أدباء ونقاد: الراحل «عزت عمر» أضاء على جماليات الأدب الإماراتي
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس، أمسية استذكارية للمرحوم الناقد عزت عمر، الذي رحل عن عالمنا منذ أسابيع قليلة، بعد عمر مكثف من العطاء الأدبي والنقدي أثرى فيه الساحة الأدبية الإماراتية والعربية بإصدارات عدة قيمة.
تحدث في الأمسية الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، ونواف يونس، مدير تحرير مجلة الشارقة الثقافية، وأدارتها ماريا محيي الدين، وشهدت مداخلات من عدد من الأدباء على تاريخه الأدبي.
شهدت الأمسية تقديم عرض تسجيلي عن حياة الفقيد الراحل الذي ولد في مدينة منبج بسوريا وتخرّج في كلية الآداب بجامعة حلب عام 1977، وهو عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحرر صحفي في مجلة الشارقة الثقافية، وعمل في لجان تحكيم أدبية كثيرة على مدى عقود عدة، حصل على جائزة معرض الشارقة لأفضل كتاب عن الإمارات عام 2019، وقد ألف نيفاً وعشرين كتاباً أغلبها عن السرد الإماراتي.
ذائقة نقدية
قال الدكتور عمر عبد العزيز، في شهادته عن المرحوم، إنه كان يمتلك ذائقة نقدية جمالية راسخة، وعلى معرفة بجملة المفاهيم الحداثية وله فهم عميق للتاريخ، ما أعطاه قدرة على سبر أغوار النصوص واجتراح مفاهيم تخصه، وقد شكل رافداً من روافد النقد ووجهاً من أوجه التلاقي الثقافي العربي على الإمارات.
أما نواف يونس، فقال إن "المثقف الحقيقي هو الذي يؤثر في محيطه ويتأثر به، وتلك هي حال المرحوم عزت عمر. التقيت به في عام 1990 في القسم الثقافي في جريدة الخليج، وقد نشرت له الخليج روايته الأولى «قفص يبحث عن عصافير» على حلقات، واستكملنا التواصل في اتحاد الكتاب، برؤية نقدية تواكب الإبداع الأدبي في الإمارات. أما المرحلة الأخيرة من مراحل حياتنا المشتركة، فكانت في مجلة الشارقة الثقافية، حيث كان محرراً معنا يغني الجانب الثقافي والفكري، بقلمه النقدي الجميل".
مثقف أصيل
تحدث الكاتب محسن سليمان باسم اتحاد كتاب الإمارات، ناقلاً تعزية رئيس الاتحاد الأديب سلطان العميمي، ومشيداً بالخدمات النقدية الجليلة التي قدمها عزت عمر للأدب الإماراتي، حيث أماط اللثام من خلال مؤلفاته ودراساته الكثيرة عن الكثير من ظواهر هذا الأدب، وقدم وشجع الكثير من كتابه في مراحل متعددة من مسيرتهم الأدبية.
أما الكاتب حسين درويش، فقال: "عملنا معاً في مجلة «حياة الناس»، كما كتب في جريدة الحياة أيضاً، لقد كان مثقفاً أصيلاً صاحب موقف أدبي وثقافي يسعى من خلاله إلى خدمة الثقافة والأدب".
وقال الناقد صالح هويدي: إن المرحوم كان وفياً يتفقد أصدقاءه، وكان ناقداً معرفياً، لا يحب المفاهيم العائمة، ولديه أسئلة فكرية يبحث عن أجوبتها.
