جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@19:11:06 GMT

ما لا يُدرك كله.. لا يُترك كله

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

ما لا يُدرك كله.. لا يُترك كله

 

سلطان بن ناصر القاسمي

قبل بضعة أيام كنا نستمتع بأجواء رياضية مثيرة مع مشاركة منتخبنا الوطني في كرة القدم في نهائيات كأس آسيا 2023 في الدوحة، وكلنا شاهدنا تفاعل الشارع الرياضي في سلطنة عمان وردة فعلهم تجاه نتائج مباريات المنتخب وسمعنا جميعاً تحليلات من هنا وهناك، والتي انصبّت كلها على اتحاد كرة القدم ومدرب المنتخب واللاعبين.

أنا هنا لا أعفي هذه المنظومة كلها من المسؤولية، وهم نعم يتحملون المسؤولية من حيث التوازن في الطموح والتخطيط له وبين الواقع الرياضي الحالي في سلطنة عمان وبالتالي يتوجب عليهم في حالة عدم المقدرة التنحي عن تلك المسؤولية لأشخاص قادرة ولديها من الفكر والوعي الرياضي الاستطاعة على تسيير واقع الرياضة وكرة القدم بالأخص. لكن من خلال قراءتي للمشهد الرياضي المحلي فإن هناك استراتيجية تحتاج إلى مراجعة عامة؛ سواء من ناحية توجه الحكومة ممثلةً بوزارة الثقافة والرياضة والشباب الموقرة ومستوى الدعم المالي المقدم للرياضة من الحكومة وكذلك المساندة الحقيقية من القطاع الخاص ورجال الأعمال بالسلطنة، وماهية الشراكة الحقيقية في مجال الرياضة بينهما، والنتائج المرجوة من هذه الشراكة.

وقبل أن نخوض في معرفة الواقع الحالي لا بُد أن نرجع إلى الوراء ونستذكر جميعًا الإنجازات التي تحققت للرياضة العمانية في جميع المجالات مثل كرة القدم والمتمثل في قطاع المراحل السنية وأيضًا بعض الإنجازات وإن كانت قليلة للمنتخب الوطني الأول، وكذلك بعض الإنجازات في مجال ألعاب القوى وكرة الطائرة وكرة اليد، والمشاركات البسيطة لكرة السلة وغيرها من الرياضات، كل هذه الإنجازات تحققت نتيجة لعمل إداري واضح ومتوازن بين الخطط الموضوعة والطموح المنشود المبني والمرسوم على الموارد المالية والبشرية المتوفرة بعيدا عن المصالح الشخصية. وعلى عكس ما تم في السابق، فإن الوضع الحالي يشير إلى أن الرياضة في عُمان "تمشي على البركة"، حتى وإن كانت هناك خطط واستراتيجيات تعمل من خلالها جميع الاتحادات الرياضية والتي تعتمد على الظهور الشخصي بعيدًا عن العمل الإداري الجماعي لدى الاتحادات؛ حيث لم نجد ولم نشاهد يومًا من الأيام أي نشاط أو ظهور لأعضاء مجالس الإدارات في أي تصريح أو مشاركة فاعلة مع المنتخبات.

المتابع للشأن العام في سلطنة عمان يجد أن الحكومة تضع لها أهدافًا محددة تُنجزها تواليًا، والمتتبع لذلك يجد أن التوجه الحكومي الآن لتقليص الدين العام والعمل على تنمية الاقتصاد العماني، وكذلك تحسين مستوى المعيشة للمواطنين مع الاهتمام بتنوع مصادر الدخل العام للدولة من خلال التركيز على السياحة وغيرها من الجوانب التنموية.

وعليه لا نستطيع أن نصل إلى ما وصلت إليه الدول المحيطة بنا في الرياضة لأنها تمتلك أهدافًا مستقبلية في هذا المجال.

ومن وجهة نظري لا بُد من إعطاء قطاع الرياضة أهمية أكبر بحيث نستطيع أن نكون قريبين ممن حولنا ولا نتأخر كثيرًا، وعلينا أن نبدأ في الاهتمام بالجانب الرياضي في سلطنة عُمان لكي لا يبتعد الركب عنَّا ولا نستطيع اللحاق بهم.

