يأمل عاملون بمجالات صناعة الأخبار أن يؤدي الطوفان الوشيك من المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز مكانة الصحافة واستعادة الثقة بوسائل الإعلام، وبالمقابل يخشى آخرون أن يفقد عامة الناس ثقتهم في كل المعلومات غثها وسمينها، وهو ما يهدد بتبعات سياسية واجتماعية في مختلف أنحاء العالم.

ولكن في كل الأحوال، يعتقد خبراء ومسؤولون تنفيذيون في صناعة الأخبار، أن شهية الحكومات قد انفتحت لتنظيم قطاع الذكاء الصناعي العملاق وتعزيز حضورها فيه، فأين موقع وسائل الإعلام ومؤسسات الأخبار والصحافة لا سيما الرقمية منها؟

ويحاول التقرير السنوي لمعهد رويترز لدراسة الصحافة، الصادر قبل أيام، إجابة بعض هذه الأسئلة المتعلقة بتحولات الإعلام والتكنولوجيا، ويجتهد لتقديم التنبؤ والتحليل لتطورات المشهد الإعلامي العالمي للعام الجديد عبر استطلاع آراء أكثر من 300 قيادي بصناعة الإعلام من أكثر من 50 دولة وإقليما بينهم عشرات رؤساء التحرير والرؤساء التنفيذيين والمديرين الإداريين ورؤساء الأقسام الرقمية في المؤسسات الإعلامية الرائدة حول العالم.

يتناول التقرير التحديات والفرص التي تواجه وسائل الإعلام في هذا العام 2024، وأشرف عليه نيك نيومان الباحث في معهد رويترز لدراسة الصحافة، وهو المؤلف الرئيسي لعدد من تقارير الأخبار الرقمية السنوية التي تصدر عن معهد رويترز منذ عام 2012.

يدق التقرير جرس الإنذار أمام الصحفيين ومؤسسات الإعلام لا سيما مديري الأقسام الرقمية منها، محذرا من تطور التكنولوجيا بسرعة هائلة يعجز المتابعون عن استيعابها وفهمها، ويطالب المؤسسات الإخبارية ذات التفكير المستقبلي ببناء محتوى وتجارب فريدة لا يمكن استنتساخها وإعادة إنتاجها بسهولة من قبل الذكاء الصناعي الذي سيسيطر على إنتاج الأخبار والمحتوى بحلول 2026.

ويضع التقرير أمام الصحفيين وقادة مؤسسات الإعلام خطة النجاة عبر تطوير الأخبار المباشرة، والتحليل العميق، واعتماد التجارب البشرية المبنية على التواصل، وكذلك تطوير تنسيقات الصوت والفيديو الأطول التي يتوقع أن تصمد أكثر من النص أمام زحف الذكاء الصناعي.

يدق التقرير جرس الإنذار أمام الصحفيين ومؤسسات الإعلام لا سيما مديري الأقسام الرقمية منها، محذرا من تطور التكنولوجيا بسرعة هائلة يعجز المتابعون عن استيعابها وفهمها، ويطالب المؤسسات الإخبارية ذات التفكير المستقبلي ببناء محتوى وتجارب فريدة لا يمكن استنتساخها وإعادة إنتاجها بسهولة من قبل الذكاء الصناعي الذي سيسيطر على إنتاج الأخبار والمحتوى بحلول 2026، كما يقول التقرير.

ويضع التقرير أمام الصحفيين وقادة مؤسسات الإعلام خطة النجاة عبر تطوير الأخبار المباشرة، والتحليل العميق، واعتماد التجارب البشرية المبنية على التواصل، وكذلك تطوير تنسيقات الصوت والفيديو الأطول التي يتوقع أن تصمد أكثر من النص أمام زحف الذكاء الصناعي.

لا يدعو التقرير لمواجهة مع التكنولوجيا الجديدة، وإنما يحث على استخدام التقنيات -بما فيها الذكاء الصناعي- لجعل عمل الصحافة والإعلام أكثر كفاءة في مناخ اقتصادي يزداد صعوبة، وفي الوقت ذاته يدعو لاستخدام تلك التقنيات في نشر المحتوى وتوزيعه ليكون أكثر ملاءمة لجمهور مختلف ومتنوع، وتخصيص المحتوى لجمهور معين.

