الهاشمي لـ"الرؤية": "صندوق عُمان المستقبل" يعتزم ضخ استثمارات عبر شراكة لا تتجاوز 40% والتمويل المباشر
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
◄ الصندوق يستهدف الإسهام في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق "التنويع"
◄ إعادة تدوير رأس المال المستثمر عبر استثمار الأرباح أو التخارج من الاستثمارات
◄ تعدد الصناديق الاستثمارية "توجه إيجابي" يسهم في تحقيق التوازن بين العوائد والمخاطر
◄ الصندوق مُمكِّن رئيس في نمو القطاع الخاص العُماني وتحفيز منظومة الاستثمار الجريء
الرؤية- مدرين المكتومية
كشف راشد بن سلطان الهاشمي مدير أول استثمارات صندوق عُمان المستقبل أن الصندوق سيستثمر في المشاريع عن طريق الشراكة في حصص الأقلية من أسهم المشروع بنسبة لا تتجاوز 40%، أو من خلال التمويل المباشر للمشروع على حسب طبيعة الفرصة الاستثمارية، مشيرًا إلى أنَّ 90% من رأس مال الصندوق سيتجه نحو المشاريع الاستثمارية المباشرة الجديدة أو القائمة التي تكون مجدية تجاريًا واقتصاديًا وتستوفي نتائج دراسة الجدوى.
وقال الهاشمي- في حوار خاص مع "الرؤية"- إن استثمارات الصندوق ستشمل جميع القطاعات، باستثناء قطاعي النفط والغاز والعقارات، من خلال المشاركة في المشاريع المحلية التي سيتم فيها التركيز على ثمانية قطاعات مستهدفة هي السياحة والصناعة والإنتاج والطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والموانئ والخدمات اللوجستية والتعدين والثروة السمكية والزراعة وسيركز الصندوق على الاستثمارات داخل سلطنة عُمان.
وحول اعتزام الصندوق تخصيص 10% من استثماراته للشركات الناشئة ورواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أوضح الهاشمي أن هذه النسبة تُتيح توفير التمويل للشركات الناشئة والصغيرة، وضخ الاستثمارات الضرورية في التكنولوجيا والتسويق وتوسيع الإنتاج، مؤكدًا أنَّ هذا الأمر سيعزز من قدرة هذه الشركات على النمو وتحسين فعاليتها التشغيلية، علاوة على الإسهام في تعزيز الابتكار والبحث والتطوير وتعزيز التنافسية وتوفير فرص العمل وتعزيز استدامة الأعمال.
وإلى نص الحوار..
1. بدايةً، اشرح لنا مهام ومسؤوليات الصندوق في ضوء الاختصاصات المُحددة له؟
يقوم صندوق عُمان للمستقبل باستثمار رأس مال وقدره 2 مليار ريال عُماني وفق إستراتيجية الاستثمار المعتمدة من مجلس إدارة جهاز الاستثمار العُماني في جميع مشاريع القطاعات الاقتصادية في سلطنة عُمان ما عدا قطاعي النفط والغاز والعقارات. وهو بهذه الأدوار سيُسهم في تعزيز الاقتصاد العُماني، والإسهام في التنويع الاقتصادي، وتمكين القطاع الخاص والتعاون معه، والتكامل مع منظومة التغطية التمويلية والاستثمارية التي تقوم بها الحكومة، والدّخول في شراكات استثمارية، واستقطاب الاستثمار الأجنبي، ودعم المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة.
2. ما طبيعة إدارة عائدات الصندوق، هل سيتم احتسابها ضمن إيرادات جهاز الاستثمار أم سيُعاد تدويرها بشكل مُستقل؟
عائدات الصندوق قد تكون مكونة من الأرباح الرأسمالية والأرباح الدورية، والأرباح الرأسمالية تأتي من زيادة قيمة الأصول التي يمتلكها الصندوق خلال فترة إدارته، في حين تأتي الأرباح الدورية من توزيعات الأرباح السنوية أو الربع سنوية، حسب السياسة التي يتبعها الصندوق. كما يُمكن إعادة تدوير رأس المال المستثمر في صناديق الاستثمار عن طريق إعادة استثمار الأرباح أو بيع الأصول واستخدام العائد للمشاريع الأخرى.
