لجريدة عمان:
2024-07-07@06:48:37 GMT

في مديح صانع البنادق

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

أينما يمَّمت وجهك ثمة حروب واضطرابات ودمار وتشريد وفاقة ومسغبة وعدم استقرار ومرجع ذلك يعود إلى غطرسة الإنسان وصلفه وإحساسه بالفوقية ضد أخيه الإنسان بسبب مُمكِّناته التي تدفعه نحو الهيمنة والاستكبار.

حال الإنسان منذ سكن الأرض واستوطنها سعيه نحو فرض السيطرة والتحكم بالضعيف موظِّفًا قدراته في اختراع آلة الحرب وتطويرها.

كانوا في «الرزحات» يتغنّون فخرًا بما تمتلكه القبيلة من عِدّة وعتاد حرب وإن كان تقليديًّا وبقوتها وسطوتها وبدور ذلك في بقاء السيادة وضمان التفوق النوعي.. جاء في إحداها: يا صانع البنادق ربك عطاك الجنة كم من صبيِ راقد من مرقده وشلّنه.

أجزم أن الشاعر الذي كتب هذا البيت وكان يُردَّدُ بحماس على ألسنة «الرزّافة» في الأعياد والمناسبات لم يكن ليدعو لمن يصنع البنادق بدخول الجنة لو امتد به العُمر للقرن الحالي وشهد ما يشهده العالم الآن من عمليات قتل وإبادة للحرث والنسل بسبب ما وصلت إليه تقنية صناعة الأسلحة وحجم الدمار القادرة على إحداثه.

ورغم ذلك سأكون حسَن الظن وأقول إن الشاعر المزهو حينها بقبيلته لم يكن يتمنى أن تقض قعقعة البندقية التي لا يكاد يخلو منها بيت من بيوت العمانيين وأزيز الرصاص منام طفل أو ترويع عجوز أو إبادة جماعة إنما كان ينشد «فقط» الافتخار بأُهبة القبيلة ويقظتها واستعدادها لدحر مناوئتها بسبب خلاف قديم حول ملكية أرض أو فلج أو بئر ماء أو مزرعة تثمر عامًا ويُمرضُها «المتق» ثلاثة أعوام.

كاتب الأبيات لم يخطر على باله مُطلقًا أن تتطور البندقية التي وفرتها له دول ذات نوايا خبيثة من «كَنَدَ» أو «صُمع» أو «بو عشر» أو غيرها يوما لتكون آليةً كالكلاشينكوف ثم تتطور مع الزمن فتخرج على صورة قنابل مُدمِّرة تُطلَق من أسلحة تحملها المدرعات والمصفحات أو تُلقى من على طائرات أسرع من الصوت أو تُوجه من البارجات البحرية التي تستوطن البحار والمحيطات.

بالتأكيد لم يكن يُتخيل أن مدنًا هادئة تقع على بُعد آلاف الكيلومترات يمكن استهدافها بصواريخ عابرة للقارات أو سحقها برؤوس نووية تحملها صواريخ مُجنحة تُسيَّر عبر جهاز تحكّم لا يزيد حجمه عن الكف وإلا لما دعا لصانعه بالجنة بل ابتهل إلى ربه في غسق الليل أن يُصليه نار جهنم خالدًا مخلدًا يحترق فيها كما يحترق العالم الآن بسبب ما جلبته آلة الحرب المتطورة من دمار.

سيصرف الشاعر النظر عن كتابة ولو ربع بيت يُمجد السلاح وصانعه إذا ما علِم أن العالم استحال بسببه إلى غابة مُوِحشة يفتك فيه القوي بالضعيف ويُنكِّل المتمكن اقتصاديًّا بالمعوز ومَن قلّت حيلته.. إذا ما نما إلى سمعه أن الكون يقترب يومًا بعد يوم من حرب عالمية ثالثة وأن الجميع لا يعلم إلى أين هو ذاهب.