وبالمقابل لا يدعو التقرير لمواجهة مع التكنولوجيا الجديدة، وإنما يحث على استخدام التقنيات -بما فيها الذكاء الصناعي- لجعل عمل الصحافة والإعلام أكثر كفاءة في مناخ اقتصادي يزداد صعوبة، وفي الوقت ذاته يدعو لاستخدام تلك التقنيات في نشر المحتوى وتوزيعه ليكون أكثر ملاءمة لجمهور مختلف ومتنوع، وتخصيص المحتوى لجمهور معين.

ورغم أنه من الصعب التنبؤ بتأثير الذكاء الاصطناعي على مجال الصحافة والإعلام الرقمي، يتوقع أن يكون عام 2024 فاصلا بالنسبة للموقف من التكنولوجيا الجديدة للذكاء الاصطناعي، وسيعتمد ذلك على سلوك منصات ووسائل الإعلام نفسها، كما سيتأثر بنتائج القضايا القانونية والفكرية المتعلقة بالملكية الفكرية والتي يمكن أن تفتح (أو تقيد بشدة) الطريقة التي يمكن بها استخدام المحتوى الإخباري لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون تعويض مناسب.

ويتوقع التقرير أن تستمر الضغوط على غرف الأخبار على إثر الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلا عن تغير المناخ، وتداعيات الوباء، والانكماش الاقتصادي، وعلى الجانب التجاري، يتوقع أن يستمر تباطؤ سوق الإعلانات، وإلغاء ملفات الارتباط (الكوكيز) على إثر قوانين تنظيم الإنترنت، وتقليل الإحالة من المنصات الرقمية الكبيرة مثل مواقع التواصل، في تخفيض الوظائف على نطاق واسع في جميع مجالات الصحافة والإعلام.

بالنظر لأن الغالبية العظمى من كل محتوى الإنترنت سيتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026، كما يتنبأ التقرير، سيحتاج الصحفيون ووسائل الإعلام ومؤسسات إنتاج الأخبار إلى إعادة التفكير في أدوارهم ومراجعة أعمالهم ومهامهم سريعا وبشكل ملح.

اجتياح الذكاء الاصطناعي

ستجتاح قوة الذكاء الاصطناعي "التدميرية" مجال المعلومات الرقمية هذا العام مستفيدة من الاضطراب السياسي والاقتصادي حول العالم، ومن المرجح أن تكون الآثار على موثوقية المعلومات، واستمرارية عمل وسائل الإعلام الرئيسية عميقة في عام يشهد انتخابات حاسمة مقرر إجراؤها في أكثر من 40 دولة ديمقراطية، ويشهد كذلك استمرار الحروب في أوروبا والشرق الأوسط.

في ظل هذه الخلفية، وبالنظر لأن الغالبية العظمى من كل محتوى الإنترنت سيتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026، كما يتنبأ التقرير، سيحتاج الصحفيون ووسائل الإعلام ومؤسسات إنتاج الأخبار إلى إعادة التفكير في أدوارهم ومراجعة أعمالهم ومهامهم سريعا وبشكل ملح.

ولا يقتصر أمر منافسة الذكاء الاصطناعي على مجال إنتاج المحتوى، وإنما النشر وتوزيع الأخبار، فهناك أدوار كبيرة مرتقبة للذكاء الاصطناعي في مجال النشر والتوزيع وستهدد أيضا الصحفيين ووسائل الإعلام التقليدية، وتمهد لانقلاب كبير في الأدوار.

وسيكون عام 2024 أيضا هو العام الذي تبدأ فيه تجارب البحث التوليدية (SGE) في الانتشار عبر الإنترنت، إلى جانب مجموعة من نماذج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي ستقدم طريقة أسرع وأكثر اعتمادا على الحدس للوصول إلى المعلومات المطلوبة، ويعني ذلك أن جمهور تلك الأدوات قد يستغني عن محركات البحث التي تقود إلى المواقع الإخبارية والمنصات الإعلامية.

كنتيجة للتراجع الحاد في حركة الإحالة (الزيارات المحولة) من فيسبوك ومنصة إكس (تويتر سابقا)، من المحتمل أن يؤدي تغير الخوارزميات، مع مرور الوقت، إلى تقليل تدفق الجمهور إلى مواقع الأخبار الاحترافية، مما سيضع منصات الأخبار أمام تحديات وضغوط أكبر. ويتوقع التقرير أن تسعى وسائل الإعلام ومنصات النشر إلى كسر اعتمادها على منصات التكنولوجيا العملاقة ومواقع التواصل في محاولة لبناء علاقات ولاء مباشرة وقوية مع الجمهور دون وسيط.

