أغرب أشكال التواصل الاجتماعي قبل «فيسبوك».. «من الحجر إلى القمر»
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت متاحة للجميع، ما دام لديك اتصال بشبكة الإنترنت أو بإحدى شبكات الاتصالات، حيث يمكنك مشاركة الآخرين كل ما يدور في ذهنك من كلمات وانفعالات، وأن تبث لحظاتك الاستثنائية بشكل مباشر وقت معايشتها بسهولة ويسر، لكن؛ هل سألت نفسك كيف بقى الناس قديماً على تواصل مع بعضهم البعض قبل عصر التكنولوجيا الذي نشهده اليوم؟.
لا أشك في أنه قد خطر ببالك اللفائف الصغيرة التي كان يحملها الحمام الزاجل بين طرفين على مسافات متباعدة، بالفعل قد امتد استخدام هذه الطريقة حتى الحربين العالميتين في القرن الماضي، لكن على أي حال لم يكن الحمام الزاجل الوسيلة الوحيدة التي تواصل بها الناس قديماً مع بعضهم، فثمة وسائل أخرى سبقته وتلته ممهدةً لظهور أشكال التواصل الاجتماعي الحديثة التي نعرفها، وقد حددها الراحل خليل صابات، أستاذ كلية الإعلام جامعة القاهرة، في كتابه «وسائل الاتصال، نشأتها وتطورها»، والتي يقدمها لكم «الوطن» في السطور التالية:
أشكال قديمة للتواصل الاجتماعي - النقوش كأقدم أشكال التواصل الاجتماعياتبع الإنسان القديم قبل آلاف السنين أسلوب النقش على الحجارة لتسجيل الأحداث الهامة ونقل العلوم التي توصل إليها عبر الأجيال وللتواصل الاجتماعي، وخير دليل على ذلك النقوش التي عثر عليها بجدران الكهوف التي عاش فيها الإنسان في العصر الحجري، والتي دوّن عليها أول تقويم عرفه التاريخ، إضافةً إلى نقوش الحضارة المصرية القديمة التي لا تزال تخبرنا العديد من الأسرار حتى يومنا هذا.
استخدم اليونانيون في عام 150 قبل الميلاد، سحب الدخان كإشارة للتواصل الاجتماعي عن طريق لفت الانتباه وحشد الناس في مكان واحد لإعلامهم بأمور هامة، مثل قرارات الحاكم وإعلان الحرب، وقد انتقل هذا الأسلوب إلى الكنائس خلال العصور الوسطى لتجميع الناس في أوقات الأعياد والمناسبات الرسمية الكبرى.
بداية ظهور الخطاباتلم تفِ أساليب الحشد الشعبي مثل إشعال النيران والدق على الدفوف، بالاحتياجات المتزايدة إلى توصيل كافة المعلومات التي يرغب الناس في إيصالها، لذلك ومع تطور أساليب الكتابة بدأ الناس يستخدمون الخطابات لنقل الأنباء من منطقة إلى أخرى، معتمدين على عدائين أقوياء في حملها، وبالتالي اكتسب هؤلاء العدائون أهمية كبرى لدى الحكام حتى توصل الرومان إلى أسلوب يضمن توصيل رسائلهم بصورة أسرع وأكثر سهولة، ألا وهي تدريب الحمام الزاجل على حمل الرسائل التي كانت تكتب على لفائف صغيرة تربط بإحدى رجلي الطائر، الذي تم اختياره لهذه المهمة تحديداً لما يتصف به من ذكاء في حفظ الأماكن وسرعة في التحليق مع سهولة تدريبه.
شفرة موريسوبطريقة مشابهة لآلية العمل التي يقوم عليها الدخان وصوت الطبول لنقل الإشارات والتواصل الاجتماعي في العصور القديمة، ابتكر العالم الأمريكي صامويل موريس في مطلع القرن التاسع عشر طريقة لإنقاذ السفن في حال تعرضها للخطر، عن طريق تحويل الحروف إلى نقاط ورموز أخرى، يمكن تسميتها بالشفرة، والتي يرصدها جهاز استقبال معين يعمل على ترجمتها، ثم تطورت هذه التقنية وتوسع استخدامها خارج نطاق الملاحة البحرية، حتى اخترع موريس جهاز اتصالات سلكي يسمى التليغراف، يعمل على إرسال البرقيات والنصوص معتمداً على ترميز الحروف بنبضات كهربائية ثم إرسالها عبر الأسلاك.
واجهت تقنية التليغراف إشكالية كبيرة راجعة إلى تكلفتها الباهظة وقصر المسافات التي يمكن تغطيتها، حتى اتجه التفكير نحو ابتكار أسلوب جديد للتواصل الجماهيري بناءً على تقنية التليغراف، ويمكن من خلاله ربط مجموعة كبيرة من الناس مع بعضهم في وقت واحد، وبعشرينيات القرن الماضي تمكن مجموعة من الهواة بأمريكا من بث أولى الإشارات الإذاعية على نطاق محدود بين بضعة بيوت، ثم جرى تطوير التقنية أكثر من مرة حتى عام 1938 الذي شهد الولادة الحقيقية للراديو كأول وسيلة اتصال جماهيري.