كما قال الناقد إسلام بوشكير، إن تجربة عزت عمر هي تجربة متكاملة على المستوى الثقافي والنقدي، حيث آمن بحق الكتاب الشباب في أن يأخذوا فرصتهم، وكان يحرص على توجيههم، وكان مؤمناً بفكرته ورؤيته وما يكتب عنه، وصاحب اختيارات حرة جعلته يكتب عن تجارب أدبية أصيلة لم يكتب عنها أحد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النادي الثقافي العربي في الشارقة عزت عمر عزت عمر
إقرأ أيضاً:
“الجينوم الإماراتي” .. إنجازات نوعية وريادة عالمية
“الجينوم الإماراتي” .. إنجازات نوعية وريادة عالمية
الإنسان وجودة حياته، ومضاعفة ما ينعم به من سعادة ورفاهية، أولوية دائمة في نهج القيادة الرشيدة، وجوهر استراتيجياتها الهادفة لكل ما فيه صالح أفراد المجتمع، ومنها الخاص بالصحة العامة، كما أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال ترؤس سموه اجتماع مجلس الإمارات للجينوم، مبيناً سموه “حرص القيادة الرشيدة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع”، ومنوهاً بـ”أهمية جهود البحوث والتطوير في مجالات الطب الدقيق، والرعاية الوقائية، وتحسين وتعزيز العمر الصحي، وإسهامات هذه الجهود النوعية في تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة في رفع مستوى الصحة العامة”، ومشيداً سموه بكافة الجهود التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات في صدارة الدول الرائدة في مجال بحوث الجينوم وتطبيقاتها العملية.. وذلك خلال الاجتماع الذي اعتمد فيه سموه حزمة برامج جديدة للفحص الجيني، والاطلاع على نتائج دراسة الجينوم الإماراتي المرجعي “التيلومير إلى التيلومير” (T2T)، بهدف سد فجوات مهمة في البيانات الجينومية، وتوفير مصدر مرجعي شامل يدعم أبحاث الطب الدقيق، وتعزيز إجراء مقارنات دقيقة مع المراجع الجينومية العالمية، لتطوير الأبحاث المتخصصة في الأمراض، وعلم الجينوم الدوائي، إلى جانب تطوير حلول علاجية تُلبي الاحتياجات الصحية الخاصة بالمجتمع الإماراتي، وكذلك مستجدات برنامج الاختبار الجيني الشامل للمقبلين على الزواج الذي تم إطلاقه وتنفيذه على المستوى الوطني اعتباراً من الأول من يناير 2025، وبرنامج الجينوم الإماراتي، الذي نجح في جمع أكثر من 700 ألف عينة جينية من مواطني الدولة، محققاً تقدماً ملحوظاً نحو هدفه الاستراتيجي بالوصول إلى مليون عينة.
البرامج العلمية المتقدمة والأبحاث النوعية في الإمارات تستوفي أرقى المعايير وتهدف إلى مضاعفة الخدمات المقدمة استناداً إلى ما توفره من بيانات، ومنها حزمة البرامج الجديدة للفحص الجيني التي اعتمدها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، بهدف توسيع الاستفادة من البيانات الجينومية وتسريع تبنّي خدمات الرعاية الصحية الشخصية القائمة على الجينوم في الإمارات، وتتضمن برنامج الفحوص الجينية للأطفال حديثي الولادة للكشف المبكر عن الاضطرابات الوراثية القابلة للعلاج لدى الرُضّع، من خلال تقييم 733 جيناً مرتبطاً بأكثر من 800 حالة وراثية، وتشمل الحزمة برنامج الفحوص الجينية الإضافية للبالغين المشاركين في برنامج الجينوم الإماراتي، لتحديد الحالات الوراثية التي يمكن تشخيصها والتعامل معها مبكراً، من خلال تقييم 94 جيناً مرتبطاً بأكثر من 50 حالة وراثية، كما تضم برامجاً مخصصة للخصوبة، تشمل تقييم 186 جيناً مرتبطاً بأكثر من 130 حالة وراثية، وتقديم حلول علاجية وتوصيات طبية.
نقلات كبرى يتم تحقيقها في القطاع الصحي الإماراتي والأبحاث النوعية المتقدمة فيه، بفعل التطور العلمي الهائل والقدرة على وضع البرامج النوعية والاستباقية التي تضمن حماية صحة أفراد المجتمع واستدامة ترسيخ مكانة الدولة الرائدة عالمياَ.