وكنتيجة للتراجع الحاد في حركة الإحالة (الزيارات المحولة) من فيسبوك ومنصة إكس (تويتر سابقا)، من المحتمل أن يؤدي تغير الخوارزميات، مع مرور الوقت، إلى تقليل تدفق الجمهور إلى مواقع الأخبار الاحترافية، مما سيضع منصات الأخبار أمام تحديات وضغوط أكبر. ويتوقع التقرير أن تسعى وسائل الإعلام ومنصات النشر إلى كسر اعتمادها على منصات التكنولوجيا العملاقة ومواقع التواصل في محاولة لبناء علاقات ولاء مباشرة وقوية مع الجمهور دون وسيط.

ولهذا يتوقع التقرير أن تلجأ وسائل الإعلام، هذا العام، إلى بناء المزيد من الحواجز بالنسبة للمحتوى لتقليل استهلاك الذكاء الاصطناعي له، بالإضافة إلى توظيف محامين (سيكلفونهم مبالغ باهظة) لحماية ملكيتهم الفكرية، لكن تلك الحواجز المصممة لصد الذكاء الصناعي ستعرض العلامات التجارية لمؤسسات الإعلام لخطر العزلة، إذ ستجعل وصول الجمهور الأصغر سنا والأقل تعليما أكثر صعوبة لا سيما وأن الكثير منهم بالفعل يفضل الأخبار المولدة بواسطة الخوارزميات ولدى ذلك الجمهور روابط ضعيفة بشكل عام مع وسائل الإعلام التقليدية.

ولكن مع التغيير تأتي الفرص، وهذا التقرير مليء بالطرق الملهمة التي تتكيف بها المؤسسات الإخبارية حول العالم مع هذا العالم الجديد. إن تبني أفضل ما في الذكاء الاصطناعي مع إدارة مخاطره قد يكون هو السرد الأساسي للعام المقبل.

لكن هذه التحولات الكبرى تحمل في طياتها فرصا كذلك، ويشير تقرير معهد رويترز لبعض الطرق الملهمة التي يمكن أن تتكيف بها منصات الأخبار حول العالم مع هذا العالم الجديد.

كيف ينظر قادة الإعلام إلى العام المقبل؟

هذه هي النتائج الرئيسية من الاستطلاع الذي استند إلى عينة إستراتيجية مكونة من 314 من قادة مؤسسات الأخبار من 56 دولة، بينهم 76 رئيس تحرير، و65 رئيسًا تنفيذيًا أو مديرًا إداريًا، و53 رئيسًا للقطاع الرقمي أو الابتكار.

عبر أقل بقليل من نصف العينة المشاركة بالاستطلاع (47%) من المحررين والمسؤولين التنفيذيين والمديرين الرقميين عن ثقتهم بمستقبل واعد للصحافة في العام الجاري 2024 لا سيما مع توقع تأثير أحداث مثل الانتخابات الأميركية على استهلاك الأخبار، بينما أعرب حوالي عُشر العينة (12%) عن انخفاض ثقتهم، مشيرين لأوجه قلق أبرزها زيادة التكاليف وانخفاض إيرادات الإعلانات وتباطؤ نمو الاشتراكات بالإضافة لزيادة المتاعب القانونية والمادية.

وأشار نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع (63%) لقلقهم من انخفاض الإحالة من مواقع التواصل الاجتماعي للمصادر والمواقع الإخبارية، إذ تُظهر البيانات المستمدة من تحليلات منصة "تشارت بيت" (Chartbeat) أن حركة المرور إلى مواقع الأخبار انخفضت 48% من فيسبوك خلال عام 2023، بينما انخفضت من منصة إكس (تويتر سابقا) بنسبة 27%، وردا على ذلك، قال غالبية المستطلعة آراؤهم (77%) إنهم سيركزون أكثر على قنواتهم المباشرة في العام المقبل، بينما قال آخرون إنهم سيجربون منصات بديلة.