لقد كانت خطابات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تؤكد دائمًا على الاهتمام بالشباب، وأكد جلالته- أبقاه الله- على أن الشباب في أولويات اهتماماته واهتمام الحكومة، حيث شدد خطاب جلالته على أن الشباب يحظون بمتابعة من لدن مقامه السامي لكل شؤونهم والجهود التي تبذل من أجلهم، ومن أجل إشراكهم في بناء الوطن، وبالتالي يضع ذلك الاهتمام بالشباب وشغفهم في الرياضة، لذا يجب على المسؤولين عن قطاع الرياضة والاتحادات الرياضية بشكل عام المضيء قدمًا في زيادة الاهتمام بتحقيق إنجازات رياضية تساهم في رفع اسم سلطنة عمان، وبالتالي رسم البسمة والفرحة على وجوه الجمهور العماني.   

هنا  أوجه ندائي للحكومة الموقرة ولوزارة الثقافة والرياضة والشباب بأن يتم التركيز الآن في مراجعة وإعداد أنظمة وقوانين تركز على آلية اختيار الجمعيات العمومية للأندية والاتحادات الرياضية، لأن ما يحدث الآن واضح للجميع بأن المصالح الشخصية تتقدم على الصالح العام بالرياضة، والوجاهة والنفوذ لدى البعض في الاتحادات أهم من الصالح العام، وأجزم أنه لو تم وضع الأرضية القانونية للرياضة واللوائح في آلية عمل الجمعيات العمومية في اختيار رؤساء الأندية والاتحادات مع الدعم الحالي للرياضة وعمل شراكة حقيقية مع القطاع الخاص على أن يكون ذلك الدعم موجه من قبل الوزارة الموقرة، فسيؤدي ذلك إلى تطور الرياضة في سلطنة عمان.

وهنا لابد من التركيز على الآتي:

1- إجراء تعديلات على قوانين الجمعيات العمومية، بدايةً من الفرق الأهلية، والأندية، والاتحادات الرياضية، مع تبسيط عملية استخراج بطاقات العضوية.

2-  قبل إجراء الجمعيات العمومية للاتحادات، يجب أن تعقد الأندية جمعيات عمومية خاصة بها، ويجب إشراكها في اختيار من يمثل هذه الاتحادات، مع تجنب ترك المسؤولية على رئيس النادي وتفضيل مصالحه الشخصية.

3-  تطوير الدوريات المحلية وتعزيز الاهتمام بقطاعات الناشئين والشباب.

4-  توجيه القطاع الخاص لدعم الأندية والرياضة، مع توجيه الدعم من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتفعيل الرقابة الإدارية والمالية.

5-  دعم الأكاديميات الرياضية واكتشاف المواهب الشابة من خلال الدوريات وتجميع أفضل المواهب، وتعزيزها من خلال عمل توأمة مع الأندية الأوروبية في استراتيجية عمل مشتركة.

6-  زيادة معقولة في دعم الرياضة بشكل عام، لا يقتصر على كرة القدم فقط.

7-  تعزيز الشراكة بين الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، مع إحياء البرامج الحوارية حول واقع الرياضة العمانية، وتجنب التوجهات الموجهة من الاتحادات الرياضية والإعلاميين.

8-  إشراك الشارع الرياضي في جلسات حوارية تحت إشراف الوزارة المختصة أو المحافظات، مع مشاركة الفاعلين في الاتحادات الرياضية، وتقديم تقرير شامل حول تطلعات وطموحات الشارع الرياضي في سلطنة عمان، مع تسليط الضوء على المعوقات الحالية التي أثرت سلبًا على الإنجازات الرياضية الحالية.

9- تقويم عمل الاتحادات الرياضة إداريا وفنيا من قبل الوزارة المختصة، نظرا لكونها الممول المالي لتلك الاتحادات.

وفي الختام.. أدعو إلى تبني استراتيجية ورؤية مستقبلية للرياضة في سلطنة عمان، مع التركيز على تطوير البنية الأساسية، وتعزيز الشفافية والحوكمة في الأندية والاتحادات، وتشجيع المواهب الشابة، فبمثل هذه الجهود، يمكن أن تكون الرياضة عاملًا حيويًا في بناء مجتمع صحي ومتقدم في سلطنة عمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لجنة الرياضات القتالية تناقش أنشطة وخطط المرحلة المقبلة

ناقشت اللجنة العمانية للرياضات القتالية المختلطة والدفاع عن النفس في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بقاعة المحاضرات بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر مع الأندية والمدربين واللاعبين الخطة السنوية للعام المقبل وأجندة اللجنة للمرحلة المقبلة، وأقيم المؤتمر بحضور رئيس اللجنة سعادة الشيخ الدكتور عادل بن سعيد الشنفري. وحوى المؤتمر على أهداف اللجنة، وربط الأحداث والمشاركات بـ"رؤية عمان 2040"، بالإضافة إلى مناقشة عامة مع الأندية حول أنشطة اللجنة المحلية والدولية.