3. ما نصيب محفظة الأجيال من استثمارات الصندوق؟ وكيف يمكن أن تساعد في تنميتها؟
محفظة الأجيال هي محفظة أخرى للجهاز، وتُعنى بالاستثمارات خارج سلطنة عُمان، ويتم الضخ فيها وفق سياسة الاستثمار المعتمدة في الجهاز، بينما يُعنى الصندوق بالاستثمارات داخل سلطنة عُمان.
4. الصندوق يعتزم تخصيص 10% من استثماراته للشركات الناشئة ورواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ فما مدى انعكاس هذه المخصصات المالية على نمو قطاع الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة؟
يتيح توفير التمويل للشركات الناشئة والصغيرة القيام بالاستثمارات الضرورية في التكنولوجيا والتسويق وتوسيع الإنتاج، وهذا الأمر سيعزز قدرتها على النمو وتحسين فعاليتها التشغيلية. كما أن هذا الضخ سيُساعد على تعزيز الابتكار والبحث والتطوير وتعزيز التنافسية وتوفير فرص العمل وتعزيز استدامة الأعمال.
5. ما أوجه استثمار الـ90% من رأس مال الصندوق؟ وما القطاعات المستهدفة؟ وهل يمكن للصندوق أن يضخ استثمارات خارج السلطنة؟
سيتوزّع رأس المال إلى 90% للمشاريع الاستثمارية المباشرة الجديدة أو القائمة التي تكون مجدية تجاريًا واقتصاديًا وتستوفي نتائج دراسة الجدوى. ويشمل جميع القطاعات، باستثناء قطاعي النفط والغاز والعقارات في المشاريع المحلية التي سيتم فيها التركيز على ثمانية قطاعات مستهدفة هي السياحة والصناعة والإنتاج والطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموانئ والخدمات اللوجستية والتعدين والثروة السمكية والزراعة وسيركز الصندوق على الاستثمارات داخل سلطنة عُمان.
6. هل تعتقد أن تعدد الصناديق الاستثمارية أمر إيجابي ويسهم في تقليل المخاطر من خلال توزيعها في أكثر من مجال استثمار؟
بكل تأكيد؛ فتوجيه الاستثمارات نحو صناديق تغطي مجموعة واسعة من القطاعات يقلل من التأثر بالأداء المتباين لقطاع واحد أو قطاعات معينة؛ وبذلك يكفل تنوع الاستثمارات وتحقيق توازن بين العوائد والمخاطر، ومع ذلك فإنَّ تأسيس صناديق الاستثمار يتطلب إدارة محفظة فعالة قائمة على تحديد أهداف الاستثمار وتوزيع الأصول بشكل مناسب يضمن استدامة الصناديق وتنافسية أدائها.
7. الحديث يتزايد دائمًا عن ضعف القطاع الخاص العُماني، ما آليات عمل الصندوق من أجل تحفيز نمو القطاع الخاص ومساعدته على التوسع؟
جاء إنشاء صندوق عُمان المُستقبل بهدف النهوض بالقطاعات الاقتصادية المستهدفة، حيث سيكون الصندوق ممكنًا رئيسيًا لتحفيز نمو الاقتصاد الوطني، وشريكًا موثوقًا به للمستثمرين المحليين والدوليين الراغبين في توسيع نطاق مشاريعهم في الاقتصاد العُماني أو الدخول إلى السوق العُماني، وسيُسهم ذلك في التكامل مع القطاع الخاص، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تحفيز منظومة الاستثمار الجريء في سلطنة عُمان.
8. ما أبرز معايير الحوكمة التي سيتبعها الصندوق؟ وهل سيلتزم الصندوق بميثاق حوكمة المؤسسات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني؟
سيتبنى الصندوق جميع معايير الحوكمة التي تم إصدارها من قبل جهاز الاستثمار العُماني، وستكون لديه لجنتان واحدة للاستثمار والثانية استشارية، حيث ستضم أعضاءً من الجهاز وجهات حكومية أخرى وأيضًا جهات مستقلة.
