كشفت مصادر ميدانية سورية عن طبيعة الأهداف التي استهدفتها الضربات الجوية الأمريكية في دير الزور شرق البلاد أمس الجمعة، رداً على مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة "البرج 22" في الأردن، تتهم مجموعات تابعة لإيران بتنفيذه أواخر كانون الثاني/يناير الفائت.

وأوضحت المصادر لـ"عربي21" أن جميع الأهداف تركزت في دير الزور وريفها، ما يؤشر من وجهة نظرها إلى أهمية المدينة ذات الموقع الاستراتيجي بالنسبة للحسابات الإيرانية في سوريا.



وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد أنه أعطى توجيهاته لضرب أهداف في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة لهم لمهاجمة القوات الأمريكية.

وأضاف في بيان نشره البيت الأبيض، الجمعة، أن الرد الأمريكي بدأ اليوم. ويتواصل في الأوقات والأماكن التي نختارها، معتبراً أن "الولايات المتحدة لا تسعى للصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم". 

من جانبها، وصفت الخارجية الإيرانية السبت الضربات الأمريكية بـ"المغامرة والخطأ الاستراتيجي"، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان، أنه "لن تكون للضربات نتيجة سوى المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة".


مجموعة أهداف
وعن الأهداف التي استهدفتها الطائرات الأمريكية، والخسائر، يوضح جلال الحمد الحقوقي من دير الزور ومدير منظمة "العدالة من أجل الحياة" لـ"عربي21"، أن الغارات توزعت على أهداف عسكرية بالقرب من مطار دير الزور العسكري، وبلدة عياش بالريف الغربي، إلى جانب مدينتي البوكمال والميادين شرق المحافظة.

وعن الخسائر، أكد الحمد أن المناطق المستهدفة هي عسكرية ويصعب الوصول إليها، وقال: "على الأقل جرى تسجيل قتلى وجرحى من المتطوعين في صفوف المليشيات التابعة لإيران".

أما الصحفي في شبكة "نهر ميديا" المحلية عهد الصليبي، فقال لـ"عربي21" إن الضربات استهدفت نقطة قرب مزار "عين علي" في بادية القورية شرقي دير الزور، وخلفت قتلى وجرحى 3 من الجنسية الأفغانية و3 عراقيين، ومقرات في حويجة صقر وعلى الجبل المطل على مدينة دير الزور، حيث نقطة الرادار التابعة للنظام.

وأكد أن من بين الأهداف مستودع عسكري خاص بالحرس الثوري الإيراني يقع بالقرب من مؤسسة العمران بشارع بور سعيد، ومستودعات عياش العسكرية، وفي البوكمال وُجهت ضربة لمستودع عسكري قرب الحزام الأخضر.

شبكة "فرات بوست" المحلية، أشارت إلى تعرض مواقع عسكرية قرب قلعة الرحبة في بادية الميادين للاستهداف، بالإضافة إلى قصف نقاط عسكرية في منطقة مزارع الحيدرية والهاشمية في بادية المدينة، مشيرة إلى أن مزارع الحيدرية هي أحد أهم معاقل المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين، حيث تضم مستودعات أسلحة وذخيرة ومعسكرات تدريب.

ما أهمية المناطق المستهدفة؟
ورغم تأكيد قناة "الميادين" اللبنانية  المقربة من طهران إخلاء معظم المواقع التي استهدفتها الولايات المتحدة قبل العدوان، يؤكد مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبدالله الأسعد، أنه "لا يمكن تفريغ كل ما في المستودعات من أسلحة بسرعة".

وقال لـ"عربي21": إن المليشيات قد تكون نقلت العتاد الخفيف من المستودعات قبل استهدافها، لكنها بالتأكيد لم تستطع تفريغ كامل المستودعات الاستراتيجية "الضخمة" التي تعرضت للاستهداف.
وبحسب الأسعد، فإن ما سبق يُعطي أهمية كبيرة للمواقع المستهدفة بالنسبة لإيران، وخاصة أن الغارات استهدفت مراكز قيادة وسيطرة.

بدون قيمة
في المقابل، قلل الباحث بالشؤون العسكرية والإيرانية ضياء قدور، من أهمية وحساسية المناطق المستهدفة، قائلاً لـ"عربي21": "لا تبحث إدارة بايدن عن أهداف عالية القيمة للرد، وما جرى يشبه الاستعراض "المسرحي" لإعادة الهيبة الشكلية للولايات المتحدة".

وأكد أن الغارات لم ترمم معادلة الردع الأمريكية، لافتاً إلى أن "الرد الضعيف قد يُفهم منه إيرانياً أنه ضوء أخضر للاستمرار بالهجمات".

ويتفق مع قدور الكاتب المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو، الذي قال لـ"عربي21": "وفق المعلومات التي جاءت من مناطق الاستهداف، يمكن القول إن الأهداف ليس مهمة، ويبدو أنها رسالة ردع وهو ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد الضربات".