لن يتجرأ أي من شعراء تلك المرحلة التاريخية المُظلمة فيكتب بيتًا يمتدح فيه لمعان البارود كهذا البيت: بارودنا يلظي من الشمسِ ورصاصنا أربع ميه وخمسِ.

بل لو حُدِث أن ذلك البارود والرصاص لم يكن توريده وتوزيعه من قِبل صُنّاعه سوى هز الاستقرار وبث الفُرقة وضمان السيطرة وجني الأموال لما سُر لحظة بتدوين بيته أو ترديده في «الرزفات» بل نفى عن نفسه موهبة الشعر وأنكرها وتبرأ من مديح بأس صانع البندقية وشجاعة حاملها وغنيمة المحمولة إليه براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

آخر نقطة..

والقلق حول الحياة وتأمين لقمة العيش والتنفس بحرية يحاصر شعوب بلدان كثيرة، نحن على هذه الأرض الطيبة وارفة الظلال ننعم بالرخاء في عهد سلطان عادل رحيم شفوق يُحبنا ونحبه «حفظه الله»، نستنشق هواء الحرية، نعيش الحاضر بروح متحفزة، وأمل لا يخفت في قادم أكثر إشراقًا.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لم یکن

إقرأ أيضاً:

الصلح خير.. مصدر أمني يكشف تفاصيل مشاجرة حسام حبيب وشيرين عبد الوهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف مصدر أمني مطلع بمديرية أمن القاهرة كواليس تصالح الفنانة شيرين عبد الوهاب مع طليقها حسام حبيب، عقب قيامها بتحرير محضر ضده في الساعات الأولى من صباح اليوم، بالتعدي عليها بالضرب إثر خلافات نشبت بينهما حال تواجدهما داخل شقة تستخدم  كاستديو  في منطقة التجمع.

 

مشاجرة شيرين وحسام حبيب 

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الأجهزة الأمنية حررت محضرا بالواقعة وبعدها قام الطرفان بالتصالح وكلفا المحاميين بإنهاء الأمر.

وفي وقت سابق، تحدثت الفنانة شيرين عبد الوهاب عن أزمتها الشهيرة مع شركة الإنتاج المملوكة للموزع الموسيقي حسن الشافعي ومحمد الشاعر، مشيرة إلى أنها  لم توقع مع الشركة أي عقود كما زعم.
وقالت شيرين في بيان صحفي أصدرته، إن من علامات الاستفهام أن يخرج علينا الممثل القانوني لشركة منتجة شهيرة،  مدافعا عن المدعو محمد الشاعر، او يتضامن معه، في حين ان الاخير هو من نشر اغنية "وبحلفك"، والتي بسببها قمت بدفع مبلغ 8 مليون، قيمة الشرط الجزائي، وفسخ العقد كما حكمت المحكمة، وهذه العلاقة تثير الريبة.
وأشارت شيرين، الي ان الشافعي الذي لزم الصمت طوال الفترة السابقة، وظهر فجأة في هذه الفترة، وكأنه مشارك وموافق علي ماحدث، واليوم يخرج مهللا وكأنه صاحب حق، يتقول ويزعم بأشياء غير حقيقية، ما انزل الله بها من سلطان، واقول له : "يجب أن نحترم عقول الناس عندما نتحدث إليهم" .

وعن شريكه محمد الشاعر قالت إنه زعم بحصوله على حكم بالإدانة وليس  بالغرامة 5000   جنيه،  فذلك ليس بالحكم البات وقد جرى طعن عليه بالنقض، مؤكدة: "ان المخطط الذي كان يخطط له قد باء بالفشل، حيث كان يرغب أن يحصل على حكم بحبسها من أجل إرغامه  على الاعتراف بهذا العقد الذي لم يوقع مني، ولكن بحمد الله فشلت خطته، وسوف ينال جزاءه طبقا للقانون قريبا جدا بإذن الله" .