9. لماذا استُثنِيَ قطاعا العقارات والنفط والغاز من استثمارات الصندوق؟ وما معايير دراسة الجدوى لأي مشروع يرغب الصندوق في الاستثمار فيه؟
يستهدف هذا الصندوق التحفيز الاقتصادي في القطاعات غير النفطية في المقام الأول بما يدفع بعجلة التنويع الاقتصادي، أما القطاع العقاري فهناك برامج أخرى تُعنى به كالإسكان الاجتماعي، وتمويل بنك الإسكان، إلى جانب وجود برامج رأسمالية سنوية مدرجة في خطط الشركات العاملة في هذين القطاعين.
10.من الذي يحق له التقدم بطلب تمويل من الصندوق أو دعوته للدخول في شراكة استثمارية؟ وكم تبلغ نسبة الفائدة؟
يشمل الصندوق الراغبين في إدارة المشاريع وتوسعها بجميع فئاتهم، سواءً أكانوا مستثمرين محليين أم خارجيين، أم رواد أعمال، أم أصحاب شركات الناشئة، وكذلك الشركات المحلية والخارجية، وستكون الشراكة معهم إما عن طريق شراء حصص في المشاريع المقترحة من قبل القطاع الخاص (نسب تملك) شريطة جدواها أو عن طريق تمويل (إقراض) مشاريعهم بأسعار تنافسية اعتمادًا على الدراسة المالية والاقتصادية لكل مشروع على حدة.
11. هل يعتمد عمل الصندوق على الشراكة من خلال التمويل فقط؟ أم أن للصندوق إمكانية تبني مشروع استثماري بنسبة 100%؟
سيقوم الصندوق بالاستثمار إما عن طريق الشراكة مع القطاع الخاص في حصص الأقلية من أسهم المشروع بنسبة لا تتجاوز 40%، أو التمويل المباشر للمشروع على حسب طبيعة الفرصة الاستثمارية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صندوق التنمية الزراعية والسمكية يدشن هويته التسويقية الجديدة
دشن صندوق التنمية الزراعية والسمكية صباح اليوم هويته التسويقية الجديدة خلال اجتماع اللجنة التنفيذية، بحضور سعادة المهندس يعقوب بن خلفان البوسعيدي، وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للثروة السمكية، تهدف الهوية التسويقية الجديدة إلى دعم التنمية المستدامة في القطاعين الزراعي والسمكي، وهما من الركائز الأساسية في الاقتصاد الوطني و"رؤية عُمان 2040".
وأوضح سعادته أن الهوية الجديدة ليست مجرد تصميم، بل هي انعكاس لرؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الابتكار والشراكة الفاعلة، مع التركيز على دور الصندوق في دعم المزارعين والصيادين ومربي الثروة الحيوانية، مضيفًا إن هذه الخطوة تسعى إلى بناء علامة تجارية قوية تُبرز مكانة الصندوق كمحفز رئيسي للابتكار في القطاعات الإنتاجية التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات الوطنية.
وأشار سعادته إلى أن نجاح هذه المبادرات يعتمد بشكل رئيسي على التعاون والعمل الجماعي، داعيًا جميع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص للاستفادة من خدمات الصندوق وبرامجه المختلفة، التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة في القطاعات الزراعية والسمكية.
وقد موّل الصندوق 285 مشروعًا في القطاعات النباتية والسمكية والحيوانية بقيمة إجمالية تجاوزت 6 ملايين ريال عُماني للمشروعات المستمرة منذ تأسيسه في عام 2004، وشمل التمويل 23 مشروعًا في القطاع النباتي، و14 مشروعًا في القطاع السمكي، و8 مشروعات في القطاع الحيواني، ويركز الصندوق على تبني التقنيات الحديثة وتمويل المشروعات المبتكرة لتعزيز إسهام هذه القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم الابتكار والتنمية المستدامة.