وقال الناشرون وقادة المنصات والمواقع الإخبارية إنهم سيبذلون جهدا أكبر لتعزيز حضورهم في واتساب وإنستغرام بعد قرار شركة ميتا بفتح قنوات البث للناشرين، وأيضا تحسين حضورهم على منصات الفيديو وأبرزها تيك توك (55%) ويوتيوب (44%) وسيدرس بعضهم منصة غوغل ديسكوفر (Google Discover).

يقول معظم الناشرين المستطلعة آراؤهم إنهم يخططون لإنشاء المزيد من الفيديوهات، والمزيد من الرسائل الإخبارية، والمزيد من البودكاست، مع الحفاظ على عدد مستقر من مقالات الأخبار (النصية)، لمحاولة تنمية الجمهور وكسب المعلنين.

وبناءًا على كل ما سبق، يقول معظم الناشرين المستطلعة آراؤهم إنهم يخططون لإنشاء المزيد من الفيديوهات، والمزيد من الرسائل الإخبارية، والمزيد من البودكاست، مع الحفاظ على عدد مستقر من مقالات الأخبار (النصية)، لمحاولة تنمية الجمهور وكسب المعلنين، واعترف حوالي النصف (54%) من المستطلعة آراؤهم أن شركاتهم تركز بشكل أساسي على شد الانتباه بدلا من احترام وقت الجمهور (37%).

تشمل الإستراتيجيات التي يراها الناشرون مهمة جدا لمواجهة هذه المخاطر: تقديم مزيد من القصص الشارحة والموضوعات التفسيرية (الصحافة التفسيرية)، وتطوير أساليب سرد القصص لتركز أكثر نحو الحلول أو الموضوعات البناءة، والاستثمار في القصص الإنسانية الملهمة، وبدرجة أقل زيادة المحتوى المنشور من الأخبار الإيجابية والترفيهية كذلك.

وستبقى مخاطر تجنب الأخبار الانتقائي والإرهاق من الأخبار مصدرا رئيسيا للقلق بالنسبة لوسائل الإعلام التي تسعى للاستمرار في الاهتمام بالأخبار الواردة من غزة وأوكرانيا وغيرهما من القضايا الجادة، وتشمل الإستراتيجيات التي يراها الناشرون مهمة جدا لمواجهة ذلك الخطر: تقديم مزيد من القصص الشارحة والموضوعات التفسيرية (الصحافة التفسيرية)، وتطوير أساليب سرد القصص لتركز أكثر نحو الحلول أو الموضوعات البناءة، والاستثمار في القصص الإنسانية الملهمة، وبدرجة أقل زيادة المحتوى المنشور من الأخبار الإيجابية والترفيهية كذلك.

ومن الناحية التجارية، يستمر الناشرون في الاستثمار في الاشتراكات والعضويات المدفوعة، حيث قالت الغالبية العظمى من المستطلع رأيُهم (80%) إنها ستكون مصدر دخل مهم، متقدم على الإعلانات. وأفاد معظم الذين يعملون على تقديم محتوى مدفوع بأنهم شهدوا إما زيادة طفيفة، وإما استقرارا في أعداد الاشتراكات خلال العام الماضي، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية في العام المنصرم.

وإذ يسعى عدد من الناشرين إلى إبرام صفقات ترخيص مربحة مع منصات الذكاء الاصطناعي هذا العام، ليس هناك تفاؤل كبير بأن يتم تقاسم الأرباح بالتساوي. ويعتقد ثلث المستطلعة آراؤهم (35%) أن معظم المال سيذهب لكبار الناشرين فحسب، بينما أفاد حوالي النصف منهم (48%) بأنه، في نهاية الأمر، لن يكون هناك الكثير من الأرباح لأي ناشر.

وأفاد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (56%) أن الاستخدام الأكثر أهمية للتكنولوجيا الجديدة سيكون استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة الأخبار، يليه تقديم توصيات أفضل (37%) ، ثم الاستخدامات التجارية (28%). يتأرجح موقف الناشرين حول استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى إذ يعتبره نصف المشاركين في الاستطلاع أكبر خطر يحدق بسمعة المؤسسة الإعلامية.

وشملت عينة البحث عدة دول حول العالم أغلبها في أوروبا والأميركيتين، وغاب عنها معظم بلدان الجنوب العالمي ولم تشمل أي بلد عربي.