نقل الصورة عبر التليفزيونلم يكتف الناس بنقل الصوت عبر الراديو إلى مسافات بعيدة، وبدأ العلماء يتطلعون إلى ربط العالم بصرياً عبر جهاز جديد يكون قادراً على نقل صورة حية لبقعة معينة من الأرض إلى كل مناطق العالم، ويدعونا الحديث عن التلفزيون إلى الأقمار الصناعية التي تعد نواة الثورة الحقيقية للتواصل الاجتماعي على أوسع نطاق عرفته البشرية.
ثورة الهواتف المحمولةاستفاد أول هاتف في العالم من شيفرة مورس، مثله كمثل الراديو، لكنه شهد تطوراً ملحوظاً من أربعينيات القرن الماضي وحتى عام 1973 الذي تؤرخ الانطلاقة الحقيقية للهاتف به، عندما أجرى المهندس مارتن كوبر أول مكالمة بهاتف لا سلكي في ذلك العام، ومن بعدها تطورت صناعة الهواتف حتى وصلت إلى شكل الهواتف الخلوية ذات البطارية.
الإنترنت على قمة وسائل التواصل الاجتماعييخطأ البعض بالظن أن الانترنت اختراع حديث للغاية، إذ قُدم للعالم في سنة 1969، عن طريق ربط مجموعة صغيرة من الحواسيب مع بعضها.
ويمكن أن يكون هذا الخطأ ناشئاً عن كون انطلاق موقع التواصل الأشهر، فيسبوك تم في مطلع القرن الحالي، بالتحديد في عام 2004، بهدف مساعدة الطلاب الجامعيين في التواصل لأغراض تعليمية فيما بينهم، حتى تطور إلى شكله الحالي في 2007 وسار على نهجه عدة مواقع أخرى أبرزها تويتر ويوتيوب، والذين تمكنوا جميعاً من خلق مجتمع وهمي أصبح قادراً على ربط الشرق بالغرب ومواجهة الحدود الجغرافية.
قدم ستيف جوبز في عام 2007، أول هاتف لشركة آبل التي يعمل بها، وصار يعرف لاحقاً باسم آيفون، واختير كأفضل اختراع في ذلك العام وفقاً لمجلة التايم الأميركية، ومن بعدها شهد العالم توسعاً في صناعة وتطوير الهواتف الذكية المزودة بكاميرات عالية الدقة تمكن حاملها من نقل الأحداث أولاً بأول، ومشاركتها باستخدام شبكة الإنترنت العالمية مع ملايين المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي التواصل الاجتماعي التواصل الاجتماعی للتواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان: انقطاع الطفل عن التعليم خلال رمضان هو أحد أشكال الإيذاء
تشهد المدارس والجامعات في المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات غياب الطلاب والطالبات خلال شهر رمضان، مما يثير قلق الجهات التعليمية والحقوقية حول تأثير هذه الظاهرة على المسيرة الدراسية.
وقد أكدت وزارة التعليم أن الغياب المتكرر دون عذر يعد مخالفة تستوجب إجراءات تصاعدية لضبط الانضباط المدرسي، تبدأ بالإنذارات وتنتهي بتطبيق نظام حماية الطفل في حالات الغياب الطويل.إجراءات "التعليم" للحد من الغيابوضعت وزارة التعليم آلية واضحة للتعامل مع الغياب غير المبرر، حيث يتم إنذار الطالب عند غيابه ثلاثة أيام، ثم إشعار ولي الأمر عند بلوغ الغياب خمسة أيام.
أخبار متعلقة بالفخامة وروعة التصميم.. 80 ألف وحدة إنارة تضيء المسجد النبويالكشافة في خدمة ضيوف الرحمن بالمسجد النبوي.. إنسانية في أبهى صورهاوفي حال استمرار الغياب لعشرة أيام، يتم استدعاء ولي الأمر لتوقيع تعهد رسمي، بينما يؤدي تجاوز 15 يومًا إلى نقل الطالب إلى مدرسة أخرى.
أما إذا تخطى الغياب 20 يومًا، فإن الوزارة تلجأ إلى تطبيق نظام حماية الطفل، الذي ينظر إلى الانقطاع عن التعليم على أنه شكل من أشكال الإهمال، يستوجب التدخل لحماية مصلحة الطالب التعليمية وضمان استمراره في الدراسة.التعليم حق أساسي للطفلمن جهتها، أكدت هيئة حقوق الإنسان أن التعليم ليس مجرد التزام أكاديمي، بل هو حق أساسي لكل طفل، وأن أي إهمال يؤدي إلى انقطاع الطالب عن دراسته يعد مخالفة صريحة لنظام حماية الطفل.
