نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 38
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
موعدنا دائما مع نهايات شهر يناير وبدايات شهر فبراير لإثارة أزمة الدواجن وارتفاع أسعارها و نقص الأعلاف و أزمة السلع الأساسية، والتحدث دائما عن الأزمة الاقتصادية و ارتفاع معدل التضخم و تصاعد سعر صرف الدولار، قبل الاسترسال في الأسباب علينا أولا العودة إلى أحداث يناير و مقارناتها بما حدث من ثورات برتقالية أدت إلى تفكك يوغوسلافيا نتيجة سلسلة من الاضطرابات السياسية والصراعات خلال عام 1992.
بعد فترة من الأزمات السياسية والاقتصادية المفتعلة في ثمانينيات القرن الماضي، و انفصلت الجمهوريات المكونة لجمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية، لكن تسببت القضايا العالقة في حروب يوغسلافية عرقية مريرة كما هو الحال عقب احداث الربيع العبري في عدد من الدول العربية " سوريا، ليبيا، اليمن، و سبقتهم بسنوات العراق ومؤخرا السودان ".
كانت جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية دولة اشتراكية واتحاد تحكمه رابطة شيوعيي يوغوسلافيا وتتألف من ست جمهوريات اشتراكية –البوسنة والهرسك، كرواتيا، مقدونيا، الجبل الأسود، صربيا، سلوفينيا– وعاصمتها بلغراد عاصمة صربيا حاليا التي أصبحت مركزا للتدريب على كيفية هدم أنظمة الدول عام 2007 حتى عام 2011 تحت قيادة حركة أتبور.
حركة أوتبور أنشئت في صربيا عقب سقوط الاتحاد السوفيتي في 1991. أسندت الإدارة الأمريكية لسيرجي بوبوفيتش وسلوبودان، واللذان يشرفان وقتها علي معهد “كانفاس” لتدريس طرق النضال السلمي إلي تأسيس حركة أوتبور في صربيا: وهي حركة قام بها بعض الشباب الصربي على غرار حركة شباب 6 أبريل التي تلقت دعم وتدريب وتمويل من اتبور والولايات المتحدة الأمريكية لإعادة استنساخ سيناريو أتبور في2008 آي بعد عشر سنوات من إنشاء أتبور ونجاحها في تحقيق الأهداف التي تكونت من أجلها.
و تكونت حركة أتبور في العاشر من أكتوبر عام 1998، تحت زعم الرد على قوانين تنظيم العمل السياسي داخل الجامعات و تنظيم اداء الإعلام التي أصدرتها الحكومة الصربية خلال تلك السنة. كان رئيس الحكومة آنذاك هو “ميلوسيفيتش” وفي البداية، اقتصرت نشاطات الحركة على جامعة بلجراد مباشرة بعد هجوم الناتو الجوي على يوغسلافيا السابقة سنة 1999 خلال حرب كوسوفو.
وفي 5 أكتوبر 2000 نجحت أوتبور في تنظيم تظاهرة كبرى أمام قصر ميلوسوفيتش، حيث أعلنوا فيها ثلاثة مطالب رئيسية: إزاحة الطاغية – مجانية التعليم – استقلال الصحافة والإعلام ونجحوا في استغلال و توظيف حالة الاستياء والغضب الشعبي تجاه ميلوسوفيتش، ودعوا لاعتصامات نجحت في الضغط على نظام ميلوسيفيتش حينها بجانب الضغط الأمريكي، فأعلن الاستجابة لمطالب شعبه وأُعلنت الانتخابات وسقط ميلوسوفيتش ونجح البديل المستقل بعد اتفاق جميع الأحزاب علي مرشح واحد.
أصبحت أوتبور رمزاً أساسياً من رموز الكفاح المناهض، وخلال الشهور التي تلت سقوط ميلوسوفيتش، أصبح أعضاء أوتبور بصفة مفاجئة أبطالاً في صربيا و في أعين الحكومات الغربية “وأصبح اللوجو الخاص بهم منتشراً في كل مكان وعلى ملابس العامة والمشاهير والشخصيات العامة”، و أصبحت تستعين بهم الولايات المتحدة الأمريكية في تدريب و تأهيل الشباب العربي لاستنساخ نفس التجربة داخل بلادهم، و كان التركيز الأكبر على مصر ثم سوريا ثم الجزائر والعراق، اليمن، تونس، السودان، بالمناسبة لوجو أتبور هو نفس لوجو 6 أبريل الذي يمثل قبضة اليد السوداء داخل مساحة بيضاء.
و شاركت بنفسي في الدورة التدريبية التي تم تخصيصها للشباب المصريين وسبق وشرحت ذلك باستفاضة و تحدثت عن نوعية التدريب و كيفية وضع مخطط للهدم وحشد الجماهير حول هدف محدد لاستغلالهم ليكونوا وقودا ومبررا لعمليات الهدم لإسقاط الدولة لا النظام مستغلين حوائج الجماهير لتضخيم مشكلاتهم متبعين منهج البرمجة العقلية والسيطرة الكاملة على إراداتهم لكسر حاجز الخوف من المواجهة مع رجال الشرطة والتدريب على كيفية اختلاق الاشتباكات وتصويرها على إنها حرب شوارع على نهج حرب الغوار.
مازالت تعانى صربيا من التضخم كما هو الحال الان فى مصر، اذكر أنني. توجهت لاحتساء فنجانا صغيرا من الكاكاو الذي تمت ترقيته إلى اسم هوت شوكلت دفعت حينها عام 2009 مبلغ 1600دينار، في المقابل كان السعر في مصر 50 قرشا، آلأمر الذي يكشف عن أبعاد المخطط و أسباب الأزمة الاقتصادية التي تعانى منها مصر حاليا وموجة ارتفاع أسعار السلع بشكل غير مبرر ومبالغ فيه و ان ما يحدث الان من أزمة اقتصادية مصرية هي نفس الازمة التي مرت بها صربيا والدول التي شهدت ثورات البرتقال والياسمين واللوتس و تلك الازمات الاقتصادية كانت هدفا لدول الأعداء لتمرير مصالحهم.
علينا أن نعى أن أحداث يناير كبدت الدولة المصرية خسائر بقيمة 400 مليار دولار بما يعادل 6 تريليونات جنيه، بخلاف تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد -19 و تبعتها تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التي كبدت الدولة المصرية أيضا نحو 465 مليار جنيه تأثيرات مباشرة وغير مباشرة منذ اندلاع تلك الحرب في فبراير 2022، تمثلت في ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية والوقود بالإضافة إلى أسعار الفائدة والسياحة وتسببت الأزمة في 5 تحديات مرهقة للاقتصاد المصري؛ ممثلة في ضعف السيولة الأجنبية نتيجة خروج رؤوس الأموال الساخنة، وتباطؤ معدلات استثمارات القطاع الخاص المصري، وارتفاع فائدة الاقتراض السيادي، ودلائل الدين الخارجي، بالإضافة إلى تراجع معدلات جذب استثمارات أجنبية مباشرة.
و برغم تلك التحديات تحاول الدولة المصرية الخروج من تلك الأزمة و الحد من التضخم و لتحسين مستوى معيشة الفرد؛ عملت على تعزيز دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، ورفع نسبة مشاركته في الاقتصاد لتصبح 65 % من إجمالي الاستثمارات المنفذة خلال 3 سنوات، ودعم توطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي.
و هذه الخطوة تقوم على تحسين مناخ الأعمال وإطلاق حزمة من الحوافز المتنوعة، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع القطاع الخاص.
بالإضافة إلى وثيقة تخارج الدولة من العديد من القطاعات الاقتصادية، لإفساح المجال للقطاع الخاص للعمل والمشاركة
بالإضافة إلى الإعلان عن خِطَّة واضحة وملزمة لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي، وكذلك تخفيض عجز الموازنة خلال 4 سنوات قادمة، فضلا عن طرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية؛ تشمل طرح شركات مملوكة للقوات المسلحة، وتوفير السلع الأساسية بأسعار مدعمة وإجراءات للحماية الاجتماعية.
و بالعودة للحديث حول أسباب تفاقم أزمة السلع الاستراتيجية مع نهاية شهر يناير كل عام كما وضحت في بداية سطور المقال، يجب ان نعى وندرك، أن القضية هنا ليست قضية أزمة دواجن او سلع أساسية بل السعى لهدم كيان دولة بحجم مصر ب عمليات الاستقطاب والتجنيد الغير مباشر نظرا لاهمية توافر السلع الأساسية للمواطنين الغير مسيسين واختفائها يمثل عبء كبير عليهم يؤدي بهم للاحتقان و الاحتجاج والخروج عن السيطرة ضد الدولة لمصلحة مخطط كبير يسير تنفيذه الان على قدم وساق، وبخطى ثابتة، فبعد ان وافق الكونجرس الأمريكي في عام 1983 بالإجماع على مشروع صاغه المستشرق البريطاني الأصل اليهودي الديانة، الصهيوني الانتماء، الأمريكي الجنسية برنارد لويس، هذا المشروع اطلق عليه اسم حدود الدم Blood Borders ويهدف إلى تقسيم وتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى دويلات على أساس ديني مذهبي طائفي مثلما حدث في أوروبا الشرقية وهذا ما ظهر جاليا واثبت صحة حديثي حول هذا الشأن في السابق و ما وقع بعد أحداث الربيع العبري وما شاهدته ليبيا وسوريا واليمن والعراق من قبلهم بسنوات.
في 9/4/2005. أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بحديث مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في هذا اللقاء الصحفي أذاعت كونداليزا رايس رسمياً نيه الإدارة الأمريكية نشر الديمقراطية في العالم العربي والتدخل لحقوق المرأة وغيرها لتشكيل ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد والغريب والمدهش أن الوزيرة الأمريكية استخدمت احد نصوص الماسونيه ولنكن اكثر دقة، الوزيرة استخدمت احد نصوص بروتوكولات حكماء صهيون البالغ عددها 24 بروتوكولا، لتشرح للعالم كيفية انتقال الدول العربية والإسلامية من العهد الديكتاتوري إلى العصر الديمقراطي، كونداليزا رايس أعلنت خلال حديثها الصحفي مع واشنطن بوست، أن أمريكا ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلاقة Creative Chaos هو مصطلح الماسونيه وعقائد الإلحاد، انتشر هذا المصطلح إبان غزو العراق ويقصد بها أحداث حالة اجتماعية واقتصادية مريحة بعد إحداث فوضى مقصودة.
ولكن قبل الحديث عن إمكانية وجود عِلاقة بين مفهوم الفوضى الخلاقة وثورات الربيع العبري، لنقرأ بعض ما جاء في نصوص بروتوكولات حكماء صهيون.
" نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه وجلاديه "
هكذا يقول الدكتور أوسكار ليفي 1946-1867 في مقدمة كتابه للبروتوكولات.
حيث جاء في البروتوكول الرابع : كل جمهورية تمر خلال مراحل متنوعة أولاها فترة الأيام الأولي لثورة العميان التي تكتسح وتخرب ذات اليمين وذات الشمال والثانية هي حكم الغوغاء الذي يؤدى إلى الفوضى ويسبب الاستبداد، أن هذا الاستبداد من الناحية الرسمية غير شرعي، فهو لذلك غير مسئول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
لماذا زادت البنتاغون عدد القوات الأمريكية في سوريا بعد سقوط الأسد؟
أكد مراسل شؤون الأمن القومي، في قناة سي إن إن٬ أليكس ماركوارت، أن العدد الحقيقي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية وصل إلى 2000 جندي، بعد أن كانت المعلومات السابقة تشير إلى حوالي 900 جندي.
قال ماركوارت: "هناك أسئلة حقيقية حول شفافية الإدارة (وزارة الدفاع الأمريكية) في هذه الحالة. أعتقد أن هذا يعكس مخاوفهم بشأن ما يحدث في سوريا. لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في الإجراءات الأمريكية ضد داعش في سوريا، لكن منذ سنوات كنا نقول إن هناك 900 جندي أمريكي في سوريا، لنكتشف بالأمس أن العدد أكثر من الضعف".
وتابع مراسل شؤون الأمن القومي: "ما نفهمه هو أن 900 جندي يشكلون جوهر مهمة الولايات المتحدة في سوريا. الهدف من زيادة القوات هو التعامل مع هذه الأوقات المضطربة. يبقى أن نرى كم من الوقت سيبقون هناك."
الوجود الأمريكي في سوريا
يذكر أن القوات الأمريكية دخلت الأراضي سوريا في عام 2015 بموجب تفويضات استخدام القوة العسكرية لعامي 2001 و2002، التي أصدرت لشن حرب ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان وغزو العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقد رأى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إمكانية استخدام تلك التفويضات لمحاربة تنظيم الدولة أيضاً.
ومع توسع تنظيم الدولة وبسط سيطرته على مناطق سورية في عام 2013، وتبنيه هجمات عسكرية في أوروبا عام 2015، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها آلاف الضربات الجوية على مواقع التنظيم في سوريا، كما دعمت عمليات مليشيات قسد ضد التنظيم.
في عام 2018، بدأت الولايات المتحدة سحب معظم قواتها من سوريا، لكنها أبقت على قوة طوارئ بلغ تعدادها نحو 400 جندي، وازداد العدد لاحقاً حتى وصل في صيف عام 2024، وفقاً لبيانات معهد بحوث الكونغرس، إلى نحو 800 جندي، بتمويل مقداره 156 مليون دولار خصص لصندوق التدريب والتجهيز ضد تنظيم الدولة في سوريا.