استدعت الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد اليوم السبت، ودعت الرئاسة العراقية لاجتماع الرئاسات الثلاث، لبحث الضربات الأميركية التي أصابت مواقع بالعراق وسوريا، بينما أكدت واشنطن استمرار العمليات العسكرية بالمنطقة خلال الأيام القادمة.

وسلّمت الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد مذكرة احتجاج رسمية، بشأن ما وصفته بالاعتداء الأميركي على مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم، مؤكدة أن الضربات تعدّ انتهاكا صارخا للسيادة العراقية.

وأضافت أن الهجمات الأميركية أمس الجمعة ستقوِّض فرص نجاح المفاوضات الجارية لتنظيم عمل التحالف الدولي، وستؤدي إلى تصعيد التوتر، وتهدد أمن المنطقة واستقرارها.

وكان الحشد الشعبي أعلن مقتل 16 وإصابة 36 آخرين جراء الضربات، مشيرا إلى أن "البحث لا يزال جاريا عن جثامين عدد من المفقودين".

لا تنسيق

كما دعت الرئاسة العراقية لاجتماع طارئ للرئاسات الثلاث والكتل السياسية لبحث ما وصفته بـ "العدوان الأميركي" على البلاد.

ونفت وجود أي تنسيق مسبق لشن الولايات المتحدة ضرباتها على العراق، واصفة ما أعلنته واشنطن بأنه ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي.

آثار القصف الأميركي في العراق (الأناضول) واشنطن مستمرة

وفي الولايات المتحدة، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأميركية قوله إن الضربات شملت 3 منشآت في العراق، و4 في سوريا.

كما نقلت الشبكة عن منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي جون كيربي قوله إن البنتاغون في المراحل الأولى من عملية تقييم نتائج الهجمات التي وصفها بالناجحة.

وأشار إلى أن الضربات استمرت نصف ساعة، واستخدمت فيها أكثر من 25 قنبلة دقيقة التوجيه، مشيرا إلى أنها ستتواصل خلال الأيام المقبلة.

تأجيج الصراع

من جهتها، ندَّدت الخارجية السورية بالضربات الأميركية على أراضيها، وقالت إن هذا الاعتداء يؤجج الصراع بالمنطقة.

وأضافت أن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيس لعدم الاستقرار العالمي، معدّة أن القوات الأميركية تهدد الأمن والسلم الدوليين.

في حين أكدت وكالة الأنباء السورية أن الضربات الأميركية أسفرت عن مقتل مدنيين وعسكريين.

اجتماع عاجل

وأدانت موسكو الضربات الأميركية في سوريا والعراق، وعدّتها انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

واتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأنها تريد تأجيج الصراع في المنطقة.

وأضافت أنها دعت لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية الضربات الأميركية.

إيران تندد

بدورها، نددت طهران بشدة بالضربات الأميركية ووصفتها بأنها "انتهاكات لسيادة العراق وسوريا ووحدة أراضيهما"، قائلة إن الضربات تضرب الاستقرار الإقليمي، ورأتها خطأ إستراتيجيا.

وأكدت أنه لا وجود لقواعد تابعة للحرس الثوري، أو فيلق القدس في المناطق التي تعرضت لقصف أميركي في سوريا.

المقاومة الفلسطينية تدين

وأدانت كلٌّ من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الضربات الأميركية على سوريا والعراق.

وعدَّتا الهجوم انتهاكا لسيادة البلدين، ومن شأنه تصعيد التوتر الإقليمي، وزيادة عدم الاستقرار بالمنطقة.

المقاومة بالعراق تقصف

وبعد الضربات الأميركية، استهدفت المقاومة الإسلامية بالعراق اليوم بطائرة مسيّرة قاعدة "حرير" الأميركية قرب مطار أربيل، بإقليم كردستان شمالي البلاد.

كما استهدفت بطائرة مسيّرة قاعدة "خراب الجير" الأميركية في العمق السوري.

ماذا استهدفت واشنطن؟

وكان الجيش الأمريكي شنّ غارات الليلة الماضية على أكثر من 85 هدفا بسوريا والعراق، ردا على الهجوم الذي شنته المقاومة الإسلامية بالعراق، وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين، وإصابة آخرين بالأردن.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن الضربات الأميركية استهدفت مخازن سلاح، ومقارا للحشد الشعبي في منطقة القائم في محافظة الأنبار.

كما استهدفت مقر قيادة عمليات الأنبار للحشد، ومقر الطبابة، ومقارا أخرى للحشد في منطقة عكاشات.

وفي سوريا، استهدف القصف الأميركي منطقة "حويجة صقر"، ووسط مدينة دير الزور، ومطار دير الزور العسكري، وحي "التمّو" في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ومنطقتي الشبلي وعين علي، في محيطها.

وفي حمص وسط سوريا، أغار الطيران الأميركي على محطة الضخ الثالثة في بادية مدينة تدمر.

أما عند الحدود السورية العراقية، فجاءت الضربات على حي الهجّانة، غربي مدينة البوكمال، وعلى قرية الهري في محيطها. وقالت مصادر محلية للجزيرة إن بعض المواقع المستهدفة تابعة لفصيلي "فاطميون"، و "زينبيون" المدعومين من إيران.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضربات الأمیرکیة الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الفترة الانتقالية في سوريا: تساؤلات حول مدة رئاسة أحمد الشرع وموعد الدستور والانتخابات المقبلة

أحمد الشرع قائد الإدارة السورية (وكالات)

بعد تولي أحمد الشرع منصب الرئيس المؤقت لسوريا بشكل رسمي، طرحت العديد من التساؤلات حول مدة الفترة الانتقالية التي قد يقضيها في هذا المنصب، في وقت يشهد فيه البلاد مرحلة حاسمة على الصعيدين السياسي والدستوري.

