخل "وحدة توجيه ما قبل المغادرة"، التابعة للوزارة، بحضور ممثل عن "الشركة الإماراتية"، وأن هؤلاء المرشحين كانوا قد تقدموا على فرص العمل التي أعلنت عنها الوزارة منذ أيام، وأنها دليل على مصداقية تلك الفرص، حسب تصريحات وزير العمل محمد جبران.
وكان الوزير جبران أعلن فتح باب التقديم على 185 فرصة عمل بشركة الشاطئ الغربي للمقاولات العامة في الإمارات براتب شهري يصل إلى 2000 درهم إماراتي، حسب الخبرة، وأن السن من 25 إلى 40 سنة، ومن المزايا: توفير الإقامة، والمواصلات، والتأمين الصحي، وساعات إضافية، وأن العقد مدته سنتان.
وقال الوزير إن هذه الفرص الجديدة وفرتها الوزارة بالتنسيق بين الإدارة المركزية للعلاقات الدولية، ومكاتب التمثيل العمالي بالخارج، والإدارة العامة للتشغيل.
وأوضحت هبة أحمد، مدير عام الإدارة العامة للتشغيل، أن هذه الفرص التي وفرها مكتب التمثيل العمالي بالإمارات، برئاسة المستشار منال عبد العزيز عثمان، عبارة عن: 20 فني جبس بورد، برواتب شهرية من 1700 إلى 2000 درهم، والخبرة من 3 إلى 5 سنوات، و20 فني نجار خشب "موبيليا"، برواتب من 1700 إلى 2000 درهم، وخبرة من 3 إلى 5 سنوات، و20 فني نجار خشب "ديكور"، برواتب من 1700 إلى 2000 درهم، وخبرة من 3 إلى 5 سنوات، و20 فني حداد لحام "مظلات"، برواتب من 1700 إلى 1900 درهم، وخبرة من 3 إلى 5 سنوات، و5 فني كهرباء وتكييف، برواتب من 1600 إلى 2000 درهم، وخبرة من 4 إلى 6 سنوات، و100 عامل في مجال الزراعة والري، برواتب 1400 درهم، وخبرة عام واحد.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
اختبارات المرشحين للعمل بشركة مقاولات الإمارات وزارة العملتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
رواتب تصل لـ2000 درهم.. بدء اختبارات المرشحين للعمل بشركة مقاولات بالإمارات
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك