تونس تريد اقتراض المليارات من مصرفها المركزي
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
تريد تونس، التي تعاني من ضائقة مالية، اتخاذ خطوة غير مسبوقة باقتراض المليارات من البنك المركزي لسد عجز الميزانية وعلاج أزمتها الاقتصادية، وهي خطوة يقول الخبراء إنها قد تسبب التضخم وتقوض الثقة في المؤسسات.
وفي اجتماع طارئ مغلق، نظرت اللجنة المالية بالبرلمان يوم الأربعاء في طلب حكومة الرئيس قيس سعيد لاقتراض الأموال بعد مراجعة القوانين التي تهدف إلى ضمان استقلالية البنك.
أضافت القوانين البنك المركزي إلى قائمة متزايدة من المؤسسات التي سعى السيد سعيد إلى إضعافها منذ وصوله إلى السلطة، بالإضافة إلى تعليق البرلمان لفترة وجيزة وإعادة كتابة الدستور التونسي.
وتريد حكومته من البنك المركزي أن يشتري مباشرة ما يصل إلى سبعة مليارات دينار تونسي (2.25 مليار دولار) من السندات بدون فوائد للمساعدة في سد عجز الميزانية البالغ 10 مليارات دينار تونسي (3.2 مليار دولار).
لكن في تونس، حيث أصبح التضخم ونقص السلع الأساسية أمراً شائعاً، فإن هذا الطلب يثير المخاوف بشأن الحفاظ على استقلال البنك عن السياسة والتضخم والخوف. المقرضين والمستثمرين الأجانب.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تجد فيه تونس نفسها غير قادرة على الاقتراض من دائنيها التقليديين، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، الذي لا تزال خطة الإنقاذ المقترحة البالغة 1.9 مليار دولار في طي النسيان.
وعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي قال إن شراء الأوراق المالية مثل السندات يمكن أن يخدم السياسة النقدية في بعض الأحيان، إلا أنه حذر الدول من أن البنوك المركزية لا ينبغي لها أن تمول الإنفاق الحكومي.
"إن تعديل وضعية البنك المركزي التونسي لتمكينه من تمويل ميزانية الحكومة ولا شيء غير ذلك... هو نهج غير حكيم يحمل العديد من المخاطر -أبرزها التضخمية- على اقتصاد البلاد وعلاقاتها مع شركائها"، أعلن الخبير الاقتصادي آرام بلحاج، الأستاذ بكلية الاقتصاد والتصرف بتونس.
ويمكن للاقتراض من البنك المركزي أن يمول الميزانية على المدى القصير، مع الإبقاء على الدعم للسلع اليومية مثل الدقيق والكهرباء والوقود، لكن مع نقص السلع الأساسية وطوابير الخبز التي يتذكرها التونسيون مؤخرا، فإن هذه الخطوة قد تزيد من زعزعة استقرار الثقة في العملة وقيمتها، حسبما قال رؤوف بن هادي، المحلل في وكالة الأنباء التونسية بيزنس نيوز.
ونظرا لديون تونس واحتمال التخلف عن السداد، حافظت وكالة فيتش على التصنيف الائتماني لتونس CCC- في ديسمبر.
وحذرت وكالة التصنيف بعد ذلك من أن برنامج الاقتراض الذي يسمح للبنك المركزي بتمويل الحكومة مباشرة "من شأنه أن يعرض مصداقية البنك المركزي للخطر ويزيد الضغط على الأسعار وسعر الصرف".
ويأتي طلب الحكومة غير المسبوق مع ندرة مصادر التمويل الأخرى.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تونس، لا تزال المفاوضات بشأن خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي متوقفة بسبب إحجام سعيد عن خفض الدعم أو الأجور في القطاع العام.
وانتقد الإصلاحات الموصى بها من قبل المؤسسة ووصفها بأنها "إملاءات أجنبية" وأقال وزير ماليته، وهو أحد الداعمين الرئيسيين للإصلاحات المقترحة.
وقال بن هادي إن "الضغوط السياسية يمكن أن تؤدي إلى سياسات نقدية توسعية خلال فترات الانتخابات، كما هو الحال في تونس"، محذرا من أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى الركود.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تونس الحكومة مباشرة وكالة التصنيف البنک المرکزی
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي: التضخم الأساسي في مصر يتراجع لـ 22.6% خلال يناير 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف البنك المركزي المصري عن تراجع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 22.6% في يناير 2025، مقارنةً بـ 23.2% في ديسمبر 2024، وفقًا لبيان رسمي صادر عنه.
وأوضح المركزي أن معدل التغير الشهري في الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين، الذي يقوم بإعداده، بلغ 1.7% في يناير، مقابل 0.9% في ديسمبر 2024.
تطورات التضخم العام في مصرمن جانبه، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تباطؤ معدل التضخم السنوي في المدن المصرية إلى 24% في يناير، مقارنةً بـ 24.1% في ديسمبر، رغم تسجيل التضخم الشهري ارتفاعًا ملحوظًا إلى 1.5% مقابل 0.2%.
وأشار الجهاز إلى أن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين على مستوى الجمهورية بلغ 243.5 نقطة في يناير 2025، مسجلاً معدل تضخم سنوي 23.2%، مقارنةً بـ 23.4% في ديسمبر 2024، بينما ارتفع معدل التضخم الشهري إلى 1.6% مقابل 0% في الشهر السابق.
إستراتيجية البنك المركزي واستهداف التضخمفي سياق متصل، قرر البنك المركزي المصري في 26 ديسمبر 2024 تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة، بحيث يصل إلى 7% (±2%) بحلول الربع الرابع من 2026، ثم 5% (±2%) بحلول الربع الرابع من 2028، وذلك تماشيًا مع استراتيجية البنك لاعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
هذا القرار جاء بالتزامن مع إبقاء لجنة السياسة النقدية على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة السادسة على التوالي، ليستقر سعر الإيداع لليلة واحدة عند 27.25%، وسعر الإقراض عند 28.25%، فيما بلغ سعر العملية الرئيسية وسعر الائتمان والخصم 27.75%.
إجراءات البنك المركزي وتأثيرها على التضخمأكد البنك المركزي أنه اتخذ منذ مارس 2024 مجموعة من الإجراءات التصحيحية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي، مما أسهم في احتواء الضغوط التضخمية وتقليل معدلات التضخم العام. وشملت هذه الإجراءات تبني سياسة نقدية تقييدية وتوحيد سوق الصرف الأجنبي، الأمر الذي ساعد على ترسيخ توقعات التضخم وجذب تدفقات النقد الأجنبي.
ورغم هذه الجهود، أشار البنك إلى استمرار المخاطر المحيطة بالتضخم، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، وعودة السياسات الحمائية، وتأثير إجراءات ضبط المالية العامة. لكنه توقع أن يبدأ التضخم في التراجع بشكل ملحوظ اعتبارًا من الربع الأول من 2025، ليقترب من المستويات الأحادية بحلول النصف الثاني من 2026، بدعم من التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس.
السياسة النقدية في المرحلة المقبلةبحسب البنك المركزي، فإن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية يعد مناسبًا لضمان استمرار التراجع التدريجي للتضخم، مؤكداً أنه سيتخذ قراراته بناءً على المستجدات الاقتصادية وتوقعات التضخم.
كما شدد على استعداده لاستخدام جميع الأدوات المتاحة لضمان تحقيق مستهدفات التضخم، من خلال السيطرة على الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء تداعيات صدمات العرض، بما يدعم استقرار الاقتصاد الكلي في المرحلة المقبلة.