انطلقت من أميركا.. لماذا استخدمت واشنطن قاذفات بي-1 في الرد على مقتل جنودها؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
استخدمت الولايات المتحدة، قاذفات "بي-1" في ردها على الجماعات المسلحة الموالية لإيران في سوريا والعراق، وذلك إثر الهجوم بمسيّرة على قاعدة أميركية في الأردن قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في 28 يناير الماضي.
ولفت الخبير العسكري الأميركي، مايك لاينز، إلى أن استخدام هذه القاذفات يدل على أن واشنطن لم تكن تريد توجيه ضربة تحذيرية فقط كما فعلت دائما مع تلك الجماعات، بل هدفت إلى ضربها بقوة ودقة وقطع الإمدادات عنها.
وفي حديث لشبكة "سي أن أن" قال لاينز "يبدو أنهم فعلوا ذلك لأنهم يريدون حقًا قطع الإمدادات اللوجستية عن تلك الجماعات" مشيرا إلى أن الهدف وراء هذه الضربات هو تعطيل "تلك الجماعات التي تمتد من إيران عبر العراق إلى سوريا".
لاينز قال إن استخدام هذا النوع من القاذفات، يتيح الدقة اللازمة لتعطيل عمل تلك الأهداف.
يذكر أن البيت الأبيض أكد نجاح جميع الضربات الجوية في إصابة أهدافها في العراق وسوريا.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي أن "المنشآت التي تم استهدافها كانت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني لاستهداف القوات الأميركية في الشرق الأوسط".
لاينز قال تعليقا على ذلك "من منظور استراتيجي، هذا بالضبط ما يجب أن يكون عليه الأمر، بصرف النظر عن إرسال الرسائل إلى إيران، يجب على القوات الأميركية أن تحصل على النتائج التي تريد الحصول عليها" في إشارة إلى تعطيل عمل التنظيمات المسلحة القريبة من إيران.
وختم " استخدام قاذفات بي 1، يعني أن الهدف هو رفع دقة ومفعول الضربات على طول نهري دجلة والفرات.. ربما ستستخدم في تدمير الجسور، أو القيام بأشياء أخرى تؤذي تلك التنظيمات.. يبدو أن هناك رغبة في الذهاب خلف خطوط الإمداد لكبح قدرتهم على شن هجمات".
والجمعة، شنت القوات الأميركية غارات جوية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له.
وقال بيان القيادة المركزية الأميركية إن قوات الجيش الأميركي ضربت أكثر من 85 هدفا، بقوات تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة.
وبحسب ذات البيان، استخدمت القوات الأميركية أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه.
وشملت المنشآت التي تم قصفها، مراكز عمليات القيادة والسيطرة، ومراكز الاستخبارات، ومخازن الطائرات بدون طيار، والصواريخ والقذائف، ومرافق لوجستية.
Iran's Islamic Revolutionary Guards Corps (IRGC) Quds Force and affiliated militia groups continue to represent a direct threat to the stability of Iraq, the region, and the safety of Americans. We will continue to take action, do whatever is necessary to protect our people, and… pic.twitter.com/Y53nvRfjjx
— U.S. Central Command (@CENTCOM) February 3, 2024 طلعات طويلة المدى "دون توقف"قاذفات "بي-1"، والمعروفة أيضًا باسم "The Bone"، هي قاذفة قنابل استراتيجية بعيدة المدى تابعة للقوات الجوية الأميركية طورتها شركة Rockwell International، المعروفة حاليا باسم Boeing Defense And Space Group.
وتستطيع هذه القاذفة حمل ذخائر دقيقة وغير دقيقة التوجيه، وهي قادرة على التحليق لمسافات بعيدة.
في الصدد، قال مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأميركية، دوغلاس سيمز، للصحفيين، الجمعة، إن القاذفات التي أقلعت من الولايات المتحدة نجحت في تنفيذ الرحلة من دون توقف.
حمولة كبيرة ومواصفات تقنية فريدةتمتلك قاذفات "بي-1"، التي دخلت الخدمة في عام 1986، أكبر حمولة لأي قاذفة قنابل حالية.
تعد قاذفات "بي-1"، نظام أسلحة متعدد الاستخدامات ومتعدد المهام، حيث أن رادارها قادر على تتبع مختلف الأهداف واستهدافها بالإضافة إلى امتلاكها لأوضاع استهداف مختلفة حسب التضاريس.
تملك هذه القاذفات أيضا نظام ملاحة دقيق للغاية ومدعم بنظام تحديد المواقع، يمكّن أطقم الطائرات من التنقل دون مساعدة من أعوان التوجيه على الأرض.
تحتوي هذه القاذفات المميزة أيضا، على معدات التشويش الإلكترونية للحماية الذاتية وجهاز استقبال تحذير الرادار (ALQ-161) وأنظمة إلكترونية أخرى تشكل مجتمعة، نظام دفاع متكامل وقوي يدعم اختراق المجال الجوي للطرف المعادي.
وتقوم هذه الأنظمة الإلكترونية باكتشاف وتحديد نقاط التهديد لدى الخصم ثم تطبق على أساسها القاذفة تقنية التشويش المناسبة إما تلقائيًا أو من خلال تدخل الطاقم.
وتسمح سرعة هذه القاذفات وخصائص التحكم الفائقة لها بالاندماج بسلاسة في أي قوة مختلطة من الطائرات والقاذفات الأخرى.
هذه القدرات، عندما تقترن بحمولتها الكبيرة ونظام استهداف الرادار الممتاز ووقت التحليق الطويل والقدرة على البقاء، تجعل منها عنصرا أساسيا في أي قوة هجومية مشتركة، وفق موقع "إير فورس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
ترامب إلى خامنئي: مستعدون للسلام لكن الرد سيكون حاسماً إذا استمر التصعيد
ترامب شدد على أن الولايات المتحدة تمد يدها للسلام، لكنها لن تتسامح مع استمرار التصعيد أو دعم التنظيمات المسلحة، محذرًا من أن أي تهديد للأمن الأمريكي أو لحلفائه سيقابل برد “حاسم وسريع”.
التغيير: وكالات
بعث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يدعوه فيها إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مؤكدًا استعداد واشنطن لإزالة العقوبات وتمكين الاقتصاد الإيراني في حال تم التوصل إلى تفاهم مشترك.
وفي رسالته، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة تمد يدها للسلام، لكنها لن تتسامح مع استمرار التصعيد أو دعم التنظيمات المسلحة، محذرًا من أن أي تهديد للأمن الأمريكي أو لحلفائه سيقابل برد “حاسم وسريع”.
وأضاف أن السلام ليس ضعفًا، بل خيار الأقوياء، مؤكدًا أن الشعب الإيراني يستحق مستقبلاً أفضل بعيدًا عن العزلة والفقر، وداعيًا القيادة الإيرانية إلى انتهاز الفرصة التاريخية المتاحة للحوار بدلًا من تفويتها.
تأتي رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية مشددة على إيران.
كما شهدت العلاقات بين البلدين مواجهات عسكرية غير مباشرة، أبرزها استهداف القوات الأمريكية لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في يناير 2020، وردّ إيران بقصف قواعد أمريكية في العراق.
وفي ظل هذه التوترات، سعت واشنطن إلى دفع طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة، في حين رفضت إيران أي تفاوض قبل رفع العقوبات، معتبرة أن سياسة “الضغوط القصوى” التي تبنتها إدارة ترامب تهدف إلى إخضاعها سياسيًا وعسكريًا.
الوسومإيران الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب علي خامنئي