بدأ المؤتمر باستعراض أجندة وخطط اللجنة للفترة المقبلة، حيث تحدث باقر حيدر مدرب نادي مسقط للقتال عن تفاصيل الخطة التي رسمتها اللجنة للعام المقبل مع عرض مرئي يوضح خارطة عمل اللجنة، حيث ذكر أنها تحوي على أكثر من 20 لعبة تندرج تحت مظلة اللجنة، وسيتم التركيز على 4 ألعاب أساسية جاذبة للجماهير، والهدف هو أن تكون اللجنة معروفة عبر الألعاب التي تحويها عن طريق إيجاد لاعبين يمثلون سلطنة عمان في السنوات القادمة، وعلى سبيل المثال بالنسبة لأولمبياد 2028 الذي سيقام في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، فإن لعبة الملاكمة حاليا موجودة مسبقا، وبالتالي سنقوم بإيجاد لاعبين جيدين سيتم صقلهم جيدا لتمثيل سلطنة عمان في هذا الحدث العالمي ويعد هذا هدفا مهما نصبو إلى تحقيقه.

وأضاف: نسعى لوضع الألعاب المختارة الأربعة وهي: كيك بوكسنج "تعتمد على ركل القدم والأيادي وتحتاج للياقة بدنية عالية"، وبوكسنج"ملاكمة"، ومواتاي"لعبة تايلندية تعتمد على ركلات تحت الخصر والكوع، وأم أم أي"اللعبة القتالية المختلطة جزء للمصارع وإخضاع الخصم واستخدام تقنيات حديثة، على سلم تحقيق "رؤية عمان 2040".

وأوضح أن خطة العام المقبل تتمثل في استضافة بطولة كبيرة في لعبة واحدة على مستوى سلطنة عمان وآسيا ألا وهي الملاكمة؛ لتعريف القادمين للمشاركة في هذه البطولة عن سلطنة عمان وإنجازاتها وما تحويه من مقومات سياحية جاذبة، وبالتالي هذا سيطور السياحة في البلد، مشيرا إلى أهمية إقامة ألعاب رياضية للإسهام في تطوير السياحة أسوة بما تقوم به دول الخليج المجاورة، وهذا ما نصبو إلى تحقيقه من خلال إقامة هذه البطولة. وتابع: من المهم وضع النظام الأساسي للألعاب واللجنة بحاجة إلى المدربين ومساهمتهم لتطوير هذه الألعاب.

نقاشات ومقترحات

بعد ذلك، كانت هناك نقاشات مع الحضور، حيث تسائل أحد المدربين وهو متخصص في لعبة المصارعة حول موقع لعبة المصارعة من الأحداث القادمة، وجاء الرد بأن التركيز في الفترة المقبلة سينصب على الألعاب التي لها جذب جماهيري كبير، ولكن لعبة المصارعة موجودة ضمن أجندة التنظيم الرياضي القادم، كما ناقش الحضور وجود الألعاب القتالية منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ عام 2009 لكن تم إنشاء اللجنة منذ وقت قصير فقط، وتم تأسيس الأندية وإيجاد لاعبين مثلوا سلطنة عمان خارجيا قبل وجود اللجنة، وجاء الرد بأن اللجنة ستحتوي هؤلاء اللاعبين الموهوبين وستقوم بإظهارهم بشكل رسمي من خلال إشراكهم في مختلف البطولات، وستختار الأفضل من بينهم ليمثل سلطنة عمان خير تمثيل.

وتوجد خلال المؤتمر العديد من مدربي الأندية وقاموا بطرح أفكارهم وأخرجوا كل ما في جعبتهم من أجل تطوير الألعاب القتالية ومعظمهم يمتلكون خبرات واسعة كلٌّ في مجاله.

4 ألعاب رئيسية

قال إقبال بن يوسف البلوشي أمين سر اللجنة العمانية للرياضات القتالية والدفاع عن النفس: إن المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة شهد حضور العديد من الأندية والمدربين وذلك لمناقشة الأحداث التي ستقام العام المقبل تحت مظلة اللجنة، وتم خلال المؤتمر التركيز على أربعة ألعاب أساسية هي: كيك بوكسنج، وبوكسنج، ومواتاي، وأم أم أي.