 

اقرأ أيضاً الكشف عن قادة حماس الذي قتلوا إلى جانب محمد الضيف (أسماء) 30 يناير، 2025 قرار جديد هام من صنعاء حول مرور السفن عبر البحر الأحمر وباب المندب 30 يناير، 2025

إلغاء دستور 2012 وتحديات المرحلة الانتقالية:

أثار إلغاء دستور 2012 الذي كان قد أقره الرئيس السوري السابق بشار الأسد العديد من النقاشات بين المحللين السياسيين والمتابعين للأحداث السورية. فالعديد من المحللين يرون أن سوريا تحتاج إلى عملية طويلة ومعقدة لإعداد دستور جديد يشكل الأساس للمرحلة المقبلة، بالإضافة إلى إجراء انتخابات ديمقراطية تنهي فترة الحكم الانتقالي.

وأوضح أحمد الشرع في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في الشهر الماضي، أن عملية وضع دستور جديد للبلاد قد تستغرق ما يقارب 3 سنوات، مضيفًا أن تنظيم الانتخابات العامة التي تمثل إرادة الشعب السوري بشكل حقيقي، قد يحتاج إلى مدة مشابهة.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن إجراء انتخابات سليمة يتطلب أيضًا القيام بعملية إحصاء سكاني شامل، وهو أمر يحتاج إلى وقت طويل للتحضير والتنفيذ، ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها النظام الجديد في البلاد.

 

الخطوات الأولية في المرحلة الانتقالية:

في تطور لافت، تم اختيار أحمد الشرع كـ رئيس انتقالي من قبل إدارة العمليات التي تضم مجموعة من الفصائل المسلحة السورية المعارضة.

هذا الاختيار تم في مؤتمر عام عقد مساء يوم الأربعاء الماضي، حيث تم الاتفاق على تعيينه رئيسًا مؤقتًا خلال المرحلة الانتقالية. وقد لاقى هذا القرار ترحيبًا من بعض الأوساط، بينما اعتبره آخرون بداية مرحلة جديدة قد تستغرق وقتًا طويلاً حتى تتبلور ملامح الحكومة الانتقالية المستقرة.

وفي أول تصريح له بعد توليه المنصب، أكد الشرع عزمه على إصدار إعلان دستوري خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة تحضيرية لانتخاب مجلس تشريعي مصغر يتولى مهام التشريع في المرحلة الانتقالية.

كما أعلن عن نية الحكومة الانتقالية في عقد مؤتمر حوار وطني سوري، يهدف إلى تحقيق توافق سياسي بين مختلف الأطراف السورية، تمهيدًا للوصول إلى دستور جديد يرضي الجميع ويكون الأساس لإنهاء الأزمة السورية الطويلة.

 

الإصلاحات القادمة والدور المرتقب للشرع:

يبدو أن الشرع يخطط لتقديم إصلاحات دستورية جذرية تأخذ بعين الاعتبار جميع الأطراف السياسية في البلاد، بما في ذلك المعارضة والفصائل المسلحة، وذلك بهدف تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا.

كما يهدف إلى إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري المختلفة، وهو ما يعد تحديًا كبيرًا في ظل الانقسامات السياسية التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية.

ومن المتوقع أن يواصل أحمد الشرع خلال المرحلة الانتقالية، العمل على إعداد الخطط الدستورية وتوسيع المشاركة السياسية في عملية إعادة بناء سوريا.

لكن، سيبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة الانتقالية من تحقيق الاستقرار السياسي والتمهيد لانتخابات حرة وعادلة في الوقت المحدد؟ أم أن تحديات المرحلة الانتقالية قد تؤدي إلى تمديد الفترة الانتقالية؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

ختامًا، تعد الفترة الانتقالية في سوريا مرحلة حاسمة في تاريخ البلاد الحديث، وهي تتطلب الكثير من الجهود والتنسيق بين كافة الأطراف للوصول إلى حلول سياسية شاملة، وتظل الأنظار معلقة على أحمد الشرع وفريقه الانتقالي لتحديد ملامح المستقبل السوري خلال الأشهر القادمة.

مقالات مشابهة

  • الدفاع العراقية تؤكد مقتل والي كركوك بعملية الزركة
  • تقرير حقوقي يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه انتهاكات الحوثيين في البيضاء
  • "الأونروا" تؤكد استمرارها في تقديم خدماتها في كافة أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية
  • خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق غزة
  • تقارير تؤكد اقتراب فيرمينو من الرحيل عن الأهلي السعودي.. اعرف وجهته المقبلة؟
  • مصدر بالمقاومة العراقية لـبغداد اليوم: نستعد لصفقة تبادل باحثة إسرائيلية مع مقاتلين من حزب الله اللبناني
  • عاجل | أسوشيتد برس عن مسؤولين: فصائل عراقية متحالفة مع إيران تعيد النظر في مطلبها خروج القوات الأميركية بعد سقوط الأسد
  • الفترة الانتقالية في سوريا: تساؤلات حول مدة رئاسة أحمد الشرع وموعد الدستور والانتخابات المقبلة
  • ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأميركية من سوريا
  • عاجل| القيادة الوسطى الأميركية: نفذنا غارة دقيقة بسوريا استهدفت أحد عناصر منظمة حراس الدين التابعة للقاعدة