يُتوقع توقف المزيد من الصحف عن طباعة نسخ ورقية يومية مع ارتفاع تكاليف الطباعة وضعف شبكات التوزيع أو في بعض الحالات الوصول إلى نقطة الانهيار.

بالمقابل يسعى الناشرون الكبار إلى الحفاظ على الجمهور الحالي، وستتطور الاشتراكات وصولا لمحتوى من الألعاب، والبودكاست، والمجلات، والكتب، وحتى المحتوى الصادر عن منصات أخرى.

ما التطورات المحتملة الأخرى في عام 2024؟

بناءً على توقع العام الماضي، يتوقع التقرير توقف المزيد من الصحف عن طباعة نسخ ورقية يومية مع ارتفاع تكاليف الطباعة وضعف شبكات التوزيع أو في بعض الحالات الوصول إلى نقطة الانهيار.

وتوقع التقرير كذلك أن ترى تحولا كبيرا نحو تجميع المحتوى الإخباري وغير الإخباري الرقمي حيث يسعى الناشرون الكبار إلى الحفاظ على الجمهور الحالي، وستتطور الاشتراكات وصولا لمحتوى من الألعاب، والبودكاست، والمجلات، والكتب، وحتى المحتوى الصادر عن منصات أخرى.

وبالنسبة لمنصات التكنولوجيا الكبرى توقع التقرير أن تلجأ في 2024 إلى نماذج الأعمال المدفوعة بشكل أكبر، إذ تسعى لتقليل اعتمادها على الإعلانات، ويتوقع أن تقدم منصات إكس وميتا وتيك توك مزيدا من الخدمات المتميزة، بما في ذلك خيارات اشتراك خالية من الإعلانات وأكثر حرصا على الخصوصية، وكان تقرير العام الماضي قد توقع بشكل صحيح أن يتنحى إيلون ماسك عن منصبه كرئيس تنفيذي لتويتر.

ستكتسب الروبوتات الذكية والمساعدون الشخصيون المزيد من الزخم في عام 2024، مما سيثير تساؤلات كبرى حول الملكية الفكرية، كما تتحسن تقنيات استنساخ المحتوى، مما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية.

وبحسب التقرير الاستشرافي، ستكتسب الروبوتات الذكية والمساعدون الشخصيون المزيد من الزخم في عام 2024، مما سيثير تساؤلات كبرى حول الملكية الفكرية، كما تتحسن تقنيات استنساخ المحتوى، مما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية.

وبشكل عام، ستستمر المعارك بين المضارين من ثورة الذكاء الاصطناعي والمستفيدين منها على مدار العام 2024، مما يؤدي إلى المزيد من النقاش حول مخاطره على البشر، وبينما يتولى المستفيدون من الذكاء الصناعي زمام المبادرة ستكافح الحكومات لمحاولة فهم التكنولوجيا الجديدة والتحكم بها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التکنولوجیا الجدیدة الصحافة والإعلام الذکاء الاصطناعی ووسائل الإعلام الذکاء الصناعی أمام الصحفیین مواقع التواصل وسائل الإعلام والمزید من الحفاظ على حول العالم هذا العام المزید من یتوقع أن لا سیما أکثر من فی عام عام 2024

إقرأ أيضاً:

د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي

في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.

إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.

والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.

واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.

ولتسليط الضوء على  تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.

ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.

تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.

في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تطلب سحب تقرير منظمة رائدة يحذر من حدوث مجاعة في شمال غزة
  • بمعاونة نخبة من جامعة القاهرة.. النيابة تعقد دورة تدريبية في الذكاء الاصطناعي
  • وزير الشئون النيابية يبحث مع رئيس هيئة الصحافة تعزيز دور الإعلام في المجتمع
  • مكسيم خليل يحذر من خطورة الشائعات على سوريا
  • نسرين مالك- قلم سوداني في الصحافة البريطانية
  • وزير الإعلام السوري يحذر من أيادٍ خفية تسعى لإثارة الفتن
  • فنان شاب يحذر: بياناتي اتسحبت.. الذكاء الاصطناعي بيخترق خصوصيتنا
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء: الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الوسطية ونشر الفكر المعتدل
  • ماجستير عن "دور الصحافة الإنسانية فى مصر" بجامعة أسيوط