وأشار إلى أنه يجب أن يتم ربط هذه الألعاب بالتجمع الرياضي السياحي لتحقيق "رؤية عمان 2040" مبينا أنه عندما نقيم بطولة آسيوية نستقطب الكثير من الأبطال والقنوات الإعلامية التي تغطي الحدث وفي الوقت ذاته سيكون هناك حديث عن السياحة في سلطنة عمان، مشيرا إلى أنه من المزمع استضافة بطولة كبرى إما في شهر يونيو أو شهر يوليو القادمين ومن المهم أنه عندما يتم ربط الرياضة بالسياحة سيكون هناك زخم جماهيري كبير ليس محليا فقط وإنما كذلك من الدول المجاورة.

وأكد البلوشي على وجود تعاون بين اللجنة ووزارة التراث والسياحة؛ لأن اللجنة بحاجة إلى دعم الوزارة، وأوضح أن الهدف المنشود بعد هذا التجمع هو إيجاد لاعبين عمانيين يمثلون سلطنة عمان في أولمبياد 2028، كما أشار إلى أن اللجنة ستعمل جاهدة خلال الفترة المقبلة لتجهيز لاعبين عمانيين قادرين على مجابهة اللاعبين الدوليين وهذا يتطلب جهدا كبيرا من الأندية والمدربين، مبينا أن الإمكانيات التي تتوفر لدينا حاليا بحاجة إلى دعم أكبر من الشركات كما أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب قدمت الدعم المعنوي للجنة.

وأوضح أن عدد الأندية التي انضمت إلى اللجنة حاليا تتراوح بين 15 إلى 20 ناديا وهذا فقط في أربعة ألعاب، حيث إن الجودو والملاكمة لا توجد في الوقت الحالي، وأشار إلى أننا نمتلك فريقا قويا للمصارعة ولعبة المصارعة تجذب الكثير من الجماهير. وختم حديثه: لدينا لاعبون في الملاكمة، وأشرفنا على بطولة كبيرة قبل حوالي 4 أشهر وشاهدنا لاعبين عمانيين بجودة عالية، وبإمكاننا الوصول باللاعبين إلى العالمية خلال الفترة المقبلة.

همزة وصل

قدم الجلندى بن سالم المسكري طبيب أخصائي في الرياضات القتالية وصاحب نادي مسقط للفنون القتالية شكره للجنة على إقامة المؤتمر الصحفي الذي جاء بمثابة همزة وصل بين المدربين واللاعبين واللجنة والجهات الرسمية لوضع لبنة تأسيس اللجنة والإشراف على تطوير هذه الرياضة وتنظيمها بشكل رسمي خلال المرحلة المقبلة. كما جاء ليوجد المنصة المناسبة لتفعيل الرياضات على المستوى المحلي وكذلك إنشاء البطولات ورعايتها واحتواء اللاعبين وتطوير هذه الرياضة في سلطنة عمان. وتابع: الرياضات القتالية لها تاريخ طويل في سلطنة عمان، والكثير من أبناء الوطن لديهم إنجازات سابقة ويمتلكون خبرات واسعة في هذه الرياضات، مبينا أن اللجنة جاءت لتكون مظلة ومنصة لتوحيد هذه الجهود والخبرات بإشراف كبير، واحتضان ودعم من الجهات الحكومية، واللجنة لديها خطط عمل واضحة ونأمل أن يتم تحقيق جميع الخطط المرسومة.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان والبحرين.. روابط تاريخية متينة ومرحلة واعدة من التعاون المثمر
  • سلطنة عمان والعراق تبحثان تعزيز التعاون في عدة مجالات
  • وزير الرياضة يلتقي مسئولي اتحاد الشرطة الرياضي
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع لجنة الأسواق الناشئة والنامية في أنقرة
  • إنجاز علمي جديد.. سلطنة عمان تعلن عن توثيق "نيزك رجاء".. عاجل
  • إطلاق أول وثيقة تأمين مخصصة للرياضات الجوية
  • لجنة الرياضات القتالية تناقش أنشطة وخطط المرحلة المقبلة
  • سلطنة عمان تدين حادثة الدهس في ألمانيا.. عاجل
  • تراجع معدل الباحثين عن عمل في سلطنة عمان إلى 4.3% حتى نهاية أكتوبر الماضي
  • سلطنة عمان تستثمر فى الذكاء الاصطناعى وتستحوذ على حصة في «أكس أيه آي» الأمريكية