وتابعت قائلة: "اما عن مخطط عدم تقديم أصل العقد للطعن بالتزوير  في الدعوي المرفوعة  امام المحكمة الاقتصادية  والتي لم يذكرها البيان،  والذي نشره المدعو الشاعر بأن أصل  العقد مقدم  في دعوى التحكيم، ظنا منه انه سيفلت من تقديمه أمام المحكمة الاقتصادية، ودعوى الحساب  الخاصة بالملايين  التي حصل عليها من اليوتيوب  فليعلم. ان ذلك  عبث ونحن في دولة قانون" .
وفيما يخص محمد عبدالوهاب قالت شيرين : " لقد  وقع عقد بدون علمي  بتوكيل تم إلغاءه، والاغرب من ذلك انه تم تحرير العقد  بذات تاريخ اصدار   التوكيل،  اي نفس يوم  صدور التوكيل هو يوم تحرير  العقد، وذلك ان دل فهو يدل علي سوء نية واضح، بل والأدهى تم  وضع شرط تحكيم في ذات العقد،  وذلك لايجوز  قانونا، لانه يتطلب توكيلا خاصا  بذات الشرط  من ذلك التاريخ" .


وأوضحت قائلة: " ثم خرج الينا بكلام مغاير للحقيقة. ويزعم أنني لم أتنازل عن محضره القديم  الذي تعدي فيه عليا بالضرب في حين انه تم التنازل عن الدعوى  من خلال مكتب. المحاماة  الخاص بي   وبدلا من ان يشكرني علي التنازل راح يمضي عقد بيع بتوكيل ملغي، وبيع كل حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، حساباتي تلك التي لا اتمكن إدارتها بسبب هذا العقد" .

وتساءلت شيرين عبد الوهاب: "كيف تدعون انني تعاقدت معكم وانا لم يصلني منكم اي تقرير كل شهر أو شهرين عن حجم أرباحي من عدد المشاهدات، والأرباح  في اليوتيوب، بالاضافة لعدم نزول اي أغاني جديدة طوال هذه الفترة، وعدم  نزول اي بوستات  في كافة المناسبات  والأعياد  المختلفة".   
وعادت شيرين عبد الوهاب لتؤكد مرة أخرى بقولها: "انا لم أوقع معكم  اي عقود، وهناك مجموعة من الاجراءات القانونية سوف تظهر   من خلالها الحقيقة الكاملة للناس. والرأي  العام، بالمستندات القاطعة، وسوف  يعرف الجميع من هو الجاني بالفعل، وسوف يتم محاسبة  الجميع  القريب والغريب ومن اخطأ سيتم  عقابه طبقا للقانون، وان غداً لناظره قريب".

مقالات مشابهة

  • اليوم.. بيت الشعر العربي يحتفي بتسعينية حجازي
  • أمسيات ملتقى الشعر الخليجي تثري الحضور في يومها الأول
  • الصلح خير.. مصدر أمني يكشف تفاصيل مشاجرة حسام حبيب وشيرين عبد الوهاب
  • بدء فعاليات ملتقى الشعر الخليجي في مدينة الطائف
  • مختص: تكلفة طقم الأسنان باستخدام الأجهزة الحديثة قد تنخفض إلى 1000 ريال
  • تعاون بين جامعة الروح القدس وعائلة سيمون أسمر لحفظ أرشيف صانع النجوم
  • «مصر أكتوبر»: تمكين الشباب أولوية قصوى لتحقيق التنمية المستدامة بمصر
  • تطور جديد ومفاجئة .. صانع ألعاب فريق مانشستر دي بروين يتوصل لاتفاق مبدئي مع فريق السعودي
  • من رحلة بحرية مجانية في باريس إلى "قوارب ليموزين" في البندقية.. هذا ما أعدته أوبر لزبائنها في أوروبا
  • دعم الكتاب المطبوع وعودة مؤتمر أدباء مصر.. أبرز مطالب الشاعر أحمد شبلول لوزير الثقافة الجديد