وبهذا المعنى، يعتقد جلو أن الرد الإيراني على الضربات قد يدفع بالولايات المتحدة إلى رفع منسوب الاستهداف الأمريكي في الفترة اللاحقة، مضيفاً: "يبدو أن واشنطن بصدد تصدير رسائل ردع لإيران ومحور المقاومة عموماً فقط، أي إظهار القوة من واشنطن لإجبار المليشيات على التراجع للخلف لمدة معينة، بحيث تريد واشنطن أن تعطي الفرصة للمفاوضات التي تشارك فيها قطر ومصر و"إسرائيل" والولايات المتحدة بخصوص ملف الأسرى والعدوان على غزة".

وعلى حد تأكيده، فإن واشنطن لم توجه ضربة قاسية لإيران تستدعي رداً من الأخيرة، وهو ما قد يزيد من سخونة الوضع الميداني، ويهدد بتوسيع الصراع وانتقاله إلى جبهات جديدة خارج غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دير الزور سوريا العراق غزة العراق سوريا غزة دير الزور طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیر الزور

إقرأ أيضاً:

إيطاليا تكشف عن شعار الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص 2025

كشفت ايطاليا بالأمس عن شعار الألعاب العالمية الشتوية التي تستضيفها مدينة تورنيو الإيطالية والتي تقام في الفترة من 8 وحتى 16 مارس 2025، بمشاركة  2500 لاعب ولاعبة ، بالإضافة الى 625 مدربا، 3 آلاف متطوعا، ومن المتوقع مشاركة  300  ألف متفرج.

ويذكر أن مدينة تورينو الإيطالية كانت قد استضافت من قبل دورة الألعاب الشتوية الأولمبية 2006، والتي وصفت بأنها أكبر دورة للألعاب الشتوية وبلغ عدد اللاعبين 2508 لاعبين من 80 دولة، وتقام شتوية تورينو بعد تعذر إقامة الشتوية الماضية بكازان 2021 بسبب تفشي وباء كورونا .

وعبر المهندس أيمن عبدالوهاب الرئيس  الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي عن تفاؤله الشديد بلاعبي المنطقة وقدرتهم على مواصلة انجازاتهم في الألعاب العالمية الشتوية ، كما حققوا في الألعاب العالمية الصيفية الاخيرة التي اقيمت في العاصمة الألمانية برلين 2023 ، خاصة وأن العاب الشتوية الماضية بالنمسا عام 2017 شهدت مشاركة 16 دولة رغم عدم وجود ثلوج في معظم بلدان المنطقة باستثناء لبنان والمغرب والأردن، وأنه شعر بحالة من السعادة من رغبة الدول على المشاركة في إيطاليا وسوف تعمل الرئاسة الإقليمية لتلبية طلبات دول المنطقة، حيث شاركت في العاب النمسا  مصر، الإمارات، السعودية، البحرين، العراق، سورية، الأردن، لبنان، ليبيا، تونس، المغرب، الجزائر، فلسطين، قطر، إيران، عمان مثلهم 289 لاعبا ولاعبة شاركوا في 4 رياضات هي الهوكي الأرضي، التزلج السريع، اختراق الضاحية، الجري على الجليد، من بين الرياضات السبع التي شهدتها الألعاب، كما شاركت المنطقة في مؤتمر الشباب من خلال لاعب ومرافق، بالإضافة إلى مشاركة عدد من عائلات اللاعبين في مؤتمر العائلات والأسر.

وتحمل نسخة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص المقبلة في إيطاليا الرقم 12، حيث انطلقت للمرة الأولى في عام 1977 في ستيمبوت سبرينغز بالولايات المتحدة، والثانية في 1981 في سماجلرز نوتش وستذو بالولايات المتحدة، والثالثة 1985 في بارك سيتي بالولايات المتحدة، والرابعة 1989 في بحيرة تاهو ورينو بالولايات المتحدة، والخامسة 1993 في وشلادمينج بالنمسا، والسادسة 1997 في كولينجو ودوتوروا بكندا، والسابعة 2001 بأنكوريج بالاسكا بالولايات المتحدة، والثامنة 2005 في ناجانو باليابان، والتاسعة 2009 في بويسي أيداهو بالولايات المتحدة، والعاشرة 2013 في بيونغتشانغ كوريا الجنوبية.. وكانت آخر ألعاب شتوية أقيمت 2017 في غراتس وشلادمينج بالنمسا.

مقالات مشابهة

  • مسعود بارزاني يتحدث عن أهداف زيارته لبغداد خلال لقائه السفيرة الأمريكية
  • إيطاليا تكشف عن شعار الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص 2025
  • روسيا تدين الضربات الامريكية البريطانية على اليمن
  • قبل حلف اليمين.. ما الأهداف التي حددها الرئيس السيسي للحكومة الجديدة؟
  • من الحروب التجارية إلى الذكاء الاصطناعي: المنافسة الأمريكية- الصينية
  • وسائل إعلام سعودية: واشنطن تتراجع عن خططها في مواجهة الحوثيين
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • خبراء لـعربي21: المناظرة الانتخابية ضعيفة.. بايدن مهزوز وترامب سيّء
  • خبراء لـعربي21: المناظرة الانتخابية ضعيفة.. بايدن مهزوز وترامب سيّئ
  • بعد سبعة أشهر من انتشارها بالبحر الأحمر.. المدمرة الأمريكية "كارني" تعود لموطنها وطاقمها يتحدث عن طبيعة المعركة (ترجمة خاصة)