وأوضحت أن الفقرة (4) من المادة (3) من النظام تنص بوضوح على أن حرمان الطفل من التعليم أو التسبب في انقطاعه يُعد إيذاءً وإهمالًا، مما يستوجب تدخل الجهات المختصة لضمان عودته إلى مقاعد الدراسة. ودعت الهيئة إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع لضمان عدم تعرض أي طفل للحرمان من التعليم تحت أي ظرف.مساءلة قانونية للمسؤولين عن الغيابأكد المحامي والمستشار القانوني أحمد بن جمعان المالكي أن حرمان الطفل من التعليم أو التسبب في انقطاعه يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوقه، ومخالفة صريحة لنظام حماية الطفل في المملكة. وأوضح أن هذا الالتزام القانوني يفرض على أولياء الأمور والجهات التعليمية مسؤولية مباشرة في ضمان انتظام الطلاب وعدم انقطاعهم عن الدراسة.أحمد المالكي
وأشار المالكي إلى أن دليل قواعد السلوك والمواظبة الصادر عن وزارة التعليم يحدد إجراءات واضحة لمعالجة حالات الغياب، حيث تبدأ بالإنذارات التدريجية، وتتصاعد حتى تصل إلى تطبيق نظام حماية الطفل في حالات الغياب المطول.
وأضاف أن هذا النهج التصاعدي يهدف إلى تصحيح سلوك الطالب المتغيب، وحماية حقه في التعليم، مع إشراك الأسرة وإدارة المدرسة في إيجاد الحلول المناسبة. وأوضح أن الإهمال الجسيم من قبل ولي الأمر، في حال تجاوز الغياب 20 يومًا، قد يترتب عليه مساءلة قانونية، حيث يمنح النظام إدارة المدرسة صلاحيات لمعالجة الغياب، لكنه يُلزمها بإبلاغ الجهات المختصة عند بلوغ الغياب الحد الذي يستوجب التدخل الرسمي.التوازن بين الالتزام القانوني والمرونة التربويةمن جهتها، أشارت المستشارة القانونية ندى الخاير إلى أن تزايد معدلات غياب الطلاب خلال شهر رمضان يمثل تحديًا قانونيًا وتربويًا، حيث يُطرح تساؤل حول مدى مسؤولية أولياء الأمور عن غياب أبنائهم، خاصة إذا كان الغياب مرتبطًا بتغيرات نمط الحياة خلال الشهر الفضيل وتأثير الصيام على قدرة الطلاب على التركيز والتحصيل الدراسي.ندى الخاير
وأوضحت الخاير أن الإشكالية تكمن في أن الغياب قد لا يكون ناتجًا عن إهمال ولي الأمر، بل بسبب عدم رغبة الطالب في الحضور نتيجة تأثير الصيام.
وتساءلت عن مدى عدالة تحميل أولياء الأمور المسؤولية الكاملة عن غياب أبنائهم إذا كان السبب الرئيسي خارجًا عن إرادتهم.
وأكدت أن تطبيق نظام حماية الطفل بشكل صارم في هذه الحالات قد لا يكون الحل الأمثل، إذ إن الإجراءات العقابية مثل استدعاء أولياء الأمور أو نقل الطلاب إلى مدارس أخرى لا تعالج الأسباب الحقيقية للغياب، بل قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة والتأثير السلبي على الصحة النفسية للطلاب.
وشددت على أهمية تحقيق توازن بين الالتزام القانوني والمرونة التربوية، من خلال تعديل جدول الدراسة في رمضان ليتناسب مع قدرة الطلاب على التركيز أثناء الصيام، مثل تقديم أوقات الدوام ودمج التعليم الذاتي والتعليم عن بعد، وتعزيز دور المرشد الطلابي في متابعة حالات الغياب وتقديم الدعم النفسي للطلاب بدلًا من الاكتفاء بالعقوبات الإدارية.الحلول المقترحة لمعالجة ظاهرة الغيابوشددت الخاير على أن التعامل مع ظاهرة غياب الطلاب في رمضان يتطلب تقييمًا دقيقًا للأسباب الكامنة وراء الغياب، بحيث لا يتم تطبيق القوانين بشكل آلي دون مراعاة ظروف الشهر الفضيل. كما أكدت ضرورة تبني نهج يجمع بين الإجراءات التربوية الداعمة والتدخل القانوني المدروس، بما يضمن حق الطالب في التعليم مع احترام الظروف التي قد تؤثر على انتظامه الدراسي.
وأضافت أن الحل الأمثل يكمن في تبني سياسات مرنة تراعي الجوانب النفسية والتربوية جنبًا إلى جنب مع الالتزام بالقوانين التي تحافظ على استمرارية التعليم كحق أساسي لكل طالب. وأكدت أن دور الأسرة والمدرسة في معالجة هذه الظاهرة لا يقل أهمية عن دور الجهات القانونية، مما يتطلب تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لضمان بيئة تعليمية أكثر مرونة ودعمًا للطلاب خلال شهر رمضان.